قد تكون بعيدا عني........
قد لا أستطيع رؤيتك وسماع صوتك.........
قد لا أستطيع التحدث إليك مجددا..........
لكن.......
ستبقى حاضرا في كل مكان.........
بقلبي....... وأنت تصغي لأحاسيسي.......
بعيني...... وأنت تقرأ أفكاري..........
بعقلي...... وأنت تسمع آرائي.........
بصوتي......... وأنت تراقب أقوالي.........
بجوارحي........ وأنت تهمس لي.........
بنفسي......... وأنت تسكن فيها........
بروحي......... وأنت تستقر بكياني......
فأنت.........
بلسم الروح......... عبق النفس.......... شفاء الجوارح......... ندى صوتي......... غذاء عقلي........ نور عيني.......... هوى قلبي.......
لم أستطع البكاء....... لئلا تتألم.........
لم أستطع نعيك........ لئلا تجرح.......
لم أستطع ذكرك مجددا مجددا........ لئلا تتأذى.......
فلا العين وفتك بدموعها.........
ولا الحناجر كفتك بكلماتها...........
ولا العقل منحك حقك بتفكيره.........
فالعين لم تصدق........
والعقل لم يتقبل.........
واللسان تلعثم........
والصوت بح.......
والروح تأذت........
والنفس ذهلت.........
والقلب ثار ولم يهدأ........
والجوارح حزنت كثيرا وتأسفت........
لكن........
علي تقبل الأمر........
علي عدم رفض الواقع.........
علي التسليم بالشيء المكتوب.........
فأنت ذهبت بعيدا.........
غبت مطولا.........
واختفيت للأبد........
إنما........
ستبقى في الذاكرة.........
وستستقر في كياني........
ولا تنزاح من شخصيتي.........
ولا تزول من تفكيري.........
فالجسد يغيب.........
والروح تبقى.........
فنم قرير العين.......
وارتح في مثواك الأخير.......
ولتهدأ جسدا وروحا.......
ودعواي لك أن ألقاك بفرح وسرور ومودة.......
في جنان الخلد والرضوان والمغفرة........
مع جموع الشهداء والأبرار والصديقين والأبطال......
آمين.........
لقد ولدت حرا......... عشت بطلا........ ومت عزيزا..........
لأنك أحببت وبصدق........
فالجزائر....... دولة الشرف....... أرض الوفاء........ أم الطهارة......... والشعب الجزائري ابنها....... وعزيز عليها.......
فالجزائر........ لن تنساك....... لأنك شريف........ وفي وطاهر........ وتنتمي لهذا الشعب العريق........ ودماؤه تجري في عروقك........
سأشتاق إليك......... صحيح.........
سأحن إليك......... أجل.........
سأفتقدك........ نعم........
أيها القائد المفتدى..........
أيها المعلم الجليل..........
أيها المفكر المبدع........
أيها الرئيس الكبير.........
أيها الصديق العزيز........
أيها الأب الحنون.........
أيها الأخ الطيب........
أيها الحبيب الوفي........
كنت مسرورة جدا للقائك.........
كنت فرحة كثيرا بالتعرف عليك........
كان لي الشرف بالدخول في قصتك........
عشقت الجزائر بلدا........ فأخلصت العشق........
أحببت الشعب الجزائري........ فوفيت الحب.......
همت بالجزائر أما........ فكن خير ابن بار.........
والجزائر بلدا........ عشق تربته لأنك سرت عليها.......
والشعب الجزائري........ هوى التاريخ الذي صنعته.......
والجزائر أما......... هوت طفلها......... نور من أنوار صفحاتها المشرقة.......
أرثيك متأخرة........ وأودع بك أملا من أمال الجزائر الكبيرة........ أيها المتألق.........
تنعاك الجزائر......... وتودع بك خيطا رفيعا من فجرها الباسم...... أيها النير.......
ينعاك ويرثيك الشعب الجزائري....... ويودع بك قبسا جميلا من نور دائم....... أيها الغالي......
كلنا........ معا.......... ودوما.........
سنبقيك في الذاكرة.........
ونحيي تاريخك الكبير.........
ونضيء بك كل نجم وقمر في السماء......... لنتذكرك......
لتصبح مهرجانا...... لتذكر العالم والتاريخ بك........
وننير بك كل الشموس في المجرة.......... لنبقيك في سجل الجزائر الذهبي.......
لتبقى روضة منيرة......... يسجل به التاريخ أسطره ورواياته.........
السلام لك أيها الراحل عنا بلا وداع..........
ندعوا الله جل جلاله........ أن يجمعنا بك في مستقر رحمته........
في جنة الخلد مع الأبرار والأحرار والمؤمنين........
مع حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم........
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..........