هي مجموعة ملاحظات قمت بتسجيلها من دخولي لكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر3 وبما أنني الآن على وشك نيلي لشهادة الليسانس ودخولي لمسابقة الماجستير, فإني أقوم بما يتوجب على كل طالب جامعي في هذه المرحلة اتجاه الوافدين الجدد للكلية........ وبالتالي فمن الضروري التنبيه على كل الأمور التي قد تظهر بسيطة للطالب الحديث فيها...... لذا ارتأيت جمع مختلف الملاحظات والتجارب التي خضتها أنا وغيري من الطلبة وصياغتها في مجموعة خطوات على الطالب الحديث أن يكون على اطلاع بها لئلا يقع في مشاكل أو في أخطاء قد تعرض عامه للخطر خاصة أمام البرنامج الجديد (ل م د) الذي لا يسمح بارتكاب أي خطأ لأن النتيجة ستكون الإقصاء من دخول مسابقة الماجستير وعدم نيل الإجماع من طرف الإدارة حتى لو كان طالبا ذكيا ونابغة ومجتهدا فلن يشفع له ذلك طالما كان من مجموعة المتعرضين للإقصاء بسب خطأ قد لا يكون مقصودا وأحيانا ل يكون أصلا خطأ من الناحية المنطقية........
* احترس من خطواتك داخل الكلية فبعض المناطق خطرة لأن الكلية القديمة معرضة للإنهيار في أية لحظة......... ولا تعر عمال الصيانة الموجودين باستمرار داخلها أية أهمية أثناء الدرس لأن هذا الأمر يعيق إمكانية فهمك للدروس واستيعابها بطريقة جيدة......... يجب الاعتياد على منظر وجود العمال بالكلية دوما كالاعتياد على منظر التلوث في البلاد بأسرها..........
* عدم إبداء الإعجاب الكبير بهذا العلم ولكن مجرد اهتمام فقط........... إضافة لعدم إبداء الاهتمام الشديد بالكلية (جمال الكلية........) فقط باعتبارها مكانا أخرج شخصيات كبيرة وهو ما يروق الأساتذة وهو أمر لا ننكره نحن الطلبة القدماء أيضا لتاريخ هذه الكلية بفخر.........
* عدم الإفصاح عن كل ما يدور في ذهنك.......... وبالخصوص المشاعر الحقيقية اتجاه أي شيء حتى لو كان تافها........
* الانتباه أثناء التحدث مع الأساتذة لأن أغلبهم من طينة واحدة.........
* البحث عن الحقائق في المناظرة بين أقوال الأساتذة أي عدم الاكتفاء بقول أستاذ واحد.........
* الاجتهاد كثيرا في الدروس ومناقشة الأساتذة كثيرا وفي أي وقت تجده أمامك.....
* ليس ضروريا دخول المحاضرات لأن أغلب من ينجحون في الامتحانات هم ممن لا يدخلون المحاضرات بوجود مكان لبيع المحاضرات التي هي نفسها لكون الأستاذ لا يتعب نفسه في إعادة صياغة المحاضرة والإتيان بالجديد, وكذا عند العلم بأن سؤال الامتحان يبقى نفسه مادام أستاذ المادة هو نفسه وأن الإجابة على سؤال الامتحان ما هو إلا حفظ أصم لمحاضرة الأستاذ حتى لو لم يقل ذلك فعليك أن تحفظ الكلام جيدا وأن تنتبه عندما يقول "عد للسطر" فإن لم تعد للسطر فهذا يعني نقطة إقصائية, وعندما يقول في 10سطور فهذا لا يعني ذلك المهم هو إعادة سلعته عفوا محاضراته ولا يهم عدد الأسطر التي يتوجب على الطالب كتابتها.............
* التظاهر بالغباء والبلاهة وعدم المعرفة أحيانا وبالذكاء والدهاء أحيانا وبالازدواجية وعدم الانتماء أحيانا أخرى..........
* التقرب من السفارات والوزارات وكل القطاعات المتعلقة بالسياسة والإدارة والدبلوماسية وبالخصوص السفارات المتعلقة بالدول الكبرى أو الصغيرة المتأصلة على غرار روسيا, بريطانيا, ألمانيا, الصين, كوريا الجنوبية....... أو مناطق توجد بها نزاعات حقيقية أي دول ذات عملية جذب حقيقية للدراسات العالمية لكون العلماء الغربيون لا يأتون بنظريات من تلقاء أنفسهم بل بدراستهم الميدانية لما يحدث للدول النزاعية فكيف ندرس في بريطانيا وعلماؤها درسوا في نيجيريا مثلا؟ نيجيريا, سوريا, مصر, العراق, فلسطين..... فالدراسة في دولة النزاع تكون أكثر إفادة من الدراسة في دولة أجنبية لأن الدراسة في الأولى تكون ميدانية واقعية, بينما الدراسة في الثانية تكون أكاديمية مثالية يتعلمها الطالب في سنته الأولى......... أما فيما يخص القطاعات والوزارات فالأفضلية تعود لوزارة الشئون الخارجية والوزارات المسئولة عن القطاع الاقتصادي على غرار وزارة الطاقة ووزارة المالية...... وكذا وزارة الدفاع........ وبعض المؤسسات الوطنية وبالأخص سونطراك وسونلغاز....
* التعامل يكون فقط مع الأساتذة الذين يبدون مع الطالب أكثر إنسانية وهم قليلون بالطبع ونسبتهم لا تتجاوز 8% للأسف وكذا الاضطرار بالتقرب من الأساتذة ذوي النفوذ الكبير داخل الإدارة للاطمئنان على مصالحهم في المستقبل........ وهذا بأخذ أرقامهم وإيمايلاتهم وعناوين مكاتبهم خارج الكلية (باعتبار أن أغلب الأساتذة لديهم أعمال أخرى خارج إطار الكلية).......
* عدم مصادقة أيا كان فالصداقة لا معنى لها في تلك الكلية ومن بين 1000طالب جامعي تجد صديقا واحدا فقط يقوم بمصاحبتك ويخونك في آخر عام من الدراسة.......... ففي السنة الأولى تجد الكثيرين ثم يبدأ العدد يتقلص تدريجيا إلى أن ينعدم في السنة الأخيرة لكن الاستثناء يبقى حاضرا أيضا....... فأول ما تعلمناه كطلبة جامعيين لعلم النفاق (يطلق على علم السياسة لقب علم النفاق) هو مقولة المنظر الواقعي "هانس مورغانثو" أن: "لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصالح دائمة"............
* لا ترحم أحدا في مجال طلب العلم.......... ولا تظهر الغباء مع الطلبة......... وبخصوص البحوث عليك أن تجلب أكثر من 15مرجع موثوق والأفضل أن لا يكون قد قرأه الأستاذ كمراجع لشخصيات صينية أو روسية مثلا باعتبار أن أغلب الأساتذة الموجودين هناك هم ذو ثقافة أنجلو- ساكسونية وبالتالي فأقلهم وعيا ومعرفة يكون قد قرأ أغلب الكتب الأنجلو-ساكسونية المعروفة وبالتالي يستحيل التغلب عليهم في الآراء التي نعتقدها صحيحة من جانب غير الجانب الذي ينظرونها منه على عكس الكتب الروسية والصينية......... فأغلبهم ليسوا على اطلاع بها.......... وبالتلي نقطة ضعفهم تتمركز في هذا الجانب.......... إضافة لهذا فعند مناقشة بحث على الطالب فرض هيبته واشعار الآخرين بمدى قوته وحضوره العلميين بالبحث والتعمق الكبير في أسرار البحث الموجه له لأنه أحيانا حتى الأستاذ تغيب عليه بعض المعلومات حيث لايكون مطلعا عليها وهذا يزيد من فرصة الطالب من الاقتراب من الفوز برضا الأستاذ ونقاط العام........... وطبعا إفحام الطلبة الذين يناقشون بحثه بإجابات ذكية وأحيانا بأسئلة مخيفة تظهر عدم اطلاعهم على بحثه........ وعندما يناقش بحوث غيره عليه أن يطرح أسئلة من مختلف النواحي ويضع ملاحظات تربك الطلبة وتجعلهم غير قادرين على الإجابة على الأسئلة حتى لو كانت أبسط من البحث في حد ذاته والحضور دوما بأسئلة للأستاذ سواء تعلق الأمر بالبحث المعروض أو بمواضيع سياسية اقتصادية خارجة عن موضوع البحث........
* لا تصدق أحدا في الكلية أستاذا كان أو طالبا لأن الكل يخوض لعبة البقاء داخل الحرم الجامعي وبالتالي الكل يخادع والكل يمكر والكل يراوغ........ فالأساتذة متفقون مع الإدارة والطلبة يعملون طيلة العام الدراسي على استرضاء الأساتذة والإدارة عن طريق الوشاية بزملائهم والغش في الامتحانات والتعرض لبعضهم بالأكاذيب.......... باختصار هي غابة والفوز للأقوى والأذكى.......
* المكتبة لا تقدم الكتب للطلبة بل للأساتذة الذين يأخذون الكتب ولا يعيدونها......... لذا يجب الاعتماد على مكتبات أخرى على غرار مكتبة الحامة ومرصد حقوق الإنسان والمراكز الثقافية التابعة للسفارات والقنصليات.......... بالإضافة إلى أن الاعتماد على مكتبة الكلية أمر إيجابي إلى حد بسيط فقد لا تجد الكتب رغم وجود العناوين وقد لا تجد المراجع الموثوقة أصلا لعدم قدرة المكتبة على جلب نسخ منها........... كما أن العديد من الطلبة يقومون باستعارة الكتب لفترة طويلة (غالبا تكون من بداية العام لنهايته) لئلا يعثر غيرهم على مراجع تفيدهم........... دون تحرك الإدارة التي لا تبالي بأي شيء مما يحدث مع الطلبة............
طبعا تبقى الاستثناءات شيئا آخر من حيث نوعية الأساتذة ونوعية الطلبة...........
هذه مجموعة صغيرة من الملاحظات التي ينبغي الاحتياط لها ويبقى كل وقت يحمل أحداثا جديدة وملاحظات جديدة وبالتالي فهذه الملاحظات يمكن أن تصبح قديمة مع مر الزمن بتغير الظروف وتغير الأشخاص طبعا وهنا تبقى النصيحة الأهم والأعم هي استخدام العقل في محله المناسب.........
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_banner/universite_d__Alger_131831405.jpghttp://images0.djazairess.com/djazairnews/32214http://images0.djazairess.com/djazairnews/28924http://www.mechden.com/uploads/4/7/4/8/4748623/6011976.jpg?1313031719http://images1.djazairess.com/djazairnews/39133/thumbhttp://www.elbilad.net/wp-content/uploads/2011/11/%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-300x161.jpg