#ابراهيم# مراقب عام
عدد المساهمات : 510
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: طرابلس لبنان في رمضان : عادات وطقوس عريقة\ الأربعاء يوليو 17, 2013 12:33 pm | |
| الحديث عن طرابلس (اللبنانية) مشوق للغاية، خصوصاً إذا ما تناولها الباحث من الجانب التراثي فيها، فتراث طرابلس عريق للغاية من عهد الفينيقيين العرب، إلى زمن المماليك والعثمانيين المسلمين، وبين هذين الزمنين تقع دولة الأمويين والعباسيين والفاطميين والصليبيين والأيوبيين.
ويذكر الباحثون والأثريون أن طرابلس تعد ثانية المدن العربية بالآثار المملوكية بعد القاهرة، فهي تضم أكثر من 130 مبنى أثرياً من جوامع ومدارس وحمامات وخانات وأسواق، وجميعها آثار إسلامية مملوكية وعثمانية.
والواقع أن من يزور طرابلس في شهر رمضان المبارك، يجد كأن حدثاً عظيماً قد جرى، فتتحول مثلاً حياة الناس وعاداتهم ونظم حياتهم اليومية، فتأخذ مظاهر وتقاليد وعادات جديدة، تظهر فجأة، وتجعل الناس جميعاً في تسارع مع الوقت، بكل فرح وغبطة وحركة نشيطة.
واعتاد الناس في طرابلس أنهم حين يشعرون بقرب قدوم رمضان، أي في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، يتهيؤون لنزهة ما قبل رمضان في آخر يوم عطلة من شهر شعبان. فنراهم يخرجون إلى الطبيعة لقضاء يوم كامل في البساتين والحقول والجبال المجاورة، وكثيرا ما نرى العائلة تصطحب معها طعامها: المشاوي على أنواعه والتبولة والقهوة والمكسرات إضافة إلى المشروبات الحلوة والفاكهة الطازجة.
* المائدة الرمضانية الطرابلسية وتعد المائدة الطرابلسية، مائدة لها تراثها العريق عند جميع العائلات، وهي مميزة وغنية، ولذلك اكتسبت شهرة بين جميع الأوساط في بلاد الشام والدول المحيطة بها، وكانت هذه المائدة تزين أول ما تزين بحبات التمر، ليتناولها الصائم قبيل الوجبة الرئيسة، ويتصدر طبق الحساء المائدة أيضاً ، أما طبق "الفتة"، فكثيراً ما يشتريه الناس من محلة باب الحديد، وهو يشد الأنظار بلونه المميز: اللبن الأبيض الممزوج بالطحينة والحامض والثوم والسمن المغلي والصنوبر المحمص والبهار، وإلى جانبه البصل والفجل والمخللات المشكلة. أما طبق "الفتوش"، فهو أيضاً مميز في رمضان طرابلس، وكانت ربة المنزل تتقن تزيينه وتشكيل خضاره وتحسين طعمه بدبس الرمان والزيت الفاخر. أما صحن "الكبة النية" فله مكانه اليومي على المائدة الرمضانية بطرابلس. أما الأشربة الرمضانية الطرابلسية، فهي أيضاً متنوعة ومميزة، وهي تنتشر على بسطات السوق في طرابلس منذ أول أيام رمضان، وتشتمل على شراب التوت والخروب والسوس والعصير (ليمون، جزر، تفاح)، وتكاد أن تكون هذه البسطات من السمات الرمضانية الطرابلسية القديمة في المدينة، أما شراب القمر الدين فهو شراب طرابلسي شامي مميز. ولا ننسى أيضاً الحلويات الطرابلسية المميزة في رمضان، فهي تتشكل من: الكنافة، وزنود الست، وورد الشام، والكلاج، وحلاوة الجبن، وأقراص البرازق، والتي ينادي الباعة عليها في الأسواق القديمة، وأحيائها الشعبية العريقة.
* تراث رمضاني طرابلسي ومن تراث رمضان بطرابلس، "السكبة" التي يسكبها البيت لجيرانه في أماسي رمضان، وتعد "السكبة" من تقاليد المدينة العريقة، وهي متوارثة عن الآباء والأجداد، وهي تكون بسكب (إعطاء) صحن من الطعام كل يوم للجيران والأقارب والفقراء بصورة خاصة. فقبل مدفع رمضان، تجد صبية الأحياء، يحملون الصحاف الملأى بأصناف الطعام، تسكبها ربات البيوت، فتراهم يطوفون بها على أبواب البيوت، يقرعون بشدة، والفرح يعتمر في قلوبهم والابتهاج والحبور يضمران النفوس. وتوزع "السكبة" لمن لايجد طعاماً أو من لايقدر على إعداده، مثل: الجارة الحامل؛ لأنها لا تقدر على تحضير "سفرة رمضان" مثل غيرها، علماً أن الصحن عادة، لا يعود فارغاً، وإذا بالمائدة في البيت الواحد، تصبح غنية بأنواع السكبات المختلفة الألوان، من دور الجيران ومطابخهم.
* الأسواق الرمضانية الخاصة وفي رمضان من كل عام نرى طرابلس القديمة تشهد ظاهرة الأسواق الرمضانية الموسمية في شوارعها الداخلية وأحيائها الشعبية، فتغص الشوارع القديمة وقبواتها وبسطاتها بالناس، ويكثر الازدحام وتعلو أصوات الباعة، ويتعفف البائعون والمتسوقون، وتتضوع رائحة العطور الزكية في كل الأنحاء، تذكر جميعها بالطهر والعبق الإسلامي، ونحن نرى كيف يرتاد الناس قبيل صلاة العصر سوق العطارين؛ ليتنسموا أجواء رمضان، وتبتهج نفوسهم بالرائحة الزكية.
*المسحراتي وحكاية "المسحراتي" الذي كان يخرج مع مجموعة من المنشدين في أواخر الليل من رمضان لذيذة وطريفة، فقد كانت له شخصيته المحببة إلى القلوب، وكان يتمتع بصوت شجي، يرسل به دعواته وأناشيده وعظاته، وغالباً ما يكون بصحبة عدد من رفاقه يشكلون جوقة الإنشاد التابعة له، وهو يجوب الشوارع والأزقة، ويدخل الأحياء، فيقرع أبواب البيوت، ويتوقف هنا، ويتمهل هناك، حتى يستيقظ الناس و"يوحدوا الله"، وهو يدعوهم بصوت عذب لتناول طعام السحور؛ لأنه من السنة. وعلى وقع الطبلة التي يحملها المسحراتي، ونقر الدف الذي يحمله مرافقه، وصوت الصنج الذي يضرب بين الحين والآخر، كان الناس يستيقظون، فرادى وجماعات، يشعلون أضواء المصابيح والفوانيس،ويوقدون النار، ويحضرون الموائد للسحور. ويستيقظ الناس جميعاً، كما لو أنهم في ساعة من ساعات النهار، وتعلو القرقعات وتتململ الأحياء، وتتقلب جنباتها بالناس من كل حدب وصوب.
* تقاليد الوداع وهناك تقاليد رمضانية بسيطة عرفتها طرابلس دون غيرها من مدن الشام، ففي رمضان كان أهلها يصنعون "مهلبية" خاصة لأماسي رمضان، توزع مجاناً في ساحات المدينة وفي صحون مساجدها وجوامعها ومدارسها الدينية، وكانوا يقدمونها على نفقة الميسورين والمقدمين، كما كانت عائلات أخرى تتبارى في تقديم أشربة وحلويات أخرى بصورة مجانية، إيثاراً لرضا الله _تعالى_، وابتهاجاً بشهر رمضان المبارك، وذلك طوال أيامه الثلاثين، ومن تقاليد رمضان المبارك التي لا يزال الناس يتمسكون بها في طرابلس: جوقة وداع رمضان. إذ في العشر الأخير من رمضان، تقوم جوقة الوداع بجولة مسائية على الأحياء والبيوت، برفقة المنشدين يهللون وينشدون ويكبرون، ومن شباب جوقة الوداع من يحمل المشاعل، ومنهم من يحمل المصابيح والفوانيس، فتنقلب حياة طرابلس في الليالي العشرة الأخيرة من رمضان، وكأنها في مهرجان فرح روحي وديني، وكأن الناس فيها أعضاء عائلة واحدة.
| |
|
ملاك الجزائر المتمردة
عدد المساهمات : 3112
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: رد: طرابلس لبنان في رمضان : عادات وطقوس عريقة\\\ الخميس يوليو 18, 2013 12:05 pm | |
| برهوم موضوعك فيه الكثير من التشويق و الجمال و الكمال فلم تغفل عن أي تفصيل رمضاني يتعلق بهذه المدينة الفاتنة طرابلس التي أنجبتك لنا يا ابن عكّـــــار أما مائدة الإفطار فهي شهية بلا شك إلا بما يتعلق ب " الكبة النية " أخذتنا بزيارة ممتعة إلى مدينة رائعة ف شكرًاا | |
|
#ابراهيم# مراقب عام
عدد المساهمات : 510
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: رد: طرابلس لبنان في رمضان : عادات وطقوس عريقة\\\ الخميس يوليو 18, 2013 7:11 pm | |
| ملاك يشرفني حضورك وتسعدني متابعتك
طرابلس مدينة عريقة وتاريخية ودائما تفوح رائحتها بعطر الاسلام والايمان
ومائدتها كسائر الموائد اللبنانية
وتزينها الكبة النيه هذا تقليد تاريخي
والكبة النيه من الاساسيات ههههههههههههههههههههه
منورة ملاك صح رمضانك وصح فطورك
تحياتي | |
|