أنا الدولة القارة...... بمساحتي المترامية على مليونين وما يقرب نصف المليون...... وشريط ساحلي على الضفة الجنوبية للحوض المتوسط على طول ألف ومائتي كلم....... وبأكبر سلسلتين جبليتين هما الأطلس التلي والأطلس الصحراوي...... في النصف الشمالي...... وسلسلة الأهقار والطاسيلي بأقصى الجنوب... وبأكبر حيز من الصحراء الإفريقية الكبرى ورمالها الذهبية الملتهبة......... والحمامات المعدنية الصحية المنتشرة هنا وهناك....... وواحات النخيل الباسقات التي تنتج أجود أنواع التمور........
أما السهول الخصبة والمراعي السهبية الممتدة على آلاف الكيلومترات...... فهي تمثل جزءا هاما من جمال وبهاء طبيعتي الخلابة....... لما تنعم به من ثروات نباتية وحيوانية كأندر أنواع الغزلان وطيور الحبار التي كان الأوائل من أبنائي يحبذون صيدها ويخلدون رحلاتهم في مختلف مناطقي بقصائد شعرية من تراثي الشعبي رائعة روعة المكان والأحداث........
إن شساعتي وتنوع تضاريسي واختلاف غطاءاتي النباتية ومناخي من منطقة لأخرى....... أصبغ علي ألوانا متميزة كانت ولا تزال مصدر إلهام للرسامين والمصورين والفنانين......... فتميزت عن غيري واكتسبت تسميتي المنفردة "أرض الفصول الأربعة في اليوم الواحد"........
إضافة لهذا...... فإن الفرصة متاحة لكل من يزورني للاستمتاع بالفصول الأربعة مجتمعة في اليوم الواحد...... ذلك أن الطقس قد يتحول من صاف ودافئ إلى ممطر وبارد ثم إلى جو ربيعي.......
الجزائر العاصمة.........البيضاء المشرقة على المتوسط........
هي غالية علي مثل ولاياتي الأخريات........ لأنها عطرة........ ثمينة......... وشاعرية للغاية..... طالما كانت مكانا تاريخيا....... طالما كانت جذرا طيبا وعرقا أصيلا......... طالما كان تاريخها شيقا ومبعثا للفخر والاعتزاز في آن واحد.... يسرني وأنا الأم أن أتابع أخبارها حديثا بحديث...... ويفرحني وأنا الحبيبة أن أبقيها بأمان على الدوام....... ويثلج صدري وأنا الأعرق أن أراها تعتلي المراتب العلى للنجاح والظفر....... ويؤنسني وأنا الأجمل أن أراها بجانبي دوما فرحة ومتألقة وسعيدة.......
يقال إن اسمها القديم هو "أرغل" وتعني بالبربرية المكان العميق المستور....... وحسب الأساطير اليونانية........ فإن البطل هرقل زارها مع 20من رفاقه ولما انفصلوا عنه استقروا بالجزائر....... وسموها بمدينة العشرين "أكسوسي"..... وسماها القرطاجيون "إيكوزيم"....... وسماها الرومان "إيكوزيوم".......
سكنتها قبيلة مزغنة في القرن الثاني للهجرة........ وجدد بلكين بن زيري بناءها عام 340ه-960م.......
يعد بولوغين بن زيري المزغني مؤسسها في النصف الثاني من القرن العاشر عام972م........ ومنحها اسم جزائري أي جمع جزيرة نسبة إلى الجزر التي كانت قبالة سواحلها....... وأطلقت عليها فيما بعد عدة أسماء مثل "البهجة" وغيرها من الأسماء التي كانت تعكس صفاءها ونقاوتها وسحرها
توجد بها الكثير من المعالم الأثرية والتي تعود للعهود القديمة كالجامع الكبير الذي شيد عام 1098م والقصبة والحصن التركي وقلعة الجزائر ومسجد كتشاوة وكنيسة السيدة الإفريقية وغيرها, ولا تزال لحد الآن العاصمة السياسية لي منذ العهد العثماني للترسم مع الاستقلال عام1962, وهي أكبر مدني من حيث الكثافة السكانية, كما وتشهد نهضة عمرانية واجتماعية واقتصادية شاملة.
وكغيرها من باقي ولاياتي تمتلك عادات جميلة وأعراف كثيرة وأذواق متعددة تجعلها متميزة عنهن أيضا ومتكاملة معهن............
باختصار هي جوهرة فريدة من نوعها......... نجمة متلألئة على الدوام....... في سمائي الشاسعة والمنيرة دوما..........