ينطوي الكذب على مخاطر واضرار كثيرة ، يبدو اهمها من وجهة نظرنا تحويل حياة الإنسان الحقيقية الى أخرى مزيفة ومتصنعة. فمن يكذب انما يسعى في حقيقة الحال الى اخراج نفسه من عالم الواقع وادخالها في عالم الزيف والتمويه ، هذا في الحقيقة انتزاع له من صورته الشخصية وتحويله الى مجرد شيء آخر.
الكذب يقضي على الثقة ويجعل الفرد غريباً بين افراد المجتمع ، ويزلزل الكيان الاجتماعي ويعيق حركته ويؤدي في بعض الحالات الى التناحر وسوء التفاهم وينشر بين الناس سوء الظن ويخدش الضوابط والركائز الأدبية والأخلاقية وينهي قيمة الحياة ويقضي على لذتها في ما بين افراد المجتمع.
فالكذب الذي يبدر من الطفل اليوم حتى وان كان ضئيلاً بل وحتى محبوباً ، الا انه يشتمل في الواقع على خطر فادح الا وهو امكانية تحوله في ما بعد الى انسان محتال يهدد. بنقل هذا المرض الى ميدان الحياة الاجتماعية حتى يسري الى جوانب السياسة والاقتصاد في المجتمع ثم يأخذ طريقه بالتسلل الى ثقافة ذلك المجتمع وتقاليده ، ويتسع نطاقه حتى يدخل في الفن والادب والاعلام ، وهذا ما يؤثر في زعزعة اركان الحياة الاجتماعية.
قررت اختيار موضوع الكدب واظراره لاهميته