تفقدت نجمة السينما الأميركية ومبعوثة الأمم المتحدة الخاصة أنجلينا جولي
لاجئين سوريين في البقاع اللبناني خلال اليوم الثاني لجولتها في الدول
التي تستضيف السوريين الفارين من العنف المستمر في بلادهم.
واستمعت جولي التي رافقها المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس
إلى روايات اللاجئين عن المصاعب التي يواجهها السوريون الذين هربوا من
الحرب التي تقطّع وطنهم، وتحديات العثور على مأوى لهم داخل الأراضي
اللبنانية.
والتقت جولي وغوتيريس الأربعاء مع 67 ألفا من اللاجئين المسجلين في لبنان
وكذلك سكان المناطق التي تستضيفهم، ثم عقدا في وقت لاحق اجتماعات مع كبار
المسؤولين اللبنانيين بينهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب
ميقاتي.
وأفادت المفوضية على موقعها الإلكتروني بأن اللقاءات تناولت الوضع
والتحديات التي يواجهها لبنان فضلا عن استجابة كل من مفوضية اللاجئين
التابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية.
وتحدثت جولي في مؤتمر صحافي عقدته بعد اجتماعها مع رئيس الحكومة اللبنانية
في مقر الحكومة في بيروت، عن لقاءاتها مع لاجئين احتضنتهم أسر لبنانية في
مناطق على الحدود مع سورية، وأعربت عن امتنانها للبنان الذي فتح حدوده أمام
الفارّين من العنف.
وقالت "لقد تحركت مشاعري بعد أن التقيت أسراً سورية في منازل وليس في مخيم،
وقد تم إيواؤهم والترحيب بهم، وهم الآن في مأمن، إن الأسر ممتنة جداً لذلك
وأنا أيضاً أود أن أعرب عن تقديري العميق لأبناء لبنان وللبنان الذي سمح
لهم بالمجيء إلى هنا".
وأضافت جولي "لقد زرت عدداً من المنازل والتقيت على وجه التحديد بثلاث
سيّدات وأطفالهن وقد عبروا الحدود وحدهم، وهم ممتنون جداً لأهالي لبنان
وأنا ممتنة للغاية بالنيابة عنهم للشعب اللبناني بجعلهم آمنين".
ومضت تقول "أنا أدرك أنه أمر صعب، الشعب اللبناني نفسه يتخبط في مشاكله
الخاصة واقتصاده الخاص، كل هذا ينمّ عن السخاء وآمل أن يعترف العالم بذلك".
في نفس الإطار، أعرب غوتيريس عن أن "الشعب اللبناني أبقى حدوده مفتوحة
ومنازله مفتوحة وقلوبه مفتوحة لإخوانه القادمين من سورية"، مضيفا "هذا مثال
للعالم، وأعتقد أن المجتمع الدولي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد في
التعبير أكثر عن التضامن مع اللاجئين السوريين أنفسهم الذين يعانون كثيرا
وفي التعبير أيضا عن التضامن مع دول مثل لبنان".
وتقوم الأمم المتحدة بعملية لتسجيل أكثر من 250 ألف لاجئ سوري فروا من
الصراع الذي انطلق قبل 18 شهرا، إلى أربع دول مجاورة بينهم نحو 130 ألفا
فروا إلى لبنان حيث تجمعوا في مدارس وبيوت في شمال وشرق البلاد.
وبحسب المفوضية فإن حوالي ألف لاجئ سوري يطلبون يوميا مواعيد للتسجيل
لديها، مشيرة إلى أنه تم تخصيص فرقة متنقلة لتسجيل اللاجئين في مدينة بعلبك
الأسبوع الماضي فيما افتتح مركز تسجيل في طرابلس الشهر الماضي.
وقالت المفوضية إنها تعتزم إقامة مركز لها في جنوب لبنان حيث يعتقد أن
حوالي سبعة آلاف من اللاجئين يقيمون، لكنها في الوقت الراهن تقدم كوبونات
لشراء المواد الغذائية ومساعدات غير غذائية ومنح دراسية لكل اللاجئين الذين
يطرقون بابها.
جدير بالذكر أن الأزمة السورية انعكست على لبنان حيث شهدت الأشهر الماضية
اشتباكات في مدينة طرابلس الشمالية بين مسلحين من الأقلية العلوية
والمسلمين السنة أدت إلى سقوط عشرات القتلى.
ويشار إلى أن غوتيريس وجولي تفقدا الثلاثاء مخيم الزعتري في الأردن.
وسبق لجولي أن زارت سورية برفقة صديقها الممثل براد بيت في عام 2007 وكذلك
في عام 2009 حين التقيا لاجئين عراقيين، كما التقيا خلال إحدى الزيارتين مع
الأسد وزوجته أسماء.