هي قصة رواها أحد أعمدة الأدب العربي الحديث "العقاد" تتحدث عن فتاة تسكن مع رفيقتها بمنزل متواضع وحياة بسيطة.....
أصيبت الفتاة بزكام حاد تداخل في جسدها كثيرا....... فأحست بدنو أجلها........
وما زاد الأمر صعوبة هو الأطباء الذين كانوا يقولون باستحالة شفائها.......
وكان أمام الشقة شجرة بها بعض الأوراق التي كانت ستتساقط بعد فترة وجيزة لكون الخريف قد أقبل وكانت أوراق الشجرة قد سقطت ولم تبق إلا أوراق قليلة......
فقالت لصديقتها بأنها ستموت مع سقوط آخر ورقة من تلك الشجرة........
ورغم محاولات صديقتها لنزع الفكرة من رأسها........ لكنها فشلت لكون الفتاة بقيت محتفظة بنفس الفكرة في بالها........
ولدى تلك الفتاتين جار صديق عجوز وكان رساما بارعا........
وعند زيارته للفتاتين سمع ما كان يدور بذهن الفتاة المريضة....... وحاول مثل صديقتها إزاحة هذا التفكير الأقرب للتهيؤات منه إلى الحقيقة........ أن تربط حياة إنسان بورقة شجرة.......
مرت الأيام وسقطت كل الأوراق من تلك الشجرة عدا الورقة المقابلة لنافذة سرير تلك النافذة.......
بقيت تلك الفتاة تراقب تلك الورقة باهتمام شديد....... ويوما بعد يوم تتضاءل الفكرة السابقة بخصوص تعليق حياتها بورقة..... إلى أن اضمحلت نهائيا..........
لكن الورقة لم تسقط؟؟؟؟؟؟؟؟
ولما تعافت الفتاة واستعادت صحتها....... سألت عن جارهما الصديق العجوز........
وكانت المفاجأة أنه توفي قبل ليال فقط...... بسبب زكام حاد جدا........
والمفاجأة الأكبر أنه سبب إصابته بالزكام كان تمضيته ليلة كاملة تحت المطر...........
لأنه فقط أمضى ليلة كاملة لرسم ورقة مكان الورقة الأخيرة من الشجرة والتي كانت الفتاة تنتظر سقوطها باهتمام.........
ففهمت الفتاة أن الورقة الحقيقية سقطت وأن التي رأتها كانت من عمل الفنان الذي أبى إلا أن يلغي تلك الفكرة الساذجة من رأس جارته.........
فكانت حياته هي الثمن............