الارواح المتمردة
السلام عليكم
مرحبا اخي/ اختي العضوة حللت سهلا ونزلت اهلا بيننا نتمنى لك اقامة طيبة والافادة والاستفادة بين عائلتك واسرتك في منتدى
الارواح المتمردة
الارواح المتمردة
السلام عليكم
مرحبا اخي/ اختي العضوة حللت سهلا ونزلت اهلا بيننا نتمنى لك اقامة طيبة والافادة والاستفادة بين عائلتك واسرتك في منتدى
الارواح المتمردة
الارواح المتمردة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الارواح المتمردة

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» جميع المشاهير الذين هم من نفس مواليد برجك
الإلياذة   Emptyالخميس ديسمبر 03, 2015 3:32 pm من طرف الموناليزا

»  ♥ إشتقنا إليك ♥
الإلياذة   Emptyالخميس ديسمبر 03, 2015 3:28 pm من طرف الموناليزا

» شوبتقول للشخص يللي ببالك\\\
الإلياذة   Emptyالخميس ديسمبر 03, 2015 3:23 pm من طرف الموناليزا

»  هل تهمك سمعتك فى النت ؟
الإلياذة   Emptyالسبت يونيو 06, 2015 2:32 pm من طرف الموناليزا

» جزايري زار صيني في السبيطار
الإلياذة   Emptyالإثنين يونيو 01, 2015 12:40 pm من طرف الموناليزا

» اضحك
الإلياذة   Emptyالأحد مايو 31, 2015 10:09 pm من طرف الموناليزا

» اضحك
الإلياذة   Emptyالأحد مايو 31, 2015 10:09 pm من طرف الموناليزا

» مقهى ملاك
الإلياذة   Emptyالإثنين فبراير 02, 2015 12:13 pm من طرف شعلة في ماء راكد

» عيد ميلاد زيزووووو
الإلياذة   Emptyالأحد يناير 18, 2015 7:23 pm من طرف شعلة في ماء راكد

المواضيع الأكثر نشاطاً
حملة مليون سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
صلو على النبى صلى الله عليه وسلم
اتحداك تعد للعشره محد يقاطعك >>لعبة قديمه
سجل حضورك باسم شخص تحبه
أخطف العضو الي قبلك وقلنا وين توديه........
♥ إشتقنا إليك ♥
مقهى ملاك
شخصيات اسلامية
حملة مليون سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر
سجن الاعضاء
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الإلياذة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطائرر
متمرد لا يمكن السيطرة عليه
الطائرر


عدد المساهمات : 1305

اعلام الدول : الجزائر

مزاج العضو : أدخن

العمل/الترفيه : cnas

الإلياذة   Empty
مُساهمةموضوع: الإلياذة    الإلياذة   Emptyالجمعة مايو 31, 2013 10:06 pm



الياذه باليونانى (μαθηματικ) هى ملحمة شعريه تحكى قصة حرب طرواده وبالتحديد اخر 51 يوم فى الحرب, كتبها هوميروس تعتبر هى و الاوديسا من اهم و اشهر ماكتب هوميروس ووكذلك فى الاداب القديم. اتسمت الملحمة بهذا الاسم نسبة لإليون عاصمة مملكة طرواده.

ملخض الالياذه

الالياذه : تحكى عن الحرب اللتى وقعت ما بين اليونانيين و مملكة طرواده و اسباب الحرب و الدوافع و كيف باريس ابن بريام هرب بزوجة مينلاوس بمساعده افروديت و رجع الى طرودا و تجهيز الملك اجاممنون اخو ميلانوس اكبر جيش فى التاريخ في ذالك الوقت ليحارب الطرواديين و ضم فى جيوشه ابطال يونانيين كثير مثل اخيل و اودسيوس وغيرهم...و الالهه اليونانيه اللتى انضمت للحرب و وتحاربو مع بعض و وقف منهم ضد طرودا و منهم من ساعدوهم. وتركز على اخر 51 يوم فى حرب طرواده التى دامت عشر سنين

أبطال الالياذه

1.هيلين مرات مينلاوس

2.باريس ابن بريام

3.اخيل

4.هيكتور

5.اجاممنون

6.بريام ملك طرواده

شخصيات ثانويه [تعديل]


بتروكلوس
بريزيس
كريزيس
أندروماك
اوديسيوس
اتينا(الالهه)
مينلاوس
تيتس
افروديت
زيوس
هيرا
ايريس
هيوكوبا
اجاكس

الإلياذة   TrojanHorsebw

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطائرر
متمرد لا يمكن السيطرة عليه
الطائرر


عدد المساهمات : 1305

اعلام الدول : الجزائر

مزاج العضو : أدخن

العمل/الترفيه : cnas

الإلياذة   Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإلياذة    الإلياذة   Emptyالجمعة مايو 31, 2013 10:19 pm


الفصل الأول



غني يا ربة الشعر غضبة آخيل ، ابن بيليوس 1 ،
وعواقبها ، التي عادت بآلاف الويلات على الآخيين ،
وأودت بجموع غفيرة من أرواح الأبطال الباسلة إلى هيدز ،
وخلت أجسادهم ولائم شهية للكلاب والطيور
وتحقق وعد زيوس 2 5
منذ أن وقع النزاع بين
ابن أتريوس ، ملك البشر ، وآخيل الرائع •
فأي رب إذاً زج بهما في العراك المرير ؟
أبولو ، ابن زيوس ، وليتو ، لنقمته على المَلِك ،
نشر الوباء بين الجموع، ففني الناس، 01
لأن ابن أتريوس قد أهان خروسي ، كاهن أبولو ،
حين اقترب هذا من سفن الآخيين السريعة
ليفتدي ابنته ، وهو يحمل ما لا يحصى من الغنائم
وبين يديه ، على محفة من ذهب ، أوشحة أبولو ،
الذي يضرب عن بعد 3 ، وتضرع إلى الآخيين ، 51
وعلى رأسهم القائدين ، ابنَي أتريوس :
" يا ابنَي أتريوس ، ويا أيها الآخيون المدججون ،
فلتمكّنْكم الآلهةُ المستوية على الأولمب
من مدينة بريام لتغنموها ، ولتَظفروا بعودة سالمة إلى موطنكم بعدها •
ولكن أعيدوا إليّ ابنتي ، وخذوا الفدية 20




--------------------------------------------------------------------------------





1 تستخدم كلمة ابن كثيراً في الإلياذة. وهي توصيفية ونسبية في الوقت ذاته. ولذلك لم أر ضرورة للالتزام بالقاعدة العربية المتمثلة في حذف ألفها حين تأتي بين اسمي علم.
2 يلاحظ أن ألكسندر بوب قد وضع، بدلاً من زيوس، جوف، الذي هو زيوس، والذي لا علاقة له إطلاقاً بجو الإلياذة أو تراث اليونان. ويعلل ستفين شاكمان، المعب على الترجمة وناشرها، ذلك بأن بلوتارك في بحثه عن قراءة الشعراء يرى أن الكلمة تعنى " القدر"، حيث لم يتصور أن إلهاً يمكن أن يحمل ضغينة على البشر. بينما يرى يوستاتيوس أن الوعد هو وعد زيوس لثيتيس بأنه سيكرم ابنها بالوقوف في صف طروادة. وللتوفيق بين المعنيين يجب أن ينفذ زيوس ما رسمه القدر بتوفير الذرائع.
3 لقد التبس المر على بعض المترجمين. فالأوشحة العائدة لأبولو، والتي يحملها الكاهن تعطيه حصانة مضاعفة. ولكن بعضهم ترجم الأوشحة "قوساً"، واعتبر أن تعبير" يضرب عن بعد" يعود للقوس. وما أراه هو أن التعبير يعود على الإلة أبولو، الذي يضرب عن بعد، كما يفعل أبوه زيوس. وهو ما يتبين في أكثر من مكان في الإلياذة. ولعل أحد أسباب الالتباس هو أن كلمة الوشاح في اللغة العربية تعني القوس، وتعني السيف، كما جاء في لسان العرب. ولكن هذا لا ينطبق بالضرورة على اللغات الأخرى. وقد ترجمها الكسندر بوب " الصولجان وإكليل الغار". وهذا وارد أيضاً. والمهم أن الرجل يحمل معه رمزاً من رموز أبولو. حيث كان لكل إله رمز يدل عليه.








فتكونوا قد كرّمتم أبولو ، ابن زيوس الذي يضرب عن بعد " •
هلل الآخيون جميعاً موافقين
على أن يُكرّم الكاهن ، وتؤخذ الفدية المبهرة •
لكن هذا لم يهدّئ قلب أغاممنون ، ابن أتريوس •
بل طرده بقسوة وأمره بصرامة حاسمة : 25
" لا تدعني أراك ثانية ، أيها العجوز ، قرب سفننا الخاوية •
فلا تتلكأ الآن ، ولا تعد مرة أخرى إلى هنا •
خشية أن لا يحميك صولجانك ولا أوشحة الإله بعد اليوم •
لن أعيد الفتاة • وسرعان ما ستشيخ
في بيتي ، في آرغوس ، بعيداً عن موطنها 30
وهي تكدح 4 على النول ، وتشاركني فراشي 5 •
فلتذهب الآن ، ولا تثر غضبي ، فذلك أكثر أماناً لك " •
ولما فرغ من كلامه 6 ، انصاع العجوز مرعوباً •
وابتعد بصمت على شاطئ البحر المهمهم •
واستغرق العجوز في صلاته ، وهو يمشي وحيداً ، 35
للملك أبولو ، الذي حملته ليتو ذات الشعر الجميل :
" اسمعني يا ذا القوس الفضية ، يا من تفرض سلطانك على
خريسي وكيلا المقدسة ، يا من تفرض سطوتك القوية على تينيدوس ،
إن كان سَرَّك ، يا سمينثيوس 7 ، أنني بنيت معبدك
وإن كان قد سرك أنني أحرقت الأفخاذ السمينة 8 40
للعجول والتيوس ، فحقِّقْ لي هذه الرغبة التي أتضرع إليك بها •
وليدفع الدانانيون ثمن دموعي المنهمرة بفعل سهامك 9 " •
هذا ما قاله في صلاته • وقد سمعه فويبوس أبولو




--------------------------------------------------------------------------------





4 كانت الحياكة عل النول الشغل الأساس لنساء اليونان. والتعبير الذي ترجمناه تكدح " هو " تصعد وتنزل على النول". وهذا يدل على كبر النول وارتفاع بعض أجزائه الأمر الذي يجبر الحائكة على الصعود والنزول.
5 أعُتبر هذا الكلام عن البنت أمام أبيها أمراً شنيعاً. وهذه بداية توصيف شخصية أغاممنون من قبل هوميروس.
6 الصيغة المعتمدة في الإلياذة هي "هكذا قال". ولكنني فضلت اعتماد صيغ أخرى من بينها الصيغة الرائجة في ملاحمنا الشعبية "ولما فرغ من كلامه". وفي أمكنة أخرى" هكذا قال "أو" وحين قال ذلك" ، وكلها في النص تعبير واحد.
7 هي كلمة متبقية من اللغة الكريتية. وتعني " الإله الفأر" . وكان يعتقد أن اسم أبولو باق من الزمن الذي كان يعبد فيه بهيتئه الحيوانية. وكذلك كانت هيرا تعبد بوصفها بقرة، وأثينا بوصفها بومة. وترتبط الفئران في الأذهان مرض الطاعون. وكان الفيليستيون يصورون بالذهب صوراً للفأرة تجنباً للطاعون أو من أجل التخلص منه.
8 كانت الطقوس تتضمن فرك عظام الأضحيات بالدهن، ثم حرقها.
9 يطلق أبولو سهامه لكي ينشر الطاعون.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 25

فنزل عبر قمم الأولمب ، والغضب 45
يترع قلبه ، وهو يحمل قوسه وكنانته المغطاة على كتفيه ،
والسهام تصلصل فوق كتفي الإله السائر بغضب •
جاء كما يهبط الليل ، وركع على مبعدة وأطلق سهماً •
وحين أنبض القوسَ الفضية كان الصوت رهيباً •
لحق في البدء بالبغال والكلاب الهائمة ، ثم أطلق 50
سهماً شارخاً على الرجال أنفسهم وضربهم •
وتأججت نيران حرق الموتى دون توقف •
تسعة أيام والجيش عرضة لسهام الإله
ولكن في اليوم العاشر دعا آخيل 10 قومه إلى اجتماع •
أمرٌ ما ورد إلى ذهنه من الربة هيرا ذات الذراعين الأبيضين، 55
والتي أدركتها الشفقة على الدانانيين وهي تراهم يموتون •
وفيما هم محتشدون في مكان واحد ،
وقف بينهم أخيل ، ذو القدمين السريعتين ، وبادر بالقول :
" يا ابن أتريوس • أعتقد أننا سنتقهقر
ونعود إلى أوطاننا ، إذا استطعنا النجاة من الموت • 60
وإذا ما كان القتال ومعه الطاعون سيسحقان الآخيين •
فلنتوجه بالسؤال إلى أحد التقاة ، أو الأنبياء ،
أو حتى مفسر أحلام ، حيث أن حلماً قد ورد من زيوس أيضاً ،
يمكن أن يوضح لنا سبب غضب أبولو ؛
أكان ذلك من أجل نذر ما ، أو بسبب الأضحية 11 يلومنا • 65
فلعله ، إن وصله شذى دخان الخراف والتيوس ،
سيقبل أن يحول لعنته عنا " •




--------------------------------------------------------------------------------





10 إن آخيل هو الذي يدعو إلى الاجتماع. وبذلك فهو يعرض نفسه لغضب أغاممنون.
11 كانت التضحية تتضمن ذبح مئة ثور. وأينما وردت كلمة "أضحية" فهذا العدد هو المقصود.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 26

ولما فرغ من كلامه عاد إلى الجلوس ، فنهض من بينهم
كالخاس بن تيستور ، المشهور بفهم الطيور ،
والعارف بكل ما كان ، وما سيكون والأمور السالفة ، 07
والذي وجّه سفن الآخيين 12 إلى أرض إليون
بعرافته التي وهبه إياها فويبوس أبولو •
وبحسن نية تجاه الجميع وقف وخاطبهم :
" لقد دعوتني ، يا آخيل حبيب زيوس ، لكي أفسر
لك هذا الغضب من أبولو ، الرب الذي يضرب عن بعد • 75
ولذا سأتكلم • ولكن عِدني ، وأقسم أمامي
معلناً عن استعدادك للدفاع عني قولاً وفعلاً •
لأنني أعتقد أنني سأُغضب من يتولى المُلْك القوي
على أهل أرغوس ، ويدين له الآخيون كلهم بالطاعة والولاء •
فالمَلك يكون في منتهى القوة حين يغضب ممن هو أدنى منه • 80
وحتى لو افترضنا أنه سيكتم غضبه اليوم
فإنه يظل يحتفظ بضغينته ، إلى أن ينفّس عنها ،
في أعماق قلبه • فتكلم الآن ، وقل إن كنت ستحميني "•
وتحدث آخيل ذو القدمين السريعتين مجدداً ، رداً على ذلك
" تكلم • وفسر كل شيء • ولا تخف • 85
فبحق اسم أبولو ، الذي هو حبيب زيوس ، والذي تقدم له
صلواتك يا كالخاس ، حين تفسر إرادة الرب للدانانيين ،
طالما أنا حي وأرى ضوء النهار ، ما من رجل على وجه الأرض ،
سيمد يده عليك قرب السفن الخاوية ؛
لا أحد من الدانانيين ، ولا حتى لو كنت تعني أغاممنون 90




--------------------------------------------------------------------------------





12 كان كالخاس نبي الجيش اليوناني منذ البداية. وهو الذي قام بتوجيه سفنهم نحو طروادة قبل تسع سنوات.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 27

الذي يتبوأ الآن أعلى مكانة بين الآخيين " •
بهذا تشجع العراف المصان وتكلم :
" لا • ليس من أجل نذر أو أضحية يلومنا •
بل يلومنا من أجل كاهنه الذي أذله أغاممنون
ولم يقبل بإرجاع ابنته له ، ولم يقبل فديته • 95
ولهذا بدأ الرامي يطلق علينا مصائبه ، وسيتابع
إطلاقها ، ولن يحجب طاعونه المذل عن الدانانيين
ما لم نُعد الفتاة ذات الطرف اللماح إلى أبيها
دون مقابل ، ودون فدية ، مع تقديم أضحية مباركة
إلى خروسي • بهذا يمكن أن نسترضيه ونقنعه " • 100
ولما فرغ من كلامه جلس ، فوقف من بينهم
ابن أتروس ، أغاممنون البطل واسع السطوة ،
وهو يغلي غضباً ، وقلبه مترع بسواد السخط ،
وعيناه تقدحان شرراً •
تطلع أولاً إلى كالخاس ، وخاطبه معنفاً : 105
" يا عراف السوء • ما سبق لك في عمرك أن قلت لي ما فيه الخير •
الشر هو الأقرب إلى قلبك في النبوءة •
ولكنك لم تقل يوماً شيئاً مجيداً ، ولم تفعله •
وهاأنت مرة أخرى تلقي بتكهناتك بين الدانانيين ، وتقدم لهم
تفسيرك للسبب الذي يجعل الرامي عن بعد يستهدفهم 110
فتراه لأنني من أجل البنت خروسييس 13 لم أتقبل
الفدية المغرية • والحق أنني أرغب كثيراً في الاحتفاظ بها
في بيتي ، حيث أنها تستهويني أكثر من كلوتيميسترا




--------------------------------------------------------------------------------





13 ليس خروسيس اسماً فعلياً. إنه " ابنة خروسي". وهو ما تحول فيما بعد إلى كريسيدا.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 28

زوجتي • وهي في الحقيقة ليست أقل منها في شيء •
لا في البنية ولا في الشكل ولا في الذكاء ، ولا في الشغل 14 • 115
ومع ذلك فأنا راغب في إعادتها إن كان هذا هو الحل الأمثل •
لأنني ساع إلى سلامة شعبي ، وليس إلى فنائه •
فابحثوا لي عن مكافأة مقابلة تكون لي ، لئلا أكون
الوحيد بين الآخيين الذي يخرج بلا غنيمة ، وهذا لا يليق •
وأنتم ، جميعاً ، شهود على أنني أفقد غنيمتي " • 120
ورداً على ذلك تكلم ثانية آخيل الماجد ذو القدمين السريعتين :
يا ابن أتريوس المبجل ، والأكثر اشتهاء للمكاسب بين الرجال •
كيف للآخيين الطيبين أن يعطوك الآن غنيمة ؟
إذ لا أعرف أن هناك كماً كبيراً من الأشياء مخزون لدينا
وكل ما غنمناه من المدن 15 قد تم توزيعه 125
وليس من اللائق استعادة ما مُنح •
فأعدِ البنت هبة للإله ، ونحن ، الآخيين ،
سنعوضك ثلاثة أضعاف أو أربعة ، إذا مكننا زيوس
من حصن طروادة المنيع واستبحناه " •
وثانية تحدث أغاممنون رداً على ذلك : 130
" ما هكذا يا آخيل الشبيه بالآلهة ، رغم كونك محارباً مجيداً •
إنك تجهد كي تغش • ولكنك لن تخدعني • ولن تقنعني •
ما الذي ترمي إليه ؟ أن تظل محتفظاً بغنيمتك ، وأظل هنا
دون غنيمة ؟ أوتأمرني بإعادة الفتاة ؟
إما أن يعطيني الآخيون الطيبون غنيمة جديدة 135
أختارها وفق هواي تعويضاً عن الفتاة التي أخسرها ،




--------------------------------------------------------------------------------





14 في بناء شخصية أغاممنون الدرامية يقع هنا في الخطأ الثاني (بعد إهانته لخروسيس)، إذ يقارن بين زوجته وجارية.
15 كان اليونانيون يغيرون على المدن المجاورة خلال حصارهم لطروادة.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 29

وإلا ، إن لم يعطوني ، فسآخذ بنفسي
غنيمتك أنت ، أو غنيمة أياس ، أو غنيمة أوليس 16 و 17 •
وسأفعل ذلك بنفسي • والذي أذهب إليه سيكون الخاسر •
ولكن هذه أمور سنتداولها فيما بعد • 140
فتعالوا الآن • علينا أن ننزل سفينة سوداء إلى البحر المتألق ،
ونحشد لها ما يكفي من المجذفين ، ونضع على متنها
الأضحية ، والفتاة نفسها ، خروسييس ذات الخدين الجميلين •
وليكن واحدٌ فقط مسؤولاً عنها ،
إما أياس أو إيدومينوس أو أوليس العظيم ، 145
أو أنت يا ابن بيليوس ، الأرهب بين الرجال 18 ،
لاسترضاء الرامي 19 بتقديم الأضحية " •
فنظر إليه آخيل ذو القدمين السريعتين شزراً وقال :
" أيها الملفع بقلة الحياء ، المنشغل أبداً بالمغانم •
كيف يمكن أن يطيعك أي آخيّ 150
سواء في الارتحال أو في القتال ؟
من جهتي أنا لم آت هنا من أجل أن أحارب
الكماة الطرواديين ، فهم بالنسبة لي لم يفعلوا شيئاً •
لم يشتتوا قطعاني ولا خيولي •
ولم يفسدوا محاصيلي في فثيا حيث التربة خصبة 155
والرجال يشبون بعظمة ، إذ تفصل بيننا الآماد ،
الجبال الغامضة والبحر العاتي ، بل من أجلك أنت 20 ،
يا أيها القحّة الكبيرة • تبعناك ، لنقدم معروفاً لك ،
يا ذا العينين الكلبيتين ، لاسترداد شرفك وشرف مينيلاوس




--------------------------------------------------------------------------------





16 اللفظ الحقيقي لاسمه هو أوديسيوس ( ومن هنا يأتي اسم الأوديسة). ولكنني فضلت استخدام "أوليس" لأنه الأكثر شيوعاً بالنسبة للقارىء العربي.
17 كان لكل قائد سبيّة تعتبر غنيمته الخاصة به. ومن الواضح أن القادة الكبار الآن هم الأربعة المذكورون : آخيل وأغاممنون وأياس وأوليس.
18 في العبارة، كما يرى ميلكوك، تعريض بآخيل يقصد به أنه الأرهب لشدة طمعه. وهذا ما يثير رد آخيل الغاضب. ولكن ميلكوك يعلق على رد آخيل التالي بأن تلك الحدة من سمات آخيل الدائمة.
19 المقصود بالرامي هو أبولو.
20 يشير آخيل إلى سبب الحرب. فأغاممنون آت لاسترداد هيلين زوجة أخيه مينيلاوس، التي اختطفها باريس. والآخرون جاؤوا لنصرة أغاممنون الملك العظيم.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 30

من الطرواديين • وأنت تنسى ذلك كله ولا تهتم لشيء • 160
وتكون مكافأتي الآن أن تهددني شخصياً بأن تجردني
من هبة أبناء الآخيين ، التي كانت ثمرة جهودي •
وأنا الذي لم يسبق لي ، حين سلب الآخيون حصناً منيعاً
من الطرواديين ، أن أخذت غنيمة تعادل الغنيمة التي تأخذها أنت ،
ودائماً كان القسط الأعظم من القتال الضاري 165
على يديّ • ولكن حين يأتي وقت توزيع الغنائم
تكون غنيمتك هي الأكبر بما لا يقاس ، بينما أعود إلى سفينتي
مرهقاً من القتال ، ومعي الغنيمة الأصغر ، ولكنها عزيزة عليّ •
سأعود الآن إلى فثيا ، لأنه من الأفضل كثيراً
أن أعود بسفني المقوسة • فأنا لم أعد معنياً 170
بالبقاء مهاناً وأنا أُراكم لك ثرواتك ، وأزيد من ترفك " •
فردعليه بدوره سيد الرجال أغاممننون قائلاً :
" فلتهرب إذاً إن كان قلبك يطاوعك • ولن أطلب منك
البقاء من أجلي • فمعي آخرون يشرّفونني •
وعلى رأسهم زيوس رب المجالس • 175
ولأنت عندي أكره الملوك الذين تحبهم الآلهة •
لقد كان الشجار دائماً محبباً إليك ، وكذلك الحروب والمعارك •
وإذا كنت فعلاً قوياً جداً فتلك هبة من الإله •
فلترجع إذاً بسفنك ومرافقيك •
وابق ملكاً على المورميدون • فلست مهتماً بك • 180
ولست أحسب حساباً لغضبك • ولكن هاك تهديدي :
حتى وفويبوس أبولو يأخذ مني خروسيسي







رقم صفحة الكتاب الورقي: 31

فإنني سأعيدها على سفينتي مع أتباعي •
ولكنني سآخذ جميلة الخدين بريسيس ،
سبيتك • سأذهب بنفسي إلى مأواك لكي تعرف جيداً 185
كم أنا أعظم منك • وإن أي إنسان آخر سيحجم
عن التشبه بي والوقوف في وجهي " •
ولما انتهى من كلامه شب الغضب لدى ابن بيليوس
وفي صدره الخشن انفلع قلبه نصفين ،
متردداً بين أن يمتشق عن جانب فخذه سيفه البتار ، 190
دافعاً كل من يقف بينهما ليقتل ابن أتريوس ؛
وبين أن يكبت غيظه ، ويكبح جماح غضبه •
وفيما كان يقلب الأمرين في قلبه وروحه ،
وقد كاد أن يستل سيفه العظيم من غمده ، هبطت أثينا 21 من السماء • لقد أرسلتها هيرا بيضاء الذراعين 195
التي تحب كلا الرجلين من كل قلبها ، وتهتم لأمرهما 22 •
وقفت الربة وراء ابن بيليوس وأمسكت به من شعره الأشقر ،
وهي لا تظهر إلا له ، إذ لم يرها أي شخص آخر •
والتفت آخيل مندهشاً • وسرعان ما عرف
بالاس أثينا ، فالتمعت العينان الرهيبتان 200
وقال لها بكلمات مجنحة 23 :
" وأنت تجيئين أيضاً يا ابنة زيوس المحصن ؟
ألكي تري شطط أغاممنون ، ابن أتريوس ؟
ولكنني أقول لك إن ما سيحدث هو أنه
بسبب حماقة صلفة منه قد يفقد حياته




--------------------------------------------------------------------------------





21 ألكسندر بوب يسميها منيرفا المرسلة من قبل جوف، وهي زوجته وأخته. ويجب أن نلاحظ أن تعبير" زوجته وأخته" مرتبطة بالتراث الفرعوني، ولكنها مرتبطة أيضاً بالتراث اليوناني، كما سترى لاحقاً في أكثر من مكان. "لقد نزلت من السماء لكي أهدىء من غضبك".
22 تظهر الآلهه لمن يريدون. ولا يراهم إلا من يريدونه أن يراهم. وكل من الآلهه يناصر، أو تناصر، شخصاً أو قوماً وتؤمن الحماية والرعاية. ولكل إله مهمة محددة. وكلهم يتمتعون بقوى خارقة. وقد يتضامن إلهان مع خصمين . فيخوض الخصمان معركتهما نيابة عن الآلهة. فأثينا هنا مناصرة لليونانيين. وهي تمارس أفعالها من خلال أوليس وآخيل وديو ميديس. وفي هذا الموقف تريد من آخيل أن يضبط أعصابه.
23 بما أن الكلمات تنتقل عبر الهواء إلى أن أذن السامع، فهي تطير. وتعبير " الكلمات المجنحة" كثير التردد في الإلياذة.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 32

ورداً على ذلك قالت له الربة ذات العينين الشهلاوين :
ولكن هل ستطيعني 24 ؟ إن هيرا ذات الزندين الأبيضين أرسلتني ،
وهي التي تحبكما كليكما ، وتعتني بكما على قدم المساواة •
فتعال • لا تستل سيفك • وابتعد عن العراك • 012
مع أنك تستطيع أن تحقّره بالكلمات ، وسيسوى الأمر على هذا النحو •
ودعني أقول لك ، وهو ما سيتحقق •
ذات يوم ستُعوّض بهبات رائعة تعادل ثلاثة أضعاف ذلك ،
بسبب هذه الشجاعة التي تبديها • فأرجع يدك وأطعنا •
ورداً على ذلك قال آخيل ذو القدمين السريعتين : 215
" من الضروري أيتها الربة أن أطيع قولكما 25 ،
مع أن الغضب يملأ قلبي • فهذا هو الأفضل •
فإذا أطاع المرء الآلهة ، ضمن أن تستمع إليه بدورها " •
قال ذلك ، ووضع يده على المقبض الفضي لسيفه ،
وأعاد النصل الثقيل إلى الغمد ، ولم يعصِ 220
كلام أثينا • فعادت إلى الأولمب
إلى بيت زيوس ذي الدرع ، مع بقية الآلهة •
ولكن ابن بيليوس ، وبكلمات حاسمة ،
تحدث إلى الأتريدي 26 ، ولم يترك العنان لغضبه :
" أنت يا ضرف الخمر ، يا ذا العينين الكلبيتين ، وحامل قلب الغزال ، 225
إنك لم تتملك الشجاعة يوماً لحمل السلاح مع قومك
لخوض معركة ، أو للمشاركة في كمين مع خيرة الآخيين •
أبداً • ففي أمور كهذه لا ترى إلا الموت • والأفضل ، حسب تقديرك ،
وهذا ينطبق على تعاملك مع جموع الآخيين الغفيرة ،




--------------------------------------------------------------------------------





24 يعلق ويلكوك على هذه العبارة بأن الربة لا تستطيع أن تفرض على الإنسان ولكنها تطلب منه أن يطيعها. فالقرار هو قرار الإنسان.
25 يقصد كلامها وكلام هيرا التي أرسلتها.
26 هي طريقة خاصة بالتعبير الهومري. والمقصود ابن أتريوس.




رقم صفحة الكتاب الورقي: 33

أن تأخذ غنائم كل من يتكلم ضدك 230
أيها الملك الذي تتغذى على شعبك • أنت ترى أنك تحكم الإمّعات •
وإلا لكانت هذه ، يا ابن أتريوس ، آخر ادعاءاتك بالشجاعة •
لكنني أقول لك ، وأقسم على ما أقول قسماً عظَماً :
باسم هذا الصولجان 27 ، الذي لن يورق
أو يفرع ثانية ، بعد أن غادر جذعه في الجبال ، 235
ولن يزهر ثانية بعد أن جرده النصل البرونزي
من ورقه ولحائه ، وصار أبناء الآخيين
يحملونه في أيديهم رمزاً للسلطة ، وهم يحققون
عدالة زيوس ، وسيكون هذا قسماً لازباً أمامك :
سيأتي يوم على أبناء الآخيين جميعاً يحتاجون فيه 240
إلى آخيل • ومع أنك ستكون في ضنك شديد وأنت غير قادر
على أن تفعل شيئاً ، وهم ، بأعدادهم الغفيرة أمام هكتور السفاح ،
يتساقطون ويموتون • وعندها سيأكل الحزن قلبك
لأنك لم تقدّر أفضل الآخيين " •
وبعد أن أنهى ابن بيليوس كلامه ألقى إلى الأرض بالصولجان الكبير 245
المرصع بالمسامير الذهبية ، وعاد إلى الجلوس • ولكن الأتريدي
كان ما يزال يغلي غضباً في الطرف الآخر • ونهض بينهما
نيستور المفوّه والمتحدث الألمعي
الذي تتدفق الكلمات من بين شفتيه أحلى من العسل •
خلال أيام عمره فني جيلان من البشر : 250
الذين ترعرعوا معه ، والذين ولدوا لهؤلاء
في بولوس المقدسة ، وصار ملكاً مع الجيل الثالث •




--------------------------------------------------------------------------------





27 كانت العادة أن يمسك المتحدث في الجمع بيده صولجاناً. ويكون من الخشب.




رقم صفحة الكتاب الورقي: 34

وقف ، هو الذي يكنّ الود لكليهما ، وخاطبهما :
" يا للعار • إن حزناً قاتماً يخيم على أرض آخيا •
الآن يجب أن يكون بريام وأولاد بريام سعداء ، 255
ويجب أن يدب السرور في قلوب الطرواديين جميعاً ،
لو أنهم يسمعون شجاركما هذا •
أنتما المتفوقان على الدانانيين جميعاً في حصافة الرأي وفي القتال •
ولكن اسمعا كلامي • فكِلاكما أصغر مني سناً •
وخلال حياتي تعاملت مع رجال أفضل منكما • 260
ولم يحدث أن استهانوا بي •
لم أر ، ولن أرى ثانية ، رجالاً مثلهم •
أولئك الرجال من أمثال بيريثوس ودرواس ، راعي الرعية ،
وكينيوس وإكساديوس وبولوفيموس ، الشبيه بالإله ،
أو ثيسيوس ، ابن إيجيوس ، الأشبه بالآلهة الخالدين 28 • 265
أولئك كانوا أقوى جيل على وجه الأرض •
كانوا الأقوى • وقد حاربوا الأقوى ، الرجال المتوحشين 29
الذين يعيشون في الجبال ، وبددوا شملهم شر تبديد •
وكنت بصحبة أولئك الرجال ، قادماً
من بولوس النائية لأنهم طلبوني • 270
وقد قاتلت مستقلاً • ولكن في وجه أناس كهؤلاء ما من بشر
على وجه الأرض يستطيع أن يخوض حرباً •
ومع ذلك كانوا يستمعون لمشورتي ويطيعون أمري •
فهل ستطيعانني أيضاً طالما أن الاقتناع هو الأفضل ؟
أنت ، لكونك الرجل العظيم ، لن تأخذ الفتاة • 275




--------------------------------------------------------------------------------





28 أولئك هم شعب اللابيثيين. وكان بيريثوس ملكهم. وتلك هي المرة الوحيدة التي يرد.
فيها ذكر ثيسيوس في الإلياذة. ويُعتقد أن هذا البيت قد أضيف إل الملحمة بعد هوميروس.
29 المعتقد أن المتوحشين هم شعب القنطور (أو السنتور). وهو كائن خرافي نصفه بشر ونصفه حصان. والقنطور محب للخمور والنساء. ويقال إن هذا العشب كان يعيش في تساليا. وكان كثير الشغب مستمرئاً إثارة الحروب.






رقم صفحة الكتاب الورقي: 35

دعها غنيمة له ، كما أعطاه إياها الآخيون •
وأنت يا ابن بيليوس ، ليس عليك أن تنازع الملك •
فالمجد الذي يمنحه زيوس للملك ذي الصولجان
لا يشابهه مجد إنسان آخر •
ومع أنك الرجل الأقوى ، وأمك التي حملتك خالدة ؛ 280
إلا أنه الأعظم ؛ لأنه يحكم على عدد أكبر مما تحكم أنت •
سيطر على غضبك يا ابن أتريوس • وحتى أنا
أطلب منك أن تتخلى عن تحاملك على آخيل ،
الذي هو ملاذ الآخيين العظيم في الحرب "•
فتكلم أغاممنون القوي ثانية يرد عليه : 285
" كل ما قلته يا سيدي الموقر جميل وحق •
ولكن ثمة رجل يطمح أن يكون فوق الجميع •
ويرغب في السيطرة على الجميع ، وأن يكون سيد الجميع ،
ويملي عليهم أوامره • ولكن سيظل هناك واحد لن يطيعه بالتأكيد •
وإذا كانت الآلهة الخالدة قد جعلته الرمّاح ، 290
فإنها لم تعطه الحق في أن يهين الآخرين بكلامه البذيء " •
وأجابه آخيل ، وهو يتطلع إليه شزراً :
لا بد أن أُعتبر عديم القيمة وجباناً
إن أنا نفذت كل أمر يصدف أن تصدره إلي •
أطلب من الرجال الآخرين أن ينفذوا أوامرك • أما أنا فلا تلق علي 295
بأوامرك بعد الآن ، لأنني لا أنوي أن أطيعك •
وضع نصب عينيك هذا الأمر الآخر الذي سأقوله لك :
لن أقاتل بزندي من أجل الفتاة ، لا معك ، ولا مع أي إنسان آخر ؛




--------------------------------------------------------------------------------










رقم صفحة الكتاب الورقي: 36

طالما أنك أنت الذي تأخذ ما سبق أن أعطيت •
ومن الأشياء الأخرى التي تخصني بالإضافة إلى سفينتي السوداء 300
لن تأخذ أي شيء دون رغبتي •
فهيا • حاول فقط • كي يرى هؤلاء الحضو ر
كيف أن دمك الأسود سينسفح على الفور برأس حربتي " •
وهكذا ، بعد أن تشاحن هذان الاثنان بالكلمات ،
نهضا، فأنهيا الاحتشاد القائم قرب سفن الآخيين• 503
عاد ابن بيليوس إلى سفنه الراسية ، ومقره
مع باتروكلوس ، ابن مينويتيوس ، ومرافقيه الآخرين •
ولكن ابن أتريوس أنزل سفينة سريعة إلى الماء
وحملها بعشرين مجذفاً ، وحمّل معهم الأضحية
للإله ، وهو يسحب خروسي ذات الخدين الجميلين 310
بيده • وكان الآمر أوليس الداهية •
وبعد الانتهاء من ذلك انطبق هؤلاء على وجه الماء ،
بينما كان ابن أتريوس يطلب من قومه أن يتطهروا من دنسهم 30 •
فاغتسلوا وألقوا بغُسلهم في البحر المالح •
ثم قدموا أضحية كبيرة لأبولو 315
من العجول والتيوس على شاطئ البحر المجدب المالح •
وتصاعدت روائح الشواء نحو السماء الصافية في دوائر •
هكذا كانوا منشغلين في الجيش • ولكن أغاممنون
لم يتخلّ عن غضبه ، وعن التهديد الأول الذي وجهه إلى آخيل •
فأعطى أوامره إلى تالثوبيوس ويوروباتيس ، 320
اللذين كانا رسوليه وخادميه الدؤوبين :




--------------------------------------------------------------------------------





30 ينهمك الجيش في عمليات التطهير بعد الطاعون.




رقم صفحة الكتاب الورقي: 37

" اذهبا الآن إلى مقر ابن بيليوس ، آخيل ، واجلبا
بريسيس ذات الخدين الجميلين ، وشدّاها بأيديكما •
وإذا لم يقبل بتسليمها سأذهب بنفسي لجلبها بيدي ،
وورائي رجال كثيرون ، وسيلاقي ما هو أسوأ " • 325
وأرسلهما بعد قوله هذا محملين بأوامره المشددة •
وذهبا ، دون رغبة منهما ، بمحاذاة شاطئ البحر
المجدب المالح ، ووصلا إلى مآوي المورميدون وسفنهم •
ووجدا الرجل نفسه جالساً بجانب مقره وسفينته السوداء •
ولم يشعر آخيل بالسرور لرؤيتهما • 330
وقف الاثنان الخائفان والمذعوران من الملك
ينتظران بهدوء • ولم ينبسا بكلمة أو يطرحا عليه سؤالاً •
ولكنه أحس في أعماقه بالأمر كله ، فكان البادئ بالحديث :
" مرحباً بالتابعين ، ورسولي زيوس والبشر الفانين •
اقتربا • فلستما الملومين في نظري • بل الملوم هو أغاممنون 335
الذي أرسلكما من أجل الفتاة بريسيس •
قم إذاً يا باتروكلوس الملهَم ، واجلب الفتاة •
وأعطها لهذين ليأخذاها • ولكن فليكونا شاهدين
أمام الآلهة المباركة ، وأمام البشر الفانين
وأمام هذا الملك الشرس ، أنه حتى لو حدث بعد الآن 340
أن تلمسوا الحاجة إلي أن أرد الدمار المخزي عن بقية
الجيش فلن ألبي • فهو بقلبه الهدّام مستعد للتضحية بالآخرين •
وليس لديه من الفطنة ما يساعده على النظر وراءه أو أمامه ،
بحيث لا يباد الآخيون الذين يقاتلون إلى جانب سفنهم " •




--------------------------------------------------------------------------------





رقم صفحة الكتاب الورقي: 38

وبعد أن انتهى من كلامه أطاع باتروكلوس رفيقه العزيز • 345
وقاد بريسيس ، جميلة الخدين ، من كوخها وأعطاها لهما
ليأخذاها 31 • فعادا بها سائرين إلى جانب سفن الآخيين
وسارت الفتاة معهما مرغمة • ولكن آخيل
بكى • وبأسى اعتزل مرافقيه ،
وجلس قرب شاطئ البحر الرمادي ، وشرد مع المياه اللامتناهية • 350
ومرات عديدة كان يمد يديه وهو ينادي أمه 32 :
" بما أنك قد حملتني ، يا أماه ، لكي أكون ذا عمر قصير ،
فإن على زيوس ، ذي الرعد القاصف ، المستوي على الأولمب أن يهبني
الكرامة على الأقل • ولكنه لم يعطني حتى القليل منها •
إن ابن أتريوس ، أغاممنون القوي ، 355
قد أهانني بأخذه غنيمتي والاحتفاظ بها لنفسه " •
كان يقول ذلك من بين دموعه ، وسمعته السيدة أمه ،
وهي جالسة في أعماق البحر قرب والدها العجوز •
وبخفة ظهرت مثل الضباب خارجة من المياه الرمادية •
جاءت وجلست بجانبه وهو يبكي ، وربتت عليه 360
بيدها ونادته باسمه وحدثته : " فيم بكاؤك
يا بني ؟ أي حزن حل بقلبك الآن ؟
قل لي ، ولا تحبس همك في صدرك ، لكي أعرف ما تعرف " •
فأجابها آخيل ذو القدمين السريعتين وهو يتنهد من أعماقه :
" أنت تعرفين • ففيم علي أن أقول لك الأمر كله ؟ 365
لقد أغرنا على ثيبة 33 ، مدينة إيتون المقدسة •
نهبنا المدينة وجلبنا كل شيء إلى هنا •




--------------------------------------------------------------------------------





31 يلاحظ ستيفن شانكمان، ناشر ترجمة الكسندر بوب والمعلق على هوامشها، ملاحظة ذات أهمية. فهذه الحرب تقوم من أجل امرأة. وبطلا الإلياذة، آخيل وأغاممنون، يتشاجران من أجل امرأة. وأغاممنون الذي يقود الجيوش للثأر لامرأة مختطفة، أو مغتصبة، هي هيلين، يقوم هو نفسه بانتزاع المرأة من آخيل. ويستشهد بملاحظة لمدام داسييه مفادها أن أغاممنون يبدو عاشقاً لسبيته إلى درجة المفاضلة بينها وبين زوجته. بينما لا ينظر آخيل غلى سبيته إلا على أنها رمز لمجده ولغنائمه من الحرب. إنها الهبة التي فاز بها. وعند الحديث عنها لا يقول إلا أنها فاسدة أو أمة أو مكافأة من الغزو، منحها له قومه عند توزيع الغنائم.
32 أم آخيل هي ثيتيس، ربة البحر، أو نيريد (حورية). وهي ابنة نيريوس. وزواج بيليوس وثيسيس يشكل الأسطورة الأقوى في الميثولوجيا اليونانية. فقد حضر الآلهة كلهم هذا الزفاف. ولم يرزق الزوجان إلا بولد وحد هو آخيل، الذي قدر له الآلهة أن يموت شاباً. ولم تعد ثيسيس تعيش مع زوجها العجوز. بل عادت إلى البحر.
33 كان يجب أن تكتب " طيبة"، فهذا هو لفظها الصحيح. ولكن لكي لا يُلتبس بينها وبين طيبة الشهيرة فضلنا هذه الصيغة. (راجع مادة " ثيبة" في القاموس الملحق).



رقم صفحة الكتاب الورقي: 39

وأجرى أبناء الآخيين توزيعاً عادلاً ،
فاختاروا خروسي ذات الخدين الجميلين لابن أتريوس• 370
ولكن خروسيس ، كاهن أبولو ، الذي يضرب عن بعد ،
جاء إلى محاذاة السفن السريعة للآخيين المدرعين بالبرونز 34 ،
ليفتدي ابنته ويستعيدها ، حاملاً هدايا لا تحصى
وبين يديه أوشحة أبولو ، الذي يضرب عن بعد ،
ملفوفة على وعاء من ذهب ، وراح يتضرع إلى الآخيين 573
وإلى ابنَي أتريوس ، قائدي القوات ، بشكل خاص •
فهلل جميع الآخيين موافقين
على أن يُعامل الكاهن باحترام ، وتُقبل الفدية •
لكن ذلك لم يرُق لابن أتريوس ، أغاممنون •
فصده بقسوة ، وطرده بأمر صارم •
وعاد العجوز غاضباً • ولكن أبولو 380
أصغى لصلواته ، لأنه كان غالياً على قلبه ،
وأطلق السهم الشرير 35 على الأرجيفيين • وراح الناس
يموتون واحداً بعد الآخر ، وسهام الإله تتناثر
في كل مكان بين الآخيين ، إلى أن فسّر الكاهن
الذي يعرف الحقيقة جيداً مقاصد الرامي • 385
وكنت أنا أول من حض على مراضاة الإله •
فتملك الغضب نفس ابن أتريوس • وسرعان
ما وقف ليطلق تهديداته لي ، وقد حققها الآن •
فالفتاة التي يأخذها الآخيون ذوو النظرات الثاقبة إلى خروسي
في سفينة سريعة ، تحمل معها هدايا للملك أيضاً •




--------------------------------------------------------------------------------





34 سنلاحظ الكثير من التكرار في إعادة سرد الأحداث ذاتها. ولكن علينا أن لا ننسى أن المفروض أن هذه الملحمة كانت تغنى ارتجالاً، أو هي من التراث الشفوي. ومن سمات هذا التراث أن إعادة سرد الأحداث هي وسيلة للتذكير بها، ولتذكرها. وكثيراً ما تتم الإعادة بالكلمات ذاتها لتثبيتها في الذاكرة.
35 يقصد البلايا والمصائب، والطاعون تحديداً.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطائرر
متمرد لا يمكن السيطرة عليه
الطائرر


عدد المساهمات : 1305

اعلام الدول : الجزائر

مزاج العضو : أدخن

العمل/الترفيه : cnas

الإلياذة   Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإلياذة    الإلياذة   Emptyالجمعة مايو 31, 2013 11:11 pm



رقم صفحة الكتاب الورقي: 40

ولكن منذ قليل خرج الرسل من مقري ساحبين
ابنة بريسيوس ، التي منحني إياها الآخيون •
وعليك الآن ، إن استطعت ، أن تحمي ابنك •
فلتذهبي إلى الأولمب ، ولتتضرعي إلى زيوس ، إن كان قد سبق لك
أن روّحت عن قلب زيوس بالقول أو بالفعل • 395
فكثيراً ما كنت أسمعك في مجالس أبي وأنت تدّعين
أنك أنت ، وأنت وحدك ، بين البشر الفانين ،
من جنّبتِ ابن كرونوس ، الملفع بالضباب القاتم ، الهزيمة المذلة
حين سعى لتقييده آلهة الأولمب الآخرون كلهم 36
هيرا وبوسيدون وبالاس أثينا • وأنت ، 400
أيتها الإلهة ، من ذهبت وخلصته من قيوده ،
ودعوت ، على عجل ، المخلوقَ ذا المئة ذراع إلى الأولمب الشاهق ،
ذلك المخلوق الذي تسميه الآلهة برياريوس ، ويسميه البشر
ابن إيغايوس ، ولكنه أشد بأساً من أبيه بكثير •
وهو ، مستمرئاً مجده ، يجلس بجانب كرونيون • 405
فخاف بقية الآلهة المباركين وتخلوا عن تقييده •
فاجلسي إلى جانبه ، وأمسكي بركبتيه وذكريه بهذه الأمور •
فلعله يرغب في مساعدة الطرواديين
ويثبت الآخيين في السفن والمياه ،
ليموتوا ويجنوا كلهم ثمرة فعلة ملكهم 37 • 410
ويدرك أغاممنون ، ذو السلطان الواسع ، ابن أتريوس
مقدار جنونه ، ويدرك أنه لم يقم بتكريم خير الآخيين " 38 •
فانهمرت دموع ثيتيس وهي تجيبه : " ويلاه •




--------------------------------------------------------------------------------





36 ليس في الأساطير اليونانية ما يشير سابقاً إلى تمرد من هذا النوع. والتقدير هو أن القصة من اختراع هوميروس نفسه. ولكن الآلهة المذكورين هم الذين يناصرون اليونانيين في حربهم ( في الإلياذة). ولهذا فهم سيعارضون طلب ثيتيس من زيوس أن يناصر الطرواديين. ولكن هوميروس باختراعه هذه القصة يقدم المبرر الذي يجعل زيوس مديناً لثيتيس.
37 إن غضب آخيل يجعله راغباً في أن ينصر الإلهُ الطرواديين على قومه، لكي يشمت بأغاممنون.
38 آخيل يقصد نفسه.




رقم صفحة الكتاب الورقي: 41

يا ولدي • لقد كانت ولادتك صعبة • لم ربيتك ؟
عدني أن تلتزم بالبقاء في سفنك دون انزعاج ودون نحيب • 415
حيث أن عمرك فعلاً قصير ، وليس طويلاً •
ولقد قُدِّر أن تكون حياتك وجيزة وقاسية
أكثر من بقية البشر • لقد حملتك في مقاصيري لأجل مصير شنيع •
لكنني سأذهب إلى الأولمب ذي الغيوم القاتمة ، وأطلب هذا الأمر
من زيوس ، الذي يستمتع بالرعد • فلعله يلبيني • 420
فهل تعد بأن تظل جالساً عند سفنك السريعة
وتحتفظ بغضبك ، وتبتعد عن القتال ؟
لقد ذهب زيوس أمس إلى الإيثيوبيين الطيبين في الأوقيانوس •
مدعواً إلى مأدبة • وذهب الآلهة الآخرون معه •
وبعد اثني عشر يوماً سيعود إلى الأولمب • 425
وعندها سأذهب من أجلك إلى بيت زيوس ، ذي الأرضية البرونزية
وسأمسك بركبتيه • وأظن أنني أستطيع أن أقنعه " •
وبعد أن أنهت كلامها غادرت المكان وتركته ،
وقلبه مترع بالحزن على الفتاة ذات النطاق الجميل
التي يأخذونها بالقوة ، وضد إرادته • ولكن أوليس 430
كان في ذلك الحين يقترب من خروسي ناقلاً الأضحية المقدسة •
وحين دخل مع رجاله المرفأ المتعدد التجاويف
أنزلوا الأشرعة ولفوها ووضعوها في السفينة السوداء •
وأنزلوا الصاري إلى القاع وتركوه على مسنده •
ثم جذفوا بالمجاذيف نحو المرسى • 435




--------------------------------------------------------------------------------





رقم صفحة الكتاب الورقي: 42

وألقوا بالياطر الحجري 39 وثبتوا المؤخرة بالحبال ،
ونزلوا إلى الشاطئ ،
وجروا الأضحية إلى الرامي أبولو •
ونزلت خروسيس نفسها من عابرة البحار •
وقادها أوليس ذو الحيل العديدة إلى المذبح ، 440
وأسلمها إلى ذراعي والدها ، وقال له :
" لقد أرسلني إلى هنا يا خروسيس أغاممنون ، سيد الرجال ،
لأعيد ابنتك ، وأقدم أضحية مقدسة
لأبولو باسم الدانانيين ، لعلنا نسترضي
الإله الذي كوّم التعاسة والدموع لدى الأرجيفيين " • 445
أنهى كلامه وتركها بين ذراعيه • وتلقى الرجل
ابنته الحبيبة بفرح • وهيأ الرجال الأضحية
للإله بالشكل اللائق حول المذبح المتين •
وبعدها غسلوا أيديهم ، ولموا الشعير المبعثر 40 •
ورفع خروسيس يديه ، وهو يقف بينهم ، وراح يصلي بصوت جهوري : 450
" اسمعني يا رب القوس الفضية ، يا من تنشر سلطانك
على خروسي وكيلا المقدسة ، ويا من أنت الرب في القوة
على تينيدوس • إن كنت قد أصغيت إلى صلواتي ذات مرة
وشرفتني وضربت جمع الآخيين ؛
لبّ رغبتي التي أتضرع بها إليك الآن مرة أخرى ، 455
وأبعد الطاعون المخزي عن الدانانيين " •
هكذا رفع عقيرته في صلاته ، وسمعه أبولو •
وبعد أن أنهى الجميع صلواتهم ونثروا الشعير ،




--------------------------------------------------------------------------------





39 كانت السفن ترسو في مواجهة البحر. وكانت المرساة (الياطر) عبارة عن أحجار كبيرة وثقيلة تلقى عند مقدمة السفينة (الجؤجؤ)، بينما يتم ربط المؤخرة (الكوثل) إلى الشاطىء بالحبال.
40 كانوا يرشون الشعير بين قرون ذبائح الأضحية.





رقم صفحة الكتاب الورقي: 43

أداروا رؤوس الذبائح وذبحوها ثم سلخوها ،
واقتطعوا اللحم من الأفخاذ ولفوه بالدهن 460
على طبقتين ، ثم أضافوا شرائح من اللحم فوقه •
وقام العجوز بإحراقه على الخشب المقطّع ، وبسكب
الخمرة المشعشعة فوقه ، فيما الشبان يقفون حوله وهم يمسكون بالمذاري •
وبعد أن شووا قطع الأفخاذ وتذوقوا الأحشاء 41 ،
قطّعوا كل ما تبقى وسفّدوه 465
ثم شووه بعناية ، ووزعوه •
وبعد أن انتهوا وأعدوا المأدبة أكلوا •
ولم يبق جوعان لدى أي منهم إلا ونال نصيبه •
وبعد أن شبعوا من الطعام والشراب
ملأ الشبان أوعية المزج 42 بالخمرة الصرف 470
وتوزعوها ، بعد أن سكبوا عينات 43 من الطاسات •
وقضوا اليوم كله يُرضون الإله بالغناء •
وراح أولئك الشبان الآخيون
يرددون أنشودة مجيدة لأبولو الذي يعمل عن بعد ،
وكان يستمع إليهم بسرور •
وبعد أن غربت الشمس وحل الظلام ، 475
استلقوا وناموا قرب حبال مؤخرة السفينة •
ولكن حين ظهرت الفجر 44 من جديد بأصابعها الوردية
انطلقوا في البحر صوب معسكر الآخيين الكبير •
وأرسل أبولو عن بعد ريحاً قوية مواتية •
رفعوا الصاري مجدداً ونشروا عليه الأشرعة البيضاء•




--------------------------------------------------------------------------------





41 الأحشاء المقصودة هي الكبد والقلب والرئة (المعلاق) والكلية والطحال.
42 أوعية لمزج الخمور؛ لأنهم لم يكونوا يشربون الخمرة صرفاً.
43 جرت العادة أن يسكب كل شارب عينة صغيرة من الشراب على الأرض قبل البدء، كتحية للإله.
44 الفجر عنده مؤنث (أنثى)، وهي إلهة أيضاً.


رقم صفحة الكتاب الورقي: 44

وملأت الريح الأشرعة • وحين صاروا في عرض البحر
نهضت موجة زرقاء وراحت تغني ، فيما السفينة تتقدم •
كانت تمخر العباب مسرعة شاقة طريقها •
وحين وصلوا عائدين إلى معسكر الآخيين
سحبوا السفينة السوداء إلى الشاطئ 485
وأوصلوها إلى الرمل ، وأدخلوا تحتها الدعائم الطويلة •
ثم تفرقوا نحو سفنهم ومقراتهم •
ولكن ابن بيليوس الإلهي المولد ، ذا القدمين السريعتين،
كان ما يزال جالساً محتقناً بغضبه قرب سفنه السريعة •
لن يذهب بعد اليوم إلى المحافل التي يعود منها الرجال بالمجد • 490
لن يشترك في معركة ، بل سيظل يروح عن قلبه
وهو جالس هناك ، رغم توقه الدائم لصيحات الحرب والقتال •
وحين ظهرت الفجر الثانية عشرة بعد ذلك اليوم
عاد الآلهة الذين يعيشون إلى الأبد مجتمعين
وعلى رأسهم زيوس • ولم تنس ثيتيس طلبات ابنها • 495
خرجت من بين أمواج البحر في الصباح الباكر
وصعدت إلى السماء الشاهقة ، فإلى الأولمب •
ورأت ابن كرونوس ، عريض الجبين ، معتزلاً الآخرين
جالساً على أعلى قمة في الأولمب الوعر •
اقتربت وجلست إلى جانبه • وبيدها اليسرى 500
أحاطت ركبتيه • ومدت يدها اليمنى تحت ذقنه ،
وراحت تتضرع إلى زيوس ، ابن كرونوس :
" إن كان قد سبق لي أن قدمت لك معروفاً بالقول أو بالفعل




--------------------------------------------------------------------------------









رقم صفحة الكتاب الورقي: 45

وحدي بين البشر الفانين ، فامنحني ما أطلبه منك •
كرّم ابني ، ذا العمر الأقصر بين البشر • 505
فسيد البشر ، أغاممنون ، قد أهانه •
أخذ غنيمته ، واحتفظ بها لنفسه •
فيا زيوس ، رب المشورة ، سيد الأولمب ، رد له شرفه •
وامنح القوة للطرواديين إلى أن يعيد الآخيون
لابني حقوقه ، وتعلو مكانته بينهم • 510
أنهت كلامها • ولكن زيوس الذي يجمع الغيوم لم يجب •
ظل في صمته لفترة طويلة • وفيما ثيتيس ما تزال
ممسكة بركبتيه شدت عليهما وألحت بسؤالها :
" احن رأسك وعدني بتحقيق ذلك •
أو ارفضه ، فليس لديك ما تخشاه ، فاعرف 515
كم أنا مهانة بين الآلهة جميعاً " •
وأجابها زيوس الذي يجمع الغيوم وهو في أشد القلق :
" إنها لكارثة أن تزجّي بي في صراع مع هيرا 45 •
فهي تزعجني باتهاماتها •
وحتى والأمور على ما هي عليه الآن ، هي تظل بين الآلهة الخالدين 520
تقف ضدي وتتحدث عن مساعدتي للطرواديين •
ولذلك ارجعي الآن ، ابتعدي ، خشية
أن ترانا • وسأتدبر تحقيق هذه الأمور •
وانظري • فأنا سأحني رأسي لكي تصدقيني •
فهذه الإشارة بين الآلهة الخالدين هي الدليل الأكبر 525
الذي أستطيع أن أقدمه • وما من شيء أفعله يذهب عبثاً




--------------------------------------------------------------------------------





45 لزيوس، في الإلياذة، وضع غريب. فهو الإلة الأكبر الذي لا يتم شيء في الدنيا إلا بإذنه وبعلمه، وهو إله السماء والطقس. ولكنه أب لعائلة كبيرة يواجه الصعوبات في فرض سلطته، وخاصة على زوجته هيرا.




رقم صفحة الكتاب الورقي: 46

أو يمكن رده • وما من شيء لا يتحقق حين أحني رأسي موافقاً عليه " •
أنهى ابن كرونوس كلامه ، وأحنى رأسه بحاجبيه الأسودين •
وانسدل شعر الإله العظيم المدهون بزيت الخلود
عن رأسه المقدس فارتج الأولمب كله 46 • 530
وافترق الاثنان بعد رسم خطتهما •
قفزت ثيتيس من الأولمب المتلامع ثانية إلى أعماق البحر •
وعاد زيوس إلى بيته ، فنهض الآلهة كلهم عن مقاعدهم
لتحية قدوم أبيهم • ولم تكن لدى أحدهم الشجاعة
للبقاء في مكانه لدى قدوم الأب • بل وقف الجميع لتحيته • 535
وهكذا استوى على عرشه • ولكن هيرا لم تكن غافلة •
وقد رأت كيف كان يعقد جلسته مع ثيتيس
ذات القدمين الفضيتين ، ابنة عجوز البحر •
وسرعان ما تحدثت إلى ابن كرونوس مشهّرة :
" بمن من الآلهة كنت مجتمعاً أيها الخائن ؟ 540
يظل عزيزاً على قلبك أن تفكر في غيابي
بأمور سرية فتقررها • لم يكن لديك الجلد يوماً
لأن تتحدث معي بما تخطط له " •
فأجابها أبو الآلهة والبشر :
" لا تتوهمي يا هيرا أنك ستسمعين أفكاري كلها • 545
فهي ستكون صعبة عليك جداً ، مع أنك زوجتي •
وأية فكرة يجوز لك أن تسمعيها
لن يسمعها بشر أو إله قبلك •
ولكن كل ما أرغب أن أخطط للقيام به بمعزل عن الآلهة




--------------------------------------------------------------------------------





46 لهذه الإشارات علاقة بكونه إله الطقس. فالحاجبان الأسودان يمثلان الوجه الآخر للعاصفة. والشعر المنسدل هو شتات الغيم المتخلف عن العاصفة. وارتجاج الأولمب هو أثر الرعد.




رقم صفحة الكتاب الورقي: 47

لا تحاولي أن تسأليني عنه ، أو أن تتحري عن كل تفصيل فيه " • 550
فردت الإلهة هيرا ذات العينين البقريتين 47 :
" يا صاحب الجلالة ، ابن كرونوس ، ما هذا الكلام الذي تقوله ؟
لقد مر زمن طويل لم أسألك فيه أو أستقص عن شيء منك •
وأنت حر في أن تفكر في كل ما تحب •
ولكنني خائفة من أنه قد تم كسبك 555
من قبل ثيتيس ذات القدمين الفضيتين ، ابنة عجوز البحر •
ففي الصباح الباكر كانت تجلس قربك ، وتمسك بركبتيك •
وأظن أنك قد أحنيت رأسك موافقاً على تكريم آخيل
وعلى إفناء الكثيرين قرب السفن الآخية " •
فرد عليها زيوس ، الذي يجمع الغيوم ، ثانية : 560
" يا سيدتي العزيزة ، إنني لم أتهرب منك قط • وأنت تظلين مليئة بالشكوك •
وإنك غير قادرة على التأكد من شيء ، إلا بالبقاء
بعيدة عن قلبي أكثر من أي وقت مضى • وهذا ليس في صالحك •
إن صح ما تقولينه فإنه ما أرغب فيه فعلاً •
فاذهبي واجلسي صامتة وافعلي ما آمرك به • 565
لأنني أخشى أن الآلهة كلهم ، ومهما بلغوا في الأولمب ، لن يستطيعوا
لك شيئاً إذا ما اقتربت منك وألقيت عليك بيدي التي لا تُقهر 48 " •
وحين أنهى مقاله دب الخوف في قلب السيدة هيرا ، ذات العينين البقريتين ،
فابتعدت وجلست صامتة تروض قلبها على الطاعة •
واضطرب الآلهة الأورانيون كلهم في بيت زيوس • 570
ونهض هيفايستوس ، الصنايعي الشهير ، ليتكلم بينهم
وليهدئ أمه الحبيبة ، هيرا ، بيضاء الذراعين :




--------------------------------------------------------------------------------





47 صار معروفاً أن تشبيهات الآلهة أو بعض ملامحها بالحيوانات هي من رسوبات عبادة هذه الحيوانات. ولهيرا عينان بقريتان، وأحياناً عينا بومة. كما أن التشبيهات تحمل معاني مختلفة عما صارت تعنيه في الثقافات الحديثة. فنحن قد نستنكر الان تشبيه الأمين أو الوفي بالكلب، مما كان جائزاً في ثقافتنا العربية القديمة. كذلك فإن تشبيه البطل بالخنزير أو بالدب في الإلياذة، أو القول إن لهيرا عينين بقريتين يجب أن يؤخذ على أنه من باب الإطراء والإعجاب.
48 من الواضح أن زيوس المتهاون، حين يواجه اعتراضاً أو مقاومة، يصبح قاسياً وحاسماً.



رقم صفحة الكتاب الورقي: 48

" ستكون كارثة لا تُحتمل
أن تتشاجرا ، أنتما ، من أجل البشر •
وتثيرا الاضطراب بين الآلهة • لن تكون هناك مسرة أبداً 575
في المأدبة ذات الأبهة إن طفت الأمور الفاسدة
وإنني أرجو أمي ، مع أنها تتفهم ذلك مسبقاً ،
أن تكون ودودة مع أبينا زيوس • حتى لا يلجأ أبونا
مرة أخرى إلى تأنيبها ويفسد هدوء احتفالنا •
لأنه إن كان الأولمبي الذي يسيطر على البرق معنياً 580
بقذفنا من أماكننا ، فهو الأقوى منا جميعاً •
فهل لك أن تتوجهي إليه من جديد بكلمات لطيفة
وسيستعيد الأولمبي كرمه معنا فوراً " •
وهب واقفاً ، بعد حديثه ، ووضع الكأس المزدوجة
بين يدي أمه ، وأضاف في كلامه لها : 585
" اصبري يا أماه ، وتحملي رغم حزنك •
فأنا أخشى أن أراك ، وأنت العزيزة إلى قلبي ،
وقد ضربك قضاؤه أمام عيني • ورغم حزني عندها
لن أستطيع أن أفعل شيئاً • إنه ليصعب النزاع مع الأولمبي •
لقد حدث مرة أن لجأت إلى مساعدتك • 590
فأمسك بي من قدمي وألقى بي عن العتبة السحرية 49 •
وظللت معلقاً طوال النهار بلا حول • وقبيل الغروب
سقطت في ليمنوس ، وأنا في آخر رمق • 50
وبعد هذه السقطة اعتنى بي السينتيون •
وبابتسامة تقبلت الكأس المزدوجة من يد ابنها •




--------------------------------------------------------------------------------





49 كثيراً ما يقوم زيوس بقذف بعض الآلهة عن الأولمب. وقد سبق أن قذف بإلهة الخداع (إيتي).
50 هذه السقطة هي التي اعتبرها ملتون في " الفردوس المفقود" سقطة الملاك الرافض (إبليس). ولكن ملتون أيضاً يعتبر زيوس هو جوف:" كيف سقط من السماء، كما يروون، وقد ألقى به جوف الغاضب".



رقم صفحة الكتاب الورقي: 49

وبعدها راح يسكب الشراب لبقية الآلهة مبتدئاً من اليسار
وهو يدلق الرحيق الحلو 51 من وعاء المزج •
ولكن ، بين الخالدين المباركين تصاعدت ضحكة 52
لا يمكن السيطرة عليها ، وهم يرون هيفايستوس يروح ويجيء في القصر • 600
وبعد ذلك ظلوا طوال اليوم ، حتى غروب الشمس ،
يحتفلون ، ولم يبق جوع لأي طعام إلا ونال نصيبه •
ولم تهدأ القيثارة بين يدي أبولو
ولا أصوات الملهمات 53 الحلوة في الغناء •
وحين غاب ضوء الشمس الملتهبة 605
ذهبوا لينام كلٌّ في بيته
الذي شيده هيفايستوس ، قوي الذراعين وبارع الصنعة ،
لكل منهم بدهائه وبراعته •
وذهب زيوس ، الأولمبي ، رب البرق ،
إلى فراشه ، الذي كان يستلقي فيه كلما راوده النوم الحلو • 610
بعد صعوده إلى فراشه نام ، وإلى جانبه تمددت هيرا ذات العرش الذهبي •




--------------------------------------------------------------------------------





51 الرحيق هو شراب الآلهة، مثلما أن الخمر هو شراب البشر.
52 هذا ما يسمى " الضحك الهومري". لن هيفا يستوس، وهو الحداد، كان أعرج وثقيل الحركة. وقيامه بتقديم الشراب ، بدل الخدم الموكلين بذلك، كان مقصوداً لتفجير الضحك وتخفيف التوتر.
53 في جلسات الترفية الإليهة في الأولمب يعزف أبولو للملهمات وهن يغنين.







الفصل الثاني



رقم صفحة الكتاب الورقي: 57

نام بقية الآلهة ، والرجال محاربو العربات ،
طوال الليل 1 • ولكن سكينة النوم لم تنزل على زيوس •
فقد كان يقلب في رأسه كيف يمكن أن يكرّم
آخيل ، ويُفني الكثيرين إلى جانب سفن الآخيين •
وبدا له أن خير رأي هو 5
أن يرسل حلماً شريراً إلى ابن أتريوس ، أغاممنون •
استدعى الحلم ، وأبلغه بكلمات مجنحة :
" اذهب أيها الحلم الشرير إلى قرب سفن الآخيين السريعة ،
واقصد مقر ابن أتريوس ، أغاممنون •
وخاطبه بالكلمات التي ألقنك إياها تماماً • 10
قل له أن يسلّح الآخيين ذوي الشعور المسترسلة ليتهيؤوا للمعركة
بأسرع ما يستطيع ، حيث أنه سيتمكن الآن من مدينة الطرواديين
ذات الطرق الواسعة • إذ أن الآلهة التي في الأولمب
لم تعد تناقش الأمر • فقد أجبرتهم هيرا جميعاً
بتضرعاتها • وإن الويلات بانتظار الطرواديين 2 " • 15
أصغى الحلم للكلمات التي قالها ، ونزل •
وتسلل بخفة إلى سفن الآخيين السريعة
حتى وصل إلى أغاممنون ، ابن أتريوس ، فوجده
نائماً داخل مقره وسط غيمة من النعاس الإلهي •
ووقف إلى جانب رأسه 3 في هيئة نستور 20
ابن نيليوس ، الذي يقدره أغاممنون أكثر من جميع المسنين ،
وكلمه الحلم ، وهو على هيئة نستور :




--------------------------------------------------------------------------------





1 يقول أرسطو في كتابه " فن الشعر " إن النقاد المعاصرين له قد اعترضوا على نوم المحاربين كلهم • فهذا يعني أن الجيش غافل ومتروك دون حراسة • كما اعترضوا على مشهد نوم الآلهة كلهم حول زيوس• ويرد أرسطو أن كلمة " كل " ، ببساطة تعني " معظم " • كما أن نوم الآلهة الآخرين حول زيوس، بينما هو غير نائم ، تعطي صورة معكوسة عما يقولون • إنه الأب الذي لا ينام ، ويرعى الآلهة والبشر ، ويفكر في شؤونهم •
2 - يقترح أرسطو أيضاً أن هذه العبارة غير دقيقة • وكان في كلامه هذا يدافع عن هوميروس الذي اتهم بقلة احترام للآلهة ، إذ يجعل زيوس يغني أغنية ، من جهة ، ومن جهة أخرى يبدو عليه أنه إله شرير وكاذب ؛ إذ يرسل رسالة غير صحيحة لأغاممنون ، ليورطه • ويقترح أرسطو أن العبارة هي " سنمنحه -لأغاممنون- المجد العظيم " ، بدلاً من نزول الويلات على الطرواديين •
3 - يأتي الحلم إلى النائم في هيئة شخص يقف قرب رأسه ويحادثه •





رقم صفحة الكتاب الورقي: 58

يا ابن أتريوس الحكيم ، مروض الخيول ، هل أنت نائم ؟
ليس على من يتحمل مجالس الاستشارات والمسؤوليات عن الناس ،
ويهتم بالكثيرين ، أن ينام الليل بطوله • 25
فاستمع بسرعة لما سوف أقول • أنا رسول إليك من زيوس ،
الذي يهتم بك من بعيد جداً ويشفق عليك •
إن زيوس يطلب منك أن تُعدّ الآخيين ذوي الشعور الطويلة للمعركة
بأقصى سرعة • فالآن يمكنك أن تجتاح مدينة الطرواديين
ذات الطرق الواسعة • فالآلهة الذين يعيشون في الأولمب لم يعودوا 30
مختلفين حول الموضوع ، إذ أن هيرا أجبرتهم كلهم
بتوسلاتها ، وصار الويل من زيوس
بانتظار الطرواديين • دع هذه الفكرة في قلبك ، ولا تدع النسيان
يستولي عليك بعد تخلصك من الوسن الحلو " •
ولما انتهى من كلامه ذهب تاركاً أغاممنون ، 35
وقد صدق أموراً لن تتحقق •
إذ صار يعتقد أنه في ذلك اليوم بالذات سيجتاح مدينة بريام •
وياله من أحمق مغفل لم يعرف ما خطط له زيوس لينجزه •
وزيوس هو الذي كان مصمماً على صبّ الدموع والآلام
على الطرواديين والدانانيين سواسية في مجابهات عنيفة • 40
واستيقظ أغاممنون من نومه ، والصوت الإلهي ما يزال يتردد من حوله •
جلس ولبس ثوبه ،
الجميل حديث الحياكة ، والتف بالعباءة فوقه ،
وربط صندله اللطيف تحت قدميه اللامعتين ،
وبين كتفيه علق السيف ذا المسامير الفضية ، 45




--------------------------------------------------------------------------------








رقم صفحة الكتاب الورقي: 59

ثم حمل صولجان آبائه ، الخالد أبداً •
وخرج إلى جانب سفن الآخيين المدرعين بالبرونز •
وكانت الإلهة الفجر قد اقتربت من الأولمب الشاهق
لتوصل رسالة النور إلى زيوس والآلهة الآخرين •
وكان أغاممنون قد أمر مراسليه ذوي الأصوات الجهورية بأن ينادوا 50
بالدعوة إلى اجتماع للآخيين ذوي الشعور المسدلة •
وأطلق المراسلون نداءاتهم ، فهرع الرجال إلى الاجتماع •
وعقد في البداية مجلساً خاصاً بالأمراء ذوي القلوب النبيلة
قرب سفينة نيستور ، ملك شعب بولوس •
وبالتئام شملهم طرح خطته المدمرة : 55
" اسمعوني يا أصدقائي • لقد زارني في نومي حلم إلهي
عبر الليل الخالد ، وكان في مظهره وبنيته
وهيكله أشبه ما يكون بنيستور العظيم •
جاء ووقف قرب رأسي وقال لي كلمة :
يا ابن أتريوس الحكيم مروض الخيول ، هل أنت نائم ؟ 60
ليس على من يتحمل مجالس الاستشارات والمسؤوليات عن الناس
ويهتم بالكثيرين أن ينام الليل بطوله •
فاسمع الآن لما سوف أقول طالباً فأنا رسول إليك من زيوس ،
الذي يهتم بك من بعيد جداً ويشفق عليك •
إن زيوس يطلب منك أن تُعدّ الآخيين ذوي الشعور الطويلة للمعركة 65
بأقصى سرعة • فالآن يمكنك أن تجتاح مدينة الطرواديين
ذات الطرق الواسعة • والآلهة الذين يعيشون في الأولمب لم يعودوا
مختلفين حول الموضوع ، إذ أن هيرا أجبرتهم كلهم




--------------------------------------------------------------------------------










رقم صفحة الكتاب الورقي: 60

بتوسلاتها ، وصار الويل بانتظار الطرواديين
بإرادة من زيوس • فاحفظ هذا في قلبك • قال ذلك 70
وصفق الحلم جناحيه ، ففارقني النوم الحلو •
فهيا بنا نرى إن كنا نستطيع أن نستنفر أبناء الآخيين •
ولكن دعوني أولاً أجري عليهم تجربة بالكلمات 4 •
فهي الطريقة الأفضل • سأطلب منهم الهروب إلى سفنهم ذات المقاعد •
ولتتوزعوا بينهم لتأمروهم بعدم فعل ذلك " • 75
أنهى كلامه وجلس • فنهض من بينهم نيستور ،
الذي يحكم كملك على بولوس الرملية •
وبحسن نية تجاه الجميع خاطبهم قائلاً :
" يا أصدقائي ، قادة الآخيين الذين تعقدون اجتماعكم هذا ،
لو أن أي آخي آخر حكى عن هذا الحلم 80
لقلنا إنه يكذب 5 • ولتحولنا عنه •
ولكن الذي رآه هو خير الآخيين •
فهيا بنا نرى إن كنا نستطيع استنفار أبناء الآخيين " •
أنهى كلامه ومشى في الطليعة خارجاً من المجلس •
فنهض الملوك الآخرون ذوو الصولجانات 85
ملبين طلب راعي الرعية ، وتحشد الجيش من ورائهم ،
مثل أسراب النحل التي تخرج دائماً
على موجات من تجويف في صخرة
وتتعلق كالعناقيد وهي تحوم تحت أزهار الربيع
متأرجحة في مجموعات هنا وهناك • 90
هكذا اندفعت جموع الرجال خارجين ، من السفن والمقرات




--------------------------------------------------------------------------------





4 يعقب ويلكوك على تجربة أغاممنون هذه كما يلي : " إن أغاممنون يقدم اقتراحه، لاختبار معنويات الجيش ، بأن يعرض عليهم الفرار ، وكأن هذه هي الطريقة العادية-، " فهي الطريقة الأفضل " • ولكن عملياً من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى النتيجة التي تحدث هنا :- الاندفاع نحو السفن • وحين يحدث ذلك لا يقوم أعضاء المجلس بما طلبه منهم أغاممنون في البيت رقم 75 • وهنا شيء من التشوش • ويزداد الأمر سوءاً أن أغاممنون في مكانين آخرين من الإلياذة يعرض جدياً ما يعرضه هنا كنوع من الاختبار للجيش ، وهو الهرب والعودة • مما يدل على أن هذه القيادة الضعيفة متأصلة فيه • وهي من أساس شخصيته • ولكن مهما كان الانتقاد الموجه لهذا الاقتراح ، بأنه اقتراح أحمق وغير منطقي ، بعد الوعد الذي أرسل إليه عن طريق الحلم ، إلا أنه ينجم عنه سرد قصصي حيوي ومثير "- إن نيستور متشكك في الحلم• ولكنه يطيع الملك •
5


ص62
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإلياذة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الارواح المتمردة  :: عالم الكلمات :: المكتبة-
انتقل الى: