من يوميات المجنون

دفعت باب الكافيتيريا بيدها
تحمل بيدها مجموعة من الكتب البالية
يا الهي امازال هناك من يقرأ الكتب ؟
نظرت الى ساعتي كانت تشير الى الساعة الثامنة و النصف
الكافيتيريا فارغة لا تجمع سوانا
انا و هي و كهل يقرأ جريدة الصباح
حملت هاتفي بين يدي تارة انظر الى هاتفي
و تارة انظر اليها
اراقبها دون ان تنتبه
اما هي فكانت عينيها تاكلان الكتاب
و شفتيها الورديتين تلتهمان قطعة الكعك الطرية
و ترتشفان من كوب العصير

الجو معتدل
نهار رائع
و هي اروع
كنت اتمنى ان التقي من هي مثلها
فتاة عصرية
بنكهة الاصالة
ترتدي مثل قريناتها
جميلة مثل قريناتها
انيقة مثل قريناتها
لكنها لا تحمل الكتب البالية مثل قريناتها
بصراحة قبل اليوم لم تجذبني فتاة محجبة
لكن هي
كانت مختلفة
انيقة بحجابها
تمزج الالوان كمن تمزج ورودا في باقة مميزة


دخلت صراعا نفسيا
هل اتقدم ؟
هل اطلب رقم هاتفها ؟
هل اندفع ؟

انا الذي ارفض ان اضع نفسي في مواقف محرجة
و ان ابدو متطفلا على فتاة ما
ربما لها حبيب
ربما هي مخطوبة
ربما متزوجة رغم انها لا تبدو كذلك


وقفنا جانب بعضينا كي ندفع الحساب
سمحت لها ان تدفع اولا
شكرتني بابتسامة


او بالاحرى سحرتني بابتسامة

ابتسامتها شجعتني كي اتقدم منها اكثر

خرجت

لحقت بها دون ان افكر

قلت لها صباح الخير آنستي
كنت اعتقد ان من في سنك لا يقرأون الكتب القديمة ؟

قالت ربما حان الوقت لتغير اعتقادك

من اين اشتريت هذه الكتب ؟

قالت كن صريحا اتريد ان تتعرف علي انا ام من اين اشتريت الكتب ؟


قلت لها

اريد الاثنين


قالت المكتبة تجدها في آخر شارع ضيق من هذا الحي
ان تهت اسال عن البائع
عمو مجيد

الكتب تجدها باسعار بخسة
لا تتجاوز الخمس دينار

قلت لها و انت ؟
اين اجدك ان تهت ؟
و من اسال عنك ؟

ابتسمت ثم قالت
سجل رقم هاتفي



و سجلت رقم هاتفها





كتبت يوم 29 مارس 2010



ساكتب المزيد
و التتمة ان لقيت منكم التشجيع


عصام