أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
| | تاريخ الثورة الجزائرية | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: مقاومة المجاهد الشيخ بوعمامة( 1881 - 1908 ) الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:16 pm | |
|
البعد الروحي لمقاومة الشيخ بوعمامة:
الشيخ بوعمامة رحمه الله تعالى
لقد ظهر سيدي بوعمامة منذ سنة 1888م في منطقة جنوب الصحراء قطبا ربانيا، مستقطبا ولاء أغلب القبائل الصحراوية الجزائرية بلا منازع، فضلا عن تقدير أشراف تافيلالت له بجنوب المغرب الأقصى، ولم يستطع أحد أن ينازعه هذا النفوذ، بل امتد نفوزه إلى قبائل الطوارق الذين عبَّروا له عن استعدادهم للالتحاق به في الوقت المناسب، وذلك من خلال مراسلتهم له أواخر سنة 1888م.
وهكذا ما إن حلت سنة 1892م حتى أدركه كل من القصر العلوي بالمغرب والمفوضية الفرنسية بطنجة، ما أصبح عليه سيدي بوعمامة من نفوذ روحي، وتأييد قبلي، وقوة حربية بالمناطق الصحراوية ومحيطها، وبذلك سعى الطرفان إلى اكتسابه، في حين تبدو رغبة الشيخ بوعمامة في الحفاظ على حريته واستقلاله واضحة من خلال معاملاته ومراسلاته السياسية مع الحكام العسكريين المباشرين، ولا شك أن له يداً في الوقائع التي دارت بين الفرنسيين و الأمازيغ في نخيلة في 05 جويلية 1903م، وفي الهجوم الواسع على مركز تاغيت بجبل منطقة بشار، وتنظيم حملات الساهلة والمطارفة، وأوجروت وشروين وتيميمون بالصحراء الجزائرية الشاسعة إلى آخر المعارك التي خاضها وحرض عليها.
وقد امتد الشيخ بوعمامة في ثورته من الواحات الجنوبية عبر وادي الزوزفانة و وادي الناموس، وعندما وصل إلى الناحية الشمالية فيغيغ أسس زاوية بواحة المغرار التحتاني، كما حاول إقامة حلف من قبائل لعمور وبني كيل وغيرهما من قبائل الحدود إلى ناحية تلمسان نفسها: والهجوم على الفرنسيين الذين أرغموا على استرجاع عدد من فيالق جيوشهم؛ حيث استعدوا من جديد بعدما تكبدوا خسائر فادحة للهجوم بأسلحتهم المتفوقة والضغط على الشيخ بوعمامة نحو الجنوب، حيث رجع سنة 1882 إلى ناحية دلدول وهي واحة في جورارة وسط توات، حيث أسس زاوية هناك يدرس فيها القرآن الكريم والعلوم الشرعية، فاكتسب بها مزيدا من الأنصار والأتباع.
وظل الشيخ بوعمامة ثائرا إلى سنة 1908م حيث استقر بمنطقة أنكاد أما سي حمزة وسي قدور بن حمزة وغيرهما من زعماء أولاد سيدي الشيخ الشرقية. وذكرت بعض المصادر أن فرنسا نجحت في إغرائهم بالوسائل الدبلوماسية حيث عقدت معهم اتفاقيات لصلح، ومنحتهم خلال سنة 1883-1884م امتيازات سلطوية، وكان الجنرال (thomassin) هو الذي تولى أمر المفاوضات مع سي الدين وذويه، ونجح في جذبهم بوسائل اعتمد فيها بالأساس على التدخل مع سكان جورارة وبعض القبائل المحلية التي يظهر أنها مالت للفرنسيين بوسيلة أو بأخرى.
وبهذا أخذت وضعية توات تنقلب، فقد بدأت فرنسا تؤسس لنفسها نفوذا سياسيا بين بعض القبائل التي أصابها الخوف نتيجة تزايد الضغط العسكري الفرنسي ضد واحات توات.
وهكذا استطاع الفرنسيون أن يعقدوا اتفاقيات مع عدد من الفصائل التي تسكن بواحة جورارة، وكذلك مع بعض فصائل ذوي منيع، وبعض الطوائف من سكان منطقة عين صالح.
وفي الوقت الذي أعطى فيه مؤتمر برلين 1885م حرية التوسع الأمبريالي في إفريقيا بالنسبة للدول الأوروبية التي حضرت هذا المؤتمر، بادرت فرنسا إلى تهيئة الشروط الضرورية لاكتساح منطقة توات، وفعلا شيدت في السنة التالية للمؤتمر 1886م حصنا في منطقة المنيعة، ووضعت فيه حامية عسكرية تتركب من 1560 جنديا بصفة دائمة، وهي الحامية التي سيقرر البرلمان الفرنسي في بداية العقد الأخير من القرن 19ميلادي رفع عددها إلى 6000 جندي، وقد كانت حامية فرنسا قد حاولت الاستقرار بها منذ 1873م، ولكنها انسحبت منا لأسباب أمنية.
وفي التاريخ نفسه 1886م قامت بعثة دراسية فرنسية تحت إشراف الضابط (بالا) الذي تجول عبر منطقة توات كلها بمساعدة شخصين مسلمين من كبار قصور حاسي الشيخ بالحدود الوسطى، وقد خرج (بالا) من قصور الأبيض سيدي الشيخ، ونزل عبر حوض وادي كير، ثم وصل إلى واحات الخنافسة، ثم تجول في قصور جورارة، وزار مؤسسة الشيخ بوعمامة في ناحية دلدول، ومكث هناك في ضيافة بعض الأهالي مدة ثمانية أيام، ثم توجه إلى منطقة عين صالح مروراً بناحية تادمايت؛ حيث اغتيل هناك في شهر فبراير 1886م هو ومرافقاه الجزائريان، وقد كان اغتياله على يد أصحاب الشيخ عبد القادر بن باجودة الذي كان من أكبر زعماء منطقة عين صالح، الذي سبق له أن نصب كمينا للبعثة العسكرية الفرنسية سنة 1881م و قتل الكثير منهم.
الشيخ بوعمامة الروحي:
الشيخ بوعمامة – رحمة الله عليه - هو أحد أحفاد الولي الصالح الشيخ عبد القادر بن محمد المعروف بسيدي الشيخ.
وهو من بني عمومة سي سليمان بن حمزة زعيم المقاومة الكبرى المسماة في التاريخ ثورة أولاد سيدي الشيخ.
دخل بوعمامة التاريخ من بابه الواسع، واشتهر حتى بلغت شهرته الأصقاع والآفاق، مشرقا ومغربا؛ لأنه أشرف على انتفاضة شرسة و مقاومة باسلة كادت أن تعم الغرب الجزائري بأكمله، بل لأنه أدرك بالبديهة الصائبة والرأي الراجح الدور الذي يجب أن تلعبه الزوايا الروحية.
نسب الشيخ بوعمامة:
الشيخ بوعمامة هو: محمد بن العربي بن الحرمة بن إبراهيم بن التاج بن عبد القادر بن محمد سيد الشيخ القطب بن سليمان بن سعيد بن أبي ليلة بن عيسى بن أبي يحي بن معمر الملقب أبو العالية بن سليمان بن سعيد بن عقيل بن حفص الملقب حرمة الله بن عساكر بن زيد بن حميد بن عيسى بن التادلي بن محمد الملقب السلي بن عيسى بن زيد بن الطفيل المدعو الزغاوي بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمان بن سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه-.
فهو من مواليد منطقة امغرار في حدود 1845م، حيث نشأ وترعرع في هذه المنطقة التي عرفت بالتوتر والغليان في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وانعدام ما يسمى بالدولة إضافة إلى طغيان قطاع الطرق، خاصة وأن المنطقة حدودية، وهناك ما يسمى مخزن السلطان لا يتساهلون مع هذه القبائل، فهم يمارسون معها سياسة العصا الغليظة، وهي تشكل خطرا جاثما يهدد الأمن ويجعل المنطقة كلها على فوهة بركان سرعان ما يندلع في أي مكان وفي أي اتجاه.
وكان احتراف الوعي لا محيد عنه للشباب، قبل أن يشتد عودهم، فيمتهنون التجارة، وعن طريق القوافل يكونون همزة وصل بين الصحراء الشاسعة جبوبا و التل الوهراني، إلا أن والده السي العربي بن الحرمة قرر أن يجعل ابنه ملازما للشيخ محمد بن عبد الرحمان أحد مقدمي الطريقة الشيخية، الذي تعلم على يديه بعض آي القرآن الكريم والحديث الشريف، وبعد ذلك بالنسبة لأهل لطريقة الأوراد، والأذكار ثم المبادئ العامة للتصوف والزهد في الحياة.
وتعلم الطريقة بما يؤهله لأن يكون شيخا مقدما، ومن هنا بات واضحا أن زاوية امغرار قد حُسم الأمر في شيخها ومقدمها من البداية لما عرف عن هذا الشاب من ورع وحكمة وسداد رأي ونفاذ بصيرة، وحسن تدبير تألقاً بجديه القطبين الصالحين سيدي الشيخ وسيدي سليمان بن أبي سماحة.
فها هو يكرس جانباً مهماً من حياته في طلب العلم والبحث في الأمور الفقهية المختلفة، إلا أن العصر بأكمله لم يكن ليزخر بحواضر متميزة للعلم والعلماء في هذه المنطقة من الجزائر بالضبط، فهي بؤرة توترات وحروب سواء تعلق الأمر بالغزو الفرنسي أم مخزون السلطان المغربي، المهم أن الشاب يكون قد ارتحل إلى المغرب ليتابع حلقات درس القرويين.
ويمكن أن نؤكد أن الرجل عصامي، نهل من المصادر المهمة التي وقعت بين يديه، فأخذ ما كان يجب أن يأخذ، فتثقف وتفقه واطلع على كثير من المعارف التي كان يرغب في الاطلاع عليها ككتب التصوف - على سبيل المثال.
فها هي وفود القبائل تعترف أما مقدم الطريقة بمشيخته سيداً جديداً للزاوية، وشيخاً روحياً لهذه الطريقة الصوفية البديعة المرتبطة به شخصياً، التي أطلق عليها اسماً. وفيما بعد صارت الوفود ترتاح إليه وهي الطريقة (الإيمانية)، ومن هنا تدخل اعتبارات عديدة في اختيار الشيخ الزاهد، أهمها:
شرف نسبه، وسمعته الحسنة، ونبل خلقه وسيرته الورعة، ولطف تعامله مع الجميع.
فعلى الرغم من ثقافته المتواضعة ودرجات التفقه غير المعمق مقارنة بمشائخ الطرق العريقة إلا أنه صاحب خبرة ومجالس ومعارف شفوية مهمة، مما جعل أهل الطريقة يزكونه لمشيخة الطريقة الصوفية، ويختارونه دون سواه، ومن هذه البداية برز تفوقه وذكاءه الخارقان، وذلك بعد أن اختار اسما للطريقة الشيخية متوخياً تغيير اسمها، تفادياً للصراع الذي قد ينشب مع بني عمومته، ولذلك كانت الطريقة الإيمانية مجرد اسم للشيخية حتى وإن بدل فيها بعض ما يمكن أن يبدل من أشياء طفيفة لا تمس جوهر الطريقة.
ولقد ركز الشيخ بوعمامة في بدايته على ربط الصلة الروحية بالقبائل، فجعل الأفئدة تتعلق بمنهجيته في الطريقة الإيمانية والتي رسمها بطابعه الورع وحياته الجهادية، ولعل العنصر الرئيسي في بصمات الشيخ هي المرتكز الجهادي الثائر على الأوضاع المزرية التي كانت تعيشها المنطقة، وأصبح من المؤكد لديه أن الوازع الديني وحده الكفيل بتغيير ما يسود من مآس، وماكاد يرتبط بالزاوية ومشيختها ويعلن عن أذكار وأوراد الطريقة الإيمانية حتى ارتبط بالسيدة ربيعة ابنة عمه، والتي أنجبت له نجله السي الطيب في عام 1870م، الذي أصبح رفيق حياته ومعاركه كلها.
لم تكن سلطات الاحتلال الفرنسي على جهل تام بما تحضره مشيخة الزاوية وزعيمها الروحي، الذي وصفته التقارير المختلفة بأنه مجرد رجل مهوس، بينما ذكرته تقارير أخرى بأنه رجل دين، صاحب طريق مرابط، يجمع أموال الزكاة لينفقها على أصحابه المجاذيب من مريدي الطريقة، والبعض وصفه بأنه مجرد مجنون مدروش.
وواصل الشيخ بوعمامة تحضيراته المادية والبشرية في سرية تامة، فاجتمع إليه شيوخ القبائل المجاورة للمنطقة، وشرع في مراسلة العديد من الذين اعتقد فيهم المؤازرة والمساندة، وقد أعطت قبيلة الشعانبة خير مثال على ذلك، كما أنه بعث وفوداً إلى أولاد سيدي الشيخ الغرابة، ثم أولاد سيدي الشيخ الشراقة.
وهذه أسماء بعض الرسل:
- مرزوق السروري: إلى قبائل الطرافي.
- الطيب بن الجرماني: إلى قبائل الأحرار الشراقة.
- بلقاسم ولد لزفران: إلى قبائل أولاد ازياد.
- العربي ولد الطيب أحمد: إلى قبائل الرزاينة.
لقد بعث الشيخ بوعمامة عدة رسائل إلى أعيان القبائل وتلا عليهم رسالة الجهاد مع توضيح الأسباب، وهذه الرسالة التي تلاها عليهم:
( الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله: جماعتنا المحروسة بعين الرضا قبيلة بعد قبيلة من غير تخصيص، نعلمكم أعلمكم الله خيرا على أمر الجهاد في سبيل الله بعدما فرق الكفار الفرانساويون بين الأخوة، وفسقوا في أرضنا، واستحلوا حرماتنا، أرادكم الله وأعانكم، وللخير والجهاد وفقكم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته).
فتوكل الشيخ على المولى عز وجل، وخاض المعارك الطاحنة رفقة أتباعه ومريديه، والسبب المباشر في إعلان الجهاد من طرفه هو هذا الوازع العقائدي، بل أن الجحافل المنضوية تحت راية جهاده والتي تعد بالآلاف ماكان لها أن تكون لولا شدة اقتناعها بأنها تحارب قوات الكفر، وتحمل شعار الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق، وتحرير الوطن من دنس المحتل ،وعلى وجه أخص أن الجميع متأكد بأن الزعيم الروحي ليس له من هدف يصيبه إلا الإيمان الراسخ، ثم أنه أثبت للملأ أنه لا يسعى إلى تكوين زعامة سياسية، وإنما كان تركيزه على أن يفهمه الجميع بأنه قائد روحي ثائر على الظلم والاضطهاد على شاكلة سليمان بن حمزة وبقية أبناء عمومته، يتزعم مجاهدين أوفياء كما كان يصفهم، يدافعون عن شرفهم ولا يسكتون أمام جبروت الظالم المستبد.
إنه بذلك هو رفاقه يعلنون كلمة الحق تمازجها لحظات النصر ، وفي الوقت ذاته يقيمون حلقات الذكر لقراءة القرءان الكريم حيثما حل بهم الظلام، وفي زاويتهم المتنقلة يستعيدون أورادهم وأدعيتهم الصوفية العميقة، مهللين ومكبرين ومسبحين على طريقتهم الإيمانية.
فعلى الرغم من عدم تمكنه من الثقافة العميقة إلا أنه استطاع مجاراة أحداث زمانه نتيجة دهائه السياسي وخبرته بالمنطقة ومجالسته لكبار العارفين من هذه القبائل المختلفة التي جمعته بها كلمة الجهاد، ثم إنه متمكن من الثقافة الشفوية التي عرف بها كبار القادة وعظماء الرجال .
راسل شيوخ القبائل وقادة الاحتلال الفرنسي برسائل تاريخية وعرض المشورة على ثلة من المقربين منه .
استقبل مبعوثي القادة العسكريين وأجابهم مشافهة وتارة عبر رسائل، وفي كل الحالات كان يلح على ترديد كلمته التاريخية الشهيرة: (يجب أن تخرجوا من أرضنا والجزائر ليست فسحة لكم ولحم اولادها مر) رافضا الصلح بكل صوره، وكان يراه خيانة .
ومرت زاويته بعدة مراحل في حياته، ولكنها بدت إلى التطور شيئا فشيئا، فبعد أن أسسها في أمغرار وجدد الحصون حولها وبني جوانبها، خاض عدة معارك أهمها معركة تازينا 19-05-1881م والتي انتصر فيها المجاهدون انتصارا عظيما، وفتحت الطريق أمام الشيخ بوعمامة لينشر ثورته في مناطق التالية : عين الصفراء ، البيض، أفلو، فرندة، تيارت، سعيدة، و بشار، وبعد هده الثورات اضطرت السلطات الفرنسية أن تجعل باستعادة جزء من قواتها العسكرية التي اشتركت في احتلال تونس لتواجه به مقاومة جيش الشيخ بوعمامة.
وإرسال العقيد القائد (نقريي) من ناحية البيض إلى الأبيض سيدي الشيخ، الذي فكر في أن القضاء على ثورة أولاد سيدي الشيخ يستلزم تحطيم ضريح سيدي الشيخ، والزاوية بنطقة البيض .
وانتقلت الزاوية والطريقة الإيمانية إلى الخيم حيث الشيخ بوعمامة متنقل عبر التلال والفيافي، ثم أعاد بناءها في دلدول قرب منطقة تيميمون بأقصى الجنوب الجزائري وتجمعت حوله القبائل وأعيان القصور والواحات.
لقد قام الشيخ بوعمامة بعدة معارك في ناحية جرارة وأماكنها معلومة إلى يومنا هذا، ومنها:
معركة حاسي الشيخ: يقع بين المنيعة و ناحية لحمر.
معركة حاسي علي : هناك مقبرة الشهداء بزاوية الدباغ إلى حد الآن .
ومن دلدول حيث فقد ابنه: المسمى السهلي بوعمامة انتقل إلى العرق، وأقام زاويته في مكان يسمى: اعريس سيدي بوعمامة.
ومن العرق انتقل إلى بني ونيف، حيث بني قبة جده الشيخ سيدي سليمان بن أبي سماحة البكري الصديقي وبني المسجد ومرافق الزاوية سنة 1891م الموافق لـ 1311هـ، ولما أنجز البناء أقام صدقة عظيمة ودعى إليها أهل بني ونيف والقصور القريبة منها، وفي ذلك يقول الأستاذ طواهرية عبد الله هذا النظم:
بن ضريحه المجاهد العتيد أبو عمامة لجده السعيد مشيدا ضريحه والمسجدا حتى بدا في حلة مجددا في ألف هجرة ثلاثمائة وواحد ملازم لعشرة
ومن بني ونيف ذهب الشيخ رحمه الله إلى واد قير.
وفي سنة 1886م قدم الشيخ بوعمامة ورقة طلب الأمان من فرنسا حينما أشتد عليه الخناق من مختلف الجبهات، إلا أن الفرنسيين رفضوا طلبه،ولم تبرر التقارير العسكرية سبب الرفض ، والذي يكون مرده إلى عملية استدراج استراتيجي عسكري كانت تخفيه لتستعمله محالة قصف المواقع التي يستعملها الشيخ ، ولذلك بدأت تموه في اعتقادنا، وهو الأمر الذي تفطن إليه الشيخ بوعمامة بدليل أنه بعث رسالة ثانية يطلب فيها الأمان وجاءه الرد بتاريخ 08 ديسمر 1899م في رسالة تقول فيها السلطات العسكرية لناحية عين الصفراء بأننا نقبل طلبك الأمان.
إلا أن الشيخ بوعمامة استغل هده الموافقة المبدئية سياسيا وكأنه يقول لهم : ها أنتم تعترفون بالانتفاضة الكبرى والمقاومة المباركة التي أنهكتكم ودوختكم، وهنا يمكن نجاح الشيخ سياسي .
إن الانتصارات العديدة التي أحرزها على العدو خلال سنوات الجهاد صنعت منه رمزا بطوليا جعل السلطات توافق مكرهة على طلبه، إلا أن الشيخ رفض قبولهم لطلبه الأمان ورمى به جانبا وتوغل في أعماق الصحراء الجزائرية الشاسعة بجيشه وبالضبط إلى في ناحية دلدول، ليجدد قواه في الصمت الصوفي المطبق هناك، وكان يشرف على عمليات سريعة تداهم العدو في حصونه من حين إلى آخر .
- نتائج مقاومة الشيخ بوعمامة:
تمثلت هذه النتائج فيما يلي:
1- كانت ثورة الشيخ بوعمامة تحديا كبيرا لسياسة الجمهورية الثالثة ,والتي كانت ترمي إلى إتمام عمليات الاحتلال الشامل للجزائر ,واستطاعت أن تعطل وتعرقل المشاريع الفرنسية في الجنوب الغربي الجزائري سنوات عديدة.
2- تمثل ثورة الشيخ بوعمامة المرحلة النهائية من استراتيجية الزعامات الوطنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي عن طريق المقاومات الشعبية التي تعتمد أساسا على العامل الديني في تعبئة الجزائريين لمقاومة الاحتلال.
3- تعتبر ثورة الشيخ بوعمامة من أعنف المقاومات الشعبية في المنطقة العربية برمتها خلال القرن التاسع عشر بعد مقاومة الأمير عبد القادر طبعا.
4- كشفت ثورة بوعمامة ضعف الفرنسيين في مواجهة المقاومة مما جعلها تبحث عن الحلول السياسية لإخماد نار الثورة خصوصا مع المرحلة الثانية 1883 -1892 حين ظهرت قضية الأمان الذي كانت تبحث عنه السلطات الفرنسية من بوعمامة الذي رفضه من خلال المراسلات و المفاوضات التي كانت تسعى إليها فرنسا.
5- الخسائر البشرية والمادية هي الأخرى كانت من أبرز النتائج التي تمخضت عن الثورة.
6- عجلت الثورة بإتمام مشاريع السكك الحديدية في المنطقة وربط الشمال الجزائري الواسع بجنوبه الشاسع .
7- إن مقاومة الشيخ بوعمامة حتى وإن لم تحقق أهدافها في طرد الاستعمار من المنطقة بسبب العقبات التي اعترضتها منها على وجه التحديد عدم التمكن من توحيد فرعي أولاد سيدي الشيخ وكذلك ضغوط السلطان المغربي عبد العزيز على الثورة والمقاومة الجزائرية وحصرها في الحدود ,إلا أنها أثبتت قدرتها على المقاومة وطول النفس وعرقلة التوسع في المنطقة .
حــوصلـة :
أشرف الشيخ بوعمامة على الطريقة الشيخية، فهذبها ورتب ما يرتب فيها وجعل منبعه فيما أبدعه منها وسماها (الطريقة الإيمانية ) لكي لا يحس أبناء عمومته بأنه مغتصب لحقهم في إرث جدهم الأول، ثم إن ما أراده من الطريقة قد تحقق بإتقان ومهارة وعبقرية،لأن المنهج السفلي في الذكر جعله معاصرا وصنع من المريدين والدراويش جيشا عرمرما يقف غصة في حلق الجيوش النظامية فيهزمها ويرسم انتصارات باهرة.
قاد انتفاضة لم تتوقف إلا بوفاته في يوم 08 أكتوبر 1908م في شهر رمضان حيث عمل كل ما في وسعه لتوحيد القبائل الجزائرية بالغرب و الجنوب، جعل من أولاد سيدي الشيخ والجادبة، وحميان، والعمور، والشعانبة، قوة عظيمة يحسب لها ألف حساب بعد أن كانوا في غالبيتهم متطاحنين على أماكن كلأ والآبار ، بل أنه أدخلهم التاريخ من باب الواسع، قال عنه أحد القادة الفرنسيين (( إن ثورة بوعمامة ومقاومته الباسلة هي قضية شعب بأكمله)).
وقال عن نفسه: (( بأنني خلقت من أجل رفاهية أبناء هدا البلد الأوفياء لأوامر القرآن)) .
وكان يقول : (( إن جيشي الحقيقي هو الإيمان )).
وكان يرى في قبول الاستسلام مع فرنسا بأنها: (( قبول السيادة الفرنسية معناه خيانة الله)).
كذا قام في تسيير مراحل انتفاضته والتي عمت أرجاء الغرب الجزائري كله ، وشملت التل والصحراء على السواء، لقد ملأ الدنيا وشغل الناس، وفتق عقولا أخمدتها جلابيب تحجر الدروشة العميقة، وجعل الزاوية متفتحة على فهم ما حولها بل انتقل بها إلى مرحلة العطاء والتضحية .
إن الشيخ بوعمامة جعل العدو بقواته الرهيبة يجعل ألف حساب للمقاومات ،مهما كان شكلها ومهما كانت قوات نفدها وأنصارها .
إن ثورة الشيخ بوعمامة ومقاومته الباسلة انطلقت من صلب الطريقة الصوفية، ثائرة على الأوضاع المزرية التي كان يعيشها المواطن الجزائري متفهمة لحقائق العصر ونابضة بدفق هواجس المستقبل، وبذلك تكون مكملة للحلقة التي فتحها الأمير عبد القادر، وعمقها أولاد سيدي الشيخ والثوار التواتيين في انغر والدغامشة، ومنطقة جرارة لتجدها أجيال أول نوفمبر 1954م مرتكزا تستند عليه لمواصلة المسيرة.
قصيدة في رثاء الشيخ بوعمامة باللهجة الجزائرية:
عزوني ياناس في شيخ العـربان عزي وعنايتي ومفاتح أورادي تبكي عيني لبوعمامة طول الزمان تبكي عيني على مدى نكس ميعادي تبكـي عيني عليه ما طـال الزمان طول الحياة والدموع على خدي تبكـي عيني عليه مفتاح البيان ركن الرحمة الله عليه الخير يهدي
المصادر:
- لفت الأنظار إلى ماوقع من النهب والتخريب والدمار بولاية أدرار إبان احتلال الاستعمار، الشيخ مولاي التهامي غيتاوي، منشورات ANEP، الجزائر، 2006.
- أبطال ومعارك المقاومة الشعبية، موقع شريطي محمد،
- مقاومة الشيخ بوعمامة 1881-1908.
بقلم: إدريس بن محمد بن خويا
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
| |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: الرسالة الأولى الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:17 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: الرسالة الثانية. الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:20 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: ثورة العامري ( البوازيد)1876 الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:22 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: اومة الأوراس الأولى عام 1879 الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:24 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: الشيخ آمود قائد المقاومة الشعبية في منطقة التوارق (1881 - 1923). الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:25 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: موقف سكان وادي مزاب من التجنيد الإجباري في الجيش الفرنسي الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:27 pm | |
| موقف سكان وادي مزاب من التجنيد الإجباري في الجيش الفرنسي. | هذه الصورة تم تصغيرها. إضغط هنا لعرض الصورة بالحجم الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية هي 800×363 و حجمها هو 105 كيلوبايت. | بني مزاب بمدينة غردايةموقف سكان وادي مزاب من التجنيد الإجباري في الجيش الفرنسي ما بين (1912 و 1925) (*) بالحاج بن باحمد ناصرباحث ـ ماجستير تاريخعرفت الجزائر مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, نهضة وحركة وطنية ظهرت بأشكال جديدة واعتمدت أساليب مختلفة, حيث تحولت تدريجيا من العمل العسكري إلى العمل السياسي تحت تأثير العديد من العوامل، لاسيما قضية التجنيد الإجباري الذي أرادت الإدارة الفرنسية فرضه على الجزائريين, والذي يضاف إلى القوانين الاستثنائية التي كانت تثقل كاهلهم، وعلى رأسها: قانون مجلس الشيوخ، قانون الأهالي, المحاكم الرادعة, وغيرها.وقبل ذلك كله فإن التجنيد الإجباري في الجيش الفرنسي يُنافي عقيدة الجزائريين المسلمين, إذ يُجبرهم على القتال تحت علم غير إسلامي, ليحاربوا إخوة لهم في الدين, كما أنه يناقض اتفاق 05 جويلية 1830 الذي نص على احترام فرنسا الكامل للدين الإسلامي والقوانين والأعراف الجزائرية.وقد عبر أغلب الجزائريين ومن بينهم سكان وادي مزاب عن رفضهم للتجنيد الإجباري بأشكال عديدة وهي: المظاهرات الشعبية والعرائض والوفود، وكتابة المقالات الصحفية.1- فرض التجنيد الإجباري وبداية معارضة المزابيين :بعد إصدار السلطات الفرنسية لمرسوم 03 فيفري 1912، الخاص بتجنيد الأهالي الجزائريين في الجيش الفرنسي، تعالت أصوات المعارضة والاحتجاج من مختلف المدن الجزائرية، فبعض الأهالي سلكوا مسلك التظاهر إلى حد الشغب والبعض الآخر بعث بالوفود، وبعضهم لجأ إلى الجبال والمناطق النائية، وآخرون هاجروا البلاد كلية هروباً من نير التجنيد. وما كان من السلطات الفرنسية إلا أن استعملت القوة والقسر لاقتياد الشبان الجزائريين المعنيين بقانون التجنيد (أي البالغين سن الثامنة عشرة سنة) إلى الثكنات العسكرية.أمَّا منطقة وادي مزاب فالأمر لم يكن يعنيها بعد، ذلك أن مرسوم التجنيد كان يخص الإقليم المدني فحسب (المناطق الشمالية من الجزائر)، لكن المرسوم كان يمس أبناء المنطقة المستقرين في مدن الشمال لأنه ينص في المادة الثامنة منه على ما يلي:«يسجل على قوائم الإحصاء لكل بلدة أو قرية الأهالي الجزائريون البالغون سن الثامنة عشر غير الـمولودين بها، شرط أن يكونوا مقيمين بها منذ أكثر من سنة».وهذا يمسُّ عددا كبيرا من المزابيين المستقرين في مدن الشمال ـ على عادة أجدادهم منذ القديم ـ قصد التجارة التي يعتمدون عليها أساسا في كسب قوتهم وقوت أهليهم الذين يتركونهم في بلادهم القاحلة. وبهذا بدأت معارضة المزابيين للتجنيد الإجباري، فشرعوا في تهريب أبنائهم البالغين سن التجنيد من مدن الشمال إلى الجنوب بعدما لم يجدوا خيارا غير العودة إلى بلادهم وهم مكرهون على ترك مصدر رزقهم الأساسي، ومن خلال الوثائق التي اطلعنا عليها في مكتبة الأستاذ الباحث حواش عبد الرحمان بغرداية، اكتشفنا وجود تنسيق كبير بين قصور وادي مزاب وبين أعيان المزابيين في شمال البلاد لهذا الغرض، وهنا يبرز أحد أعيان قصر بني يزقن بنشاطه الحثيث في هذا المجال وهو زكريا زكري بن سعيد الذي كان لعدة سنوات محور معارضة المزابيين للتجنيد الإجباري، ففي أواخر سنة 1912 تنقل إلى باريس على رأس وفد ممثل لسكان وادي مزاب والتجار في مدن الشمال، وكان الوفد متكونا من السادة: الحاج بكير بن حاج قاسم، يحيى بن قاسم، والحاج محمد بن حمو بوجناح، واتصل هؤلاء بمن سبق لهم التعامل والتنسيق معهم من محامين وغيرهم من رجال القانون الفرنسيين أمثال المحامي هنري مورنارد (Henry Mornard)، وقابلوا وزير الداخلية وسلموا له العريضة باسم سكان وادي مزاب والتجار في الشمال في ديسمبر 1912.2 - وادي مزاب خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) :لم تكن منطقة وادي مزاب خلال الحرب العالمية الأولى معنية بأمر التجنيد لأنها كانت من مشمولات الإقليم العسكري (الجنوب الجزائري)، لكنها كانت بالمقابل ملجأ الفارين من التجنيد والثائرين على فرنسا مثلما يؤكده هذان التقريران الإداريان:أولا: تقرير الحاكم العام لوتو (Lutaud) الذي وصف حالة الجنوب كله في تلك المرحلة بقوله: «(...) لقد كانت باقي مناطق الجنوب تدين بولائها لنا بشكل واضح، (...) وهو ليس حال غرداية التي صيَّرها المزابيُّون بؤراً للعناصر الثائرة والخطيرة، ومصدراً للأخبار السيئة فقط(2). فرغم عدم قدرتهم على مواجهتنا مباشرة بالسلاح إلاَّ أنهم يشكلون خطراً غير مباشر علينا، لذلك لا بد من فرض عقوبات وقيود جدُّ صارمة وقاسية تجاه العناصر المعادية لنا بتلك المنطقة للحدِّ من تنقُّل العدوى الثورية إلى المناطق المجاورة. وربَّما قد تنامت هذه الروح العدائية لنا بعد زيارة السناتور التركي سليمان الباروني في جوان 1914، الذي ترك في المزابيين آثاراً بليغة جدا»(3).ثانيا: تقرير السيد جونار (Jonnar) الذي جاء فيه ما يلي: «شهدت هذه السنوات فوضى وإجراماً خطيراً، ممَّا أدى إلى أزمة سنة 1918، فرغم وسائل القمع الشديدة، إلاَّ أن مزاب كان دائماً في الواجهة بسبب مشاكله الخاصة والمتميزة، فعلى خلاف المناطق المجاورة التي أظهرت ولاءها لفرنسا، كان المزابيون متعنِّتين ومتمسِّكين بمواقفهم تجاه السلطات الفرنسية، خاصة في قضية التجنيد الإجباري، (...) فلما أرادت الإدارة الفرنسية في سبتمبر 1918، أن تجنِّد أبناءهم أبدت جماعاتهم رفضها وتحفظها تجاه القضية»(4).3 - انطلاق عمليات التجنيد في وادي مزاب ومعارضة السكان لها :أصدرت السلطات الفرنسية في شهر ديسمبر من عام 1918، أمراً يقضي بتجنيد 238 شاباً من منطقة غرداية لدفعة سنة 1919، وتركت أمر إحصائهم للقياد، الذين حددوا بدورهم يوماً لإجراء القرعة، وأعلنوا قائمة الشبان المعنيين بالجندية في 01 جوان 1919، وأرسلوا لهم أوامر الحضور إلى الثكنة في اليوم المحدد. لكن لم يلتحق أي شاب في الموعد (5)، وهو ما اعتبرته الإدارة الفرنسية تمرداً صريحاً، يستوجب التدخل، وأول إجراء قامت به هو اعتبارها هؤلاء الشبان الفارين من التجنيد، متمردين على الحكم، وهو ما يخول لها تسليط عقوبات قانونية صارمة عليهم. في حين كان هؤلاء الشبان، يتنقلون بين مختلف مدن التل، هروبا من التجنيد، وهو ما دفع بالحاكم العسكري لمقاطعة غرداية إلى أن يرسل تقريراً إلى الحاكم العام آنذاك آبيل (Abel Jean Baptiste)(6) يخبره فيها بحقيقة الوضع بالمنطقة.ومع مرور الوقت، تطورت قضية التجنيد الإجباري في وادي مزاب الذي رفض أهاليه أن يخضعوا لقانون 3 فيفري 1912، فدخلت القضية مكاتب مجلس الحرب في العاصمة، ليفصل في وضع بعض الشبان الموقوفين في حالة هروب من الجندية، لكنه وجد أن الفصل في هذه القضية صعب جداً، بسبب عدم وضوح حالة سكان وادي مزاب من الناحية القانونية، وبالتالي فقد عجز عن إصدار أي حكم تجاه هؤلاء الشبان، فترك الأمر معلقاً.وفي نفس الأثناء، تعددت الاجتماعات بوادي مزاب، مثل ذلك الاجتماع الذي نظم ببني يزقن بزعامة قاضي البلدة الحاج محمد بن الحاج حمو يدر في 19 مارس 1921 لمناقشة تطورات الأمور مع جماعة من وجهاء البلدة. وفي 25 من نفس الشهر(مارس) اجتمع كافة أعيان مدن مزاب السبع، لدراسة عدة قضايا أهمها دراسة تطورات قضية التجنيد الإجباري في المنطقة، خاصة وأن الإدارة أصبحت تستعمل القوة والزجر في اقتياد الشبان إلى الثكنة لإجراء عملية القرعة، وبالتالي تجنيد الحصة السنوية المطلوبة قسراً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد ناقش المجتمعون قرار 5 مارس 1921 الخاص بتطبيق مرسوم 03 فيفري 1912، في مناطق الحكم العسكري (الجنوب)(7). لكن الهدف الأول للاجتماع، كان محاولة تحرير عريضة مطالب، لتقديمها إلى الحاكم العام، الذي كان من المقرر أن يزور المنطقة في نهاية الشهر، ولكن الزيارة ألغيت لظروف خاصة.لقد كان سكان وادي مزاب مستعدين للتضحية بأي شيء من أجل إعفائهم من التجنيد الإجباري، بل وكانوا متحمسين لإيصال قضيتهم إلى أعلى الهيئات في الدولة الفرنسية.لكن في يوم 01 جويلية 1921 أعلم كافة قياد وادي مزاب أن الحصة المقررة لدفعة 1921 هي (150) رجلاً ولابد من تقديم هذا العدد قبل نهاية نفس العام، وهو الأمر الذي دفع بالقياد إلى الضغط على العشائر لتقديم العدد اللازم من المجندين، فجُنِّد سنة 1921 واحد وعشرون شاباً لكن بصيغة التعويض، وقبل نهاية السنة تم تجنيد ستَّة وثلاثين بنفس الصيغة.وفي الأشهر الأولى من سنة 1922 تقدم (62) اثنان وستون شاباً (عوضاً) جلهم من اليهود والبدو من أصل 283 شاباً مطلوباً، من بينهم (132) مائة واثنان وثلاثون شاباً مزابيًّا تم تجنيدهم قسراً من طرف اللجنة المكلفة بذلك.أكَّد تقرير اللجنة المكلفة بالإحصاء وإجراء القرعة ـ عند مرورها لإجراء القرعة من 06 إلى 13 جوان 1922 ـ أن سكان المنطقة غير مستعدين إطلاقاً لأداء فرض الجندية. وهو ما دفع بالإدارة إلى الضغط على القياد وضمان العشائر لإقناع الأهالي بالقبول بالتجنيد.وينقل لنا نص برقية القائد العسكري بمنطقة غرداية التي بعث بها إلى الحاكم العام بالعاصمة بتاريخ 20 جوان 1922 صورة عن معارضة سكان وادي مزاب للتجنيد والتي يقول فيها: «إن معارضة الأهالي للتجنيد الإجباري مستمرة دائماً، فكلُّ الشباب في مزاب يختفون بمجرد ظهور عساكرنا (...) إن التجربة أكدت هذه السنة أن كل التعليمات والمراسيم القانونية الخاصَّة بالتجنيد واجهت عراقيل عويصة عند محاولة تطبيقها. وذلك بسبب الدعاية المضادة التي نواجهها من طرف الأهالي، وكذلك تلك التجمعات التي ينشطها ويعقدها أعيانهم»(8).استمر الأمر كذلك خلال السنوات من 1922 إلى 1925 حيث تواصل إرسال العرائض إلى السلطات الفرنسية على مختلف المستويات، فجاء الرد من طرف مجلس الشورى(9) بتاريخ 16 أوت 1922 رافضاً فيه كل ما تقدم به سكان واد مزاب من حُجج. ثم أصدر مجلس الدولة قراره في 15 ماي 1925 رافضا كل الحجج التي تقدم بها المزابيون، وهو القرار الذي خيب آمال سكان واد مزاب في الحصول على إعفاء من الجندية، رغم مساعيهم الحثيثة والجادة التي تبينها الوثائق.4 - أسُس معارضة المزابيين للتجنيد الإجباري :منذ صدور مرسوم 03 فيفري 1912، رفع سكان وادي مزاب عقيرتهم بالشكوى من هذا القانون الجائر، على غرار الكثير من الجزائريين على أساس أنه خرق واضح لما جاء في معاهدة 05 جويلية 1830.لكن المزابيين استغلوا الوضع الخاص الذي يتميزون به عن غيرهم، وهو تمتعهم بالحماية والاستقلال الذاتي بموجب معاهدتي 1853 و1882 مع السلطات الفرنسية، وعلى هذا الأساس اعتبروا أن تطبيق مرسوم 03 فيفري 1912 عليهم أمر غير مشروع قانونياً؛ لأنه خرق للمعاهدتين من جهة، ومن جهة أخرى فإن فرض الجندية على أهالي وادي مزاب تهديد لمستقبلهم لأنهم يعتمدون على فئة الشباب في تجارتهم وكسب قوتهم نظراً لقساوة طبيعة المنطقة، بالإضافة إلى ما في ذلك من مخالفة للشريعة الإسلامية.1 ـ الأساس السياسي والقانوني في معارضة التجنيد :1 ـ 1 ـ الوضع السياسي للمزابيين:بعد زحف القوات الفرنسية على الجنوب الجزائري ودخولهم إلى مختلف المدن الجنوبية عقد سكان وادي مزاب معها معاهدة بتاريخ 29 أفريل 1853 بالأغواط وهي المعاهدة التي جعلتهم تحت حماية الفرنسيين مقابل دفع ضريبة سنوية قدرها خمس وأربعون ألف فرنكا فرنسيا (45000) قيمة الخراج الذي كانوا يدفعونه إلى العثمانيين من قبل، وبالتالي فان مرسوم 22 جويلية 1834 الذي تم بموجبه تنظيم الجزائر إلى ثلاثة عمالات إداريا وكذا تعيين حاكم عام على أملاك فرنسا في شمال أفريقيا لم يكن يعني مزاب(10) الذي كان يتمتع بنظام الحماية.*-معاهدة 29 أفريل 1853:بعد سيطرة القوات الفرنسية على مدينة الأغواط في ديسمبر 1852 توقع المزابيون الانتقام العسكري منهم ومن دورهم البارز في مقاومة الاحتلال بمدن الشمال فأرسلوا وفدا إلى الحاكم العام راندون (Randan)(11)، الذي عرض على جماعات بني مزاب في رسالة مؤرخة في 24 جانفي 1853 حماية تجارتهم وتنقلاتهم عبر مدن التل الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي مقابل دفعهم ضريبة سنوية مقدارها 45000 فرنك فرنسي(12). فانقسم المزابيون بين مؤيد ومعارض لعقد المعاهدة وفي الأخير تم الاتفاق والتعاقد مع السلطات الفرنسية يوم 29 أفريل من نفس السنة.ونصت المعاهدة ـ مما نصت عليه ـ على حماية فرنسا للمزابيين واحترام دينهم وأن لا تتدخل مطلقاً في أمورهم الداخلية وتترك لهم حرية تقسيم القسط الذي تتحمله كل مدينة من الضريبة السنوية مثلما جاء في المعاهدة: «إننا لا نريد بأية صفة التدخل في أموركم الداخلية وأنكم ستبقون من هذه الجهة مثلما كنتم في الماضي، إننا لا نشتغل بأعمالكم إلاَّ إذا مست الراحة العامة»(13).وبالتالي لا يمكن اعتبار سكان وادي مزاب رعايا؟ أضف إلى ذلك أنَّ القوانين الدولية تمنع إلحاق أي أذى بالشخصية السياسية للبلد المحمي خاصة إذا ما بقي هذا الأخير على الحياد حيال أي حرب بين الدولة الحامية وأي دولة أخرى(14).*ـ التقرير المؤرخ في 21 ديسمبر 1882:صرح أحد المسؤولين السياسيين الفرنسيين وهو أوغستان برنارد بما يلي: «باستيلائنا على مزاب قضينا على عشِّ الثورة الدائم والمستودع الذي كان يجد فيه الثوار ضدنا الأسلحة والعتاد والتموين»(15) وهو ما يوضح سبب حمل السلطات الفرنسية على إلحاق مزاب بفرنسا من طرف الحاكم العام لويس تيرمان(16) حيث تم إحلال حامية عسكرية وتنصيب مكتب عربي في ميزاب للسيطرة عليه بشكل أضمن وتم عقد المعاهدة في 30 نوفمبر 1882(17)، وصادق عليها رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك وهو قريفي (Greffy) في 21 ديسمبر 1882 والتي نصت على أن المزابيين ولأنهم لم يحفظوا العهد الذي تم التعاقد عليه في 29 أفريل 1853 القاضي بعدم تمويل الثوار، بتركهم أسواقهم مفتوحة أمام الثائرين على السلطات الفرنسية، فعليه تفرض عليهم حامية عسكرية لتراقبهم عن قرب. ولكن أقرت المعاهدة أيضا على إبقاء الحماية الفرنسية على مزاب وترك سكان المنطقة أحرارا في تسيير أنفسهم داخلياً اعتمادا على تعاليم الدين الإسلامي والمذهب الإباضي وفقه مشايخهم (العزابة)، وبالتالي تم الحفاظ على الاستقلال الذاتي للمنطقة.إذا لا يمكن من الناحية القانونية فرض وتطبيق مرسوم 03 فيفري 1912 على مزاب لأنه بلد محمي بموجب معاهدتي 1853 و1882 التي لم يأت ما يناقضها. أكثر من ذلك وبعد عريضة من جماعات مزاب رفعوها إلى الحاكم العام تيرمان في العاصمة بتاريخ 7 فيفري 1884 جاء الرد عليها كالآتي: «(…) لقد استندتم في مُكاتَبَتِكُم على الوعد الصادر منا لكم في 29 أفريل 1853 والذي جددناه لكم في 21 ديسمبر 1882 عند احتلال مزاب، وأن الأمل الذي وضعتموه في الحكومة الفرنسية لا يخيب لان فرنسا تتذكر دائما المعاهدة التي عقدتها معكم»(18) وفي هذا أكثر من اعتراف على أن مزاب كان مستقلاًّ ذاتياً عن الحكم الفرنسي الذي لم يكن يتدخل إلا عندما يتعلق الأمر بحفظ الأمن العام.1 ـ 2 ـ حفاظ المزابيين على الأنظمة التقليدية والاجتماعية المحلية :رغم الاحتلال الفرنسي لمنطقة وادي مزاب، إلاَّ أن المزابيين حافظوا على نظامهم الاجتماعي الخاص بموجب المعاهدتين المذكورتين آنفا، ورغم ما جاءت به معاهدة 1882 بإحلال حامية عسكرية على المنطقة إلا أنها لم تلغ شرعية النظام الاجتماعي للمزابيين.أمَّا في الجانب الديني والاجتماعي فقد كان ولاء الأهالي في هذه المرحلة لمجلس العزابة ومجلس عمي سعيد، حيث زادت سلطتهما في المجتمع المزابي خصوصا بعد فقدان القائد لمصداقيته اتجاه العامة بسبب تدخل الإدارة الفرنسية في صلاحياته حيث أصبح منصبه بمرور الزمن شكلياً فقط.أما من الناحية القضائية فقد كان المزابيون مستقلين عن القضاء العام في الجزائر بعد أن أصبح قاضي الصلح الفرنسي يتحكم في جل وأغلب الأحكام(19). فالإباضية (سكان وادي مزاب) وفي 07 نوفمبر 1887 أصدر الحاكم العام أمرا يتضمن إحداث سبعة محاكم إباضية في مدن مزاب وإنشاء مجلس استئناف بغرداية وهو مجلس عمي سعيد، وبفضل مساعي المزابيين وطلباتهم الكثيرة أصدر رئيس الجمهورية الفرنسية كارنو (Carno) مرسوماً يوم 29 ديسمبر 1890 يقضي بإنشاء ثلاث محاكم إباضية في كل من الجزائر العاصمة وقسنطينة ومعسكر، ثم حولت هذه الأخيرة إلى وهران، بالإضافة إلى خمسة محاكم فرعية تحكم بين الإباضيين في قضايا الأحوال الشخصية وتقسيم التركات يسيرها «باش عدل» بترشيح من أهالي وادي مزاب(20). فهذا الامتياز القضائي يؤكِّد الاستقلال الذاتي للمزابيين عن الإدارة الفرنسية في كل المجالات الإدارية والاجتماعية والقضائية.1 ـ 3 ـ قضية يهود مزاب:جنَّس قانون أدولف كريميو (Crémieux) الصادر في 14 أكتوبر 1870، يهود الجزائر بالجنسية الفرنسية، ولكن في مزاب كان اليهود يرزحون تحت الوضع الخاص للمزابيين (الحماية)، وعلى هذا الأساس، وعندما أصدر قرار تجنيس اليهود في سائر الأراضي الجزائرية لم يشمل هذا القرار يهود مزاب لأنَّهم كما ذكرنا يحسبون ضمن وضع المزابيين الخاص والمتميِّز(21). وهو ما أثار جدل مسألة الوضع القانوني لمزاب من جديد.كما أن ما يثبت الوضع المتميز ليهود مزاب عن سائر اليهود في الجزائر هو بعض القرارات حول قضايا مختلفة أصدرتها المحاكم الفرنسية اتجاه بعض اليهود المنتمين لمزاب والتي أكدت بموجبها أن هذه المنطقة لم تكن من ملحقات الإدارة الفرنسية، مثل إصدار قرار بتاريخ 16 جانفي 1909 يقضي بتجنيس يهودي أصله من مزاب ـ مولود بغرداية في سبتمبر1876 ـ اسمه كوهان إبراهيم بن يوسف(22) مـمَّا يدل دلالة واضحة أن الإدارة الفرنسية كانت تعتبر يهود مزاب غير مجنسين بعد بالجنسية الفرنسية.1 ـ 4 ـ قضية الضريبة :كما هو معلوم فان المزابيين كانوا بموجب معاهدة 29 أفريل 1853 يدفعون ضريبة سنوية قدرها 45000 فرنك فرنسي مقابل حماية الدولة الفرنسية لهم ولتجارتهم وحرية التصرُّف في أمورهم الداخلية وعلى هذا الأساس فلا يمكن فرض قانون التجنيد الإجباري على بلد محمي يدفع ضريبة سنوية، وفي هذا يقول أحد رجال القانون الفرنسيين وهو الدكتور المحامي برونيل (Prunelle) «(…) إن الأمة المستقلة التي تدفع خراجاً لا تجب عليها الخدمة العسكرية إلا إذا التزمت بمقتضى اتفاق على ذلك مع الدولة الأخرى التي تعاقدت معها وهذه ليست حالة المزابيين، وبالتالي ليس من العدل فرض التجنيد عليهم»(23).2 ـ الأساس الديني في معارضة المزابيين للتجنيد:رغم تعهد الدولة الفرنسية للجزائريين عند احتلالها لبلادهم باحترام معتقداتهم ودينهم الإسلامي إلا أنها تعدت على حرمات هذا الدين الحنيف في عدة مناسبات وبعدة أشكال وفي مختلف مناطق البلاد خاصة عند فرضها للتجنيد على المسلمين الجزائريين.لذا فقد اعتمد سكان وادي مزاب في شكاياتهم كثيراً على قضية منافاة الجندية للدين الإسلامي باستنادهم على الدلائل الشرعية من القرآن والسنة وهي:1ـ إن المجند الجزائري في الجيش الفرنسي سيضطر إلى قتل عدوه وإلا فسيقتل، وفي كلا الحالتين هو آثم، لأنه لا يجوز للمسلم أن يقتل مشركا إلا بعد أن يدعوه إلى كلمة التوحيد، فإن أقر بها فقد عصم منه دمه وماله، وبالتالي فلا يحل قتاله إلا بموجب شرعي، والله تعالى يقول عن هذا: {مِنَ اَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَآءِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الاَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}(24). 2- ثم إنَّ المجند الجزائري في الجيش الفرنسي سيضطر أيضا إلى قتال إخوة له في الدين وذلك بمشاركته في الحرب الفرنسية على المغاربة، أو في حالة الحرب الوشيكة على العثمانيين حلفاء الألمان، وقد جندت فرنسا آلاف الجزائريين لإتمام احتلال المغرب الأقصى سنة 1911 على الخصوص، وفيها قتل الإخوة في الجنس والدين بعضهم بعضا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ يَّقْتُلْ مُومِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}(25).وكما روي في الأثر أن المسلم إذا أعان الظالم ولو بمدة قلم فهو ملعون إلى يوم الدين، وقال تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}(26).وحتى في حالة التعويض (إيجاد البديل) فإن الأمر سيَّان، لأن الجزائري المسلم القادر يستأجر بماله من يعوضه، وبالتالي فهو يستأجر يقتل أحداً بدون موجب شرعي، والقاتل بنفسه وماله سواء. لذلك رفض المزابيون مرسوم 3 فيفري 1912 من الأساس فالقاتل بنفسه أو بماله سواء.3 ـ لا يحل للمسلم أن يقاتل أو يقتل أخاه المسلم مختاراً أو مجبراً دفاعاً عن كيان دولة مشركة بأي وجه من الوجوه فالمجندون في الجيش الفرنسي (طوعا أو كرها) يرغمون ويساقون إلى القتال في الصفوف الأمامية في حروب فرنسا وحلفائها، فهي ترغمهم على قتال قوات العثمانيين في الحرب العالمية الأولى والثانية دفاعا عن فرنسا، كما أجبرت فرنسا الجزائريين والمغاربة والتونسيين على الوقوف بجانبها ضد ثورة عبد الملك بن عبد القادر الجزائري التي قام بها ضد فرنسا سنة 1915 في تازة بفاس ودامت إلى غاية 1924 وكذا ضد ثورة الريف المغربي بزعامة البطل عبد الكريم الخطابي في حروبه ضد الإسبان سنة 1920 ثم ضد فرنسا لتحرير مراكش من جرثومتي الإسبان والفرنسيين؛ ودليل ذلك هو تلك الرسالة التي بعث بها عبد الكريم الخطابي إلى الجزائريين والتونسيين(27) والتي تحدث فيها وأكد وجود أبناء الجزائريين والتونسيين ضمن الجيوش الفرنسية المواجهة له.وبالإضافة إلى كل ما مضى فإن الجندية تضطر الجندي المسلم لترك ركن عظيم من أركان دينه وهو الصلاة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة"، كما يجبر الجندي المسلم في الجيش الفرنسي على أكل ما لا يُحِلُّ له دينُه أكلَه، وعلى شرب ما لا يُحِلُّ له شربه؛ فالسلطة الفرنسية كافرة وبذلك فهي لا تفرق بين حلال أو حرام كما أن الجندي ليس له من سبيل غير أكل ما يقدم له، وبالإضافة إلى ذلك فان الجندي المسلم يعاشر في الجيش الفرنسي من لا خلاق لهم من كحوليين وشواذ(28). وعن هذا جاء في عريضة لسكان وادي مزاب: "إن الصلاة أهم فرض يوجبه علينا ديننا, فهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مدار الدين, والصلاة لا تكون صحيحة إلا في شروط محدودة من نظافة جسم وفراغ بال, وتكون في أوقات معلومات (...) فلا يمكن إذا توافقها مع لوازم الجندية كما هي معروفة في العسكر الفرنسوي".(29)لهذا قال المحامي برونيل في كتابه عن تجنيد الجزائريين ما يلي: «يستحيل تحقيق إجراء الخدمة العسكرية دون اعتداء على الفرائض الدينية بمقتضى الدين الإسلامي الذي يُوجب خمس صلوات في اليوم والليلة مع وضوءاتها»(30).من خلال ما مضى نستنتج أن السبب الرئيس في رفض المزابيين للخدمة العسكرية الإجبارية هو العامل الديني وليس الخوف من العمل العسكري الحربي حيث لم يتوانَ المزابيون أبدا في تلبية نداء الوحدة الوطنية عبر التاريخ مثلما فعلوه في عهد مولاي حسن باشا في سنة 1541م بشهادة حمدان بن عثمان خوجة وكذا في حملة صالح رايس نحو الجنوب سنة 1552م، ثم الدفاع عن السواحل الجزائرية عام 1830 كما كانوا بقوة وراء أسوار قسنطينة عند احتلالها.3 ـ الأساس الاقتصادي في معارضة المزابيين للتجنيد:تتميز منطقة وادي مزاب أو بلاد الشبكة بقسوة الطبيعة، لذا فإن ظروف المعيشة بها صعبة والحياة قاسية، فالفلاحة مثلا تتطلب رؤوس أموال كبيرة(31) لاستصلاح الأراضي وحفر الآبار التي يصل عمقها إلى خمسين متراً لتوفير المياه، لذلك فهي بحاجة إلى سواعد قوية للقيام بكل ذلك وقد رأى المزابيون أن تجنيد الشباب لمدة ثلاث سنوات يعني انهيار النشاط الفلاحي في المنطقة، وكذلك الأمر بالنسبة للتجارة حيث يجبر المزابي على ترك وطنه في سن مبكرة للعمل في التجارة بمدن الشمال ويبقى من خمس إلى سبع سنوات دون العودة إلى أهله، وبعودته يصرف كل ما جمعه في تلك السنوات. وبالتالي فإن تجنيد الشباب المزابي يؤدي إلى عواقب خطيرة من أهمها:*-تعطيل الأشغال الفلاحية مدة التجنيد مما يؤدي إلى تلف الأراضي.*-ضياع تجارته وقت أدائه فرض التجنيد وتلف أشغاله بها وربما توقفها نهائياً، وضياع أموال الناس وحقوق كل من له علاقة به في تجارته.*-إن نقل الشبان الجزائريين إلى فرنسا لتأدية الخدمة العسكرية قد يؤدي إلى ضياعهم في نمط الحياة الجديد الذي يعتبر أحسن ـ ماديا على الأقل ـ من حمل الفأس وحرث الأرض وأفضل من العمل المضني في التجارة, وإذا ما تبدلت أخلاق هؤلاء الشباب وعاداتهم فسيكون من الصعب ترك ذلك النمط الجديد والعودة إلى الحياة الصعبة, وهو ما يترتب عنه ضياع عائلته وأولاده ومن يتعلق به من أهله, لأن أبواب اللذائذ والشهوات انفتحت أمامه في أوروبا, وتعوّد على الأكل من كل غلة والتنقل بكل حرية عكس بلاده(32). وهذا ليس بمجرد حديث دون دليل بل هو ما دلت عليه التجربة وواقع الحال آنذاك فقليلون هم من عادوا إلى بلدهم(33).وقد جاء في عريضة من بني يزقن بوادي مزاب ما يلي:«نحن أمة فقيرة ضعيفة ووطننا وطن الفقر والمجاعة ليس فيه ضرع ولا زرع (...) ومعيشتنا فيه مكدَّرة شاقة ولذلك تجدنا مقيمين متفرقين في بلاد التل نسعى بالكد والجهد على تحصيل القوت وجلب المعيشة لنا ولأولئك القوم أهلينا الضعفاء العاجزين من النساء والشيوخ والصبيان».(34)وقد قال المحامي برونيل في كتابه عن التجنيد الإجباري ما يلي: «إن المزابيين مراعاة لفقر أرضهم نجد غالبهم تجاراً في الخارج، والخدمة العسكرية التي تجبرهم على ترك تجارتهم حصة من الزمن تكون محطمة وقاضية بالموت بلا شك على حالتهم الاقتصادية»(35).5 - بعض وجهاء المعارضة المزابية للتجنيد الإجباريبرزت عدة شخصيات في مرحلة العشرينيات من القرن العشرين، عملت على رفع عرائض وشكايات سكان منطقة مزاب إلى السلطات الفرنسية العليا في الجزائر وباريس. وفيما يلي أبرز هؤلاء الأعلام الذين لعبوا دوراً بارزاً في معارضة سكان وادي مزاب للتجنيد الإجباري:1– زكريا زكري بن سعيد بن إسماعيل (1852 ـ 1948):تعلَّق اسم زكري بن سعيد بأغلب الوثائق الخاصة بمعارضة سكان وادي مزاب للتجنيد الإجباري، وإنه لأكبر دليل على نضال هذا الرجل العظيم والدبلوماسي الذكي الذي لم يدخل يوماً معهد السياسة.يعتبر زكري بن سعيد من وجهاء القوم في مزاب عامة، وبني يزقن خاصة، فكثيراً ما تطلب مشورته ويُؤخذ برأيه في مختلف القضايا الاجتماعية. عُرف بشخصيته القوية، وشدة تمسكه بمواقفه، لقد كان له فضل كبير في توصل سكان وادي مزاب إلى الحصول على الإعفاء من التجنيد عام 1947، نظراً لمساعيه الحثيثة في هذا الشأن، في حين لم يُكتب عنه إلا الشيء الهزيل في بعض المقالات، وهو أمر غير كاف في حق الرجل، كان زكري بن سعيد تاجراً بقالمة، وكان إنسانا بسيطاً ومتوسط الحال، حسب ما أكده لنا حفيده الدكتور زكريا محمد في إحدى الاستجوابات الشخصية معه، وحسب ما روي عنه في بعض المخطوطات التي تعود إلى تلك المرحلة، فقد كان شخصاً يعيش للجماعة ولخدمتها، وهو الأمر الذي جعل تجارته بقالمة تضعف حتى أصبح من التجار الصغار. برز زكري بن سعيد في قضية رفض التجنيد منذ سنة 1912، حيث كان ـ دون مبالغة ـ محور معارضة المزابيين للتجنيد الإجباري، وذلك ما تدل عليه الوثائق الخاصة بالموضوع، وكانت له علاقات وطيدة مع شخصيات فرنسية هامة ساهمت كثيرا في الدفاع عن قضية سكان وادي مزاب، كما كانت له مراسلات مع أبرز شخصيات المنطقة خاصة الشيخ إبراهيم أبو اليقظان وعبد العزيز الثميني وصالح بن يحيى المعروفين بعلاقاتهم مع حزب الدستور التونسي. كما كانت له اتصالات مع الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض وغيره من معارضي السياسة الفرنسية في المنطقة.2 ـ موقف الشيخ أبي اليقظان بن الحاج عيسى (1888 ـ 1973)المفكر الجزائري المعروف وصاحب الجرائد والمقالات الصحفية المؤثرة، كتب عن القضايا الوطنية والعربية السياسية والاجتماعية والدينية.وعليه فقد راح يهاجم بصراحة مشروع التجنيد الإجباري الذي عزمت الإدارة الفرنسية على تطبيقه على سكان وادي مزاب بالقوة. وهو المشروع الذي كان من الأسباب المباشرة الدافعة لأبي اليقظان لخوض معترك الصحافة(36). وفي مقال له نشرته جريدة الإقدام سنة 1922 اعتبر التجنيد إعداماً للمزابيين، كيف لا وهو يسلب من المجتمع الإسلامي أبناءه لقتال إخوانهم المسلمين لفائدة الكافر والمستعمر، كما أنه خرق واضح لمعاهدتي 1853 و1882 اللتين تَعتَبِران مزاب بلداً محمياً لا مستعمرا، وقد قال عن الحكومة الفرنسية ما يلي: «أما موافقتنا لها في ذلك الاختيار فمستحيل، وأما جبرا فإننا ندعها تفعل ما تشاء ولكننا نحتج ضد صنيعتها هذا بكل ما لدينا من الحجج الشرعية ونحاكمها أمام الرأي العام الفرنسي، وأمام التاريخ ما بقي فينا من الحياة»(37). وقد كانت له مواقف وآراء واتصالات مع زكري بن سعيد منذ أن كان طالباً في تونس، وهي في مجملها تحفيز من زكري بن سعيد لأبي اليقظان لنشر قضية التجنيد في الصحف التونسية. وبعد دخوله الجزائر سعى وجاهد بقلمه في سبيل كل القضايا الوطنية على حد سواء، فأبو اليقظان رمز للوطنية والانتماء الإسلامي مهما كان العرق أو الجنس.3 ـ موقف الشيخ بيُّوض إبراهيم بن عمر (1899 ـ1981):قال الشيخ بيوض (أحد أعلام الإصلاح في الجنوب الجزائري) عن التجنيد الإجباري في القرارة (إحدى قرى مزاب السبعة) ما يلي: «وقد تقوت الحركة الإصلاحية في الجزائر ومزاب بعد الحرب العالمية الأولى، وفي أول عام 1919 قام الناس في القرارة ومزاب لمناهضة التجنيد الإجباري، وقد جندت فرنسا جماعة من شباب الإصلاح انتقاماً منهم ومن آبائهم المصلحين وتجريداً لمعاهد العلم من طلبتها النجباء، وفي هذا العام ارتكب الاستعمار وأذنابه فظائع كثيرة في المصلحين بالقرارة لإخماد جذوة الإصلاح (…) لقد قتلوا جماعة من المصلحين (…) وسجنوا الحاج العنق والسيد حمو بن إبراهيم أبا العلاء أحد صناديد الإصلاح ومصلحين كثيرين امتلأت بهم السجون في القرارة ومزاب"(38).وهذا دليل قاطع على القهر الذي استعملته السلطات الفرنسية في تجنيد الشبان بمنطقة وادي مزاب، حيث كان الشيخ بيوض رحمه الله ممن أخذ بالقوة، وبعد الإفراج عنه سارع إلى كتابة شكاية عن التجنيد الإجباري وما صاحبه من فضائح، وعرضها على ثلاثة وسبعين رجلاً أمضوها، فدُعُوا إلى غرداية كلهم فسألهم الحاكم العسكري عمن كتب الشكاية، ولكنهم لم يدلوا بشيء، وقد تأثرت الولاية العامة بهذه الشكاية التي هزت الحكام العسكريين الطغاة في غرداية والأغواط خاصة(39). واستمر الشيخ بيوض في رفع راية الإصلاح مستغلاً أي فرصة لكتابة المقالات اللازمة ضد الجندية وغيرها.خاتمة:عارض سكان وادي مزاب قانون التجنيد الإجباري على غرار أغلب الجزائريين، وأسسوا معارضتهم على أسس سياسية وقانونية ودينية واقتصادية، وبذلوا في سبيل ذلك كل ما يلزم، وكانت نتيجة كل تلك الجهود هي الإعفاء من التجنيد في سنة 1947، وقد اقتصرنا في بحثنا هذا على نصف الفترة تقريباً نظرا لأهمية الموضوع الذي لا تكفي هذه الدراسة لتناول جميع حيثياته، ونترك ما تبقى منها إلى بحث أوسع في المستقبل إن شاء الله.وضرب بذلك سكان وادي مزاب مثالا بارزا في معارضة السياسة الاستعمارية، وتبقى تجربتهم جديرة بالدراسة والتحليل والاستنتاج لاستخلاص العبر والاستفادة منها.--------------------قائمة المراجعالمراجع العربية:1- أحمد توفيق المدني، كتاب الجزائر.2- جريدة الإقدام، عدد 86، 07/07/1922.3- بالحاج بن باحمد ناصر، موقف سكان وادي ميزاب من التجنيد الإجباري 1912 ـ 1925، مذكرة ليسانس في التاريخ المعاصر، مرقون، جامعة الجزائر، 2000 ـ 2001.4- حمو محمد عيسى النوري، دور الميزابيين في تاريخ الجزائر قديمًا وحديثا، مج1، نبذة من حياة الميزابيين الدينية والسياسية والعلمية، من سنة 1505م إلى 1962م. دار البعث، قسنطينة.5- عمر بن عيسى حاج محمد، مذكرات ووثائق رسمية عن وادي ميزاب من ناحيته الدينية والسياسية والاجتماعية من سنة 1853 إلى سنة 1951، مطبعة النهضة، تونس، 1951.6- محمد علي دبوز، أعلام الإصلاح في الجزائر 1921 – 1975، ج2، ط1، مطبعة البعث، قسنطينة، الجزائر، 1980.7- محمد قنانش ومحفوظ قداش، نجم الشمال الأفريقي وثائق وشهادات لدراسة الحركة الوطنية الجزائرية، ط2، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1994.8- محمد ناصر بو حجَّام، الشيخ بيوض والعمل السياسي، ط1، المطبعة العربية، غرداية، 1991.9- محمد ناصر، أبو اليقظان وجهاد الكلمة. الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1980.المراجع الأجنبية:10- Bruno Charles Dominique, La Propagande Anti-Française au M’zab au Début des Années 1920, Mémoire de Maîtrise d’act., U. de Provence, Aix-Marseille, 1988.11- Haouache, B. : Le Conscription des Indigènes Mozabites Par Le Décret de 03 Février 1912, Mémoire de D.E.A Université de la Sorbonne, Nouvelle Paris.1993.12- Huguet J., Les Juifs du M’zab, Ecole de Médecine, tome IV, Paris, 1902.13- K. E. « Mozabite », La Cause Du Peuple Mozabite, I.M.P. Prolétariat, Alger, 1924.14- Omar Ben Aissa, Question Mozabite, Le Service Militaire Conséquence de Son Application au M’zab, La typographie d’art, Alger, 1930.15- Zeyes E., Législation Mozabite, Son Origine, Ses Sources, Son Avenir, Adolph Jordan, Alger, 1886.--------------------الهوامش(*) لأكثر تفاصيل انظر: بالحاج ناصر، موقف سكان وادي ميزاب من التجنيد الإجباري 1912 ـ 1925، مذكرة ليسانس في التاريخ المعاصر، مرقون، إشراف الدكتور حباسي شاوش، جامعة الجزائر، السنة الجامعية 2000 ـ 2001.(2) هنالك تقارير عديدة في أرشيف ما وراء البحار بفرنسا تؤكد الدور الذي كان يلعبه الميزابيُّون في تمويل وإيواء الثوار. (للمزيد انظر : Carton 22h 25).(3)Bruno Charles Dominique, La Propagande Anti-Française au M’zab au Début des Années 1920, Mémoire de Maîtrise d’act., U. de Provence, Aix-Marseille, 1988, P.26.(4) Bruno Ch. D., op. cit., P. 206.(5) Haouache, B. : Le Conscription des Indigènes Mozabites Par Le Décret de 03 Février 1912, Mémoire de D.E.A Université de la Sorbonne, Nouvelle Paris, 1993, P 52.(6) آبيل: هو حاكم الجزائر العام من 31/07/1919 لغاية 28/07/1921.(7) Bruno Ch. D., op. cit., P. 33.(8) Haouache, op.cit(9) Ibid.(10)Omar Ben Aissa, Question Mozabite, Le Service Militaire Conséquence de Son Application au M’zab, La typographie d’art, Alger, 1930, P.23.(11) الاكسندر راندون كان حاكماً عاماً على الجزائر من 11 ديسمبر 1851 إلى 24 جويلية 1858.(12)Merghoub. B, op, cit. , p. 51-52.(13) بالحاج ناصر، المرجع السابق، ص 39.(14) K. E. « Mozabite », La Cause Du Peuple Mozabite, I.M.P. Prolétariat, Alger, 1924,P 13 (15) يوسف بن بكير الحاج سعيد، تاريخ بني ميزاب، المطبعة العربية، غرداية 1992، ص 113.(16) لويس تيرمان حاكم عام من 26 / 11 / 1881 إلى 18 / 04 / 1891.(17) بالحاج ناصر، المرجع السابق، ص 40.(18)Prunelle A, op. cit., P.70.(19) توفيق المدني، كتاب الجزائر، ص335.(20)Zeyes E., Législation Mozabite, Son Origine, Ses Sources, Son Avenir, Adolph Jordan, Alger, 1886. P. 05.(21)Huguet J., Les Juifs du M’zab, Ecole de Médecine, tome IV, Paris, 1902, P.06.(22) عمر بن عيسى حاج محمد، مذكرات ووثائق رسمية عن وادي ميزاب من ناحيته الدينية والسياسية والاجتماعية من سنة 1853 إلى سنة 1951، مطبعة النهضة، تونس، 1951، ص77.(23) Prunelle.A, op,cit, p.70.(24) سورة المائدة، الآية، 32.(25) سورة النساء، الآية، 93.(26) سورة البقرة، الآية، 190.(27) انظر نص رسالة عبد الكريم الخطابي في كتاب: محمد قنانش ومحفوظ قداش، نجم الشمال الأفريقي وثائق وشهادات لدراسة الحركة الوطنية الجزائرية، ط2، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1994، ص 26، 30.(28) فساد أخلاق المجندين كان الشغل الشاغل للأولياء في كل المناطق الجزائرية وهو ما نستشفه من خلال أغلب الشكاوى والعرائض مثل الشكوى المؤرَّخة في 24 جوان 1912 بعين توتة، للمزيدانظر:Meynier.G, op, cit, p.98 .(29) من إحدى عرائض وادي ميزاب التي اطلعنا عليها.(30) Prunelle.A, op, cit, p.67(31) تبلغ رؤوس الأموال 25000 فرنك، انظر عمر بن عيسى، بيان حقيقة التجنيد، ص23.(32) كلُّ الشكايات والعرائض التي بعث بها سكان وادي ميزاب إلى السلطات الفرنسية لا تخلو من هذه القضية.(33) عمر بن عيسى، المرجع السابق، ص37.(34) عريضة حصلنا عليها من الأستاذ الباحث عبد الرحمان حواش .(35) Prunelle. A, op,cit, p.67.(36) محمد ناصر، أبو اليقظان وجهاد الكلمة، ص 94.(37) الإقدام، عدد 86، 07/07/1922.(38) محمد علي دبوز، أعلام الإصلاح في الجزائر 1921 ـ1975، ج2، ط1، مطبعة البعث، قسنطينة، الجزائر، 1980، ص 181، 182.(39) محمد ناصر بوحجَّام، الشيخ بيوض والعمل السياسي، ط1، المطبعة العربية، غرداية، 1991، ص 35، 36.نشر المقال في دورية الحياة، العدد: 11، 1428هـ/2007م، ص103-122.رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.[size=21] [/size] | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: مقاومة بني شقران بمدينة معسكر 1914 . الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:29 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: مقاومة مولاي الشقفة عام 1871 الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:32 pm | |
| مقاومة مولاي الشقفة عام 1871 مقاومة مولاي الشقفة عام1871.نعود بكم لسنة 1871 ولكن لنحط في ربوع المقاومة بالشرق الجزائري ببلدية الشقفة بمدينة * جيجل * قرية الشقفة في أعلى هضبة.1- مقدمـة: شهدت ولاية جيجل على غرار العديد من مناطق الوطن العديد من المقاومات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي , وكانت هده المقاومات شكل من أشكال الرفض الجزائريين لكل المشاريع الاستعمارية الرامية إلي مسح الشخصية العربية والإسلامية للجزائريين , ومن بين هده المقاومات الشعبية التي كانت منطقة جيجل مسرحا لها ومازالت الذاكرة الشعبية لسكانها تحتفض بها مقاومة مولاي الشقفة التي جرت في العشرين جوان عام 1871 إمتدادالمقاومة الشيخ المقراني بمنطقة القبائل و هو الاسم الذي أطلق فيما بعد علي بلدية الشقفة الواقعة جنوب شرق عاصمة ولاية جيجل وحوالي 25 كلم .
2- مسيرتـه : كان مولاي الشقفة رجلا متدينا تذهب بعض المصادر التاريخية إلي أنه إسمهالحقيقي هو الحسين بن أحمد. أقام زاوية بناحية السوق القديم بمنطقة الشقفة موطن إستقراره في منتصف القرن الخامس عشر ميلادي لنشر التعاليم الإسلامية ومبادئ الطريقة الرحمانية . وكان لهدا الشيخ المتدين القادم من منطقة العيون الكائنة من الصحراء الغربية علاقات متينة مع شيوخ القبائل المجاورة كالزواغة ومنطقة القبائل الكبرى .
3- أسباب مقاومة مولاي الشقفة: ظهرت مقاومة مولاي الشقفة نتيجة للضغوطات الممارسة علي السكان من طرف المستعمر بأشكالها المختلفة المعنوية منها والمادية والعقائدية ومن أهم الأسباب نذكر الأتي :
- صدور مرسوم كريميو سنة 1871 القاضي بمنح الجنسية الفرنسية لليهود الجزائريين . - إصدار الإدارة الإستعمارية للعديد من القوانين التعسفية في حق الأهالي. - مصادرة أراضي الأعراش من طرف المعمرين. - فرض ضرائب وأتاوات باهضة علي الأهالي . - اثر مقاومة الشيخ المقراني علي المناطق القريبة ومنها منطقة الشمال القسنطيني . وعلي غرار العديد من المقاومات الشعبية التي شهدتها مختلف مناطق الوطن ضد الإستعمار الفرنسي لعب البعد الديني دورا أساسيا في تحريك الجماهير الجزائرية في ثورتها الرافضة لكل أشكال الإستغلال .
4- دور مولاي الشقفة في مواجهة الإستعمار الفرنسي :
قدم مولاي الشقفة مساهماته لمقاومة الشيخ المقراني بمنطقة القبائل سنة 1871 من خلال فتحه جبهة ثانية ضد الفرنسيين , بالمنطقة الممتدة من ضواحي بني إيدير بالشقفة وأعالي برج الطهر إلي غاية ضواحي ولاية ميلة.
لقد إستطاع الشيخ الحسين بن أحمد الملقب بمولاي الشقفة من كسب تأييد العديد من سكان قبائل المنطقة وشيوخهم ومن أبرزهم الشيخ إبراهيم بن عمر من قبائل بني عبيد والشيخ صالح بن صويلح من قبائل بني فرغان والشيخ أعمر بن رفاس من قبائل مسلم , وقد وحد صفوف المقاومة في منطقة جيجل مع الشيخ محمد بن فيالة مقدم الزاوية والمقدم الحاج العربي وبن الحاج محمد الصديق .
5- سير العمليات الجهادية:
تمثلت بداية العمليات الجهادية في الهجوم علي القافلة العسكرية الفرنسية بتاريخ 4 جويلية عام 1871 لتتوسع علي نطاق كبير في منطقة جيجل, حيث وقع الهجوم على مدينة جيجل في 04 جويلية من نفس السنة وألحق المجاهدون بالقوات الفرنسية خسائر بشرية ومادية معتبرة ومنها إنتقلت الإنتفاضة إلى شمال منطقة الميلية , قام إثرها المجاهدون بالهجوم على القوات الفرنسية المرابطة فيها , بعد دلك بدأت عملية التوعية بضرورة الإنخراط في صفوف المقاومة من منطقة إلى أخرى , فمن سكان عشيش وبني قايد والعقيبة إلى بني تليلان بمنطقة الماء الأبيض , وقد أعتمد الشيوخ ومنهم محمد بن فيالة على مراسلة شيوخ وسكان هده المناطق لحمل السلاح وحثهم على تخريب المنشآت الإقتصادية التي أقامها العدو الفرنسي , وقد تم تخريب السكة الحديدية الرابطة بين منطقتي سكيكدة وقسنطينة كما تعرضت القرى التي أنشاها المعمرون بدورها إلى الحرق والتخريب و في يوم 27 جويلية 1871 خاض المجاهدون بقيادة كل من الحسين بن أحمد الملقب مولاي الشقفة و محمد بن فيالة معركة كبيرة ضد قوات العدو الفرنسي ، هاجموا خلالها منطقة ميلة و أتلفوا مزارع المعمرين.
و نتج عن هذه المعركة التي وقعت في وادي شرشار وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو الفرنسي و في خطة إستراتيجية إنسحب حسين بن أحمد إلى قبائل الزواغة و بني خطاب و إستقر بينهم في حين لجأ محمد بن فيالة إلى قبائل بني حبيبي حيث أتى مع قواته على حرق مزارع المعمرين وغابات وادي الكبير ووادي الزهور ، و مع بداية شهر أوت من عام 1871 خاض المجاهد حسين بن أحمد و محمد بن فيالة عدة معارك ضارية ضد القوات الفرنسية التي كان على رأسهـا كل من الجنـرال دولاكروا والضابط أوبري . لينتقلا بعدها إلى مناطق أخرى لتوسيـع الإنتفاضـة، حيث وصـلا بقواتهمـا إلى عـين النخلـة ثم فج بينـان و منهـا إلـى جبـل سيـدي معـروف و جبـل قوفـي .
6- أسباب فشل مقاومة مولاي الشقفة :
إن الموازنة العسكرية في هذه الإنتفاضة بين القوات الجزائرية المشكلة من المتطوعين يحدوهم الجهاد و حب الإستقلال و طرد الكفر من أرض الجزائر الثائرة ، و قوة كافرة إستعمارية هدفها السيطرة على خيرات الشعب وإحتقاره و إدلاله بالقوة التي إستمدتها من تجاربها في خوضها لحروب كبيرة في أوروبا يعهدها الجزائريون من قبل ، بغض النظر عن العتاد العسكري المتطور آنذاك خاصة سلاح المدفعية التي إشتهرت به فرنسا الإستعمارية في تلك الحقبة .
إن قلة العتاد العسكري وضعف التخطيط العسكري و قلة الخبرة والتجربة الميدانية بالنسبة للإنتفاضة كانت العوامل الأساسية في إفشالها ، حيث تمكنت القوات الاستعمارية المدججة بالأسلحة و المعتمدة على الخونة في مراقبة رجال الإنتفاضة من محاصرة الثوار و إقتياد كل من البطلين الحسين بن أحمد و محمد بن فيالة أسيرين في 21 أوت 1871 ، لكن هذا الحدث لم يؤثر على إستمرارية الإنتفاضة حيث قام الشيخان القريشي بن سيدي سعدون ، و عمر بوعرعور بمواصلة الإنتفاضة في كل من مدينة القل وواد الكبير و فرجيوة ، غير أن القوات الفرنسية ألقت القبض على الشيخ القريشي في حين تمكن الشيخ عمر بوعرعور من الهروب إلى تونس بصفة سرية عن طريق بجاية إلى أن توفي هناك في منفاه .
7- ردود الأفعال الفرنسية :
كرد فعل لإنهزام مقاومة مولاي الشقفة بفعل التفاوت الواضح بين الآلة الإستعمارية و الأهالي من حيث العدة و العتاد قامت فرنسا بنفي القبائـل و الأعراش إلى الجنوب الشرقي للجزائر و منطقة كاليدونيا و تجريد الأعراش و القبائل المتمردة من أراضها .المجد والخلود لشهدائنا الأبرار | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: ثورة الأوراس الثانية 1916 م- 1335 هـ الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:36 pm | |
|
ثورة الأوراس الثانية 1916م- 1335 هـ جبل الأوراس الأشم1- مقدمة: لم تكن ثورة الأوراس سنة 1916 إلاّ امتدادا لمقاومات أخرى شهدتها الـمنطقة منذ أن وطأت أقدام الـمستعمر تراب الجزائر الطاهر. وقد كان لهذه الانتفاضة أهمية بالغة نظرا للأوضاع العامة التي وقعت فيها ، والظروف التي جرت فيها والتي بثت الهلع في نفوس الفرنسيين، وأجبرتهم على اتخاذ كل الإجراءات للقضاء عليها.2- أسباب ثورة الأوراس تعود أسباب الثورة إلى عدة عوامل منها تدهور ا لأوضاع الاجتماعية السياسية والاقتصادية والتي أثرت تأثيرا مباشرا على الجزائريين, الذين كانوا يعيشون أوضاعا سيّئة جدا بفعل المجاعات والأوبئة والقوانين الجائرة منها قانون الأهالي إلى جانب انتشار الفقر وغلاء المعيشة.
كل هذه العوامل كانت كافية لاندلاع الانتفاضة وقد أكد بعض الـمؤرخين دور الطرق الصوفية في دفع الجزائريين إلى الثورة والتمرد.
وفوق هذا كله ، فإن الاستياء الكبير الذي انتشر لدى الجزائريين بسبب صدور قانون التجنيد الإجباري في عام 1912 ، إذ يعد الشرارة التي فجرت الأوضاع.
وعلى الرغم من أن هذا القانون قد لقي إقبالا من طرف بعض المثقفين من حركة الشبان الجزائريين ذات الاتجاه الليبرالي ، باعتباره وسيلة للاندماج حسب رأيهم ، إلاّ أنه وجد معارضة شديدة من طرف الجماهير وتزايد رفض الجزائريين للتجنيد الإجباري بعد وصول أخبار مهولة عن سقوط الآلاف من الشبان المجندين في الـمعارك الضارية التي دارت بأوربا ، إذ سجلت وزارة الحرب الفرنسية 7.822 قتيلا و30.354 جريحا و 2611 أسيرا إلى غاية أكتوبر 1916.
كانت فرنسا في 1916 في أمس الحاجة إلى قوات إضافية ، لذلك عزمت على تجنيد الشباب البالغ من العمر17 سنة وإرسالهم إلى جبهات القتال في أقرب الآجال.
ومن جهة أخرى ، فقد كان لـمصادرة أراضي السكان في مطلع القرن العشرين بمدينة عين التوتة ومدينة مروانة ومدينة سريانة بمنطقة الأوراس لإنشاء مراكز توطين للمهاجرين الأوروبيين وتأسيس البلديات المختلطة منها بلدية بلزمة عام 1904 ، أثرا بالغا في اندلاع الاضطرابات بالمنطقة مما جعل محكمة الجنايات بمدينة باتنة تصدر أحكاما متفاوتة على الـمتهمين بالسجن. وانتقاما من ذلك ، رفض الجزائريون الانصياع لقوانين الـمستعمر وأعلن الرافضون لقانون التجنيد الإجباري في ديسمبر 1914 بأنهم يتمتعون بدعم الأتراك والألـمان في سبيل تحرير الجزائر.
اختلفت مقاومة الأوراس لعام 1916 على غرار مقاومة بني شقران 1914 ، عن مقاومات القرن 19 في عدة نقاط من أهمها :
- أنه لا صلة للانتفاضة بالطرقية والزوايا.
- أنها لم تندلع بسبب انتفاضة الأسر والعائلات الكبرى للاستعمار الفرنسي.
- أنها لم تقم بسبب تناقص القوات العسكرية الفرنسية في البلاد كما كان الحال مابين 1870 و 1871.
لقد كانت هذه الانتفاضة رد فعل جماعي قوي ضد السياسة العسكرية الاستعمارية المتمثلة في قوانين 1907 و 1912 حول التجنيد الإجباري للشباب وكذا أعمال السخرة في المزارع والمصانع بفرنسا .
3- مراحل ثورة الأوراس
بدأت ثورة الأوراس فعليا في 11 نوفمبر 1916 عندما تجمع سكان عين التوتة وبريكة في قرية بومعزاز ، واتفقوا على الإعلان عن الجهاد.
وسرعان ما ذاع هذا الخبر بين القرى والتحق الـمئات من الرجال بالنداء الـمقدس ، مما دفع بالفرنسيين إلى قطع الاتصالات بين الـمنطقة والعالم الخارجي عن طريق منع التنقلات والسفر من وإلى الأوراس.
وكان رد فعل الـمنتفضين أن خربوا خطوط الهاتف والتلغراف والجسور. كما أنهم هاجموا الأوروبيين ومنازلهم وممتلكاتهم ، واستهدفوا أعوان الإدارة الاستعمارية في كل القرى والـمداشر .
تكثفت عمليات الثوار ضد الـمصالح الفرنسية ، فمست برج "ماك ماهون" الإداري وأدت إلى مصرع نائب عمالة باتنة وتخريب البرج بعد أن فرت حاميته العسكرية الفرنسية.
في الوقت الذي استهانت فيه الإدارة الاستعمارية بهذه الأحداث ، قام الثوار بمحاصرة مدينة بريكة في 13 نوفمبر 1916 ، ليهاجموا قافلة فرنسية في اليوم الـموالي.
أمام تفاقم الوضع وامتداد نطاق الانتفاضة ، طالب الحاكم العام في الجزائر بإمدادات عسكرية إضافية مؤكدا على ضرورة استعمال الطائرات لإرهاب السكان ، خاصة وأنه قد قتل 10 جنود فرنسيين في اشتب اكات 5 ديسمبر 1916 بينما كانت القوات الفرنسية تهاجم المتمردين اللاجئين بجبال مسمتاوة.
وبالفعل، فقد سحبت فرنسا الفرقة 250 المحترفة من جبهات القتال بأوروبا ووجهتها إلى الجزائر ليصل عدد الجنود الفرنسيين بالأوراس إلى 6.000 رجل تحت قيادة الجنرال "مونيي" ، كما استقدمت القيادات العسكرية الطائرات الحربية من نوع التي كانت بتونس ووجهتها إلى منطقة الأوراس الثائرة. ومع بداية جانفي 1917 ، وصل عدد القوات الفرنسية الـمرابطة بالأوراس إلى أزيد من 14.000 جندي ، مدعمة بأحدث الأسلحة بقصد القضاء النهائي على الانتفاضة وقمع رجالها.
لقد ارتكبت الجيوش الاستعمارية من نوفمبر 1916 حتى نهاية ماي 1917 أبشع الجرائم ضد السكان العزل انتقاما منهم على استمرار الـمقاومة.
ولعل أكبر دليل على ما اقترفته الأيادي الفرنسية خلال هذه الفترة هو تقرير اللجنة البرلـمانية الفرنسية التي تطرقت للسياسة التي مارسها الفرنسيون والتي اعتمدت القتل بكل أنواع الأسلحة ، والأرض المحروقة ومصادرة أملاك السكان لم تقتصر على ذلك بل اعتقلت فرنسا 2904 ثائرا ووجهت لهم تـُهم التمرد وإثارة الاضطرابات وقدم إلى المحاكم 825 جزائريا ، سلطت على 805 منهم ما يقارب 15 سنة سجنا بينما وجه 165 إلى المحاكم العربية في مدينة قسنطينة ، و45 إلى محكمة مدينة بانتة التي أصدرت بحقهم 70 سنة سجنا.
وقد فرضت على المحكوم عليم غرامات مالية تقدر بـ 706656 فرنك فرنسي ، وصادرت الإدارة الاستعمارية حوالي 3.759 بندقية صيد قديمة و7.929 رأس غنم و4.511 رأس معز و266 رأس بقر. كما سارعت الحكومة الفرنسية أمام خطورة الوضع إلى وضع الـمنطقة كلها تحت الإدارة العسكرية بمقتضى قرار 22/11/1916.
وعلى الرغم من كون آمال الجزائريين لم تتحقق في التخلص من الاستعمار وتسلطه في مقاومة الأوراس الأشم لعام 1916 ، إلا أن آثار هذه الانتفاضة ومآسيها بقيت ماثلة في أذهان سكان الـمنطقة وفي كتابات المؤرخين و قصائد الشعراء حتى إندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة و أعطت دروسا للفرنسيين في ساحات الوغى .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
|
|
| |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: حركة الأمير خالد السياسية 1919-1925 الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:43 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: تابع: حركة الأمير خالد السياسية 1919-1925 الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:45 pm | |
| حركة الأمير خالد السياسية 1919-1925الجزء الثاني.
| هذه الصورة تم تصغيرها. إضغط هنا لعرض الصورة بالحجم الطبيعي. أبعاد الصورة الأصلية هي 572×800 و حجمها هو 381 كيلوبايت. | صورة للأمير خالد بن الأمير عبد القادر الجزائري3-نفي الأمير خالد و متابعة نشاطه خارج الجزائر :مما لاشك فيه أن نشاطات الأمير المتعددة الجوانب قد جلبت حولها الكثير الأنظار الشبوهات ، فبقدر ما كسبت من الأنصار، و ممن يصغون إليها سواء من الجزائريين أو حتى من بعض الفرنسيين المعتدلين، أمثال فيكتور سبيلمان ، فإنها فتحت ضدها الكثير من الخصوم السياسيين و الإداريين. المتطرفين الذين رفضوا المطالب الجزائرية مهما كان نوعها.و إذا كان الأمير خالد قد اعترضته صعوبات جمة في نشاطاته من طرف الإدارة الاستعمارية ، فإن ذلك ليس بالغريب عليه ولم يتعبه، بقدر ما أقلقته أطراف جزائرية لم تكن غريبة على حياته، وبالخصوص جماعة النخبة الليبرالية المتطرفة التي يقودها كل من بن التهامي، و وليد عيسى و بوضربة و محمد صوالح. وقد عارض هؤلاء برنامج الأمير الذي كشف خططهم الداعية لسياسة الاندماج والتجنس ورفض الحضارة العربية الإسلامية التي امتدت جذورها في عمق التاريخ الجزائري.و يعد مؤتمر رؤساء البلديات الذي احتضنته العاصمة في 27 ماي 1920 بداية الضعف العلني في برنامج الأمير، بعد تواطىء جماعة بن التهامي مع حاكم ولاية الجزائر لوفيبور، وغلاة المعمرين. برغم أن التقارير الفرنسية تذكر عن الأمير أنه وقتها لا يزال يأمل في التعاون مع الفرنسيين، وحسب برقية الحاكم العام أوجان أبيل إلى وزارة الداخلية الفرنسية بتاريخ 18 ماي 1920، فإن اجتماع الأمير بوفادة عربية مشكلة من أنصاره خلصت إلى معارضة الخصوم السياسيين المتحالفين مع رؤساء البلديات, ولم تستهدف ضرب سياسة الولاية العامة المنتهجة .وكان لتضييق الخناق على حركة الأمير من قبل الإدارة الفرنسية أثره الواضح على تقديم استقالته من عضوية المجالس المنتخبة في ربيع 1921 وكتب في ذلك رسالة إلى شيخ بلدية الجزائر العاصمة ذكره فيها بالدوافع الحقيقية لتخليه عن المسؤولية التي أوكلها له الشعب الجزائري بقوله:" ليس هناك سبب خاص يدفعني إلى التخلي عن النيابة التي منحتني إياها ثقة شعب الجزائري المسلم، وإني أردت بانسحابي من المجلسين أن أستعيد حريتي ."وحسب ما ذكره توفيق المدني الذي كان معاصراً الأحداث وقتئذٍ ، فإن المضايقة على الأمير كانت بتخطيط من الإدارة الفرنسية، و بتواطىء بين الحاكم العام "تيودور ستيق "و والي الجزائر العاصمة "لوفيبور " الذي كانت له دراية كبيرة بحيثيات نشاطات الأمير و وتعلقه بالشعب الجزائري .ولعل الشيء الذي يدعم ذلك, التقرير الفرنسي الذي بعث به رئيس الملحق العسكري بالأغواط إلى القائد العسكري لمقاطعة غرداية وهو بدوره يبلغها إلى الحاكم العام يشعره فيها عن توزيع نشرة تحريضية صادرة عن جمعية الأخوة على سكان صحراء الجزائر، و نزولها عند رغبة أعيان المنطقة، و ذلك ما شكل خطراً على المصلحة الفرنسية .واضطر الأمير إلى الانسحاب من الساحة السياسية في أفريل 1923 و أعلن أنه سيتوجه إلى سوريا، بعد ما عاش مضايقات السلطة الفرنسية و أعوانها من الجزائريين المتجنسين، و يذكر شارل روبير أجيرون أن الأمير كشف عن ذلك الجو المشحون بتوتر و قلق في رسالة بعث بها لأحد أصحابه في صائفة 1923 إذ يقول فيها:" أننا لا نستطيع أن نعيش في الجزائر حيث أن الحياة لا تطاق بالنسبة إلى، إنني انسحب إلى بلد أكثر هدوءاً ". و مهما يكن من أمر، فإن انسحاب الأمير من الحياة السياسية لم يكن برغبة منه، بل أرغمته الظروف على ذلك الفعل، و أن ذلك الإجراء حضرته الدوائر السياسية في باريس مع وزارة ريمون بوانكري و اشرف على تنفيذه سيق الحاكم العام في الجزائر .و يذكر سعد الله أن السلطات الفرنسية أصبحت قلقة من نشاطات خالد الوطنية، و من إصراره على التعويض. و قررت سنة 1923 نفيه من الجزائر بعد أن أوصت بصفة خاصة فيدرالية رؤساء البلديات و النواب التي اتهمت الأمير خالد بالقيام بنشاطات معادية لفرنسا بتنفيذ ذلك .و بعد صعود هيريو إلى رئاسة الوزراء في 1924 و باعتباره من المحسوبين على اليسار،تفاؤل الكثير من الزعماء السياسيين و الإصلاحيين بتغير الأوضاع أمام مطالبهم، و منهم الأمير خالد الذي بعث برقية من منفاه في صائفة1924 إلى رئيس وزراء فرنسا، و اعتبر توليته على رئاسة الوزراء عهدا جديدا لأهالي الجزائر يقودهم إلى طريق التحرر، و قد احتوت الرسالة على مطالب جامعة و شاملة عبرت عن برنامج الإصلاحي للأمير خالد و المتمثلة في النقاط التالية:1- مساواة التمثيل النيابي في البرلمان الفرنسي بين الجزائريين و الأوروبيين القاطنين بالجزائر . 2- إلغاء القوانين و الإجراءات الاستثنائية الخاصة بالجزائريين في محاكم الجنايات و إبطال الرقابة الإدارية مع العودة إلى القوانين العامة دون قيد و لا شرط.3- المساواة في الحقوق و الواجبات مع الفرنسيين بخصوص الخدمة العسكرية.4- ارتقاء الجزائريين في المرتبة المدنية و العسكرية و الاعتماد في ذلك على عنصر الكفاءة و المقدرة الشخصية.5- إجبارية التعليم على الجزائريين مع الاحتفاظ بحرية الاختيار في نوع التعليم.6- حرية الصحافة و الاجتماع.7- تطبيق فصل الدين على الدولة الفرنسية.8- رفع القيود و الإجراءات على كل المساجين و العفو على المنفيين .9- تطبيق القوانين الاجتماعية و العمالية على الجزائريين.10- الحرية المطلقة للعمال الجزائريين في الذهاب إلى فرنسا . وتذكر الكثير من المصادر التاريخية أن نفي الأمير خالد إلى خارج الجزائر جعلته أكثر راديكالية في طرحه للقضايا الوطنية ، بل أنه نقل المعركة إلى فرنسا نفسها، و أشرف برفقة مناصريه على التمكين من جميع عمال الشمال الأفريقي، في الكثير من اللقاءات التحسيسية و التوجيهية نحو التحرر والمطالبة بالحقوق المهنية و الاجتماعية وحتى السياسية. وقد ارتسمت معالم العمل الوطني في فرنسا بهجرة الأمير خالد إليها منذ 1923، وفي جويلية 1924 عقد الأمير مؤتمرين في باريس تحت رعاية الاتحاد العالمي و هو منظمة يسارية كانت تؤيد القضية الجزائرية. و خلالها استطاع خالد من تكوين لجنة من الجزائريين المناصرين له منهم الحاج عبد القادر، و الحاج مصالي، وعبد العزيز منور و علي الحمامي و أحمد بهلول و بانون أكلي، وكلفت هذه اللجنة بمهام الإشراف على عمال المغرب العربي و تنظيمهم في شكل هيئة اتحادية المغاربة .و في 7 ديسمبر من نفس السنة ترأس الأمير مؤتمر عمال شمال إفريقيا الذي ضم ممثلين عن خمسة و سبعين ألف عامل ، و خلال التجمع عبر المؤتمرون عن تضامنهم عن طريق برقيات التأييد لحركات المتحرر في كل من الجزائر، و المغرب الأقصى ، و مصر و تونس .ولعل أهم نتيجة خلص إليها الأمير من خلال التجمعات العمالية التي عقدها في باريس هو الوصول بهم إلى تأسيس جمعية سياسية بعنوان "نجم الشمال الإفريقي"الذي أصبح رئيساً شرفياً لها. كما أصدر النجميون سنة 1927 جريدتين باسم الإقدام الباريسي. والإقدام الشمال الإفريقي و هي امتداد لجريدة الإقدام التي عطلتها فرنسا في الجزائر سنة 1923.ومما سبق ذكره نخلص إلى القول، أن الأمير خالد قد أفلح في مسعاه بباريس و حققما لم يتحقق له في الجزائر، و أوجد المناخ الملائم لميلاد حركة سياسية جزائرية ثورية سوف يكتب لها النجاح في الدفع بالقضية الوطنية نحو الأمام، لكن المنون خطف خالد في سنة 1936 بدمشق، و قد ترك ذلك الأثر البليغ على الجزائريين ، وجعلوا يوم حداد بمناسبة الذكرى الأربعينية على وفاته، وأقاموا له الصلاة في المساجد و المقابر و كتبت جريدة الدفاع وقتها تذكر بخصال الرجل الوطنية و الدينية بقولها:"وهب خالد للجزائر كل حياته ونشاطه وذكائه، وللإسلام كل عواطفه وقلبه."أما جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي اعتبرت نشاطاتها بمثابة امتداد طبيعي لحركة الأمير خالد ، فقد رزيت هي الأخرى عند سماعها بوفاة الأمير، و ذكرت بخصاله الحميدة وكتبت مجلة الشهاب مذكرة بوطنية الأمير، و صدقه في العمل بقولها :"إن الأمير خالد رجل قومي يعتز بقوميته، و مسلم يحمل غيرة صادقة على دينه ... كان صلب الرأي قوي الإيمان، صريح القول. دافع عن وطنه حتى فارقه، و ذهب ضحية عقيدته، و جهاده ودفاعه."وظاهر أن حركة الأمير ظلت سارية المفعول لدى أنصاره في الجزائر. لا في فترة الاستعمار فحسب، و لكن حتى بعد الاستقلال، و قد تجسد ذكره في شهادة أحد الذين عرفوه و عاشروه، و قد أدلى بها بعد الاستقلال احدهم قائلاً، أن الأمير قال له ذات يوم لن اعرف الراحة و الطمأنينة إلا يوم تصبح الجزائر فيه حرة مستقلة، إذا توفيت قبل ذلك فاستمروا أنتم في كفاحكم و سأكون في قبري مطمئناً لذلك، إن تحرير الجزائر العزيزة هو تحرير شعبنا نهائياً من الاضطهاد و التعسف، و إني لموقن بأننا سننتصر بإذن الله.الخلاصة :مما سبق ذكره نخلص إلى القول أن حركة الأمير خالد تعد، لبنة هامة في بناء المسرح السياسي للجزائر المعاصرة ، و كانت مطالبة جامعة و شاملة ربطت بين البعد التربوي و الإصلاحي و الاجتماعي و السياسي في قالب ثوري، خاطبت العقول و أذكت الأحاسيس ونمت الشعور، وكونت الوئام لدى الجزائريين. الذين أصبحوا يفكرون بكل جدية في مطالبهم المختلفة انطلاقاً من مبدأ المساواة مع المعمرين، لما قدموه من دعم مادي و معنوي لفرنسا في أحلك محنها . لكن تواطىء دعاة التجنس و الإدماج مع الإدارة الاستعمارية و غلاة المعمرين أجبروا الأمير على مغادرة الجزائر، بعد أن اتهموه بالتعصب و التطرف السياسي . لكن قضايا الجزائر ظلت عالقة في اهتمامات الأمير و هو في المنفى. و نقل المعركة إلى فرنسا و شرح تفاصيلها بين الطبقة العمالية المهاجرة لأقطار المغرب العربي، و بذلك حقق الأمير أمنيته و مهد لتأسيس نجم شمال إفريقيا الذي ولد في باريس 1926 و اصبح الأمير رئيساً شرفياً له.و بذلك يعد من الرواد الأوائل الذين ارسوا معالم جديدة في منظومة القيم السياسية في تاريخ الجزائر المعاصر. المصادر و المراجع المعتمدة في البحث .1- الجيلالي عبد الرحمان ، تاريخ الجزائر العام ، الجزء الرابع ، ط 4 ، ( دارالثقافة بيروت ، 1980) .
2- خرفي صالح ، عمر بن قدور الجزائري ، طI ، ( المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر1984 ) .
3- دبوز محمد علي ، نهضة الجزائر الحديثة و ثورتها المباركة ، الجزء الثاني ، طI (المطبعة العربية الجزائر 1969) .
4- نفسه، نهضة الجزائر الحديثة و ثورتها المباركة، الجزء الثاني، طI،(المطبعة العربية الجزائر 1969) .
5- زوزو عبد الحميد ، الهجرة و دورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين 1919-1939 ، طII ، ( المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1985 ) .
6- سعد الله أبو القاسم ، الحركة الوطنية الجزائرية 1900-1930 ، الجزء الثاني ، ط4( دار العرب الإسلامي بيروت 1992 ) .
7- سعد الله أبو القاسم ، أبحاث و آراء في تاريخ الجزائر، الجزء الثاني ، ط I ، ( المؤسسة الوطنية للكتاب 1986 ) .
8- سعد الله أبو القاسم ، أبحاث و آراء في تاريخ الجزائر ، ج4 ، ط I ، ( دار الغرب الإسلامي بيروت 1996) .
9- سعد الله أبو القاسم ، تاريخ الجزائر الثقافي ، الجزء 8 ، ط I ، ( دار الغرب الإسلامي 1998) .
10- سعد الله أبو القاسم ، تاريخ الجزائر الثقافي ، ج6 ، ط I ، (دار الغرب الإسلامي 1998) .
11- ابن العقون عبد الرحمان ، الكفاح القومي و السياسي من خلال مذكرات معاصر الجزء 1 ، طI ، (المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1986 ) .
12- الفاسي علال ، الحركات الاستقلالية في المغرب العربي (القاهرة 1949) .
13- قداش محفوظ ، الأمير خالد وثائق و شهادات لدراسة الحركة الوطنية الجزائرية، طI( ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر1987) .
14- مرتاض عبد الملك، الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير و التأثر طI ، (دار الحداثة ديوان المطبوعات الجامعية 1982).
15- مناصرية يوسف، الاتجاه الثوري في الحركة الوطنية ، طI ، (المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1988).
16- ناصر محمد، الصحف العربية الجزائرية من 1847-1939 ، طI، ( الشركة الوطنية للنشر و التوزيع الجزائر 1980 ).
المقالات ( بالعربية ):
1- بن عدة عبد الحميد ، جوانب من كفاح الأمير خالد الديني و الاجتماعي والثقافي في الجزائر ما بين 1919-1924 ، مجلة المبرز، عدد7 جوان 1996 .
2- سعد الله أبو القاسم ، وثائق جديدة عن ثورة الأمير عبد الملك الجزائري في المغرب المجلة التاريخية المغربية ، عدد1، جانفي 1971 .
3- قداش محفوظ ، صور من حياة الأمير خالد في شبابه ، مجلة الثقافة ، عدد13، مارس1973 .
4- قداش محفوظ، الأمير خالد و نشاطه السياسي بين 1919-1925، مجلة تاريخ و حضارة المغرب، عدد4، جانفي 1968 .
الجرائد و الدوريات :
1- جريدة المغرب بيار فونطانا .
2- التقويم الجزائري للشيخ محمود كحول .
3- جريدة الإقدام للأمير خالد .
4- مجلة الشهاب ، عبد الحميد بن باديس .
المراجع بالفرنسية :
1- Ageron, Charles Robert, Politiques Colonial au Magreb (P.V .F Paris 1972 )
2- Ageron, Charles Robert, Les Algériens Musulmans et la Fronce 1871-1919 .(p/u/F paris 1972)
3- Carlier Omar et autres, Le Lettres Intellectuels et Militants en Algérie1880-1950 .(Office Des Publications Universitaires Alger 1980 ) .
4- El Hadj Messeli , Les Mémoires De Messali El Hadj 1899-1939 Préface De Ben Bella ( France )
5- Julien Charles André, Etudes Maghrébins, Publications de la Faculté des Lettres et Sciences Humaines .De paris1964
6- Khaled L’émir, La Situation Des Musulmans D’Algérie1924 (op u Alger 1987).
7- Nouschi Charles André, La Naissance Du Nationalisme Algérien Paris1962 ).
8-
BachetarZi Mahiedine, Mémoires1919-1939 Préface Bencheneb (S.NED.Alger 1968 ) .
المقالات بالفرنسية :
1- Ageron Charles Robert, Le Premier Vote de L’Algérie Musulmane, les élections du Collège Musulman Algérien en1919-1920In Revue D’histoire et de Civilisation du Maghreb.N 8 Janvier 1970 .
2- -J . Desparmet, Contribution à L’histoire in Afrique Française Juill et 1936.
3- Merad Ali, La Formation de la Presse musulmane en Algérie 1919-1939 In Revue de L'Institut des Belles Lettres N 105 Tunis 1964 .
الجرائد و الدوريات بالفرنسية :1-La Défense 24 Janvier 1936 .
2-EL Moudjahid 20 Novembre 1967 .
3-Fouquet Emmanuel , Dictionnaire Encyclopédique ( Paris 1999 ) .
التقارير الفرنسية :
1-Archives d’AIX en Provance France . المجد والخلود لشهدائنا الأبرار | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: مقاومة عين التركي 1901 . الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:46 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: الحركة الوطنية الجزائرية الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:48 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: - حركة الأمير خالد الجزائري الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:49 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: 2- ميلاد حزب نجم شمال إفريقيا 1926 م. الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:52 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: 3- فديرالية المنتخبين المسلمين الجزائريين. الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:54 pm | |
| | |
| | | لبؤة جزائرية الكونتيسة
عدد المساهمات : 2870
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: - أحمد مصالي الحاج - أبو الأمة - الأربعاء نوفمبر 02, 2011 2:58 pm | |
| | |
| | | وداد مشرفة عامة
عدد المساهمات : 3919
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: رد: تاريخ الثورة الجزائرية الخميس نوفمبر 10, 2011 12:21 pm | |
| تاريخ الثورة الجزائرية وما اعظمه من تاريخ
رحم الله شهداءنا الابرار
ورزقهم الجنة
شكرا لبؤة
لكي الف تحية على هكذا موضوع كافي ووافي | |
| | | | تاريخ الثورة الجزائرية | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |