ملاك الجزائر المتمردة
عدد المساهمات : 3112
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: النهضة التونسية تسيل لعاب الإسلاميين في الجزائر! الأحد نوفمبر 13, 2011 8:20 am | |
| انتشى التيار الإسلامي في الجزائر لاكتساح حركة النهضة في تونس الساحة السياسية، وهرعت قيادات التشكيلات السياسية من هذا التيار مهنئة مبتهجة، لدرجة أنها تنقلت إلى تونس، واشرأبت أعناقُها ترقبا لما ستفرزه تشريعيات مصر، غير أن النشوة والغبطة التي تمكنت من الأحزاب الإسلامية الجزائرية، ما هي إلا انعكاس لمكبوتات وآمال أنعشها التجاوب الذي تعرفه الحركات الإسلامية في دول تعتقد أنها تخطو أولى خطواتها في طريق الديمقراطية. بصيص الأمل والاعتقاد بعودة التيار الإسلامي ليكون صانعا للقرار بمباركة الغرب، ورضاه يتزامن مع استعداد الأحزاب في الجزائر، لانتخابات تشريعية يزعم أن تأطيرها سيتم بالاعتماد على قوانين جديدة خضعت للإصلاح والتصليح، فما حظوظ الأحزاب الإسلامية وهل واقع الساحة السياسية في الجزائر يتطابق مع الظروف التي توفرت للنهضة في تونس والإخوان في مصر؟
- حسب الملاحظين السياسيين فإن ما تعيشه تونس، يشبه في بعض جوانبه ما عاشته الجزائر عندما فتحت ذراعيها للتعددية الحزبية سنة 89 وبدأت من حيث طالب البعض اليوم أن تكون البداية، فكان تعديل الدستور سنة 89، البوابة وتلاه تنظيم الانتخابات المحلية في الـ90، غير أن جزائر اليوم صارت مختلفة عن جزائر التسعينيات، فالخريطة السياسية لم تعد نفسها رغم الشكل الذي احتفظت به، ولا المجتمع الجزائري هو المجتمع الذي كان يشكله فرد متعطش، لينهل من نهل السياسة والتعديدية الحزبية التي ارتوى منها إلى حد الثمالة، فبعد أن قادته الديمقراطية إلى عشرية سوداء دفع فاتورتها 200 ألف من أرواح أبنائه، وجد هذا المواطن نفسه اليوم معزولا ولا صوت يعبر عن رأيه بعد أن اختارت الأحزاب والحركات السياسية الإسلامية والعلمانية أن تستثمر في صوتها لصالحها فقط.
- بعيدا عن تجربة الجزائر مع الإسلاميين، وبمقارنة بسيطة بين تونس والجزائر نجد أن المجتمع الجزائري متدين، لدرجة أصبح يفرق بين التدين وبين استغلاله وتوظيفه لتحقيق مكاسب ومآرب سياسية، فالجزائري على بساطته يعرف كيف يصلي ويصوم وما هي شروط الزكاة والحج، وكيف يحسن للآخر معاملة وسلوكا، في حين أن المجتمع التونسي غير متدين ومعركة حركة النهضة ستنطلق من المسجد والآذان، وتمر عبر الحجاب وغيرها من التفاصيل التي تكون قد شكلت عوامل جعلت التونسي يتعاطف مع الغنوشي ولا يتعاطف مع غيره في رحلة بحث تحمل الديمقراطية عنوانا والتدين مقصدا وهدفا كأنهم يستقبلون فاتحا جديدا.
- الساحة السياسية في الجزائر امتحنت التيار الإسلامي فجعلته شريكا في الحكومة وليس في الحكم مثلما يفضل أحد قادة التشكيلات الإسلامية أن يطلق على تواجده الى جانب السلطة، وبعيدا عن الأحكام والتقييم، فالساحة السياسية الجزائرية تحصي عددا كبيرا من التيارات الإسلامية التي تتقاسم الوعاء الإسلامي، هذه التيارات التي تفاقمت وأنجبت من ضلعها الأعوج، بفضل خلافات ونزاعات داخلية يدرجها البعض في خانة المنفرة والمسيئة لسمعة الإسلاميين، فكل الحركات الإسلامية في الجزائر أضحت لديها ضرة وهناك من لديها ضرات، في حين تونس لها تيار واحد مهيمن استطاع أن يحوز الأغلبية ويصنع بها الفارق الذي قد لا تتوفر الظروف كي تصنعه الحركات الإسلامية داخل المجتمع الجزائري.
- في تونس الحركة الإسلامية تعرضت لقمع غير مبرر وصل لدرجة النفي وطرد أوجهها لفترة طال أمدها، جعل التونسيين يتعاطفون معها وينظرون إليها كضحية من ضحايا النظام السابق، في حين تسبب الإسلاميون في الجزائر في مأساة مازال المجتمع يحصي نتائجها إلى اليوم، رغم محاولات العلاج ومساعي المصالحة التي حاولت الجمع حتى بين المتناقضات..
- القيادة الإسلامية التونسية استفادت من التجارب الأخرى لدرجة أنها لم تغيّب التجربة الجزائرية من "مقررها التعليمي" فأنتجت خطابا سياسيا إسلاميا مقبولا، في حين الإسلاميون الجزائريون قدموا خطابا انتصاريا رافضا للآخر، ولنا في عدد من التجارب الداخلية لهؤلاء أسوة حسن.
- وأكثر من كل هذا وذاك، فإن وحدة الصف الإسلامي في تونس جعل الحركة تركز جهودها وتقدم للمجتمع نموذجا متناسقا، بينما الصراعات الإسلامية - الإسلامية شغلت قيادات الإسلاميين الجزائريين عن تقديم مشروع واضح أو قيادي يشكل يحوز الإجماع.
- هي بعض أوجه الاختلاف بين الحركات الإسلامية في الجزائر التي تستعد للمشاركة مجددا في التشريعيات، وبين الحركة الإسلامية في تونس التي انتزعت قبول التونسيين في انتظار ما ستفرزه الأيام والدولة المدنية التي ينشدونها على أرض الواقع.
| |
|
وداد مشرفة عامة
عدد المساهمات : 3919
اعلام الدول :
مزاج العضو :
| موضوع: رد: النهضة التونسية تسيل لعاب الإسلاميين في الجزائر! الأحد يناير 01, 2012 5:17 pm | |
| شكرا كبيرة لكي يا ملاك
على نقل الخبر
لكي خالص مودتي | |
|