قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، في كلمة ألقاها داخل مصنع الحديد التركي “توسيالي” بالمنطقة الصناعية بطيوة، إن “الجزائر بلد صديق وممون آمن بالطاقة بالنسبة للاقتصاد التركي”، مؤكدا بأنه يحث دوما الشركات التركية الكبرى على الاستثمار في الجزائر التي اعتبرها “بوابة إفريقيا”.
وذكر أردوغان بالتاريخ المشترك بين البلدين قائلا: “عشنا مدة طويلة تحت راية واحدة ونحن نفتخر دائما بهذا التاريخ”، في إشارة إلى الحكم العثماني. وصرح بخصوص العلاقات بين البلدين: ”تركيا لها علاقات جيدة في جميع المستويات مع الجزائر”.
واعترف في المقابل بأن: “الجزائر لم تكن بعيدة عنا، وحتى في الوقت الذي كنا فيه بعيدين سياسيا عن بعضنا بقيت علاقة الشعبين متقاربة بحكم التاريخ المشترك، الذي يجب الاستثمار فيه لبناء مستقبل مشترك”. واعتبر أن رقم 100 ألف سائح جزائري في تركيا “غير كاف وأنا هنا أوجه دعوة للجزائريين لزيارة تركيا باعتبارها بلدهم الأصلي وليس الثاني، ونفس الشيء أقوله للأتراك لزيارة الجزائر بيتهم الثاني”. واستعان في كلمته بمرجعيته الدينية قائلا: “أستغل مناسبة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج المباركة لأتمنى الشفاء العاجل لفخامة الرئيس بوتفليقة”. وأضاف أردوغان بأنه لاحظ خلال زيارته سنة 2006 بأن الجزائر تعرف تطورا ملحوظا بفضل امتلاكها لإمكانيات بشرية وطبيعية تؤهلها لاحتلال مكانة مهمة بين الدول المتقدمة. وأشاد بإرادة الحكومة الجزائرية في رفع التنمية بفضل المشاريع الاقتصادية. كما كشف بأن قيمة الاستثمارات التركية المباشرة في الجزائر بلغت مليار دولار، وأن 160 شركة تركية تنشط في الجزائر في قطاع المقاولات وتتكفل بـ 200 مشروع بقيمة 5,6 مليار دولار.
في سياق آخر، أشاد الوزير الأول، عبد المالك سلال، في كلمة مقتضبة، بالاستثمار التركي في الجزائر ومشروع مصنع الحديد والفولاذ بقيمة 750 مليون دولار بالمنطقة الصناعية بطيوة، الذي اعتبره بمثابة النموذج الأنجح للاستثمار الأجنبي في الجزائر. وعبر عن استعداد الجزائر لمرافقة المستثمرين الأتراك في مشاريعهم في الجزائر. كما ذكر بمجهودات الحكومة لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار في الجزائر. وأنهى أردوغان زيارته للجزائر التي دامت يومين، حيث كان في توديعه بمطار أحمد بن بلة بوهران الوزير الأول عبد المالك سلال