قرات في احدى المرات عن دراسة غربية أن الانسان يكذب بالمعدل مئتين كذبة يوميا هذا رقم كبير و من الصعب التصديق ولكن اذا تابعنا كلامنا بواقعية ووضوح قد نصل الى هذا الرقم فالكذب "الأبيض" و المجاملات و الخدع والتبريرات ووو كل هذه تعتبر كذب حتى وان كنا غافلين عنها...
في موضوعي لن أتكلم كن كل أنواع الكذب بل عن نوعان من "الكذب الغير مباشر" الذي يحاول الانسان ايهام نفسه كما الآخرين أن ما يقوله أو يفعله هو حقيقة ولكن هو أبعد ما يكون عنها... ومثال على ذلك هو الكذب على الذات والكذب بالمثاليات
ففطرة الانسان التي خلق بها هي طيبة ولكن مع الأيام والأحداث التي تمر بحياته قد يتغير و قد تدفن هذه الطينة او تغطى بغطاء السوء ولكن لا تمحى ابدا لذى عند القيام بعمل سيء يسعى الانسان دائما لايجاد مبرر لفعلته سواء أكان هذا المبرر مقنعا بالنسبة للآخرين أو لا ولكن بطبيعته لا يستطيع العيش بالخطا دون تبرير -بالطبع كلما ضعف المبرر او صعدت الفطرة الحسنة زاد تانيب الضمير-
كقصة سمعنها مؤخرا عن رجل سفاح قتل أكثر من 100 امرأة وعند سؤاله عن السبب أجاب أن لديه مشاكل جنسية و يعتبر أن كل النساء مسؤولات عن مشكلته وأراد ان ينتقم منهن كلهن!!! طبعا مبرر غير مقنع على الاطلاق لمن يسمع القصة ولكن بالنسبة للقاتل السبب أكثر من كافي للقيام بما قام به....
ونوع آخر بالكذب في مجتمعنا وهذا كثير ما نراه وهو الكذب بالمثاليات
فعند سؤالك أي شخص لم يتزوج بعد عن أهم صفة تبحث عنها في التي تريد الزواج بها تلقائيا سيجيب الأخلاق\الدين ولكن هل هذا صحيح هل حقا الشباب يبحث في الفتاة عن الدين للأسف هذا كلام في المثاليات و غير واقي في الكثير من الأحيان والدليل على ذلك ان أشهر فتيات العرب في الوقت الحالي بعيدات جد عن الدين ولا داعي لنتحدث عن الأخلاق ومعضم الشباب يحلمون بالزواج مهن , البعض يقول اذا تزوجتها سأحاول أن اجعلها تتوب ووو ولكن في هذه الحال أنت في البداية أحببتها لشكلها وليس لدينها...
من أكثر المواضيع التي تدخل فيها المثاليات الكاذبة هي المال
مثل لبناني شهير يقول "يلي معه قرش بيسوى قرش" هذا يصف واقع مجتمعنا الحالي بالطبع هذا أمر سيء ولكن لا أحد ينكر الأهمية الكبيرة للمال في حياتنا ولكن تجد بعض "المثاليون" يقولن ان المال غير مهم وأن الفقير أسعد من الغني وكل هذا الكلام وقد تجدهم هم أكثر الناس سعيا للحصول على المال. فكفنا كذب ونتكلم بواقعية
قد ذكرت وجهان لأسواء آفة اجتماعية موجود منذ القدم أحببت ذكرهما كي يراجع كل منا ذاته وان وجد أحدها فليحاول أن يتخلص أما عن الطرق فهي كثير لا مجال لعدها الآن ولكن الخطوة الأولى هي رؤية هذه الآفة
(فكما يقول الأطباء أن اول خطوة في طريق الشفاء هي معرفة المرض)
النقاش مفتوح