سلام, إليكم هذه القصة الواقعية التي تروي جزءا من معاناة الطلبة الجزائريين وبالأخص الطالبات, حدثت في جامعة الجزائر3 , كلية العلوم السياسية والإعلام, فرع بن عكنون, قسم العلوم السياسية والعلاقتا الدولية, تخصص علاقات دولية, سنة ثالثة:
هي طالبة ذات كفاءة عالية ومؤهلات كبيرة للوصول لأعلى المراتب, اجتازت سنواتها الثلاث بكل عناء ومشقة وتعب لكن لم يكن يخطر ببالها أنها قد تتعرض لموقف كالذي حدث لها..
ففي دولتنا وللأسف من يتحصل على المراتب الأولى إما يكون غشاشا, أو صاحب مكان مرموق, أو له أيد في الجامعة..
وكما كان الحال على الدوام, كانت ورفيقاتها على أهبة الاستعداد لخوض غمار الاختبار الذي أصبح الآن يسمى معركة وحرب, واجتازت اختبارات السنة بنجاح كالعادة, وهي مدركة أنها قدمت عملا مرضيا أو على الأقل لا ينزل عن10..
فوجئت بأنها حصلت على عامها بتفوق وبعلامة11 من 20..
لكن..
كانت هناك أمام المعدل ملاحظة "مؤجلة" أي أنها لم تنجح كليا, فنظرت جيدا وإذا بها تجد نقطة إقصائية, فاندهشت..
عملت بجد, ورأت الإجابة النموذجية التي طابقت إجابتها, فأين يكمن الخلل؟؟؟
حاولت التحدث مع الأستاذ المسئول عن المقياس.. لكنه وببرودة أعصاب كالعادة قال -كما يقول لكل طلبته دائما-: لا يحق لك رؤية ورقة الإجابة, أدخلي اختبار الشموليلأعطيك نتيجة مرضية, واستفسار آخر تجدين نفسك مقصاة..
المسكينة حملت نفسها متثاقلة الخطى, متجهة نحو مكان تعليق أوراق التصحيح لعلها كانت تحلم, أو شيء من هذا القبيل, لكنها عادت أدراجها خائبة, فلم تفلح.. لكنها ميزت أمرا مثيرا للانتباه, كل من تحصل على العلامة الإقصائية كان من فئة العملة "أنثى", لا يوجد ذكور, كيف ولماذا, أسئلة لم تجد لها حلا, وتعلم عاقبة طرحه على ذلك الأستاذ الذي وحده مع الله يعلمان السبب..
حاولت التحدث مع أساتذة آخرين لعلهم يساعدونها في إقناع الأستاذ بتفادي الاختبار الشمولي.. فلم تفلح..
رغم ذلك اجتازت الامتحان, ونجحت في الإجابة وتطابقت إجاباتها مع الإجابة النموذجية, وكانت في قمة الفرح..
لكن.. وجدت نفس العلامة الإصائية, مع نفس المعدل الكبير, مع نفس ملاحظة "مؤجلة", فلم تفهم..
عادت وقابلت الأستاذ مجددا وأجابها بنفس الطريقة "....ادخلي الامتحان الاستدراكي و....", حاولت معه مجددا ومججدا واستعانت بكل الطرق التي تجدها مناسبة كالتحدث مع أساتذة آخرين.. لكن ذلك لم يجد نفعا..
والمفاجأة أن كل الطالبات اللواتي تحصلن على علامات إقصائية لم تتغير علامتهن أيضا, أي أنهن كلهن دخلن الامتحان بلا نتيجة إيجابية ولو لواحدة على الأقل..
دخلت الامتحان الاستدراكي ولكنها هذه المرة لم تجب جيدا وخرجت منهارة باكية..
لكن..
المفاجأة الكبرى كانت بانتظارها.. لقد نجحت,, الوحيدة التي نجحت بين كل الطالبات اللواتي امتلكن نقاط اقصائية.. كيف ولماذ؟؟
تحدثت معه لكنها ابتسم لها وقال "لأنك منا وعزيزة علينا ولو أدركت هذا من الأول لما تركتك تقعين فيه"
ازداد ذهولها واستغرابها مع زيادة ابتسامة الأستاذ لها, لكنها تفطنت حين رأته ينظر إليها وإلى أستاذ آخر كانت تدرس عنده وتكن له كل التقدير والاحترام ولاتزال كذلك لحد الآن..
سألته عن سبب الابتسامة والتحديق والنقطة فلم يجبها في الأول وظل يتهرب, لكن حين رأى إصرارها, أجابها:
" آسف طالبتي, لكنني اضطررت للكذب لضمان صعودك فأنت لا تستحقين موقفا سيئا كذلك" استفسرت عن الكذبة فقال:
" قلت له أنك حبيبتي" -مع أنه متزوج- أي "عشيقتي"
انهارت ولم تدر ما تفعل ,لكنها أقسمت أن يكون ذلك الأستاذ الذي نزع عنها النقطة الاقصائية لاعتقاده بأنها حبيبة زميله أول من ستدمره بعد وصولها لما تطمح إليه..
والآن تقول بأنها كلما التقت بالأستاذ الذي أنقذها من الورطة تغير الطريق حياءا منه.. فهي لا تكن له الحقد ولا الاحترام لأنه تجرأ وفعل ذلك الأمر, لكن لمصلحتها , فلم يجد طرقا أخرى حسب كلامه..
تصوروا العديد من هذا النموذج في بلادنا سواء في الجامعة أو العمل...
إنها كارثة
ونطلب المولى عز وجل أن يرحمنا وسط هذا كله
سلام...............................