فلسطين كلمة تعني الكثير الكثير في الزمن البعيد و الحاضر و المستقبل فهي ارض باركها الله و سماها ارض الميعاد ميعاد يوم يحشر الناس فيه ليوم قريب , فهي التي سماها رسولنا الكريم أرض المحشر و المنشر .
فلسطين الارض التي تتالت عليها الأزمنة و اجيالها فهي ارض بوركت من السماء لجعلها مهد الرسالات و أرض الانبياء , كما انها ام الارض فيها شعب لا يقهر و إرادة لا تهزم و صمود لا يقاوم من الزمن البعيد فتح فيها عمر القدس و تلاه صلاح الدين الايوبي .
ففي زمننا الحالي اصبحت فلسطين لا تعني الكثير لمن سمو انفسهم بالمسلمين قبل العرب ففيها من يقتل و يذبح بدم بارد و فيها من هو تحت جبروت ذلك السجان الذي حكم عليه بما سمي بالمؤبد . ارض فلسطين عانت الكثير من احفاد موسى عليه السلام عانت من ذلك الظلم الذي لا حول له و لا قوة اي ارض تتحمل كل ما عليها من ظلم و عدوان اهل ذلك عدلا في قانون الانسانية عندما يروى لك بأنه تم قتل رضيع او طفل او شيخ او امرأة بدم بارد , هل من العدل بأن يحكم عليك بالثلاثون مؤبدا نتيجة دفاعك عن شرفك و عرضك أهذا ما تستحقه ارض الميعاد ارض صعد منها خاتم الرسل و الأنبياء إلى سابع سماء , ام انه لا بد الدفاع عن تلك الأرض بكل ما نملكه من قوة الإرادة و العزيمة , هل من عمر جديد ؟ , هل من صلاح جديد ؟ .
فلسطين عذرا فالرجال توشك على الانقراض من الديار العربية و قريبا ستتلاشى من الديار الاسلامية و ستتبدل نظرتك بنظرة صارخة رافضة للظلم و الهوان متأملة بيأس شديد في غد افضل لأنك تنتظرين التهاون جالس على مقعد اصحاب القرار و الاحجام يستهوي امة الاسلام و صمت ضمير العالم هو اجابة صرختهم فمتى ينجلي الظلام و المهانة .
شعبك يا فلسطين انتفض رافضا كل العبارات رافضا كل القرارات رافضا كل سياسات التهاون و التخاذل فقد عزم على حرب لا يكل و لا يمل حرب كر و فر و جعل العالم اجمع يمتطي جواد الذل و المهانة و الخذلان .
شعب فلسطين شعب مهما توارت عنه الانظار و مهما اسدل عليه الستار فهو قادر على اتخاذ القرار و تحمل كل المعاناة و تكبد كل ما سمي من خسائر لئلا يجعل راية امة انتسبت للإسلام ان يمسها الذل و المهانة , شعبك يا فلسطين تنحني له كل الشعوب و القلوب لأنه عزم على امتطاء جواد العز و الكرامة , عزم على رفع راية الاسلام و طرد المحتل الغاشم فهل انت مستعد يا شعب فلسطين على جعل فلسطين كل فلسطين ارض يحتويها الامن و السلام ؟
حينما امتلك الشعب الفلسطيني زمام المبادرة تفجرت لديه طاقات الابداع النضالي و اصبح الكشف عن سمات الانتفاضة تنظيرا لأسباب المقاومة الناضجة التي نمت جذورها و تطورت في عمق التراب الفلسطيني . كما ان جذور الانتفاضة للشعب الفلسطيني داخل الاراضي المحتلة تمتد إلى عشرات السنين إلى الوراء , كما ان القراءة المتفحصة لتاريخ النضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال البريطاني و الغزو الصهيوني منذ مطلع القرن 19 و كذلك تاريخ الثورة الفلسطينية في مرحلتها المعاصرة منذ اول يناير 1965 حتى الان تبين ان الاسباب التي استخدمها الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الاخيرة هي ذاتها الاسباب التي استخدمت من قبل مع تغير الظروف مع الافراد و الجماعات بحيث يشمل التحرك كل فئات و طوائف و جماعات المجتمع الفلسطيني .
و لكي يمكن تصور احتمالات المستقبل من الضروري تحديد ما انجزته الانتفاضة حتى الان و ما احدثته من تغيير ليس فقط في موازين القوى و إنما في مواقف الاطراف المختلفة .