هذه الليالي العظيمة التي فيها ليلة القدر الجليلة نسأل الله أن يبلغنا فضلها هي مدرسة قيام الليل، وما أدراك ما مدرسة قيام الليل! إنها مدرسة العظماء والأصفياء، التي تخرج فيها صفوة الصفوة من الأوّلين والآخرين.
ولو لم يكن في قيام الليل من الفضل إلاَّ أن الله -تعالى- ربط به تشريف محمد
بالمقام المحمود، لكفاه شرفًا وفضلاً، إذ قال: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، وهي الشفاعة العظمى يوم القيامة.
وقد علم العارفون أنَّ قيام الليل مدرسة المخلصين، ومضمار السابقين، وأنّ الله -تعالى- إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظٍّ من قيام الليل.
والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذَّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله –تعالى- خيرًا مما فقد.
وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا؛ ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره".
وقال: "ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن والروح والقلب". اهـ.
ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس.
وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء والتسميع والعجب، وهم أشدُّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله -تعالى- والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
وذلك أنهم يخلون بالله -تعالى- في وقت القبول والإجابة، إذ يقول: "من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". فيسألون، ويدعون، وقد قربت أرواحهم من الله تعالى، وصَفَت نفوسهم بذكره، فيقرِّبهم منه، ويُضفي عليهم من بركاته، ويُلقي عليهم من أنواره، فيكرمهم بالطاعات، ويخلع عليهم لباس الصالحات.
ولهذا السبب يُحبب إليهم قيام الليل، حتى إنهم ليحبُّون الليل، ويشتاقون إليه، أشد من اشتياق العشَّاق للوصال، وبعضهم لا يعدُّ النهار شيئًا، ويريده أن ينقضي بأيِّ شيء حتى يأتيه الليل، ليخلو بالله تعالى، فيجد في ذلك الوقت، كلّ سعادته، وغاية لذته، ومنتهى راحته.
ولهذا لم يكن النبيُّ
يدع قيام الليل قطُّ، بعد أن أمره الله به، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يكن يدع قيام الليل حضرًا ولا سفرًا، وكان إذا غلبه نوم أو وجع، صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة، فسمعت
شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: في هذا دليلٌ على أنَّ الوتر، لا يُقضى لفوات محله، فهو كتحية المسجد، وصلاة الكسوف، والاستسقاء، ونحوها؛ لأنَّ المقصود به أن يكون آخر صلاة الليل وترًا، كما أن المغرب آخر صلاة النهار، فإذا انقضى الليل، وصليت الصبح، لم يقع الوتر موقعه، هذا معنى كلامه".
فضل قيام الليل
وقد حثَّ النبي
على قيام الليل، فجاء في فضله من الأحاديث جملة مباركة، منها:
- عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله
: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"
[1].
- وعن
عبد الله بن سلام
قال: "أول ما قدم رسول الله
المدينة، انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلمّا تأمّلت وجهه، واستبنته، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال: فكان أول ما سمعت من كلامه، أن قال: أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"
[2].
- عن معاذ بن جبل
عن النبي
قال: "ما من مسلم يبيت طاهرًا، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلاَّ أعطاه الله إياه"
[3].
- وعن
المغيرة بن شعبة
قال: "قام النبي
حتى تورمت قدماه، فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا"
[4].
- وعن
عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله
قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا، ويفطر يومًا"
[5].
- وعن جابر
قال سمعت رسول الله
يقول: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم، يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة"
[6].
- وعن أبي أمامة الباهلي
عن رسول الله
قال: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم"
[7].
- وعن أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله
: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصلّيا، أو صلّى ركعتين جميعًا، كتبا في الذاكرين والذاكرات"
[8].
- وعن سهل بن سعد -رضي الله عنهما- قال: "جاء جبريل إلى النبي
فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس"
[9].
- وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله
: "أشراف أمتي حملة القرآن، وأصحاب الليل"
[10].
- وعن أبي الدرداء
عن النبي
قال: "ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم، ويستبشر بهم، الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله
، فإما أن يقتل، وإما أن ينصره الله
ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا، كيف صبر لي بنفسه؟ والذي له امرأة حسنة، وفراش لين حسن، فيقوم من الليل، فيقول: يذر شهوته ويذكرني، ولو شاء رقد. والذي إذا كان في سفر، وكان معه ركب، فسهروا، ثم هجعوا، فقام من السحر في ضراء وسراء"
[11].
- وعن ابن مسعود
عن النبي
قال: "عجب ربنا تعالى من رجلين، رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحِبِّه إلى صلاته، فيقول الله جل وعلا: انظروا إلى عبدي، ثار عن فراشه ووطائه من بين حِبِّه وأهله إلى صلاته، رغبةً فيما عندي، وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله، وانهزم أصحابه، وعلم ما عليه في الانهزام، وما له في الرجوع، فرجع حتى يهريق دمه، فيقول الله: انظروا إلى عبدي، رجع رجاء فيما عندي، وشفقة مما عندي، حتى يهريق دمه"
[12].
- وعن عقبة بن عامر
قال: "سمعت رسول الله
يقول: الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله
للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، يسألني، ما سألني عبدي هذا، فهو له"
[13].
- وعن عبد الله بن أبي قيس
قال: قالت
عائشة رضي الله عنها: "لا تدع قيام الليل؛ فإن رسول الله
كان لا يدعه، وكان إذا مرض، أو كسل، صلى قاعدًا"
[14].
- وعن طارق بن شهاب: "أنه بات عند سلمان
لينظر ما اجتهاده، قال: فقام يصلي من آخر الليل، فكأنه لم ير الذي كان يظن، فذكر ذلك له، فقال سلمان: حافظوا على هذه الصلوات الخمس، فإنهن كفارات لهذه الجراحات، ما لم تصب المقتلة، فإذا صلى الناس العشاء، صدروا عن ثلاث منازل، منهم من عليه ولا له، ومنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمة الليل، وغفلة الناس، فركب فرسه في المعاصي، فذلك عليه ولا له، ومن له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل، وغفلة الناس، فقام يصلي، فذلك له ولا عليه، ومن لا له ولا عليه، فرجل صلى ثم نام، فلا له ولا عليه، إياك والحقحقة
[15]، وعليك بالقصد وداومه"
[16].
- وعن فضالة بن عبيد، وتميم الداري -رضي الله عنهما- عن النبي
قال: "من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربُّك
: اقرأ وارق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله
للعبد: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب، أنت أعلم، فيقول بهذه الخلد، وبهذه النعيم"
[17].
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله
: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"
[18].
- وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله
قال: "ما من امرئ تكون له صلاة بليل، فيغلبه عليها نوم، إلاَّ كُتب الله له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة"
[19].
حال السلف مع قيام الليل
وأما حال السلف مع قيام الليل، فمن اطّلع على أحوالهم في الليل، علم السر في بركة علومهم، وآثارهم على الأمة، وتعرف على السبب في اصطفاء الله -تعالى- لهم، إذ جعلهم خير القرون.
وهذه جملة مما في كتب التراجم، مثل صفة الصفوة، وحلية الأولياء، وغيرهما:
كان ابن مسعود إذا هدأت العيون قام، فيُسمع له دويٌّ كدويِّ النحل حتى يصبح.
وقال أبو عثمان النهدي: تضيّفت أبا هريرة سبعًا، فكان هو وامرأته وخادمه يتعقّبون الليل أثلاثًا: يصلّي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلّي هذا، ثم يوقظ هذا.
وعن أبي غالب قال: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- ينزل علينا بمكة، وكان يتهجّد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب، ألا تقوم تصلّي، ولو تقرأ بثلث القرآن. فقلت: يا أبا عبد الرحمن، قد دنا الصبح، فكيف أقرأ بثلث القرآن؟! فقال: إنّ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن.
وقال أبو الدرداء: صلّوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور.
وسألت ابنة الربيع أباها: يا أبتاه، الناس ينامون ولا أراك تنام؟ قال يا بنية: إن أباك يخاف السيّئات.
وكان زيد بن الحارث يجزِّئ الليل إلى ثلاثة أجزاء: جزءٌ عليه، وجزءٌ على ابنه، وجزءٌ على ابنه الآخر.
وقال سعيد بن المسيب: إنَّ الرجل ليقوم الليل، فيجعل الله في وجهه نورًا، يحبه كلُّ مسلم، فيراه من لم يره قط، فيقول: إني أحبُّ هذا الرجل.
وسئل
الحسن البصري: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا. فقال: لأنهم خلوْا بالرحمن، فألبسهم من نوره.
وكان أبو إسحاق السبيعي -رحمه الله- يقول: يا معشر الشباب، جدّوا واجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، فإنه قلَّ ما مرّت عليَّ ليلة إلاّ قرأت فيها بألف آية.
ولما احتضر أبو الشعثاء -رحمه الله- بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: لم أشتفِ من قيام الليل.
وأخذ الفضيل بن عياض -رحمه الله- بيد الحسين بن زياد، فقال له: "يا حسين، ينزل الله -تعالى- كلّ ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول الرب: كذب من ادّعى محبّتي، فإذا جنَّه الليل نام عني؟ أليس كلُّ حبيبٍ يخلو بحبيبه؟ ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنَّهم الليل.. غدًا أقرّ عيون أحبائي في جناتي".
وكان عبد العزيز بن أبي روّاد -رحمه الله- يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه، ثم يقول: ما ألينك! ولكن فراش الجنة ألين منك. ثم يقوم إلى صلاته.
وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: "إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنّك محروم مكبل، كبّلتك خطيئتك".
وكان -رحمه الله- يقول: "أدركت أقوامًا يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرّك، قال: ليس هذا لك، قومي خذي حظك من الآخرة".
وكان -رحمه الله- يقول: من أخلاق الأنبياء والأصفياء ثلاثة: الحلم، والإنابة، وحظٌّ من قيام الليل.
وكان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد -رحمه الله- يقول لأهله في كل ليلة: يا أهل الدار، انتبهوا، فما هذه دار نوم، عن قريب يأكلكم الدود.
وقال ابن المنكدر: ما بقي من لذات الدنيا إلاّ ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة.
وقال معمر: صلى إلى جنبي سليمان التميمي -رحمه الله- بعد العشاء الآخرة، فسمعته يقرأ في صلاته (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، حتى أتى على هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الملك: 27]، فجعل يردّدها حتى خفّ أهل المسجد وانصرفوا، ثم خرجت إلى بيتي، فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر، فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة، وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الملك: 27].
وقال عبد الله بن داود: كان من مضى إذا بلغ أحدهم 40 سنة، طوى فراشه.
وكان عمرو بن دينار قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء: ثلثٌ ينام، وثلثٌ يدرس، وثلثٌ يصلِّي.
وقال
محمد بن يوسف: كان سفيان الثوري -رحمه الله- يقيمنا في الليل، ويقول: قوموا يا شباب، صلوا ما دمتم شبابًا، إذا لم تصلوا اليوم، فمتى؟!
وكان -رحمه الله- إذا أصبح مدّ رجليه إلى الحائط، ورأسه إلى الأرض؛ كي يرجع الدم إلى قدميه، من طول القيام.
وقالت امرأة مسروق بن الأجدع: والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلاّ وساقاه منتفختان من طول القيام، وكان -رحمه الله- إذا طال عليه الليل، وتعب صلى جالسًا، ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف إلى فراشه، كما يزحف البعير.
وقال أبو سليمان الداراني: والله لولا قيام الليل ما أحببتُ الدنيا.
وقال مخلد بن الحسين: ما انتبهت من الليل إلاّ أصبت إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- يذكر الله ويصلّي، ثم أتعزَّى بهذه الآية {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [المائدة: 54].
وقال رجل لابن أدهم -رحمه الله-: إني لا أقدر على قيام الليل، فصف لي دواء؟ فقال: لا تعصه بالنهار، وهو يقيمك بين يديه في الليل؛ فإنَّ وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
وقال وكيع: كان عليّ، والحسن ابنا صالح بن حيّ، وأمّهم، قد جزَّءوا الليل ثلاثة أجزاء.
وقال طاوس: ما كنت أرى أحدًا ينام في السحر.
وقال ثابت: كابدت قيام الليل عشرين سنة، وتنعمت به عشرين سنة.
وقال
الأوزاعي: من أطال قيام الليل، هوَّن الله عليه وقوف يوم القيامة.
فنسأل الله -تعالى- أن يمنَّ علينا بكرمه، ويرزقنا قيام الليل، ويفتح لنا به أبواب الخير.. آمين.
المصدر: موقع
الشيخ حامد العلي.