القذافي أو سقوط آخر القلاع

سبحان الحي الذي لا يموت وسبحان من بيده الملك والملكوت أما بعد:
فإن خبرا أتانا من ليبيا فأحزننا وأفرحنا، فأما الذي أحزننا فإنا لموت الزعيم لمحزونون ، وأما الذي أفرحنا فإن قتل القذافي على يد قوات الناتو الصليبية له شهادة ولنا ذخيرة، ألا وإن أهل ليبيا باعوه بأقل من الثمن الذي كانوا يأخذونه منه، فإن يقتل فقد قتل أبناؤه معه وكانوا أسودا ضراغم لم يسلموه ولم يخونوا عهده، وإن الزعماء والله لايموتون حتف أنوفهم ولا على فرشهم ولكن ضربا بالرماح وطعنا بالسيوف وموتا تحت وابل الرصاص وقصف الطائرات ، هم الجبال فسل عنهم مصادمهم**ماذا لقى منهم في كل مصطدم،.....

ليس كما يموت خنازير الغرب ولا حمير (....) ولا أشباه الرجال ممن فر إلى أسياده وأمثاله....

وقد رأينا ما فعل بالشهيد وكذلك نحسبه ونسأل الله أن يتقبله أقول رأينا ما فعل به على يد أحفاد الأزارقة كلاب النار،الذين نكلوا به وبجثتهم وقد علمنا أن التنكيل بالجثث حرام نهي عنه رسول حين أراد أن يمثل بجثث سبعين من (المشركين) ثأرا لعمه حمزة لكن القرآن نزل: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم ...صدق الله العظيم فنهى رسول الله عن التمثيل والتنكيل بالجثث جثث المشركين والمسلمون من باب أولى ....

يدعون أنهم حرروا ليبيا فممن حرروها؟؟ من زعيمها الذي كان وعلى مدى 42 عاما رمزا لها لطالما هللوا له وفدوه بالروح والدم فما لنا نراهم اليوم يكيلون له التهم جزافا يقولون أنه كان عميلا للغرب وقد قيل قبلا شر البلية ما يضحك ، كلنا نعلم أنه حين كان القذافي الوحيد المعارض للسلام مع اسرائيل كان حكام العرب يلهثون وراءه وحين كان يصدع برأيه في الغرب وعلى منبر الأمم المتحدة كانوا هم يرتمون في أحضانهم، لكن ما عسانا نقول إلا كما قال الشاعر: لا تأسفن على غدر الزمان لطالما**رقصت على جثث الأسود كلاب...لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها**تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب...

ولم ولن أنسى فتوى الشيخ المسمى القرضاوي التي تدعو لقتله وتحرير ليبيا منه لسفكه الدماء فما باله يسكت عن المجازر والدماء التي يسفكها الثوار أليست دماء مسلمين ام أنهم كفار وجب الجهاد فيهم ، نسأل الله أن لا يكون ممن قال عنهم رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه: اتخذوا رؤوسا جهالا أفتوهم فضلوا وأضلوا..أو كما قال حبيبي رسول الله ولولا أنه شيخ (عالم) لقلت فيه كلاما يسلخ الجلد عن العظم ولرميته بما هو أهله فعسى أن لا يكون ممن يخبط خبط عشواء ويهرف بما لا يعرف؟؟ ....

أما الذين يدعون أنفسهم بالثوار وما هم إلا خوار والذي تولى كبرهم عبد الجليل يدعى فما هو إلا رويبضة تافه تولى أمر عامة غوغاء ، نرى منهم من يريد صورة تذكارية مع جثة الشهيد آخر الرجال سقوطا وذاك شرف لن ينالوه بالصور ، ومنهم من يتألى على الله ويبشره بالنار نار جهنم وقد يعلم ما ورد في صحيح مسلم الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ (2621)الحديث الذي رواه جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك رواه مسلم....

نسأل الله اللطف بنا وبأمة الاسلام وإليه المشتكى والمعول وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم