• 04.09.201113 :41 تعد موسكو أكبر المدن الروسية والاوروبية من حيث عدد السكان. وبلغ عدد سكانها بموجب المعطيات الرسمية حتى 1 سبتمبر/أيلول عام 2007 ما يقارب 10.5 مليون نسمة. ولا يضم هذا العدد زوار العاصمة الذين لا يسجلون انفسهم في دوائر الهجرة، ولا يضم كذلك المهاجرين غير الشرعيين. وبموجب المعلومات الواردة من وزارة الداخلية لروسيا الاتحادية يتواجد في موسكو يوميا ما يزيد عن 20مليون شخص، بما في ذلك الاشخاص الذين يقيمون في المدينة مؤقتا والسياح. التاريخ كانت هذه المدينة في كل العصور تعد مركزا دينيا وثقافيا للبلاد. يذكر أسم المدينة بصفتها منطقة مأهولة بالسكان لاول مرة في
مدونات التأريخ الروسي عام 1147 . وتعد هذه السنة منطلقا لتأريخ موسكو، رغم ان قيامها الحقيقي يعود الى عام 1156، حين قام بتأسيسها الامير يوري دولغوروكي عند ملتقى نهري موسكوفا ونيغلينايا. وكانت موسكو في البدء ولاية نائية في إمارة فلاديمير – سوزدال لكنها تحولت في الفترة ما بين منتصف القرن الثاني عشر ومطلع القرن الثالث عشر الى احدى اكبر مدن القرون الوسطى. وأصبحت موسكو عام 1314 مقرا للأمراء المعظمين . وبدأ في الفترة نفسها إنشاء الكرملين وكان دانئيل نجل ألكسندر نيفسكي مؤسسا لسلالة أمراء موسكو. وبدأ دانئيل في جمع الاراضي الروسية المجزأة حول موسكو باعتبارها مركزا لدولة روسيا في المستقبل. وتعرضت موسكو للاجتياح والحرق اكثر من مرة . وكان اعداؤها يحاولون قهرها مرارا، لكنها
نمت وتعززت. ويمكن اعتبار سنة 1426 تاريخاً لقيام موسكو بصفتها عاصمة للدولة الروسية. وانتقلت العاصمة الروسية عام 1712 الى مدينة سانت بطرسبورغ. غير ان موسكو ظلت مكانا لتتويج الاباطرة. وازدادت اهمية موسكو باعتبارها مركزا ثقافيا وعلميا هاما بعد الاصلاحات التي قام بها القيصر بطرس الاكبر والتي ادت الى تحويل روسيا الى دولة كبرى. وأسست في عام 1754 جامعة موسكو التي تحمل الآن اسم العالم الروسي الكبير ميخائيل لومونوسوف. وبعد قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا اتخذت حكومة البلاشفة عام 1918 قرارا بنقل العاصمة من بطرسبورغ الى موسكو، التي اصبحت عام 1922 عاصمة الاتحاد السوفيتي. وفي سنوات الحرب الوطنية العظمى (1941-1945) لم تكن موسكو مركزا لمقاومة القوات النازية فحسب، بل ورمزًا للشعب السوفيتي الذي لا يقهر. وسقط الكثير في ميادين المعارك ، لكن موسكو صمدت ولم تستسلم للاعداء. بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 اصبحت موسكو، وما تزال حتى الآن عاصمة لروسيا الجديدة، هي روسيا الاتحادية. الكرملين يقع كرملين موسكو على تل "بوروفيتسكي"، وذلك على الضفة اليسرى لنهر موسكوفا، حيث يصب فيه نهر نيغلينايا. ويبلغ ارتفاع التل نحو 25 مترا. وكانت الارض التي يقع عليها الكرملين حاليا في الماضي البعيد عبارة عن غابات صنوبر كثيفة. وتشتق تسمية "بوروفيتسكي" عن كلمة "بور" الروسية التي تعني غابة الصنوبر. يقول علماء الآثار ان أول إنسان حطت قدمه في تل "بوروفيتسكي" في أواخر الالفية الثانية قبل الميلاد. وأنشئت هنا أول مستوطنة سلافية وضعت أساسا لمدينة موسكو في النصف الاول من القرن الثاني عشر الميلادي.
أسس الامير يوري دولغوروكي عام 1156 حصن موسكو. وتحول كرملين موسكو في عهد الامير إيفان كاليتا من قلعة عادية الى مقر للامراء المعظمين والمطران. وبات أهل موسكو يبنون في ارضه منشآت لا من الخشب فحسب، بل ومن الحجارة البيضاء. وإنشئت في أعلى موقع لتل بوروفيتسكي عامي 1326-1327 كاتدرائية "اوسبينسكي" باعتبارها كنيسة رئيسة للامارة وغيرها من الكاتدرائيات والكنائس، بما فيها كاتدرائية "ارخانجلسكي" (رئيس الملائكة ميكائيل) التي دفن فيها الامير إيفان كاليتا وأحفاده. وحددت هذه الكاتدرائيات المبنية من الحجارة البيضاء وسط الكرملين،ولم تتغير سماتها الاساسية لحد الان. ونمت موسكو في عهد ايفان كاليتا بوتائر عالية. ويبدو مقره الواقع على تل بوروفيتسكي لا كأنه مدينة منعزلة بل كقسم محصن رئيسي للمدينة. وتذكر تسميته الحالية " الكرملين" لاول مرة في مدونات التاريخ عام 1331 . خلف الامير ايفان كاليتا بعد موته تركة، حيث ورث ابنائه لا اراضي موسكو فقط، بل ورموز السلطة الروسية حينذاك، وبينها السلاسل والاوشحة الذهبية والاواني النفيسة وأردية الامير. وتذكر ضمنها لاول مرة قلنسوة ذهبية اطلقت عليها لاحقا تسمية قلنسوة الامير مونوماخ، اصبحت فيما بعد رمزا رئيسا للقياصرة الروس. هكذا باتت تتشكل منذ ذلك التاريخ خزينة النفائس للامراء المعظمين في موسكو. واصل أبناء واحفاد إيفان كاليتا سياسته التي بلغت ذروتها في عهد حفيده الامير دميتري دونسكوي. ألحق حريق نشب في موسكو عام 1365 أضرارا فادحة بالكرملين. واتخذ الامير الفتى دميتري قرارا بإنشاء حصون مشيدة من الحجارة على تل بوروفيتسكي. وقامت جراء ذلك في وسط موسكو حيطان وأبراج تحولت الى أول قلعة مبنية من الحجارة البيضاء في شمال شرق روسيا. مما يجدر ذكره ان دميترى دونسكوي كان من اول أمير خلًف لأبنه لقب الامير المعظم في موسكو. وبات يدرك الجميع ان موسكو صارت وارثة لتقاليد الارض الروسية وعاصمتيها كييف وفلاديمير. وبحلول القرن الخامس عشر أنشئت في موسكو كل المجمعات المعمارية التي تتصف بها العواصم. وأمر الامير أيفان الثالث بأن يستدعى الى موسكو لا المعماريون الروس فقط، وانما ايضاً معماريون إيطاليون لكي يعملوا على انشاء مبان في الكرملين. وقد أنشئ في وسط الكرملين ،على أساس الدمج بين التقليد المعماري الروسي والمبادئ الفنية لعهد النهضة الإيطالية، مجمع معماري للساحة الرئيسة امام الكرملين.
وفي أعوام 1475 - 1479 أنشأ المعماري الايطالي ارسطو فيوروفانتي كاتدرائية " اوسبينسكي"(صعود العذراء) بوصفها كنيسة رئيسة لدولة روسيا. اما في الجهة المعاكسة لساحة الكرملين فقد إنشأ المعماري الايطالي اليفيز نوفي في أعوام 1505-1508 كاتدرائية "ارخانجلسكي" ( كبير الملائكة ميكائيل) باعتبارها مدفنا للامراء المعظمين في موسكو. وزين الجهة الغربية للساحة قصر الامير المعظم في موسكو إيفان الثالث. لكن مع الاسف لم تبق البنايات كلها من هذا القصر حتى وقتنا الراهن. وقامت في أعوام 1485-1489 في جهة جنوب غرب ساحة الكرملين كاتدرائية " بلاغوفيشينسكي" (البشارية) بصفتها كنيسة خاصة
بعائلة الامير المعظم، والى جانبها كاتدرائية "اوسبينسكي" بصفتها كنيسة للمطران. وبني كلاهما على أيدي الاساتذة المعماريين الروس الذين استدعاهم إيفان الثالث من مدينة بسكوف. واحتل فضاء ما بين الكاتدرائيتين "ارخانجلسكي" و"بلاغوفيشينسكي"مبنى خزينة الدولة حيث خزن القسم الاكبر لنفائس الامير المعظم. وفي اعوام 1505-1508 إنشأ المعماري بون فريازين برج الاجراس لإيفان الاكبر وأكمل بذلك تكوين مجمع ساحة الكاتدرائيات في الكرملين. وتحولت الساحة المحاطة بابنية متراصة بعضها مع الاخر الى ميدان احتفالات في العراء لكونها مكانا لاقامة المراسم. وشيدت كاتدرائيات جديدة بمواقع سابقاتها، وهي الكاتدرائيات المبنية من الحجارة البيضاء في عهد إيفان كاليتا ودميتري دونسكوي بنفس التسميات وتكريما لنفس الاعياد المسيحية والقديسين. وفي أعوام 1485-1495 شيد المعماريون الايطاليون حيطانا وأبراجا جديدة في الكرملين، الامر الذي جعل السياح الاجانب يطلق عليها تسمية " القصور".
في عام 1547 نال الامير المعظم في موسكو إيفان الرابع الرهيب رسميا في كاتدرائية "اوسبينسكي" في الكرملين لقب القيصر، مما يدل على انه مسؤول واحد ووحيد عن أداء السلطة في البلاد. ووضع المطران ماكارى رئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية حينذاك على رأس حاكم روسيا ايفان الرهيب قلنسوة مونوماخ. في عهد حكم إيفان الرهيب تم في الكرملين تشكيل اجهزة وهيئات السلطة المركزية . وتوزعت مباني الهيئات في ساحة "ايفانوفسكايا" القريبة من الكرملين، مما جعلها مركزا للاعمال والادارة في البلاد. ومن أهم تلك الهيئات هيئة السفراء . في عهد حكم القيصر فيودور نجل إيفان الرهيب عام 1589 تم في روسيا تأسيس البطريركية الارثوذكسية . واصبح أيوب أول بطريرك في روسيا الذي صار يسيطر على ملكية المطارنة في الكرملين. وتم توسيع أرض البطريركية في الكرملين وتعميرها بأبنية وكنائس جديدة مبنية من الحجارة. وأصبحت دار رئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية الثانية من حيث
اهميتها في كرملين موسكو، الامر الذي ساعد في التقارب بين "حاكمين انتقاهم الله لروسيا"، وهما القيصر والبطريرك. وفي الفترة ما بين أعوام 1620-1680 صارت قمم أبراج الكرملين تبدو - ما عدا البرجين "تاينيتسكي" و" نيقولسكي" - على شكل خيمة عالية للابراج الركنية وواطئة للابراج الوسطية، كيلا تعرقل رؤية الكاتدرائيات والقصور الشامخة في الكرملين. وبلغ الكرملين ذروة ازدهاره في أواخر القرن السابع عشر. وكان جمال مجمعه وأصالته يثيران الدهشة لدى المعاصرين، الذين كانوا يقارنونه بمدينة الجنة اورشليم او القدس. شهد القرن الثامن عشر اصلاحات القيصر بطرس الاول وتم عام 1712 نقل عاصمة روسيا الى ضفاف نهر النيفا حيث أسست مدينة القديس بطرس سانت بطرسبورغ.
اما موسكو فشهدت في السنة الاولى للقرن الجديد حريقا هائلا في الكرملين، حيث أمر بطرس الاول على إثر الحريق بإنشاء ترسانة على الساحة الواقعة بين برجي "ترويسكي" و"سوباكين". واستمرت كاتدرائية " اوسبينسكي" في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تعمل ككنيسة رئيسة في روسيا. وكانت تقام هنا - كما هو الامر في الماضي -مراسم تقديس سلطة الدولة. وكان الاباطرة والامبراطورات يصلون الى الكرملين ليحضرو مراسم التتويج الفخمة.. لكن الكرملين القديم لم يعد يتفق ومتطلبات السمعة والذوق والرفاهة التي انتشرت في العصر الجديد، ووجد نفسه
مضطرا الى تغيير شكله. وحلت قصور حديثة محل الكنائس والابنية العتيقة. في أعوام 1838 -1851 شيد في الكرملين بأمر من الامبراطور نيقولاي الاول مجمع حديث للقصور المبنية على نمط روسي. وضم المجمع قصر الكرملين الكبير الذي حل محل القصر الشتوي ومبنى الفندق ومتحف الاسلحة في موسكوبعد قيام ثورة عام 1917 في روسيا انتقلت الحكومة السوفيتية في مارس/آذار عام 1918 من بطرسبورغ الى موسكو. في أعوام 1918-1922 تم ترتيب مكتب فلاديمير لينين وشقته في مبنى مجلس الشيوخ بالكرملين . ثم سكنهما بعده جوزيف ستالين حتى عام 1953 . وكان الكرملين طول هذه الفترة مغلقا امام الزيارات.
تم عام 1935 تفكيك 4 نسور كانت منصوبة على ابراج الكرملين " ترويسكي" و"سباسكي" و"نيقولسكي" و"بوروفيتسكي" . وحلت النجوم الخماسية الحمراء محلها. وفي عام 1937 تم نصب النجوم الحمراء المضيئة المصنوعة من الياقوت على أبراج الكرملين الستة ( ضف الى ما ذكر اعلاه البرج " فودوفزفودنايا") واختلفت أبعادها من 3 أمتار الى 3.75 متر. مورست في ثلاثينات القرن الماضي حملة دعائية موجهة ضد الدين اسفرت عن إغلاق عدد كبير من الاديرة والكنائس. وتكبد الكرملين ايضا خسائر جسيمةفي هذا المجال . منذ عام 1955 اعيد فتح الكرملين للزيارات.
شيد عام 1961 في محل مبنى متحف الاسلحة الاول قرب الباب "ترويتسكي" قصر المؤتمرات الذي تحول الى رمز للعهد السوفيتي، شأنه شأن كافة منشآت الكرملين في زمانها. وكانت تعقد في قاعة القصر الضخمة مؤتمرات الحزب الشيوعي والمؤتمرات والمنتديات الدولية. ادرج كرملين موسكو عام 1990 في قائمة التراث الثقافي والطبيعي الدولي لمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة . واصبحت موسكو عام 1991 عاصمة لروسيا المستقلة، اما الكرملين القديم فاصبح مقرا لرئيس الدولة الروسية.
شهد مطلع القرن التاسع عشر منعطفا في مصير نفائس الكرملين. ووقع الامبراطور الكسندر الاول عام 1806 مرسوما حول " قواعد الحفاظ على التحف المخزنة في متحف الاسلحة". وبدأ في العام ذاته تشييد المبنى الخاص بالمتحف. وانتهت أعمال الانشاء بحلول عام 1810 ، ولكن لم تتمكن السلطات من نقل المتحف الى المبنى الجديد،بسبب الغزو الفرنسي لروسيا الذي بدأ في يونيو/حزيران عام 1812 حين اضطر الجيش الروسي الى تسليم موسكو الى الفرنسيين والانسحاب الى شمال غرب روسيا. وتم نقل الخزينة القيصرية من موسكو الى مدينة نيجني نوفغورود. ولم يفتح متحف الاسلحة أبوابه للزوار الا بعد اتمام عملية الترميم فيه عام 1814. حيث اتيح للجمهور الروسي الفرصة للاطلاع على رموز سلطة الدولة الروسية وعروش القياصرة والاسلحة القديمة والاواني الفخارية العريقة وغنائم موقعة بولتافا ( عام 1709) وآثار الحرب الوطنية عام 1812. وانتقل متحف الاسلحة في منتصف القرن التاسع عشر الى مبنى جديد. الساحة الحمراء تعد الساحة الحمراء أكثر الساحات شهرة في موسكو وتقع في وسط المدينة ملحقةً بالحائط الشمالي الغربي للكرملين. ويقع في
غربها الكرملين وفي شرقها متجر" غوم" وحي "كيتاي غورود" وفي شمالها يقع المتحف التاريخي وكاتدرائية "ايقونة عذراء قازان"، وفي جنوبها كاتدرائية " بوكروفسكي" (كنيسة فاسيلي البار). ويبلغ طول الساحة 330 مترا وعرضها 70 مترا. وتوجد في الساحة الحمراء منصة الاعدام التي شهدت حالات إعدام كثيرة، وتمثال البطلين الروسيين كوزما مينين ودميتري بوجارسكي اللذين حررا موسكو من المحتلين البولنديين في القرن السابع عشر. ومن أهم معالمها ضريح لينين. والى جانبه مدفن كبير يمتد على طول حائط الكرملين دفن فيه أبرز المسؤولين السياسيين والعسكريين للدولة السوفيتية، ناهيك عن الشيوعيين الاجانب الذين دفنوا هنا في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي. ويمكن للمرء زيارة ساحة الكرملين طول اليوم. واطلقت أولا على الساحة تسمية " المتاجرة" و " الحريق" ثم اعيدت تسميتها بالحمراء التي تعني "الجميلة " باللغة الروسية القديمة. بعد نشوب الحريق عام 1547 في الكرملين أمر إيفان الرهيب بإنشاء متاجر خشبية في الجهة الشرقية للساحة. وتم ابدالها عام 1595 بالمتاجر المبنية من الحجارة . في عام 1780 بدأ ترميم الساحة الحمراء فأزيلت منها المنشآت الخشبية وتم ترميم واعادة بناء الواجهات للمتاجر واضيفت اليها متاجر ذات طابقين. وبعد احاطتها بصفوف من المتاجر حصلت الساحة الحمراء على شكلها المستطيل وتم تبليطها في عام 1804. شهدت الساحة الحمراء تغيرات ملموسة في الربع الاخير من القرن التاسع عشر. في أعوام 1874-1883 تم إنشاء مبنى المتحف التاريخي، في مكان مبنى هيئة الادارة المدنية. وفي أعوام 1888 – 1893 تم بناء المتاجر الجديدة. وفي عام 1892 تمت أضاءة الساحة بواسطة المصابيح الكهربائية. وفي عام 1909 نصبت القضبان الحديدية في الساحة الحمراء على طول حائط الكرملين، حيث تم تنظيم حركة الترام الكهربائي. وتم رفع قضبان الترام عن الساحة عام 1930. بعد قيام ثورة اكتوبر اكتسبت الساحة الحمراء أهمية تذكارية جديدة. وتمت هنا يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني مراسم دفن جنود الحرس الاحمر الذين استشهدوا في المعارك التي دارت في موسكو بشهر أكتوبر/تشرين الاول عام 1917. واصبحت الساحة الحمراء منذ عام 1918 مكاناً لاقامة الاستعراضات العسكرية، وإجراء المسيرات الشعبية. وقد أقيم هنا الاستعراض العسكري الشهير يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1941 الذي شارك فيه جنود وضباط الجيش السوفيتي الاحمر الذين توجهوا بعد ذلك مباشرة الى جبهة الحرب ، التي كانت تمر آنذاك بالقرب من موسكو. كما اقيم في الساحة الحمراء يوم 24 يونيو/حزيران عام 1945 استعراض النصر بمناسبة انتصار الشعب السوفيتي في الحرب مع ألمانيا النازية.
في عام 1924 وبعد وفاة لينين إنشئ في الساحة الحمراء ضريح خشبي مؤقت ضم جثمانه المحنط .وحل محله عام 1930 ضريح لينين المبني من الحجر. وتمت في الثلاثينات اعادة تبليط الساحة الحمراء واقيمت فيها منصة وتمت تصفية كاتدرائية "قازان" وباب "فوزنيسينسكيه" الذي اعيد بناؤه اعوام 1994-1996 . وفي عامي 1946-1947 تم إنشاء المنصة الخرسانية للضيوف واقيم المدفن الكبير بجانب حائط الكرملين. وتم ترميم المدفن عامي 1973-1974، وتم بناء منصة الضيوف من حجر الغرانيت. ومنذ تسعينات القرن الماضي تجرى في الساحة الحمراء احتفالات شعبية وتنشأ متاجرمؤقتة وتنظم حفلات موسيقية. برج الاجراس لإيفان الاكبر يعد هذا البرج رائعة الفن المعماري في القرن السادس عشر ا. وقد إنشئت عام 1508 كنيسة جديدة وبرج حلا محل الكنيسة
العتيقة . وصمم وانشأ الكنيسة المهندس المعماري بون فريازين. و الحق بهما المهندس المعماري الروسي الآخر بيتروك مالي بناية مستطيلة الشكل وضع فيها جرس يزن 16 طناً وكاتدرائية " القيامة" . وكان مدخل الكنيسة يقع في الطابق الثالث للبناية. فبنى المهندسون الروس سلما حجريا عاليا يساعد في الصعود الى باب الكنيسة. ان برج الاجراس لإيفان الاكبر عبارة عن برج متكون من 3 طوابق متألفة من طبقات مثمنات الزوايا. وفي كل طبقة مثمنة الزوايا شرفة ورواق مفتوحان تنصب فيهما ألاجراس. وعدد الاجراس في البرج 21 جرسا، ويزن اكبرها 70 طنا. يبلغ سمك حيطان الطابق الاول 5 أمتار والطابق الثاني 2.5 متر. ونصب في داخل البرج سلم حجري متكون من 83 درجة . ويتحول السلم في داخل الطابق الثاني الى سلم حلزوني متكون من 149 درجة ،وفي الطاق الثالث الى سلم حديدي متكون من 97 درجة . وهكذا يبلغ مجموع الدرجات في السلم 329 درجة . ويبلغ ارتفاع البرج 81 مترا. وكان البرج في الماضي اهم منشأة في موسكو للمراقبة. وكان يمكن من فوقها مشاهدة موسكو وضواحيها على مدى حتى 30 كيلومترا. وظل البرج فترة طويلة أعلى المباني المسكوفية. هناك من يخلط بين القصر الأحمر "الكرملين" وهو قصر الرئاسة وبين الكاتدرائية الموجودة بقربه والتي تشبه مدينة الألعاب بزخرفتها وألوانها المثيرة للانتباه.
• 12.07.201112:36 450 عاما على انشاء احدى اجمل كنائس روسيا ولد إيفان الرابع عام 1530 في موسكو، وتوفي والده فاسيلي عام 1533 . نصب إيفان الرابع في عام 1547 قيصرا خلفاً لوالده وهو في السابعة عشر من عمره ، مما شكل سابقة في تاريخ القياصرة الروس، لذلك قام بعض المستشارين المرموقين بمساعدة القيصر في إدارة البلاد. إتبع إيفان الرابع سياسة توسعية في حكمه، كانت تهدف إلى الربط بين بحر البلطيق وبحر قزوين. ولذلك خاض القيصر حروبا توسعت بنتيجتها اراضي روسيا لتصبح امبراطورية مترامية الاطراف. وقام ايفان الرهيب عام 1552 بمحاصرة قازان، وأرتكب فيها مجازر جماعية. وفي 1554 تمكن من الاستيلاء على استراخان، وأصبح بذلك نهر الفولجا قناة روسية بحتة تسهل الوصول إلى بحر البلطيق. ومهدت الطريق للتوسع الروسي إلى ما خلف الاورال. وقد تم استيطان سيبيريا في عام 1555. وكان هدف إيفان الرهيب العسكري الرئيسي فتح بولندا والسويد واقامة علاقات مع أوروبا أيضا. لكنه فشل في حروبه مع بلدان اوروبا وخاصة ليتوانيا وبولندا.
سعى إيفان الرابع في سياسته الداخلية بفاعلية في محاربة التجزئة الإقطاعية، وكان يهدف الى بناء أمة قوية. وقيل أنه كان يتعامل بقسوة مع معارضيه، فقد كانت الطريقة المفضلة له في التعذيب هي تهشيم الارجل قبل أن يلقي بالضحايا في الثلج او جعلهم يزحفون ويطلبوا الرحمة. وفي عهد ايفان كانت العوائل النبيلة وحتى خدمهم من الاهداف الرئيسية للقمع والتنكيل، وكانت تجرى عمليات اغتصاب وقتل جماعي للنساء الارستقراطيات، وفي بعض الاحيان كانت تباد مجتمعات بأكملها او يتم التخلص منها بأي شكل من الاشكال. حدث في عام 1553 أول خلاف له مع مساعديه، إرتكب على إثرها مجزرة بحق أكثر المقربين اليه. حدث ذلك قبل أن يصبح أكثر وحشية وقسوة. أصبح إيفان الرهيب مسكونا بعدها بالشك والارتياب من امكانية تعرضه إلى العقاب الصارم جراء ارتكابه لتلك المجازر. وهذا ما دفعه لقتل إبنه عام 1582. ساهمت هذه الحادثة في تحويل القيصر وحتى نهاية حياته إلى طاغية مستبد، ومسؤول عن ارتكاب عدد كبير من المجازر الوحشية، لذلك سمي بالرهيب. عزز إيفان الرهيب من سلطته حينما غادر موسكو مدعيا تنازله عن العرش عام 1564 ، لكنه سرعان ما عاد ثانية وسحق اعداءه بضراوة. أسس إيفان الرهيب قوات خاصة تسمى بـ"أوبريتشنينا"، وإعتمد على هذه القوات في تصفية المعارضة وقمعها، وكان يقتل الناس لمجرد الشبهة. وتفنن هذا القيصر في البطش بالناس بل كان يتلذذ و هو يرمي بأعدائه للحيوانات الضارية. ورغم ان ايفان كان اعلن الحرب على السلطة الكهنوتية، إلا أنه انسحب اخيراً إلى حياة الرهابنة. قضى إيفان الرهيب نحبه عام 1584 بعد إصابته بمرض غريب جعل جسمه يتورم، وتنبعث منه رائحة نتنة. بدأت بعده فترة عصيبة خيمت على روسيا لثلاثة عقود تقريبا.