أثناء عملي في إحدى التنظيمات الطلابية داخل حرم العلوم السياسية.......... كثيرا ما أصادف روايات شيقة وأخرى محزنة وأخرى بينهما....... وبعض من تلك الحكايا أنتمي إليها أنا أيضا..........
وأردت أن أنشر لكم بعضا منها علكم تطلعون على بعض من خبايا الحرم الجامعي الأول في الجزائر, باعتباره يعمل على إخراج وبناء كفاءات مستعدة لتحمل أعباء مسئوليتها الريادية وهي السلطة ومقوماتها...........
وسبق أن طرحت موضوع تحرش الأساتذة بطلبتهم....... لكن القضية الآتية نمطا آخر من أنماط الحياة الجامعية التي يحياها طلبة علم وفن الحكم والقيادة...........
هي قصة فتاة أحبت وعانت ويلات ذلك الحب........ سأعرض قصتها على لسانها........
هل لي أن أسميه Влюблюв؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أعني حب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولدت في عائلة محافظة.......... حيث تعلمت الآداب والمبادئ الأساسية التي تؤهلني لأكون من خيرة أفراد المجتمع........كان والدي عاملا بسيطا لكن ذكيا ومتفانيا في شركة وطنية, حيث كان مسئولا عن قسم الصيانة بالشركة الوطنية للنقل العمومي, بينما كانت أمي رحمها الله ربة بيت ممتازة على كافة المستويات......... وكان إخوتي وأخواتي مضرب المثل في الحي والمدينة التي أقطن بها لأخلاقهم وسلوكهم الجيد........
كنت فتاة طموحة جدا.......... بحيث لم يكن هناك حد لأهدافي.......... لأني كنت مملوءة بالنشاط والعزيمة والإرادة والحيوية والحب............ وكنت محط احترام الكل أيضا...........
لقد كان معيار التأدب في المعاملة لدى أسرتي مرهونا بالألفاظ التي أنطق بها........ حيث إن أية لفظة بذيئة وإن كانت تبدو بسيطة لدى غيرنا كانت تعتبر أمرا شريرا وسيئا......
وتعلمت أيضا أن لا أرد الكلام السيئ بمثله لأن ذلك يعني انحطاط مستواي.........
وتعلمت أيضا أن أعامل الكل بطريقة متواضعة بدون رفع الصوت لئلا أؤذي أحدا به............
كما تعلمت أن لا أجرح الناس............ لأني لا أحب فعل شيء أكره أن أتعرض له أيضا.........
وتعلمت عدة أمور لا يمكنني التطرق إليها جميعها.........
المهم...........
كنت محط إعجاب الجميع.......... لكوني كنت متخلقة........ متميزة........... ناجحة........... طموحة.........
وكان الكل يثني علي دون استثناء............
لكن.............
بدأ كتاب جديد في حياتي تمنيت لو أنني لم أعشه أو كانت لدي وسيلة لتغييره.........
فبمجرد أن فزت بشهادة البكالوريا.......... بدأت أحلامي تتسع.......... وبدل أن أدرس الأدب العربي الذي كنت أعشقه..... اخترت بدله العلوم السياسية لأن فكري ذهب بعيدا...........
وحدث الأمر......... سجلت في تخصص العلوم السياسية ودخلت الكلية من بابها الواسع كما يقال...........
ومر العام الأول في سلام...........
وفي العام الثاني بدأت التغيرات تحدث من حولي دون أحس............ لقد بدأت شيئا فشيئا أفقد سيطرتي على نفسي وأفقد تركيزي وثقتي بنفسي........
لقد تعرفت على صديقات كثيرات لكنني اخترت واحدة فقط.......... داومت على الوفاء والإخلاص لها....... فقط لأني اعتقدت بأنها الصديقة المثالية والجيدة التي كنت أبحث عنها.......
لكن الزمن أوضح العكس....... لأنها لم تكن يوما مثالا لطالبة يحتذى بها........ لأن العلم يجعل رواده يتواضعون ويحترمون أنفسهم والآخرين.......... لكن هي على العكس..........
فقد كانت تتحدث بألفاظ سوقية أمام الأساتذة وغير الأساتذة...... تقوم بتصرفات غير لائقة ومحرجة في كثر من الأوقات..... بدون وضع أدنى اعتبار لأحد منهم........
وكلما نصحتها بالتخلي عن مثل هذه التصرفات كانت تنزعج وتقول لي........ لا أحد له الحق بتقييم تصرفي........ أتصرف كما يحلو لي............ أي أنها مثل أي شخص غير متعلم (من العامة)........ لا تتميز عنهم في شيء رغم ثقافتها.......
رغم ذلك بقيت وفية لتلك الفتاة.......... الصديقة التي لا تقبل بالنصيحة...........
وفي أثناء ذلك بدأت بعض المشاعر الغريبة تتسلل إلى قلبي...........
آخ.......... أنا مغرمة........... ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد عشقت............ أستاذا لي........... هل يمكن أن أسميه حبا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد درسني السنة الأولى........ وكنت معجبة به........... لكن كأستاذ فقط...........
وفي السنة الثانية بدأت أتعلق به شيئا فشيئا.......... فقد بدأت ألاحظ وجوده في الكلية........ رغم أنه كان موجودا في السابق هناك........ لكني لم أكن ألحظه.......... أليس هذا علامة على الحب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توالت الأيام وبدأت مشاعري اتجاهه تتوثق دون أن أخبره خوفا من ردة فعله............
كانت كل تصرفاته تجعلني أتخيل أنه يكن لي نفس المشاعر........ عدة أمور جعلتني اعتقد ذلك...... لكني لم أحاول البوح عما في صدري له خوفا منه أيضا.........
في السنة الثالثة....... كنت جالسة في مقعدي داخل القسم وإذا به يدخل ليعلم القسم بأنه سيدرسه.......
تفاجأت وفرحت في نفس الوقت........ سأراه باستمرار دون اختلاق الأعذار في كل مرة.......... لأنه أستاذي........
ومرت الأيام والشهور وأنا أعيش حلما كبيرا......... ثم استيقظت على خبر خيب أملي رغم أنه كان علي الأخذ به من الأول.... حبيبي متزوج ولديه عائلة..........
أردت أن أنساه....... لأني مثلما لا أريد أن تأخذ امرأة أخرى زوجي فأنا لا أريد ذلك أيضا لتلك المرأة وكذلك فلا أعتقد أني في مكانة مهمة لأنافسها حتى لو أردت.......... فقد قيل لي بأنها أستاذة لامعة وفاتنة ووووووو...........
كيف لي أن أقارن نفسي بها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على كل بدأت وبمساعدة زميلتي بعمليات حثيثة لنسيانه............. وفشلت............
انتقلت للسنة الرابعة ومازلت متعلقة به........
ماذا فعلت لنسيانه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قمت بإثارة غيظه عبر الإنترنت حيث كان يرفض التواصل معي ويتحجج بالأعمال الكثيرة التي لديه...... لكني كشفت العكس حين راسلته باعتباري طالبة أخرى........ رد علي بسرعة........
وكشفت له حقيقة هويتي وانزعج......
أحسست بالذنب واعتذرت وأخبرته بطريقة غير مباشرة بأني أحبه عن طريق قضية بين الشمس والبحر........... باعتباري الشمس وهو البحر......
لكن بعد فترة علمت بأنه على علاقات غرامية مع الكثيرات..... واحدة أرتني رسائل منه لها.......... أخرى أسمعتني بعضا مما كان يقوله لها......... لكن الفاجعة أنني سمعت صوته في هاتفها وهو يغازلها........... ألم يكن هو أيضا؟؟؟؟؟؟؟؟
بعثت له برسالة أخرى من إيميل آخر بشخصية أخرى........ لكن أعتقد أنه اكتشف الأمر لأنه لم يعد يتواصل معي........
ذهبت قصد مواجهته........ لكنه رفض التحدث إلي........ حتى إنه لم ينظر إلي.......... فأحسست بأني لاشيء.......
ومعه حق........ من أنا لأحكم على تصرفاته....... كان أستاذي وفقط....... بالغت في تصوراتي كثيرا......... لقد كان ممتشق الطول....... عريض الكتفين.......... وسيما.......... بشوشا............ صارما لكنه لطيف في نفس الوقت......
لقد كان الوحيد الذي أرتاح في حضرته....... الوحيد الذي أستطيع التحدث إليه عن تعبي وانشغالاتي........ كان يسمعني بكل اهتمام ولا يمنحني أي إحساس بالإنزعاج أمامي........
لكني ضيعت هذا الأمر أيضا..........
صار لا يحب رؤيتي...... لا يضع لي أية قيمة........ يكرهني ويحتقرني...........
ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم أعد أستطيع تحمل نظراته الكارهة لي...........
كيف لي أن أخرج من كليتي وهو غاضب مني وغير راض عني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لقد جرحته كثيرا........... وأهنته وما كان يجب علي فعل ذلك......
لن ألومه بل ألوم نفسي على كل ما حدث...........
لقد قلت له في إحدى المرات أني أكره هذه الكلية لأنها بؤرة توتر........... لكني عنيت العكس........ لأنها أجمل ذكرى في حياتي.......... رغم كل الآلام التي عانيتها هناك...........
كيف لا وأجمل حب وجدته هناك......... أحلى منام راودني هناك............
لقد قلت له أنه لا يختلف عن الأساتذة الآخرين الموجودين بالكلية........... وعنيت بهذا تكبره وتجريحه للطلبة......... لكنه فهم الأمر من باب الرشوة والفساد............ فقال لي: لن أسامحك أبدا............
أنا كنت بحاجة له كثيرا هذه الأيام العصيبة التي مررت بها.......... لكنه لم يكن موجودا........ كما أنه لم يكن يأتي للكلية القديمة إلى في الضرورة القصوى يومان فقط......... أما في الكلية الجديدة فلم أتفقده هناك لأني أعرف النتيجة.......
أشعر يوميا بالوحدة بدونه.......... أصاب بالكآبة طيلة الوقت......... وكل من حولي لاحظوا ذلك........
أصبحت شاحبة طيلة الوقت........ لا آكل ولا أنام كثيرا........... أشرد دائما........ لا أتحدث نهائيا........ غابت الابتسامة عن شفتي.......... أبكي كثيرا............
تعبت كثيرا من الأمر وقد طال............. فما الحل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل أسمي هذا Влюблюв حبا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟