الجزائرية ليلى بختي تنال سيزار افضل ممثلة واعدة في االسينما الفرنسية
الممثلة الشابة ليلى بختي عن دورها في «كل ما يلمع» (رويترز)
الفائزون بجوائز سيزار (رويترز)
باريس: «الشرق الأوسط»
في أجواء من الأناقة النسائية والإخراج المتقن، سهرت باريس مع
الحفل السنوي الخامس والثلاثين لتوزيع جوائز «سيزار» للسينما
الفرنسية، مساء أول من أمس، بحضور عدد من نجوم السينما
الأميركية أمثال الممثلة صاحبة جائزتي الأوسكار جودي فوستر التي
أسندت إليها رئاسة الدورة الحالية، والمخرج كوينتن تارانتينو الذي تم
تكريمه بمنحه «سيزار» الشرف، والنجمة التسعينية أوليفيا
دوهافيلاند، إحدى بطلات فيلم «ذهب مع الريح». ورغم المشاهير
الكثر الذين امتلأت بهم الطوابق الثلاثة من مسرح «الشاتليه»، فإن
الحفل سقط في فخ الملل، في العديد من فتراته، خصوصا أنه كان بلا
مفاجآت ولم تخرج نتائجه عن التوقعات العامة.
تلقى المخرج الفرنسي، البولوني الأصل، رومان بولانسكي، منحوتة
سيزار» الذهبية كأفضل مخرج عن فيلمه «الكاتب الشبح». وقال إن
العمل في هذا الفيلم انتهى وهو في السجن، ملمحا إلى فترة
احتجازه في سويسرا لأنه ما زال مطلوبا للعدالة الأميركية في قضية
قديمة تتعلق باغتصاب قاصر.
أما جائزة أفضل فيلم، فقد ذهبت إلى «رجال وآلهة» للمخرج إكزافييه
بوفوا، وهو يتناول حادثة حقيقية ذهب ضحيتها عدد من الرهبان
الفرنسيين في دير بقرية تبحرين الجزائرية. وحقق الفيلم نجاحا على
الشاشات حيث شاهده أكثر من ثلاثة ملايين متفرج.
ونالت سارة فوريستييه «سيزار» أفضل ممثلة عن فيلم «أسماء
الناس»، متفوقة على منافستها النجمة كاترين دينوف. وبنبرة
كوميدية، قالت الفائزة إنها تفاءلت بالفوز لأنها ارتدت سروالها الجالب
للحظ. وحصل زميلها الشاب إريك إلموسنينو على جائزة أفضل ممثل
عن تقمصه شخصية الفنان الراحل سيرج غينزبور في فيلم «حياة
بطولية». ويبدو أن ما جلب الحظ للفائز هو أنفه الذي يضاهي أنف
الشخصية الأصلية في الضخامة.
الخبر المفرح كان حصول الممثلة الشابة الجزائرية الأصل ليلى بختي
على «سيزار» أفضل ممثلة واعدة عن دورها في «كل ما يلمع»
للمخرجة جيرالدين نقاش. وصعدت ليلى إلى المسرح، وهي تتعثر
في فستان السهرة الطويل، لتتسلم التمثال الذهبي وهي ترتجف
من الانفعال وهي تشكر الذين رشحوها، وكذلك والدتها وشقيقتها
وشقيقها الذين وصفتهم بأنهم زادوا حياتها جمالا. ويتحدث الفيلم عن
صديقتين من بنات المهاجرين ترغبان في الخلاص من أجواء الضواحي
الفقيرة واكتشاف بريق باريس.
وليس هذا الدور هو أول أدوار الممثلة البالغة من العمر 26 عاما
والمولودة في ضاحية باريس الغربية لعائلة هاجرت من سيدي
بلعباس، غرب الجزائر. وهي قد حصلت على البكالوريا الأدبية ثم
تلقت دروسا في المسرح بباريس لمدة ستة أشهر، تمهيدا لدخول
ميدان مغلف بالكثير من الأوهام والأحلام. وطبعا، لم يكن الدرب
ممهدا أمامها، فهي قد عملت في مختلف أنواع المهن المتواضعة
لكي تدفع أجور دروس التمثيل. ثم رأى حلمها النور عندما اختيرت،
قبل ست سنوات، للظهور في فيلم «شيطان» أمام النجم فنسان
كاسيل. ثم استمرت المغامرة مع فيلم «نية سيئة» أمام مواطنها
الممثل رشدي زم، وتكرست موهبتها مع فيلم «النبي» لجاك أوديار
الذي حصل، العام الماضي، على تسع جوائز «سيزار». لكن ليلى
بختي ما زالت محصورة في أدوار الشابة المهاجرة، حالها حال معظم
الممثلين المغاربيين في فرنسا. مع هذا، تقول إنها لا تقبل كل ما
يعرض عليها من أدوار وترفض تلك التي تجعل من أبناء المهاجرين
شخصيات كاريكاتورية. ولعل الجائزة الجديدة تفتح أمامها فرصا لأدوار أوسع.
عدا ذلك، حصلت آن ألفارو على جائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي عن
«ضجيج قطع الثلج»، وزميلها ميكائيل لوندال على جائزة أفضل ممثل
ثانوي عن «رجال وآلهة». كما نال الممثل الفنزويلي «سيزار» أفضل
ممثل واعد عن أدائه دور «الإرهابي» كارلوس في فيلم بهذا الاسم.
وصفقت القاعة طويلا للفنان الشاب، مما دعا عريف الحفل إلى
القول: «لو كان كارلوس يتفرج على الحفل من ظلمة زنزانته لامتلأ
قلبه بالدفء». وحصلت السيناريست بيّة قاسمي وشريكها ميشال
لوكلير على جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «أسماء الناس». ونال
ألكسندر ديبلا جائزة أفضل موسيقى عن «الكاتب الشبح». أما جائزة
الفيلم الوثائقي، فقد نالها فيلم «محيط» الذي أمضى مخرجاه جاك
بيران وجاك كلوزو سبع سنوات في تصوير أعماق المحيطات ورقصات
الأسماك فيها. وحصل «لوغوراما» للثلاثي فرانسوا آلو وهيرفيه دوكريسي ولودفيك هوبلان على جائزة أفضل فيلم قصير