لـــيـــس الــغـريـب غــريـب الشـام والـيمن
إن الغريب غريب اللـحد والكـفن
لـــيـــس الــيـــتــــيـــم مـــن مــات والـــد ه
إن اليـتـيـم يـتـيــم العــلم والـديني
مـــا كــل مـــن ذاق الـصـــبــابــة مــغــرم
وما كل من وصل الحبيب مصيب
مـــآكـــل مـــن طـــلــب الـســعـادة نــالــها
ومـا كـل مـن قـرأ الـكـتـاب لبـيب
آلا يــا نــائــم الـلــيــل كـيف الـمـنام يطيب
الموت حقٌ ولاكن الفراق صعيب
فــيـا حسـرتي على الدنيا اموت
تـغـربـت عــن وطــنــي فــطــالــت غربتي
أريـــد أن يـكــون حـفــار قــبــري والــدي
وشيال نعشي رفاقي لا يكون غريب
أريــد أن تــكــون خــيـاطة كـفـني والـدتي
ولكن يا أماه لا تحزني فالحبيب انتقل غريب
آجـــالـنـــا ســـطــرت مـن قــبـل مـولـدنـا
فكيف عن ذكرنا ذكر المنايا يغيب
وكـــأنــنـــي لــرسـول الـموت يـطـلـبـنــي
وحان اجلي وروحي فارقت بدني
فــــإذا الـــجـــمــيـع عـلـى فـراشي بـاكـيـا
والدمع فوق وسادتي مسكوب
جــاء الــمـغـسـل مـــن أثــوابـي عَـرانــي
وفوق أخشاب صماء أضجعني
كـــل الـــعـيـون رأت مـا كــنـت اسـتــره
عن العيون زمانا في الحيات فني
وانـــــــــــــأ عـلا خــشـــبـه الــغـــســــل
سمعت مناديا ينادي ويقول
يا ابن آدم أين صوتك الشجي ما أخرسك
يا ابن آدم أين ريحك الطيب ما غيرك
أيــن بـدنـك الـقـوي ما أضعـفك أين مالك
يا ابن آدم قم إن استعطت وعن أسئلتي جاوبني
أيـن الـلـســـــان الـذي بـالأمــس كـان لـه
صوتا قم لي اليوم خاطبني
أم أيــــن جســــد لـــه مـن قـوة فـتـكــــت
في الضعف قم لي اليوم صارعني
أيـــــــــن الــدراهـم قــد أنـفـقـتـهـا عـبـثـا
صاحت ثبورا لمن بالشر ضيعني
صــبـوا عـلــى جـثــتـي مــاء يـغـسـلـنـي
فهل عسى الماء من وزري يطهرني
وألــبـســــــونــي ثـــيــاب دون أكــمـــام
وربطوني من رأسي إلى قدمي
صــلوا عـلـي فـلا ركـعــوا ولا سـجــدوا
وكبروا الله من ندم ومن حزن
وحــمــلــونــي إلــى الــــمـقـبـرة أربـعـة
من الرجال وذنبي قد تقدمني
وأنــزلــونــي إلــى قــبــري عـلـى مـهـل
وأسلو منهم رجلا يلحدن
فـــقـــــــــــال يـــا ابـــــن آمــــة الـــلـــه
لا تنسى ميثاق عهد المؤمن الفطن
شــــهـــــادة أن اللـــــه لارب غــــيــــره
وان محمدا نبيه باليمن
ردوا عـــــــلــــي تـــرابـا مـنه نـشـاتـنــا
وبكوا علي بكاء ليس ينفعني
ثــم عــادوا كــلــهــم وكــل واحـد مـنـهم
ما عاد يعرفني .... ونادا مناد
يـــا ابـــن آدم أيـــــــــن أصـــحــــابـــك
يا ابن آدم ابن أحبابك
جـــــــــــــاءوا مــــعـــــك وتــــركـــوك
وفي التراب دفنوك
ولـــــــــو ظـــــــلـــــــوا مــا نـفــعـــوك
ولا ينفعك إلا الله وهوا الحي الذي لا يموت
وجـــــاءت مــــــــلائكة الرحمن تصرخ
بي وعن دلائل إعمالي تسألني
وضـــمـــنــي لـحـدي المحدود فاختلطت
أضلاع صدري .... وجاءتني الذنوب
وقـيـل يـامـــن نسـيـت مـألآ سـوف تبلغه
ما كنت تفعل في دنياك مكتوب
يـــــا ابــــــــن آدم مــــا كــنــت نـــاسـيه
ونادني من بالأمس كان رقيب
كــل الـــرفــــاق عـــلــى ضـريحي باكيا
والدمع فوق ترابي مسكوب
أمــــاه لا تــبـــكــــي فــدمــعـــك مــؤلـم
قلبي لأجلك في الحياة يذوب
أمـــــاه مـــا هـــذا الـــفــراق بــخـطـري
موتي قبيل ولادتي مكتوب
أبـــتـــاه كــفــكــف دمــعــك واصـطـبــر
فالصبر عند النازلات يثيب
الــعــمــر إن طــــال الـــزمــان مــقــــدر
والموت من كل الأنام قريب
دنــت الـــمـــــنـــأيــا فـــالــحــيــاة سحابة
والخلق خلف ضبابها محجوب
يــــا أخــوتـــي هـــي عــبـــرة لــمـن اتقى
آو ألقى لي سمعا وكان لبيب