ماهو التفكر؟" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ﴿3﴾ الرعدالتفكر هو أن يفكر الإنسان فيما هو بصدده ليستنبط منه شيئاً ليس بصدده أى: أن الإنسان يتأمل أمراً من الأمور أمامه باستغراق، سواء أكان أمامه فى حالته المادية أو فى حالته المعنوية، فيخرج بمعنى جديد أو حكمة لم يلتفت اليها ذهنه من قبل. ومن هنا كان التفكير فريضة إسلامية، العقل هو من رزق الله للإنسان الذى يُحاسب عليه، وأعماله مسئولية يُسأل عنها كما يُسأل عن بقية ماله، وكذلك عمره إلى آخر نعم الله على الإنسان
من أسرار خلق الله
" وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " ﴿13﴾ الرعد
نحن نفهم أن التسبيح للعاقل القادر على الكلام، ولكن هذا عند الإنسان؛ لأن الذى خلق الكائنات كلها علمها كيف تتفاهم مثلما علم الإنسان كيف يتفاهم مع بنى جنسه.
إذن فكل شىء له لغة يتفاهم بها لقضاء مصالحه ومن يفيض الله عليه من اسرار خلقه يُسمعه هذه اللغات، وقد فاض الحق سبحانه وتعالى على سليمان بذلك ففهم لغة الطير
وتكلم مع الهدد.
لماذا تخاف الملائكة؟
"وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ "
إن الملائكة يخافون الله خيفة المهابة، وخيفة الجلال. وساعة تسمع الملائكة الرعد فهم لا يخافون على أنفسهم؛ ولكنهم يخافون على الناس؛ لأنهم حفظة عليهم، وتخشى أن يربكهم أى أمر، وهم يستغفرون لمن فى الأرض
ماهو سلطان الشيطان على الإنسان؟
" وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي" (22) إبراهيم
السلطان نوعان : اما سلطان قهر أو سلطان إقناع
فسلطان القهر يعنى أن يملك أحد من اقوة ما يقهر به غيره على أن يفعل ما يكره بينما يكون كارهاً للفعل.
أما سلطان الحجة (الاقناع) فهو أن يملك منطقاً يجعلك تعمل وفق ما يطلبه منك وتحب ما تفعل، وهكذا يعترف الشيطان للبشر يوم الحشر الأعظم؛ ويقول: أريد ان اناقشكم؛ هل كان لى سلطان قهرى اقهركم به؟ هل كان لى سلطان إقناع اقنعكم به على اتباع طريقي؟ لم يكن لى فى دنياكم هذه ولا تلك فلا تتهمونى ولا تجعلونى شماعة تعلقون على أخطائكم.