عيناه لازالت متّجهة نحو الاسفل ....كأنّه يؤمن أنّ السماء
لن تمنحه الّا مزيدا من الشقاء الذي بدا جليّا من ملامحه المتعبة
" أيتها الحياة ماعدت اتحمّل مزيدا من طعناتك المتتالية ..إنّها تكسر ظهري دونما رحمة ..لينحني كما النّون
ايتها الحياة ..كدماتك لازالت على الروح مطبوعة ...فكيف س ابتسم ! "
يسير وعيناه الى الاسفل ...يبصق على يساره ..ويتابع
"قد سرتك ايّها الدرب يوما ..ولكنّني لم اصل الى ما اريد
يادربُ كم كنت مُضني..طويل ...فكيف اتابع سيري ! "
عيناه اسفل الارض ...كانت تُحدق ..وبصوت شجيّ يتابع
"يا قدري الظالم المستبدّ...مددت يدي ..ومددت يداك ..ولكنّها صلبة ..قاسية ..حينما صافحتني
فكيف امدّ يدي مرّة ثانية .....ولازال يوجعها ..خنجر البارحة ! "
اضناه التذمّر ...لازال يشكو ..ويشكو ! ...ولازال يبصق آهاته للزمان
اسفل الارض ينظر ..ثم يتابع
"ايا زمن الآه ..يا زمني الجائرُ..يا هذه الايّام غير آبهة ..لنزفي "
صاحت الاصداء من حيث لا يدري ونادت
"يامُثقِلَ القلب همّا ...أتشكو الدّهر والقدر ..وانت المذنب الجاني !
أتهجوني وفيك العيبُ !...ياناكر الخير.. اصمت ..كفاك نحيبا "
يردّ الشاكي مذهولاً :
"اناكرُ الخير كنتُ ..ف اين ترى خيرك وجميلك ؟"
يجيبه الدّهر والاقدار والزمنُ
انا اهديتك الفشل ...لكي تتعلّم معنى النّجاح
انا اهديتك الكدمات ...لكي تتعلّم ان تنهض.. بعد كلّ سقوط
غير أنّك ..أحنَيْتَ ظهرك دهرا ..وعاتبتني !
انا من طعنتك ذاك الخنجر الدّامي ..لكي تقف على قدميك
ولكنّك ارتعبت ..ورضيت إلّا سقوطك في الهاوية !
ايّها الشاكِيُ المتذمّر
انا كنت اهديك في القفرِ وردًا ..ولكنّك
كنت تنظر للشوكِ حوله ..فتجفل !
ايّها الشاكي المتذمّر
سقوطك ..كان ..لكي تتعلّم معنى الوقوف
وجرحك.. يعني ..ان تتعلّم كيف تُولّد بسمة ثغر !
فمن الموت يا لائم الدّهر تولد ايضا حياة
من الموت يا لائم الدهر تولد ايضا حياة
اجاب...بصوت ...الذي اخجلته خطاياه
"كم اذنبت يا قدري ...انا الجاني المتقمّص دور الضحية...انا اخترت قبري..ونمت عليه طويلا ..انا الآن اصحو ..كيف ابسم يا قدري..كيف اقلب اتراح قلبي ..بسمة ثغر؟ "
تتمتم الاقدار هامسة
لا تحدّق اسفل الارض حينما تمشي دروبك..وانظر ..بعين الحياة ..لهذي السماء
لا تحدّق اسفل الارض حينما تمشي ..فما انت تدري
من الموت قد تتولّد يومًا حياة !
قلم
ن.وداد
12ماي2012
16:00 h