السلام عليكم
بعد حديث صديقتي ملاك وأخي ابراهيم عن اجواء رمضان بالجزائر ولبنان
أحببت الفكرة وجاء في بالي ان أكتب موضوع يعرفكم بأجواء رمضان في ليبيا
وما يسبق هذا الشهر الكريم من تحضيرات وتجهيزات
انا مصراتية الاب وطرابلسية الأم , ولدت وترعرعت في طرابلس الغرب
لذلك تجد صفاتي وحديثي وثقافتي خليط بين المنطقتين أُلِم بتفاصيل الحياة الطرابلسية وكذلك اسلوب العيش في مصراتة
وعموما العادات متقاربة جدا بين مناطق ليبيا
متعارف عند العائلات الليبية وسيدات المطبخ الليبيات التحضير المسبق لأغراض شهر رمضان
فمثلا : في الصيف تجد الامهات يجمعن النعناع الاخضر ويقمن بتجفيفه في الشمس لاستخدامه فيما بعد ( لتفويح الشُربة )
وكذلك نفس الشيء بالنسبة للحبق , و الاعشاب العطرية الاخرى
وبعض المناطق في غرب ليبيا تحديدا ( جبل نفوسه ) وغالبية سكانه من الامازيغ تقوم السيدات بتحضير اللوسة والهريسة حيث يقمن بتجفيف الفلفل الاحمر والطماطم الاخضر والبصل تحت اشعة الشمس ويصنعن اللوسة والهريسة كلن حسب طريقته
وايضا يحضرن البسيسة وهي أكلة شعبية مغدية جدا تتكون من حبوب شعير وكمون بانواعه وحلبة وحبوب كسبر يقمن بتحميسها وطحنها وتخزين هذا الطحين الى وقت الاستعمال حيث يخلط بزيت الزيتون البكر والسكر او ( الحلوى الشامية ) ويؤكل مع التمر على الافطار طيلة الشهر الفضيل
وما ان يقترب شهر الخير حتى تلاحظ الازدحام وارتفاع نسبة الشراء خاصة في محلات الثوابل والمكسرات
وآخر يوم من شعبان يُعرف ب ( المَوْسِم ) ويُطلق هذا الاسم على أيام ومناسبات دينية خاصة
كموسم ليلة الاسراء والمعراج وموسم النص من شعبان وموسم النص من رمضان وموسم ليلة 27 من رمضان
وموسم الميلود وموسم الوقوف بعرفة
وفي هذه المواسم تحتفل العائلات الليبية بالاجتماع في بيت العائلة الكبير ( بيت الجد او الجدة )
و تتميز العائلات الطرابلسية بتحضير رشتة الكسكاس على العشاء في هذه المواسم
وانتشرت عادة تقديم رشتة الكسكاس من طرابلس الى المدن والقرى المحيطة بها حتى وصلت مصراتة ^ ^
وأخيراً دخل رمضان ...
في أول يوم من ايام الشهر الفضيل يكون الناس جد طيبين ومرحين ومتسامحين وتكثر الاتصالات والمعايدات والتهاني واغلب الشباب يلبسو الزي الشعبي ( اللبس العربي ) باللهجة الدارجة
وتكون الاسواق جد مزدحمة وخاصة محلات الخضراوات واللحوم ( الجزارين ) ومحلات المرطبات والحلويات
وتفوح رائحة الزلابية والعسلة ولقمة القاضي
وعند انتهاء نهار أول يوم رمضان نسمع دوي مدفع الافطار من على شرفات السرايا الحمراء في قلب عروس البحر
ليعلن عن انتهاء الصوم وبدء الافطار والمتمع بما لذ وطاب
وهذه العادة ( مدفع الافطار ) ثوارتناها منذ أكثر من مئتي عام وربما هي موروث مصري تنقل الى ليبيا في العهد العثماني
ويصدح الاذان من على منابر المساجد , وك أغلب المسلمين يشق الليبيين صومهم بالافطار على ثمرات بعدد فردي وحليب أو على جرعات من الماء اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن ثم ينتقلون الى الطبق الرئيسي والاساسي في كل بيت الا وهو ( الشُّربة ) وتعرف بالشربة العربية
في بعض المناطق يستعملون الدشيشة ( الفريكة ) وبعض المناطق يستعملون شربة لسان العصفور
و طرابلس تشتهر بشربة لسان العصفور
بقية الاطباق تختلف وتنوع من سفرة لسفرة لكن اشهرها ( البوريك والمبطن والخبزة المحشية والعصبان والدولمة وطاجين جبن )
والسلطات والعصائر ضرورية خاصة في الجو الحار
والقهوة العربية ( التركي ) ضرورية جدا بعد الافطار مباشرة مع بكلاوة او اي نوع من الحلويات الشرقية
تزدحم المساجد في صلاة التراويح ف حتى النساء في طرابلس يذهبن للمساجد للصلاة وختم القرآن
بعد التراويح هذه المسافة القصيرة هي مخصصة للزيارات العائلية و المشاوير والتسوق
اما عن وجبة السحور فغالبا ما تكون محلبية ( مهلبية ) كريم كراميل ولبن وتمر وماء اكيد من العادات المميزة والجميلة في رمضان هي الخيمات الرمضانية حيث تحضر موائد الرحمن لعابري السبيل والمغتربين
والعمالة الاجنبية
وتساهم الاسر طوعا في تحضير هذه الموائد بإرسال التمر والحليب وبعض من الوجبات المعدة لافطار
وهناك عادة ظهرت حديثا وهي الاتفاق على يوم محدد لافطار جماعي في ميدان الشهداء وغيره من الميادين في
المدن المختلفة لتعزيز روح التعاون والمحبة بين الشباب
رمضان ضيف خفيف الظل نتمناه لا يرحل وبعد انقضائه كثيرا ما نسمع ( ياريت كل السنة رمضان )
هادي نبدة بسيطة عن رمضان في ليبيا ان شاءالله ما طولتش عليكم
وصحة سحوركم ... أمولي