مقدمة
هي قارة تحمل الكثير في جوفها من تعدد سواء فيما يخص الإنسانية من معتقدات, لغات وأعراق.. أو فيما تشمله الطبيعة من ثروات على اختلافها, فاستحقت لقب خزان العالم.
هي تلك القارة التي تحوي أغلب –إن لم نقل كل- تناقضات العالم, بما تتميز به دولها من سمات في الجغرافيا, التاريخ, السكان والثقافات رغم أن الزنوج والمناخ الحار يطغيان عليها فسميت بالسمراء وكذا السوداء..
هي أولى القارات التي انطلق منها وجود الإنسانية, بتقدير العلماء والمؤرخين فجعلت "الأم الأرض".. وعدت أما للقارات..
هي تلك الكتلة الجغرافية الضخمة التي شغلت تفكير العالم لعظم ما مرت به من ألم ومعاناة وتعب جراء مأساة تكالب الأجانب عليها, لتصل إلى فترة ركعت أمامهم راضخة مرورا بعدة توترات داخلية وخارجية دون امتلاكها للقدرة على دفع أو حتى مقاومة هذه الأزمات المتتالية والخطيرة التي جعلتها في آخر صف من صفوف القارات المتخلفة والضعيفة.
هي "إفريقيا" التي وبفضل تجاربها القديمة والحديثة تقبع ليس في مصاف القارات المتقدمة ولكن في مقام القارات الأكثر تقهقرا وانهيارا..
هي الآن من بين إن لم تكن الوحيدة التي تعاني من ظواهر لم يعد يتحدث عنها العالم اليوم كالمجاعة, الأمراض, والفتن الداخلية حتى سميت "خريطة الجوع والحروب الأهلية"..
لكن, من أين بدأت إفريقيا السير؟ إلى أين وصلت بالتحديد؟ وما المستقبل الذي ينتظرها؟
ما الذي يحكم المسيرة الإفريقية؟ وهل بإمكانها تفادي أي انزلاق قد يضر بمصالحها؟
ووسط ما مرت به وما يستجد لها هذه الأيام وحسب توقعات المحللين لمختلف المجالات فقد اختلفوا فيما بينهم في الرؤية التاريخية والمستقبلية لها..
حيث يرى بعضهم أن إفريقيا بدأت بنقطة خاطئة نتج عنها ما يحدث لها اليوم ويجعل مصيرها غامضا بسبب عوامل داخلية-خارجية, قديمة وحديثة.
كما يرى البعض الآخر أن مصيبة إفريقيا تكمن في تاريخها ما بعد الاستعماري وبالضبط أزمة السلطة والتدخل الخارجي, لكنها ستعود من الباب الأوسع للتاريخ الذي لا يزال يحفظ لها مكانتها بفضل إمكانياتها المتعددة وإسهاماتها الكبيرة والاستفادة من تجاربها العديدة..
هذا ويرى فريق آخر من العلماء أن إفريقيا تسير بخطى ثابتة نحو الازدهار رغم التدخلات الخارجية الكثيرة والإنزلاقات الداخلية التي تغلق عليها إفريقيا عينيها.
المبحث الأول: خريطة التباين.. بوادر نعمة أم مؤشر نقمة:
تعد إفريقيا أكثر قارات العالم تنوعا وخصبا وانفرادا بسمات لم تتميز بها غيرها من القارات, في كل مجالات الحياة كالطبيعة, المجتمع, والثقافة.
المطلب الأول: عموميات عن إفريقيا..
1-ورقة عن إفريقيا:
أ-لمحة عن القارة السمراء1:
الاسم الكامل: القارة الإفريقية.
الأسماء المعروفة بها: القارة السمراء, خزان العالم, القارة السوداء, وخريطة الجوع والحروب الأهلية.
المساحة: 30.330.000كلم2.
عدد السكان: 720مليون نسمة.
الكثافة: 23ن/كلم2.
عدد الدول: 54دولة (بدون الصحراء الغربية).
أعلى قمة جبلية: قمة جبل الكليمنجارو "5895م".
أطول نهر: نهر النيل "6700كلم2".
عدد الجمهوريات: 51جمهورية.
عدد الممالك: 3ممالك (المغرب, الليسوثو, سوازلندا).
أكبر بحيرة: بحيرة فيكتوريا "68.100كلم2".
أصغر دولة مساحة: السيشل "454كلم2".
أكبر دولة مساحة: السودان "2.505.800كلم2".
أقل دولة سكانا: السيشل "80.469نسمة".
أكثر دولة سكانا: نيجيريا "134.000.000نسمة".
ب-لمحة عن الدول الإفريقية2:
اسم المكان والإقليم مع العلم
المساحة
(km²) التعداد
2009 تقريب الكثافة السكانية
(/km²) العاصمة
شرق أفريقيا:
6,384,904 316,053,651 49.5
بوروندي
27,830 8,988,091
322.9 بوجمبورا
جزر القمر
2,170 752,438 346.7 موروني
جيبوتي
23,000 516,055 22.4 جيبوتي
إريتريا
121,320 5,647,168 46.5 أسمرة
إثيوبيا
1,127,127 85,237,338 75.6 أديس أبابا
كينيا
582,650 39,002,772 66.0 نيروبي
مدغشقر
587,040 20,653,556 35.1 أنتاناناريفو
ملاوي
118,480 14,268,711 120.4 ليلونغوي
موريشيوس
2,040 1,284,264 629.5 بور لويس
مايوته (فرنسا)
374 223,765 489.7 مامودزو
موزنبيق
801,590 21,669,278 27.0 مابوتو
ريونيون (فرنسا) 2,512 743,981(2002) 296.2 سان ديني
رواندا
26,338 10,473,282
397.6 كيغالي
سيشيل
455 87,476 192.2 فيكتوريا
الصومال
637,657 9,832,017
15.4 مقديشيو
تنزانيا
945,087 41,048,532 43.3 دودوما
أوغندا
236,040 32,369,558 137.1 كمبالا
زامبيا
752,614 11,862,740 15.7 لوساكا
وسط أفريقيا:
6,613,253 121,585,754 18.4
أنغولا
1,246,700 12,799,293 10.3 لواندا
الكاميرون
475,440 18,879,301 39.7 ياوندي
جمهورية أفريقيا الوسطى
622,984 4,511,488 7.2 بانغي
تشاد
1,284,000 10,329,208 8.0 إنجامينا
جمهورية الكونغو
342,000 4,012,809 11.7 برازافيل
جمهورية الكونغو الديمقراطية
2,345,410 68,692,542 29.2 كينشاسا
غينيا الاستوائية
28,051 633,441 22.6 مالابو
الغابون
267,667 1,514,993 5.6 ليبرفيل
ساو تومي وبرينسيبي
1,001 212,679 212.4 ساو تومي
شمال أفريقيا:
8,533,021 211,087,622 24.7
الجزائر
2,381,740 35,700,00 14.3 الجزائر
مصر
1,001,450 83,082,869 total, Asia 1.4m 82.9 القاهرة
ليبيا
1,759,540 6,310,434 3.6 طرابلس
المغرب
446,550 34,859,364 78.0 الرباط
السودان
2,505,810 41,087,825 16.4 الخرطوم
تونس
163,610 10,486,339 64.1 تونس
الصحراء الغربية
266,000 405,210 1.5 العيون
الأقاليم الأسبانية والبرتغالية في شمال أفريقيا:
جزر الكناري(إسبانيا) 7,492 1,694,477(2001) 226.2 لاس بالماس دي جران كناريا,
سانتا كروس دي تينيريفه
سبتة(إسبانيا)
20 71,505(2001) 3,575.2 —
جزر ماديرا(البرتغال)
797 245,000(2001) 307.4 فونشال
مليلية(إسبانيا) 12 66,411(2001) 5,534.2 —
أفريقيا الجنوبية:
2,693,418 56,406,762 20.9
بوتسوانا
600,370 1,990,876 3.3 جابورون
ليسوتو
30,355 2,130,819 70.2 ماسيرو
زمبابوي
390,580 11,392,629
29.1 هراري
ناميبيا
825,418 2,108,665 2.6 ويندهوك
جنوب أفريقيا
1,219,912 49,052,489 40.2 بلومفونتين, كيب تاون, بريتوريا
سوازيلند
17,363 1,123,913 64.7 مبابان, لوبانبا
غرب إفريقيا:
6,144,013 296,186,492 48.2
بنين
112,620 8,791,832 78.0 بورتو نوفو
بوركينا فاسو
274,200 15,746,232 57.4 واغادوغو
الرأس الأخضر
4,033 429,474 107.3 برايا
ساحل العاج
322,460 20,617,068 63.9 آبيجان, ياموسوكرو
غامبيا
11,300 1,782,893 157.7 بانجول
غانا
239,460 23,832,495 99.5 اكرا
غينيا
245,857 10,057,975 40.9 كوناكري
غينيا بيساو
36,120 1,533,964 42.5 بيساو
ليبيريا
111,370 3,441,790 30.9 مونروفيا
مالي
1,240,000 12,666,987 10.2 باماكو
موريتانيا
1,030,700 3,129,486 3.0 نواكشط
النيجر
1,267,000 15,306,252 12.1 نيامي
نيجيريا
923,768 149,229,090 161.5 أبوجا
سانت هيلينا
410 7,637 14.4 جيمس تاون
السنغال
196,190 13,711,597 69.9 داكار
سيراليون
71,740 6,440,053 89.9 فريتاون
توغو
56,785 6,019,877 106.0 لومي
المجموع 30,368,609 1,001,320,281 33.0
مناطق أفريقيا: ██ شمال أفريقيا ██ غرب أفريقيا ██ وسط أفريقيا ██ شرق أفريقيا ██ أفريقيا الجنوبية
ج-تأصيل إفريقيا3:
*أصل التسمية: لقد أطلق اسم أفري على العديد من البشر كانوا يعيشون في شمال أفريقيا بالقرب من قرطاج.ويرتبط اسمهم باللفظة الفينيقية أفار بمعنى"غبار"، إلا أن إحدى النظريات قد أكدت في عام 1981، أن الكلمة نشأت من الكلمة البربرية إفري أو إفران، وهي تعني الكهف، في إشارة إلى سكان الكهوف. ويشير اسم أفريقيا أو إفري أو أفير إلى قبيلة بنو يفرن البربرية التي تعيش في المساحة ما بين الجزائر وطرابلس (قبيلة يفرن البربرية). في العصر الروماني، أصبحت قرطاج عاصمة إقليم أفريقيا، والذي كان يضم الجزء الساحلي ما يعرف اليوم بليبيا.أما الجزء الأخير من الكلمة "-قا" فهو مقطع يلحق بآخر الكلمات الرومانية، ويعني "بلد أو أرض". ومما حافظ على الاسم في أحد أشكاله أيضا، إطلاقه على مملكة إفريقيا الإسلامية التي نشأت في وقت لاحق، تونس حاليًا.
*أصول أخرى مفترضة لاسم "أفريقيا" القديم: في القرن الأول، أكد المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسفوس في (Ant. 1.15) أن الاسم كان لإفير، أحد أحفاد إبراهيم عليه السلام العهد القديم "التوراة" 25:4، وقد أدعى المؤرخ أن أحفاد إفير قد غزوا ليبيا. وقد ذٌكرت الكلمة اللاتينية أبريكا بمعنى "مشمس" في كتاب الأصول لإيزيدور إشبيلية الجزء الرابع 5.2. أما الكلمة اليونانية أفريكا وهي تعني "بلا برودة". وهذا ما رجحه المؤرخ ليو أفريكانوس (1488- 1554)، الذي رجح أن التسمية جاءت من الكلمة اليونانية فيريك (φρίκη، والتي تعني البرودة والرعب) مضافًا إليها المقطع الذي يعبر عن النفي "-a" وهو يلحق بأول الكلمة في إشارة إلى أرض خالية من البرودة والرعب. وقد رحج ماسي في 1881 أن أصل الكلمة مستمد من الكلمة المصرية أف-رويـ-كا، وهذا يعتبر انتقالاً بالمعنى إلى فتح ال "كا".أما الـ"كا" فهي تعني القوة المضاعفة لكل إنسان، وتشير فتح الـ "كا" إلى الرحم أو مكان الميلاد.فأفريقيا كانت بالنسبة للمصريين هي "أرض الميلاد" أو "الوطن الأم". ويذكر أن الاسم الإيرلندي المؤنت Aifric، عند نطقه باللكنة الإنجليزية ينطق أفريكا، إلا أن الاسم المذكور لا علاقة له بالاسم ذا الميزة الجغرافية.
د- التاريخ الإفريقي: مرت إفريقيا بعدة فترات, قطعت فيها أشواطا كبيرة عرفت فيها تغيرات كثيرة إلى أن أخذت شكلها ومكانتها الحالية. *العصر الحجري القديم:
في بداية حقب العصر الوسيط، كانت قارة أفريقيا تشكل مع قارات الأرض الأخرى "قارة بانجايا" (قارة عظمى كانت موجودة قديما) Pangaea. وقد شاركت قارة أفريقيا هذه القارة العظمى نسبياً في مجموعة الحيوانات الموحدة التي كانت تعيش في تلك الحقبة الزمنية، والتي تسيطر عليها حيوانات من فئة ديناصورات الثيروبودا، وديناصورات prosauropods، وفئة الديناصورات البدائية ornithischian، وذلك بحلول نهاية الحقبة الترياسية. وقد وُجدت حفريات تنتمي إلى أواخرالحقبة الترياسية في جميع أنحاء أفريقيا، إلا أنها أكثر شيوعًا في الجنوب والشمال. ويعتبر ظهور علامات الانقراض من الأحداث أن أطوار الحياة في أفريقيا خلال هذه الحقبة زمنية لم يتم دراستها دراسة وافية. تعتبر الطبقات المنتمية إلى أوائل الحقبة الجوراسية موزعة بطريقة مشابهه لطبقات أواخر الحقبة التريسسية، بالإضافة إلى النتوءات الأكثر شيوعا في الجنوب، والطبقات المتحجرة الأقل شيوعًا، والتي تسود من خلال مسارات متجه نحو الشمال.وبمرور الوقت خلال الحقبة الجوراسية، تكاثرت في أفريقيا مجموعات كبيرة ومميزة من الديناصورات مثل السواروبودات والأورنيثوبودات. لم يتم تمثيل الطبقات التي تنتمي للحقبة الجوراسية الوسطى في أفريقيا أو دراستها دراسة وافية. كما أن تمثيل طبقات الحقبة الجوراسية المتأخرة أيضًا جاء ضعيفًا بصرف النظر عن مجموعة حيوانات التندجورو المذهلة في تنزانيا. وتتشابه حياة حيوان التندجورو في أواخر الحقبة الجوراسية مع التندجورو الذي تم اكتشافه في تشكيل موريسون في الشمال الغربي من أمريكا. وقد انفصلت جزيرة مدغشقر عن أفريقيا في منتصف الحقبة الوسيطة منذ حوالي 150 -160 مليون سنة، إلا أنها بقيت مرتبطة بالهند وباقي اليابسة في قارة جوندوانان. وتشمل مدغشقر حفريات لحيوانات الأبلصورات، والتيتنصورات. ثم وقت لاحق، في بداية العصر الطباشيري، انفصلت اليابسة التي تضم مدغشقر {والهند عن باقي قارة جوندوانان. وبحلول نهاية العصر الطباشيري، انقسمت مدغشقر عن الهند بشكل دائم ومستمر إلى أن وصلت إلى تكويناتها الحالية. على النقيض من مدغشقر، ظلت المساحة الأساسية لأفريقيا مستقرة في موقعها بشكل نسبي خلال الحقبة الوسيطة. على الرغم من استقرار الموقع، إلا أن ثمة تغييرات كبيرة حدثت في ترابطها مع أجزاء اليابسة الأخرى، حيث أن الأجزاء الباقية من قارة بانجيا كانت آخذه في التفكك. وبحلول بداية الحقبة الأخيرة من العصر الطباشيري، انفصلت أمريكا الجنوبية عن أفريقيا، مما أدى إلى اكتمال النصف الجنوبي من المحيط الأطلنطي. وكان لهذا الحدث تأثيرًا كبيرًا على المناخ العالمي، بفعل تغير مسارات تيارات المحيط. وفي أثناء العصر الطباشيري كانت أفريقيا مأهولة بالألوصورويدات والسبينوصوريدات، بما فيها الديناصورات الكبرى آكلة اللحوم. أما التيتنوصورات فهي من الحيوانات آكلة العشب في النظام البيئي القديم. وتعتبر المواقع التي تنتمي إلى العصر الطباشيري أكثر شيوعًا من 1-عبد الحميد عبدوس وآخرون, قاموس دول العالم, نبذة تاريخية وجغرافية, ص3. 2-3-الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
المواقع التي تنتمي إلى الحقبة الجوراسية، إلا أنها لا يمكن تحديد تواريخها بواسطة المقاييس التي تعمل بأشعة الراديو، مما يجعل أمر تحديد العصور التي ترجع إليها هذه المواقع صعبًا. يقول لويس جاكوب الباحث في علم الإنسان القديم وتطوره، والذي قضى وقتا في القيام بالعمل الميداني في ملاوي،أن الطبقات الأفريقية "تحتاج إلى المزيد من العمل الميداني"، وسوف يثبت أنها "... أرضا خصبة الاكتشاف".
*ما قبل التاريخ:
لوسي ،هيكل عظمي لحيوان أسترالوبيثيكوس أفارنيسيس تم اكتشافه في 24 نوفمبر عام 1974 في وادي أواش في مجاهل أفار في أثيوبيا. ويعتبر معظم الباحثين في علم الإنسان القديم وتطوره، أن أفريقيا أقدم المناطق المأهولة بالسكان على وجه الأرض، حيث كان يسكنها أنواعا بشرية منشأها القارة. وقد اكتشف الباحثون في علم الإنسان، في منتصف القرن العشرين، العديد من الحفريات والأدلة على الوجود البشري ربما منذ سبعة مليون سنة. وقد تم اكتشاف بعض الحفريات لأنواع يعتقد أنها لسلالات من القردة العليا الشبيهة بالإنسان، حيث يعتقدون أنها تطورت إلى الإنسان الحديث، مثل الأسترالوبيثكس أفرينسيس (وتم تقدير التاريخ الذي يرجع إليه بمقاييس أشعة الراديو إلى 3,9 - 3,0 مليون سنة قبل الميلاد) والبارنثروبوس بويسي (حوالي2,3-1,4 مليون سنة قبل الميلاد)، وهومو إيرجستر (حوالي1,9 مليون - 600,000سنة قبل الميلاد). طوال الفترة التي عاشتها البشرية ما قبل التاريخ، لم يكن يقطن أفريقيا (مثلها مثل القارات الأخرى) أي أمة ذات استقرار، وإنما كان يسكنها جماعات من الصيادين مثل خوي وسان. وبانتهاء العصر الجليدي، (تقريبًأ10,500 سنة قبل الميلاد) كانت الصحراء قد تحولت مرة أخرى لتكون وادي أخضر خصب، وعاد السكان الأفارقة من المرتفعات الداخلية والساحلية إلى جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.وبالرغم من ذلك، فإن المناخ الدافئ والجاف يعطي انطباعًا بأنه بحلول عام 5000 قبل الميلاد أصبحت المنطقة الصحراوية جافة وغير مناسبة للعيش فيها بشكل متزايد.مما أدى إلى هجرة السكان من المنطقة الصحراوية إلى وادي النيل أسفل الشلال الثاني حيث قاموا بتكوين مستوطنات دائمة وشبه دائمة.وقد حدث آنذاك ركود مناخي كبير، أدى إلى تقليل سقوط الأمطار الغزيرة والمستمرة على وسط وشرق أفريقيا.منذ ذلك الوقت سادت ظروف الجفاف في شرق أفريقيا، وعلى نحو متزايد خلال ال200سنة الأخيرة، في إثيوبيا. وقد ساعدت تربية الماشية في أفريقيا على الزراعة، وفيما يبدو أنها تواجدت جنبًا إلى جنب مع الحضارات التي قامت على الصيد.ومن المذهل أن الأبقار كانت مستأنسة وكانت تتم تربيتها في شمال أفريقيا منذ عام 6000 قبل الميلاد. وفي بيئة صحراء وادي النيل المركبة، قام السكان باستئناس العديد من الحيوانات، بما في ذلك حمار التحميل، والماعز الصغير ذا القرن والذي كان شائع الانتشار في المنطقة من الجزائر إلى النوبة. وفي عام 4000 قبل الميلاد أصبح مناخ الصحراء أكثر جفافا، وتم ذلك على نحو سريع للغاية. وقد أدى هذا التغير المناخي إلى تقلص البحيرات والأنهار بشكل كبير، وأدى ذلك زيادة ظاهرة التصحر.وهذا، بدوره، أدى إلى انخفاض مساحة الأراضي المستوطنة، وساعد على الهجرة الجماعات التي كانت تعيش على الزراعة إلى المناطق المناخ الأكثر استوائية في غرب أفريقيا. وبحلول الألفية الأولى قبل الميلاد، كانت الأعمال الحدادة قد استحدثت في شمال أفريقيا وانتشرت بشكل سريع عبر الصحراء إلى المناطق الشمالية من صحراء جنوب أفريقيا، وبحلول عام 500 قبل الميلاد بدأ تصنيع المعادن أمرا شائعا في غرب أفريقيا. وبحلول عام 500 قبل الميلاد تقريبًا كانت أعمال الحدادة قد استقرت بشكل كامل في العديد من مناطق شرق وغرب أفريقيا، بالرغم من أن أعمال الحدادة لم تكن قد بدأت في مناطق أخرى حتى القرون الميلادية الأولى. وقد تم اكتشاف أواني وأغراض نحاسية من مصر، وشمال أفريقيا، والنوبة، وأثيوبيا، والتي يرجع تاريخها إلى 500 عام قبل الميلاد تقريبا، مما يعزز فكرة تواجد شبكات تجارة عبر الصحراء آنذاك.
*أوائل الحضارات:
بدأت كتابة أولى صفحات سجل التاريخ، منذ 3300 قبل الميلاد تقريبًا في شمال أفريقيا ببذوغ نجم الحضارة الفرعونية في مصر القديمة. وهي تعد واحدة من أقدم وأطول الحضارات بقاءً. فقد كان للحضارة المصرية تأثيرًا على المناطق الأخرى بمستويات متفاوتة حتى عام 343 قبل الميلاد. فقد وصل تأثير الحضارة المصرية غربًا إلى "ليبيا حاليا"، ووصل إلى كريت وكنعان شمالًا، ومملكة أكسوم والنوبة جنوبًا.وقد تكٌّون مركز مستقل للحضارة يتمتع بعلاقات تجارية مع فينيقيا في قرطاج على الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا. وقد بدأ الاستكشاف الأوروبي لأفريقيا من خلال الحضارات الرومانية واليونانية القديمة.وفي عام 332 قبل الميلاد رحبت مصر بالأسكندر الأكبر باعتباره محرر مصر من الاحتلال الفارسي على مصر.وقد أسس الإسكندرية في مصر، والتي أصبحت عاصمة مزدهرة لسلالة البطالمة الحاكمة بعد وفاته. وعقب احتلال الإمبراطورية الرومانية للمناطق المطلة على البحر المتوسط في شمال أفريقيا، أصبحت المنطقة خاضعة اقتصاديا وثقافيًا للنظام الروماني.وقد احتل الاستيطان الروماني المنطقة التي تغطي تونس حاليا وأماكن أخرى بطول الساحل.وقد انتشرت المسيحية عبر هذه المناطق من فلسطين عن طريق مصر، حتى تخطت حدود الدولة الرومانية جنوبًا إلى النوبة، واستطاعت أن تصل إلى إثيوبيا بحلول القرن السادس الميلادي. وفي أوائل القرن السابع الميلادي، اتسعت الخلافة العربية الإسلامية حتى وصلت إلى مصر، ثم تابعت حتى وصلت إلى شمال أفريقيا.وفي وقت قصير، استطاعت النخبة الملحية من البربر الاندماج مع القبائل العربية المسلمة. عندما سقطت دمشق عاصمة الأمويين في القرن الثامن الميلادي، انتقل مركز الحضارة الإسلامية في حوض البحر المتوسط من سوريا إلى القيروان في شمال أفريقيا.وقد اتسمت الدولة الإسلامية في شمال أفريقية بالتنوع، فهي مركز للصوفيين، والعلماء، والفقهاء والفلاسفة.وخلال هذه الفترة المذكورة آنفًا، انتشر الإسلام في صحراء جنوب أفريقيا، من خلال طرق التجارة والهجرة بشكل أساسي.
*من القرن التاسع وحتى القرن الثامن عشر:
مصنوعات برونزية من القرن التاسع في إجبو أوكوا، حاليا في المتحف البريطاني. كانت أفريقيا في فترة ما قبل الاستعمار تتضمن العديد من الدول والحكومات المختلفة التي وصل عددها إلى 10,000 دولة وحكومة، يتميزون من خلال العديد من المؤسسات والأنظمة السياسية المختلفة. وتشمل هذه الأنظمة نظام مجموعات العائلة الصغيرة للصيادين، مثل السان في جنوب أفريقيا؛ ومجموعات أكبر، وهي مجموعات أكثر تنظيمًا مثل عشيرة المتحدثين بلغة البانتو في وسط وجنوب أفريقيا، ومجموعات العشائر الأكثر تنظيما في منطقة القرن الأفريقي، الممالك الساحلية الكبرى، ومدن وممالك تقوم على نظام الحكم الذاتي مثل عشيرة يوروبا وأفراد عشيرة إجبو في غرب أفريقيا، ومدن "السواحلي" للتجارة الساحلية في شرق أفريقيا. بحلول القرن التاسع الميلادي تمددت إحدى الأسر الحاكمة، وهي تتضمن بدايات نظام الهوسا الحاكم وانتشرت في مناطق السافانا جنوب الصحراء الكبرى من المناطق الغربية إلى وسط السودان.وكانت غانا وجاو وإمبراطورية أقوى هذه الدول.ثم ضعفت غانا في القرن الحادي عشر، إلا أنها نجحت بمساعدة إمبراطورية مالي التي دعمت الكثير من مناطق غرب السودان في القرن الثالث عشر الميلادي.واستقبلت كنيم الإسلام في القرن الحادي عشر. وقد استطاعت بعض الممالك المستقلة في مناطق الغابات الواقعة على الساحل الغربي من أفريقيا أن تنمو وتتطور تحت تأثير ضئيل من الشمال المسلم.وقد تأسست مملكة نري من عشيرة إجبو في القرن التاسع تقريبا، حيث كانت واحدة من أولى الممالك التي تأسست.كما أنها واحدة من أقدم الممالك التي قطنت المنطقة التي تعرف اليوم بنيجيريا، وكان يحكمها "إيز نري" (أو حاكم نري). وتشتهر مملكة نري بمقتنياتها البرونزية المتقنة، التي وجدت في مدينة إجبو أوكوو وتعود هذه المقتنيات البرونزية إلى القرن التاسع الميلادي. وتعتبر إيف تاريخيا هي أولى دول أو ممالك اليوربا هذه، وقد تأسست حكومتها تحت قيادة أوبا المقدس (وأوبا كلمة تعني "ملك" أو "حاكم" بلغة اليوربا)، ويطلق عليه أوني إيف.ومن الملاحظ أن إيف تعتبر أحد المراكز الثقافية والدينية الكبرى في أفريقيا، وهي تشتهر بنحت وتشكيل البرونز وهو تقليد طبيعي فريد.أما نموذج الحكم في إيف فهو نظام "أويو"، ويطلق على ملوكه أو حكامه "ألافينز أويو" بمجرد أن يقوموا بحكم عدد كبير من المدن أو الممالك الأخرى التي تنتمي لعشيرة اليوربا أو التي لا تنتمي لتلك العشيرة. وتعتبر مملكة داهومي الفونية هي إحدى الممالك التي لا تنتمي لليوربا ويحكمها نظام "أويو". أما المرابطين، فهي إحدى سلالات البربر الحاكمة القادمة من الصحراء، وقد بلغ انتشارها نطاق واسع في شمال غرب أفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية خلال القرن الحادي عشر. ويعتبر بنو هلال وبنو معقل جماعة من قبائل العرب البدو من شبه الجزيرة العربيةالذين هاجروا غربًا عبر مصر في الفترة ما بين القرن الحادي عشر والثالث عشر.وقد أدت هجرتهم إلى حدوث اندماج بين العرب والبربر، ففي حين تم تعريب السكان المحليين (البربر)، استطاعت الحضارة العربية أن تتشرب بعض عناصر الحضارة المحلية، في إطار الهيكل الموحد للإسلام.
بعد انهيار مالي، استطاع أحد القادة المحليين، وهو يدعى سٌنِّي على (1464- 1492) أن يقوم بتكوين إمبراطورية سونغاي في وسط النيجر وغرب السودان، وسيطر على التجارة عبر الصحراء.استولى علي تمبكتو في 1468 وجين في عام 1473، وقام بتأسيس نظامه على عائدات التجارة، بالإضافة إلى تعاون التجار العرب. وقام خليفته أسكيا محمد (1493 - 1528) بجعل الإسلام هو الدين الرسمي، وقام ببناء المساجد، جلب العلماء إلى جاو بما فيهم الماغيلي (المتوفي عام 1504) وهو واضع إحدى الدراسات السودانية الأفريقية الإسلامية تقليدية الهامة. وبحلول القرن الحادي عشرن كانت بعض دول الهوسا قد تطورت، ومنها كانو، وجيجاوا، وكاتسينا، وجوبير، وأصبحت مدنًا قادرة على الانخراط في التجارة، وخدمة القوافل، وتصنيع البضائع.حتى القرن الخامس عشر كانت هذه الدول الصغيرة دولًا على هامش الإمبراطوريات السودانية الكبرى، يقومون بدفع الضرائب إلى سونغاي عن الغرب، وإلى كنيم - بورنو عن الشرق.
إفريقيا ورحلة البحث عن أمل الاستقرار....... ج2.........
2إفريقيا طبيعة ساحرة واقتصاد واعد..
قيا. عندما جاء الأوروبيون للتعرف على مدى الامتداد الحقيقي للقارة، اتسعت فكرتهم عن أفريقيا بزيادة معرفتهم لها. ومن الناحية الجيولوجية، تضم أفريقيا شبة الجزيرة العربية وجبال زاجوس ف1 أ-الجغرافيا الإفريقية: تمتاز القارة الإفريقية عن غيرها من القارات بتنوعها الكبير في المناخ والتضاريس والتوزيع الطبيعي للمناطق والأقاليم.
، فهم كانوا يقولون أن أفريقيا تقع غرب مصر، بينما كانوا يستخدمون كلمة "آسيا" للإشارة إلى بلاد الأناضول والبلاد الواقعة في الشرق.وهناك خط محدد بين القارتين رسمه بطوليمي العالم الجغرافي (85-165 م)، مشيرًا إلى الإسكندرية أنها تقع بطول خط الطول الرئيسي. وجعل برزخ السويس والبحر الأحمر هما الحدود بين آسيا وأفري ي إيران، وهضبة الأناضول في تركيا، في
*الموقع والمساحة: أفريقيا هي ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، وتأتي في المرتبة الثانية بعد
آسيا.وتبلغ مساحتها 30,3 مليون كيلومتر مربع (11,7
1-الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
مليون ميل مربع)، وتتضمن هذه المساحة الجزر المجاورة, وهي تغطي 6% من إجمالي مساحة سطح الأرض، وتشغل 20,4 من إجمالي مساحة اليابسة. ويبلغ عدد سكان أفريقيا مليار نسمة (وفقا لتقديرات 2009،)، يعيشون في 61 إقليم، وتبلغ نسبتهم حوالي 14,8% من سكان العالم. ويحد القارة من الشمال البحر المتوسط، وتحدها قناة السويس والبحر الأحمر من جهة الشمال الشرقي، بينما يحدها المحيط الهندي من الجنوب الشرقي والشرق، والمحيط الأطلنطي من الغرب. بخلاف المنطقة المتنازع عليها من الصحراء الغربية، تضم القارة 54 دولة، بما في ذلك جزيرة مدغشقر وعدة مجموعات من الجزر، والتي تعتبر ملحقة بالقارة. ووفقا للرومان القدماء المكان الذي تم فيه اصطدام التكوين الأفريقي بأوراسيا.وقد توحدت السمات الجغرافية الطبيعية للمنطقة بتوحد الطبيعة الاستوائية الأفريقية مع الصحراء العربية في الشمال. كما وحدت عائلة اللغات الأفروآسيوية البلاد التي تقع في الشمال، من حيث اللغة.
*التضاريس: تختلف قارة إفريقيا عن بقية القارات حيث تمثل في معظمها هضبة عالية مما جعل مظهرها التضاريسي فريدا بالقياس إلى قارات العالم الأخرى، حيث تعتبر تنوع تضاريسها مذهلا فغاباتها وبحيراتها وشلالاتها وأنهاها وجبالها وصحاريها نادرة المثال. يوجد مساحات مسطحة تمثل سهولا عليا وكذلك هضبة البحيرات العظيمة التي تكون أراضي زراعية خصبة مرتفعة تتخللها بعض العقد الجبلية المنفردة على هيئة مخاريط بركانية ضخمة، كما تنتشر بعض المناطق السهلية على هوامشها كسهل الكونغو وسهل جنوب السودان. ومما لا شك فيه أن الموقع الجغرافي للقارة الإفريقية بالنسبة لدوائر العرض وعلاقتها المكانية بالنسبة إلى كتلة أوراسيا (أوروبا وآسيا) وعدم وجود تعرجات على سواحلها قد أدى إلى بروز أكبر ظاهرة صحراوية في العالم وهي الصحراء التي تعرف باسم الصحراء الكبرى ، ولكن الحال يختلف في القسم الجنوبي من القارة الأفريقية حيث توجد به عدة أحواض نهرية رئيسية كحوض الكونغو والأورنج والزمبيزى والتي تجرى مياهها الغزيرة في هضاب مرتفعة يزيد ارتفاعها أحيانا على (2240 م) في بعض المواقع وتنحدر نحو الساحل بانحدارات شديدة. وتنتشر في الصحراء الكبرى قمما وهضابا عالية وبشكل متميز (جبال الحجارة في جنوب الجزائر وكثلة تيبستي وقممها بركانية ساكنة وجبال أكاكاوس والهروج السود والعوينات في ليبيا وكتلة دارفور في الجنوب الغربي للسودان. يعتبر النشاط البركاني في أجزاء كبيرة من القارة الأفريقية مسئولا عن تراكم العديد من القمم الجبلية العالية كجبال الكامرون ( 4046 م) وجبل كلمنجارو ( 5895 م) في تنزانيا وجبل كينيا (5199 م) وتصل قمة جبل الجون ( 4296 م) وفي أقصى الجنوب من القارة جبال دار كنز برج في ليسوثو ( 3461 م) . ويعتبر الوادي المتصدع الكبير أحد الملامح البارزة في طبوغرافية أفريقيا، ويتشكل من وديان متصدعة بقشرة الأرض . ويبدأ الوادي من سوريا في آسيا ليمتد جنوبا ويمر البحر الأحمر ليخترق أفريقيا عند منخفض عفار علي ساحل إريتريا و جيبوتي ويتجه حتى يصل ساحل جنوب موزنبيق. ويوجد بحيرات في شرق وغرب الوادي المتصدع من بينها بحيرات منابع نهري الميل والكونغو. وبأفريقيا أربعة أنهار كبرى كنهر النيل و نهر الكونغو و نهر النيجر و نهر زمبيزي.
*المناخ: ويتراوح المناخ في أفريقيا ما بين المناخ الاستوائي ومناخ المناطق شبه القطبية على أعلى قمم الجبال.ويتسم الجزء الشمالي من القارة بأنه يتكون بشكل أساسي من صحراء ومناطق القاحلة، في حين أن المناطق الوسطى والجنوبية على حد سواء، تغطيها سهول السافانا والأحراش الكثيفة (غزيرة الأمطار).وبين هذا وذاك، هناك مناطق متوسطة، حيث تنمو أنماط الحياة النباتية، مثل منطقة الساحل، والمناطق التي تسيطر عليها السهول. وربما تضم أفريقيا أكبر تشكيلة في العالم من الحيوانات البرية من حيث الكثافة والتنوع، وتضم تشكيلة الحيوانات البرية الحيوانات الضخمة من أكلة اللحوم (مثل أسد، ضبع، والفهد) والحيوانات آكلة الأعشاب (مثل الجاموس، والغزال، والفيل، الجمال، والزرافة)، وهي تعيش وتتحرك بحرية في سهول طبيعية مفتوحة ليست مملوكة لأحد.كما أنها تعتبر الموطن الأصلي لمجموعة متنوعة من المخلوقات التي تعيش في الغابات (بما فيها الثعابين وأنواع من القردة)، وهي تضم كذلك مخلوقات تنتمي للحياة المائية (بما فيها التماسيح والبرمائيات). ب-الموارد الإفريقية: تتمتع إفريقيا بكم هائل من الثروات بكافة أشكالها ما يؤهلها لنيل مكانة أعلى من التي هي عليها الآن. *الزراعة: تتصدر إفريقيا العالم في إنتاج الكاكاو والكاسافا وفول البلاذر والقرنفل ونواة النخيل وفول الفانيلا واليام كذلك تعتبر إفريقيا منتجا رئيسيا للموز والبن والقطن والفول السوداني والمطاط والسكر والشاي ويربي الإفريقيون أكثر من ثلثي جمال العالم وثلث الماعز وسُبع رؤوس الماشية والأغنام في العالم.
*التعدين: كما يساهم التعدين بما يزيد على نصف عائد الصادرات في إفريقيا وتعتبر جنوب إفريقيا المنتج الأول للذهب في العالم وتأتي ليبيا ونيجيريا والجزائر في صدارة الدول المنتجة للنفط في العالم وتنتج إفريقيا كذلك ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من الكوبالت وأكثر من خمسي الإنتاج العالمي من الفاناديوم وحوالي ثلث الإنتاج العالمي من الكروم والمنجنيز والبلاتين كما أن إفريقيا هي المنتج الرئيسي للنحاس والماس والفوسفات واليورانيوم ومن المعان الاخرى التي تنتج في القارة الانتيمون وخام الحديد والغاز الطبيعي والقصدير.
*-الصناعة: يؤدي التصنيع دورا ضئيلا في الاقتصاد الإفريقي وقد كان الاهتمام بالزراعة والتعدين مرتكزا في الماضي على اهتمام المستعمرين بالزراعة والتعدين حتى تحصل الصناعة في أوروبا على ما تحتاج إليه من مواد خام وفي الوقت الحاضر نجد أمما إفريقية ناشئة لديها كم هام من المواد الخام لكنها بدون صناعات ولا يستطيع العديد من البلدان الإفريقية مقابلة النفقات الباهظة لبناء مصانع كما أنها تعاني من نقص العمالة الماهرة ومن نقص الإداريين والفنيين وإضافة لكل ذلك فإن منافسة الصناعات الأمريكية والأوربية لها لم تشجع تنمية صناعة حقيقية في إفريقيا. وجنوب إفريقيا هي أكثر البلدان تصنيعا في إفريقيا فهي تنتج خمس السلع المصنعة في القارة .
*-صيد الأسماك: تجلب أساطيل الصيد على طول السواحل الإفريقية كميات كبيرة من الأنشوة والماكريل والسردين وسمك التونة وأنواع أخرى من الأسماك وتصدر إفريقيا معظم هذه الأسماك في شكل زيت سمك أو جبة سمك.
*-التجارة الخارجية: -الصادرات : تساهم إفريقيا بنحو 4% فقط من القيمة الكلية للصادرات والواردات في التجارة الدولية كما يتم تصدير ما يقارب الربع من الإنتاج الكلي للقارة الى الخارج ويسهم النفط بأكثر من نصف الصادرات ثم تأتي سلع الكاكاو والبن والقطن والذهب والغاز الطبيعي على رأس قائمة الصادرات الاخرى.
-الواردات: الأطعمة والحديد والصلب والمعدات والسيارات.
تتمتع مدن إفريقيا بوسائل اتصال أفضل من المناطق الريفية ولكل من هذه المدن صحفها المحلية وتوفر أكثر من 20 بلدا من إفريقيا خدمات تلفازية ولكن لا يوجد إلا حوالي مليون جهاز تلفاز في كل إفريقيا أي بمعدل جهاز واحد لكل 50 شخصا ويعتبر المذياع وسيلة الاتصال الجماهيري الأساسية وتقتصر الخدمات الهاتفية الى حد ما على المدن .
*إحصائيات الموارد الاقتصادية الإفريقية: تمتلك القارة السمراء موارد اقتصادية هائلة (المائية والطبيعية، والمعدنية)، ثروات ضخمة تمثل نسب مهمة من الإنتاج العالمي 42% من الكوبالت 87% من الكروم، 5% من النفط، 55%من الذهب، 57% من المنغنيز، 57% من البلاتينيوم، 60% من الكاكاو، 95% من الماس، 25% من اليورانيوم، 60% من الراديوم 25% من الفوسفات 15% من القصدير 6% من البوكسيت 4% من الحديد فضلاً عن المعادن النادرة أمثال: التتنالوم والفانديم والديليم والكروم، وغيرها، وفضلاً عن الإنتاج الزراعي والحيواني الهائل. ورغم هذا الثراء الإفريقي في المياه والمعادن والأرض والزراعة ورغم هذه الوفرة في الموارد الطبيعية فإن اقتصاديات دول القارة الإفريقية في أغلبها ضعيفة ولا تحتل مكانة متميزة وموقعاً مؤثراً في الاقتصاد العالمي, "فمن بين 49 دولة هي الأقل نمواً في العالم حسب تصنيف الأمم المتحدة للعام 2003 هناك 34 دولة أفريقية منها دول أفريقيا جنوب الصحراء".
المطلب الثاني: الموروث الشخصي.. ركيزة إفريقيا..1
تعد القارة الإفريقية أكثر القارات غنى بالتنوع العرقي, نظرا لما تحويه من أعراق كثيرة حتى الزنوج في حد ذاتهم ينقسمون لعدة أعراق وقبائل وإن كان أغلبها يتهدده خطر الانقراض, وإلى جانب هذا التنوع الكبير في العرق الإفريقي نجد القارة السمراء تزخر بعدد هام من للغات والثقافات والديانات حتى عدت منبع اللغات في العالم.
1-الديمغرافيا الإفريقية: أ-الأصول العرقية: قد ازداد تعداد سكان أفريقا بشكل سريع على مدى السنوات الأربعين الماضية، ولذا فإنهم يعتبرون صغار السن نسبيًا.حيث أنه في بعض الدول الأفريقية نصف عدد السكان أو أكثر تقل أعمارهم عن 25 سنة. ويعتبر الناطقين
بلغات البانتو (فرع من عائلة لغة النيجر- كونغو) هم غالبية سكان المنطقة التي تضم جنوب ووسط وشرق أفريقيا بأكملها.ولكن هناك أيضا العديد المجموعات النيلية في شرق أفريقيا، وقليلا ممن تبقى من الخويزان الأصليين ('سان' أو البٌشمان)، وشعوب البيجمي في جنوب ووسط أفريقيا، على التوالي. كما يسود الأفارقة الناطقون بلغة البانتو الغابون وغينيا الاستوائية، وهم متواجدون أيضا في أجزاء من جنوب الكاميرون. ويوجد في صحراء كالاهاري في جنوب أفريقيا، وشعبا متميزا وهو المعروف بشعب البٌشمان (أيضا "سان"، وهم متصلين اتصالا وثيقا
بالهوتينتوت إلا أنهم مختلفين عنهم)، وهم يتمتعون بتاريخ طويل.ويتميز شعب سان جسمانيا عن غيره من الأفارقة ،وهم السكان الأصليين لجنوب أفريقيا.أما البيجميون فهم السكان الأصليين لوسط أفريقيا، منذ فترة ما قبل البانتو. وتضم شعوب شمال أفريقيا مجموعتين رئيسيتين ؛ البربر والشعوب الناطقة بالعربية في الغرب، والمصريين في الشرق.فإن العرب الذين وصلوا في القرن السابع الميلادي قاموا بنشر اللغة العربية والإسلام في شمال أفريقيا. وقد استوطن كذلك كل من الفينيقيون الساميون، والإيرانيون الألآنيون، واليونانيون الأوربيون، والرومانيون والفندالز.ولا يزال البربر يشكلون غالبية سكان المغرب، في حين أنهم يشكلون أقلية ذات أهمية داخل الجزائر. كما أن لهم وجود في تونس وليبيا. وتعتبر الطوارق وغيرها من الشعوب التي تغلب عليها السمة البدوية عم السكان الرئيسيون للصحراء الداخلية من شمال أفريقيا. ويعتبر النوبيين هم جماعات ناطقة باللغة النيلو- صحاري (إلا أن الكثير يتحدثون العربية أيضا)، وهم الذين قاموا بتطوير الحضارة القديمة في شمال شرق أفريقيا. وتتحدث بعض المجموعات الأثيوبية والأريترية (مثل الأمهرة، والتيجرايان) ويطلق عليهما معا الحبشة لغاتًا سامية. بينما تتحدث قبائل الأورومو والشعب الصومالي اللغات الكوشية، إلا أن بعض العشائر الصومالية ترجع الفضل في تأسيسها إلى
مؤسسين عرب غير حقيقيين.أما السودان وموريتانيا فهما منقسمتان بين أغلبية مرعبة في الشمال والأفارقة الأصليين في الجنوب (بالرغم من ذلك يسود "العرب" في السودان على السودانيين من ذوي الأصول الأفريقية أنفسهم) وقد استقبلت بعض المناطق في شرق أفريقيا، وخاصة جريرة زنجبار وجزيرة لامو الكينية العرب المسلمين والمستوطنين والتجار من جنوب شرق آسيا خلال العصور الوسطى والعصور القديمة. وفي فترة التي سبقت الحركات المناهضة للاستعمار إبان الحرب العالمية الثانية، كان ذوي البشرة البيضاء منتشرين في كافة أرجاء أفريقيا. وقد ظهرت آثار إنهاء الاستعمار خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي في الهجرة الجماعية لأبناء للمستوطنين من أصول أوروبية - وخاصة من الجزائر (الأقدام السوداء) وكينيا، والكونغو ، وأنغولا وموزنبيق وروديسيا. ومع ذلك، ظل الأفارقة البيض يمثلون أقلية مهمة في العديد من الدول الأفريقية. وتقع الدول الأفريقية التي يقطنها عدد كبير من الأفارقة البيض في جنوب أفريقيا. ويعتبر الأفريكانز والأنجلوأفريقيين "الأفريقيين من أصول إنجليزية" والملونين هم أكبر المجموعات الأفريقية من أصول أوروبية. وقد جلب الاستعمار الأوروبي أيضا مجموعات كبيرة من الآسيويين، لا سيما من شبه الجزيرة الهندية، إلى المستعمرات البريطانية. ويوجد في جنوب أفريقيا جاليات هندية كبيرة العدد، بينما توجد جاليات صغيرة العدد في كينيا وتنزانيا وغيرها من بلدان جنوب وشرق أفريقيا. وقد تم طرد إحدى الجاليات الهندية كبيرة العدد من أوغندا على يد الدكتاتور عيدي أمين في عام 1972، وبالرغم من ذلك، فإن العديد منهم آخذين في العودة منذ ذلك الحين. ويعتبر معظم سكان الجزر الموجودة في المحيط الهندي من أصل آسيوي وكثيرا ما يختلطون بالأفارقة والأوروبيين. ويعتبر المالاجشون في مدغشقر هم الاسترونيون، أما هؤلاء الذين يعيشون على طول الساحل عادة ما يكونوا مختلطين مع البانتو والعرب والهنود وذوي أصول أوروبية. ويمثل الأفراد من ذوي الأصول المالية والهندية عناصر هامة أيضًا في إحدى المجموعات المعروفة في جنوب أفريقيا "بكاب كلرد" (وهم الأفراد الذين يتمتعون بأصلين أو أكثر من قارات وأجناس مختلفة).وخلال القرن العشرين، تطورت بعض الجاليات اللبنانية والصينية الصغيرة إلا أنها مؤثرة
1-الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
اقتصاديًا في المدن الساحلية في غرب وشرق أفريقيا.
ب-التاريخ البشري: منذ 130 ألف سنة و90 ألف سنة ظهر الإنسان العاقل Homo sapien, في شرق وجنوب القارة وكان يعيش في العصر الحجري (مادة) وصنع الخطافات والإبر من العظام والشفرات من الحجر الرقيق حيث شكل منها المكاشط وسكاكين اليد والسهام والرماح بعد تثبيتها في عصي. ومنذ 90 ألف سنة نزح إلي الشرق الأوسط وأوربا ووسط آسيا وما وراءها. وكان البشر المعاصرين كانوا أعقاب هؤلاء الأسلاف الأفارقة. ومنذ 40 ألف سنة كان البشر الأفارقة الأوائل يجمعون الثمار ويصطادون الأسمال والحيوانات البرية. وفي كل المناطق الأفريقية التي حلوا بها توائموا مع بيئاتهم المناخية المتغيرة والمعيشية. ومابين سنتي 16000ق.م. و13000ٌق.م. كان المناخ أكثر جفافا عما هو عليه حاليا. وكانت الصحراء تمتد شمالا وجنوبا علي حساب السهول العشبية والغابات وتقلصت مساحة الغابات الاستوائية المطيرة. وهذا ما سبب ضغطا علي السكان القدماء مما جعلهم يطورون تقنياتهم والعيش علي مصادر الطعام المتاحة لهم. ونشروا تقنياتهم وثقافاتهم ولغاتهم فيما وراء مواطنهم. فأثروا علي بقية السكان.
2-الثقافة الإفريقية في صفحة التاريخ..
أ-اللغة: تنتشر في القارة عدة لغات حيث تشمل القارة بصفة عامة ست مجموعات لغوية رئيسية هي اللغات الزنجية التي يتعامل بها الجنس الزنجي الذي ينتشر في غرب وجنوب ووسط القارة، واللغات الحامية السامية (الأفريقية الآسيوية)التي يتحدث بها البربر والعرب والجماعات الموجودة في شمال القارة، ولغة وسط الصحراء وهي لغة انتقالية بين اللغتين، واللغة السودانية التي يتحدث بها الزنوج الحقيقيون في أعالي النيل، ولغة الملايو بولونيز التي يتحدث بها المغول، ولغة الكوي سان وهي لغة الأقزام. هذا بالإضافة إلى بعض اللغات التي تطورت للتعامل التجاري (لغة السواحيلي في شرق القارة، ولغة الهوسا في الغرب. ولا يخفى أن الواقع الأفريقي الراهن يموج بالعديد من الهياكل والتنوعات الاجتماعية والثقافية والدينية والتاريخية ، فثمة فروق واضحة بين أفريقيا الناطقة بالعربية وأفريقيا جنوب الصحراء ، وحتى في إطار أفريقيا غير العربية هناك تمايزات بين مجموعة الدول الأنجلوفونية (الناطقة بالإنجليزية) والدول الفرانكفونية (الناطقة بالفرنسية) والدول اللوزيفونية (الناطقة بالبرتغالية). كما تمتلك أفريقيا نحو (33%) من جملة اللغات الحية في العالم على الرغم من أن سكانها لا يتجاوزون بكثير نسبة (10%) من جملة سكان المعمورة.
الأفرو آسيوية الممتدة من شمال أفريقيا إلى القرن الأفريقي لجنوب غرب آسيا. *تضم اللغات "الأفريقية الآسيوية" حوالي 240 لغة يتحدث بها 285 شخص منتشرين في جميع القرن الأفريقي وشمال أفريقيا، ومنطقة الساحل، وجنوب غرب آسيا. *أما عائلة "النيلية الصحراوية" فهي تتألف من أكثر من مائة اللغات التي يتحدث بها 30 مليون شخص. وتتحدث القبائل النيلية في تشاد، إثيوبيا، كينيا، والسودان، وأوغندا، وشمال تنزانيا باللغات النيلو- صحارى. *أما عائلة النيجرية الكنغوية اللغوية فتغطي الكثير من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، وربما تكون هي أكبر العائلات اللغوية في العالم حيث لغات مختلفة. *وأما عائلة لغة "الخواز" فهي تضم حوالي خمسين لغة يتحدث بها في جنوب أفريقيا ما يقرب من 120،000 شخص. وتتعرض العديد من العديد من لغات الخواز للانقراض.ويعتبر قبائل خوي وسان هم السكان الأصليين لهذا الجزء من أفريقيا. ب-التعدد العرقي/ اللغوي في إفريقيا: قد ازداد تعداد سكان أفريقا بشكل سريع على مدى السنوات الأربعين الماضية، ولذا فإنهم يعتبرون صغار السن نسبيًا.حيث أنه في بعض الدول الأفريقية نصف عدد السكان أو أكثر تقل أعمارهم عن 25 سنة.ويعتبر الناطقين بلغات البانتو (فرع من عائلة لغة النيجر- كونغو) هم غالبية سكان المنطقة التي تضم جنوب ووسط وشرق أفريقيا بأكملها.ولكن هناك أيضا العديد المجموعات النيلية في شرق أفريقيا، وقليلا ممن تبقى من الخويزان الأصليين ('سان' أو البٌشمان)، وشعوب البيجمي في جنوب ووسط أفريقيا، على التوالي. كما يسود الأفارقة الناطقون بلغة البانتو الغابون وغينيا الاستوائية، وهم متواجون أيضا في أجزاء من جنوب الكاميرون. ويوجد في صحراء كالاهاري في جنوب أفريقيا، وشعبا متميزا وهو المعروف بشعب البٌشمان (أيضا "سان"، وهم متصلين اتصالا وثيقا بالهوتينتوت إلا أنهم مختلفين عنهم)، وهم يتمتعون بتاريخ طويل.ويتميز شعب سان جسمانيا عن غيره من الأفارقة ،وهم السكان الأصليين لجنوب أفريقيا.أما البيجميون فهم السكان الأصليين لوسط أفريقيا، منذ فترة ما قبل البانتو. وتضم شعوب شمال أفريقيا مجموعتين رئيسيتين ؛ البربر والشعوب الناطقة بالعربية في الغرب، والمصريين في الشرق.فإن العرب الذين وصلوا في القرن السابع الميلادي قاموا بنشر اللغة العربية والإسلام في شمال أفريقيا. وقد استوطن كذلك كل من الفينيقيون الساميون، والإيرانيون الألآنيون، واليونانيون الأوربيون، والرومانيون والفندالز.ولا يزال البربر يشكلون غالبية سكان المغرب، في حين أنهم يشكلون أقلية ذات أهمية داخل الجزائر. كما أن لهم وجود في تونس وليبيا. وتعتبر الطوارق وغيرها من الشعوب التي تغلب عليها السمة البدوية عم السكان الرئيسيون للصحراء الداخلية من شمال أفريقيا. ويعتبر النوبيين هم جماعات ناطقة باللغة النيلو- صحاري (إلا أن الكثير يتحدثون العربية أيضا)، وهم الذين قاموا بتطوير الحضارة القديمة في شمال شرق أفريقيا. وتتحدث بعض المجموعات الأثيوبية والأريترية (مثل الأمهرة، والتيجرايان) ويطلق عليهما معا الحبشة لغاتًا سامية. بينما تتحدث قبائل الأورومو والشعب الصومالي اللغات الكوشية، إلا أن بعض العشائر الصومالية ترجع الفضل في تأسيسها إلى مؤسسين عرب غير حقيقيين.أما السودان وموريتانيا فهما منقسمتان بين أغلبية مرعبة في الشمال والأفارقة الأصليين في الجنوب (بالرغم من ذلك يسود "العرب" في السودان على السودانيين من ذوي الأصول الأفريقية أنفسهم) وقد استقبلت بعض المناطق في شرق أفريقيا، وخاصة جريرة زنجبار وجزيرة لامو الكينية العرب المسلمين والمستوطنين والتجار من جنوب شرق آسيا خلال العصور الوسطى والعصور القديمة. وفي فترة التي سبقت الحركات المناهضة للاستعمار إبان الحرب العالمية الثانية، كان ذوي البشرة البيضاء منتشرين في كافة أرجاء أفريقيا. وقد ظهرت آثار إنهاء الاستعمار خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي في الهجرة الجماعية لأبناء للمستوطنين من أصول أوروبية - وخاصة من الجزائر (الأقدام السوداء) وكينيا، والكونغو ، وأنغولا وموزنبيق وروديسيا. ومع ذلك، ظل الأفارقة البيض يمثلون أقلية مهمة في العديد من الدول الأفريقية. وتقع الدول الأفريقية ال