حدث ، كل واحد يريد أن يكون الأعظم ..
فوقف الإبهام ليعلن :
إن
الأمر لا يحتاج إلى بحث ، فإني أكاد أن أكون منفصلا عنكم ، وكأنكم جميعا
تمثلون كفة ، وأنا بمفردي أمثل كفة أخرى ، إنكم عبيد لا تقدرون أن تقتربوا
إلي .. أنا سيدكم ، إني أضخم الأصابع وأعظمها ..
في سخرية .. انبرى السبابة يقول :
لو
أن الرئاسة بالحجم لتسلط الفيل على بني آدم وحسب أعظم منهم ، إني أنا
السبابة ، الأصبع الذي ينهى ويأمر ، عندما يشير الرئيس إلى شيء أو يعلن
أمراً ، يستخدمني ، فأنا أولى بالرئاسة ..
ضحك أصبع الوسطى وهو يقول :
كيف
تتشاحنان على الرئاسة في حضرتي ، وأنا أطول الكل ، تقفون بجواري كالأقزام
، فإنه لا حاجة لي أن أطلب منكم الخضوع لزعامتي ، فإن هذا لا يحتاج إلى
جدال ..
تحمس البنصر قائلا :
أين مكاني يا إخوة ؟ انظروا ! فإن بريق الخاتم يلمع في ، إني ملك الأصابع وسيدهم بلا منازع ..
أخيرا بدأ الخنصر يتكلم .. صمت الكل وفي دهشة ..
ماذا يقول هذا الإصبع الصغير الخنصر !؟ لقد قال :
اسمعوني
يا إخوتي ، إني لست ضخما مثل الإبهام بل أرفعكم .. ولست أعطي أمراً أو
نهيا مثل السبابة .. ولست طويلا مثل أصبع الوسطى بل أقصركم .. ولم أنل شرف
خاتم الزواج مثل البنصر .. أنا أصغركم جميعا، متى اجتمعتم في خدمة نافعة
تستندون علي ، فأحملكم جميعا ..
عند ذلك أدرك الجميع أن من يساعد الغير ويقف معهم ، هو أكثر من يكسب الريادة ويستحق الاحترام.