الله أكبر يا شهيد الوطن..

ما أضعف وسائل النطق والكتابة والتعبير، أمام عظمة شعبنا وثورتنا المجيدة، التي تتحدى الأقلام والأقوال والألسنة، ليعلو شأنها فوق كل شيء... إنها تريد أن تنطلق كصاروخ لترقى إلى الأجواء اللامتناهية لتعانق شمس الحرية في كبد السماء، لتنير بمصابيحها آفاق الدنيا ورحاب الفضاء ما أضعف الوسائل المنتقاة برمتها أمام عظمة ثورتنا المقدسة.
إنني أشعر برغبة قوية وملحة، تدفعني دفعا شديدا ومستمرا إلى استجواب القلم والفكر والذاكرة لإسكات صوت الضمير المزعج... إنه يؤنبني ويعذبني دوما، على عدم الإدلاء بالتصريحات والشهادات القيمة التي تنام في صدري نوما عميقا منذ سنين طويلة... فهو يريد التخلص من مزاحماتها ومضايقاتها له باستمرار لأنها ليست ملكا لنفسي وجسمي مثله، إنها أمانة الشهداء الأبرار، لشباب الجزائر وأبنائه الأحرار... لكن أسلوب الثورة العظيمة، يسمو على كل الألفاظ والتعابير والأفكار... أريد أن أتحدث عن كفاح الإخوان والأخوات في سجن "بربروس"... أريد أن أتحدث عن الأخوات العزيزات اللائي حكم عليهن بالإعدام، وهن مستبشرات راضيات ساهرات استعدادا لبذل أغلى ما يملكن في هذه الدنيا، وهي الحياة والنفوس... أريد التحدث عن المظاهرات الصاخبة التي أذهلت عقل العدو ولقنته أعظم الدروس... أريد التحدث عن شهدائنا الأبرار، وشجاعتهم وصمودهم، وهم يساقون إلى المقصلة الملعونة آكلة التضحيات والرؤوس، وأريد التحدث عن أكثر من ذلك كله، فأجد نفسي عاجزة... فمهما تجمعت الألفاظ وتكدست التعابير وتجندت المعاني والأفكار، إلا وأجد نفسي أمام الحقيقة التي تسمو بمفردها فوق كل اعتبار...أما الخطاب الجليل الذي استولى على نفسي وترك في ذهني أثرا عميقا، وفي ذاكرتي صورة مؤلمة راسخة، فهو صوت الشهيد (رحمه الله)، الذي كان يخرج من زنزانته مهللا ومكبرا، طائعا خاضعا لنداء الله والجهاد والوطن العزيز.
(الله أكبر)، (الله أكبر)، إنه لا يزال يعيش في أعماقي ووجداني كأنه التحم بنفسي وامتزج بصوتي وروحي ليحرك فيها جميعا سنوات الثورة المجيدة، التي نذكرها بكل فخر واعتزاز، ونطمئن شهدائنا الأبرار: بأننا على العهد باقون، وعلى نفس المنهج سائرون وعاملون... لقد كانت كل طلعة فجر عبارة عن استشهاد ودموع وصوم وخشوع...
الله أكبر يا شهيد الوطن، يا علم بلادي، وسليل عزي وأجدادي... الله أكبر من كل جلاديك وأعدائك، الذين لقنتهم درسا في الوجود وروح الحياة، كم أنت جليل وعظيم يا شهيد الوطن، وكم أنت عملاق يا شهيد، أمام قوة العدو ونار الجحيم وحديد الأغلال والقضبان والمقصلة، ورحم الله شهدائنا الأبرار...

بقلم المجاهدة: لصغر خديجة خيار.

سلام أحلى لبؤة في الجزائر والعالم, شرفني مرورك وكلماتك المنمة عن رفعتك وسموك, تقبلي تحياتي والسلام.

سلام عزيزتي ملك, أحييك بأروع تحية, شكرا على المرور, تزيدينني شرفا بعبق مرورك, تقبلي احترامي والسلام.