ما هي السعادة ??? !!!
السعادة: معنىً لا يمكن الوصول إليه بكنوز الذهب والفضة؛ لأنها أغلى من الذهب، والفضة.
السعادة: كاللؤلؤة في أعماق البحار، تحتاج إلى غواصٍ ماهر يُتقن صنعة الاكتشاف والغوص.
السعادة: هي مواقف، وكلمات، وتطلعات، ونظرات في الحياة بواقعية وأمل وتطلع وإشراق.
ابحث في داخلك ففي أعماقك السعادة، وفيها الينبوع الذي لا ينضب.
دَوَاؤُكَ فِيكَ وَمَا تُبْصِرُ
وَدَاؤُكَ مِنْكَ وَمَا تَشْعُرُ
وَتَزْعُمُ أَنَّكَ جُرْمٌ صَغِيرٌ
وَفِيكَ انْطَوَى الْعَالَمُ الْأَكْبَرُ
لكن دعنا نسأل أولاً: ماذا تعني السعادة؟!
قالوا: السعادة تعني: الحب.
السعادة هي: الرضا.
السعادة هي: الصحة.
السعادة هي: الزواج.
السعادة هي: المال.
السعادة هي: الأطفال.
السعادة هي: السفر.
إن لي صديقاً رساماً ؛ يتخيل الأشياء، فتخيل السعادة ذات يوم، ورسمها فتاة في سن العشرين, تركض ذات اليمين، وذات الشمال في توقّد وحركة وحيوية، وشعرها يتطاير يمنة ويسرة، وهي في قمة السرور واللهو والبهجة، وعرضها عليّ؛ فقلتُ له لا أتخيل السعادة كذلك.
أولاً: هذا يمكن أن يُعبّر عنه بأنه لهو أو طرب أو متعة.
لكنّ السعادة شيء آخر.
إن السعادة: أقرب إلى التجربة والخبرة منها إلى الغَرَارَةِ والمراهقة والجهل.
إن السعادة: أقرب إلى سن متقدم منها إلى هذا السن الذي فيه كثير من بهجة الشباب وعنفوانه وقوته.
وثانياً: أن السعادة فيها كثير من معنى الاكتفاء، ومعنى الهدوء، ومعنى الحزن.
فهي ليست بسبيل إلى الضجيج, وإلى الصخب.
السعادة: ذوق, ووجد, وإحساس في داخل المرء, في قلبه، في ضميره.
لا يمكن أن نضع لها تعريفاً، كما يوضع عادة في كتب العلم تعريف لكل علم من العلوم.
السعادة: لا تُرسم بالحدود والتعريفات.
ربما تطرق السعادة بابَنا، لكنها متنكرة فلا نعرفها، ولذلك لا نفتح لها.
وربما تأتي السعادة ويعيشها الإنسان بكل قواه العقلية والنفسية والبدنية، ولكنه لا يشعر بها.
كسعادة الأطفال الصغار الذين يسعدون بحياتهم، ولهوهم وبراءتهم وألعابهم وبساطتهم، ومع ذلك ربما لا يشعرون بهذه السعادة، فإذا كبروا وقرءوا وعقلوا سمعوا عن شيء اسمه السعادة، فبدءوا يبحثون عنه وكأنه شيء مفقود.
لو كانت السعادة بالمال والذهب والفضة والدولار والرصيد لكانت الجبال والمناجم أحرى بالسعادة منا، فإن فيها الشيء الكثير من ذلك.
لو كانت السعادة بالجمال والنضرة والحُسن والزينة والبهاء لكانت الطواويس أحرى منا بالسعادة، ولكانت الورود والزهور والرياحين والشقائق أجدر منا بها.
ولو كانت السعادة بالبطش والقوة، وجهارة الصوت والصولجان لكانت الوحوش أتم سعادة من الإنسان.
وإذا كانت السعادة هي الأخلاق الفاضلة، والأقوال الرشيدة، والأعمال الصالحة، والجاه العظيم، والعقل الراشد؛ فإن الإنسان أحق بها.
إن السعادة:-
- بسمةُ طفلٍ طَهُورٍ.
- أَو لَهَجُ لسانٍ صادقٍ بكلامٍ طيبٍ, أو ذكرٍ للهِ عز وجل.
- أَو خَفْقَةُ قلب متسامحٍ تجاهَ إخوانِهِ المسلمين.
- أو هَدِيَّةٌ بِلَا مَنٍّ ولا أَذَى.
- أَو كَربٌ يَكْشِفُهُ ربُّكَ عز وجل عنك وعن إخوانك المسلمين.
- أَو هَدفٌ نبيلٌ يتحقق لك أو على يدك أو على يد غيرك من المسلمين.
- أو ساعةُ جهدٍ وعناءٍ وعرقٍ، تَعْقُبُهَا راحةٌ ويتلوها نجاحٌ.
إن الأباطرة، والأكاسرة، والطغاة، والمجرمين، والأكابر والأثرياء؛ ربما يخرجون من الدنيا وما ذاقوا أجمل ما فيها: الأنس بالله عز وجل, والسعادة بمناجاته.
لكن .....
ماهي مزهرية السعاده ??? !!!
هناك مثل صيني لطيف يقول: "إذا كان لديك درهم وكنت جائعًا فاشتر بنصفه رغيفًا تسد به جوعك، واشتر بنصفه الآخر وردة تُنعش بها مشاعرك.."
ورغم إغراق هذا المثل في بحر من الرومانسية إلا أنه يظل كمضمون حقيقة لا تقبل نقاشا!.
تعالوا نطرح هذا التساؤل: ما الحياة؟..
هل هي مجرد قصور فخمة وموائد شهية، ورياش فارهة..؟،
لا فالحقيقة إن الحياة -بهذا المفهوم- تفقد قيمتها وكينونتها؛ لأنها تتناسى الجانب الأهم والمشرق فيها،
ومن ذلك جانب الحنان والمحبة..
جانب العطف ودفء المشاعر.
إنك عندما تفتقد الحب في بيتك تصبح أشقى الناس،
ولو كنت تنام على أنعم فراش، وتتوسد أزهى رياش..
ولكن عندما تجد الحب يملأ غرف بيتك، والصفاء يلون سقوفه،
هناك تجد الراحة والهناء، وإن قل الماء والفراء.
إن النفس الإنسانية كما تحتاج إلى الغذاء والدواء تحتاج أيضًا إلى سماع الكلمة الطيبة وشم الوردة الندية؛
لأن عواطف الإنسان تتعب مثلما تتعب جوارحه، وراحة العواطف لا تأتي إلا بلمسات الحنان وأريج الأزهار،
وإشراقات الجمال.
إن الشعراء لم يكونوا حالمين عندما كانوا يتمنون الوصال مع من يحبون، ولا يهم بعد هذا أتهادت الدنيا إليهم في إقبال،أم ابتعدت في إدبار،
ألم يقل الشاعر
: "إذا صحّ منك الود يا غاية المنى فكل الذي فوق التراب تراب"
إن المحبة** هي"مزهرية السعادة"
التي عندما تنتشر فإنها تطرد عوامل الشقاء والضياع.
في أتعس لحظات الحياة يأتي الحب بمعناه الشامل على شكل "منديل وفاء"
يجفف الدموع، ويمسح العبرات،
يأتي "يدًا حانية"
تربت على الأكتاف،
فتشيع فيها الأمان بعد الوحشة،
والراحة بعد الشجن.
** يأتي الحب قلبًا مليئاً بالدفء فيقتل صقيع الحياة وجفاف الوجود **
تنويه .. تخلل ما كتبت بعض الاقتباس ,, مما اقتضى التنويه