الصرصور...
حشرة
من رتبة مستقيمة الأجنحة صغير له ست أرجل، منتشر في شتى بلاد العالم،
ويكثر في المناطق الحارة، جسمه مفلطح بيضي يضرب لونه للسمرة، و له قرنا
الاستشعار طويلان والعينان كبيرتان وللصرصور رائحة كريهة من إفراز غدي وهو
يأكل ما يصادفه و يتكاثر عن طريق البيض الذي تبيضه أنثى الصرصور حيث تفرز
الأنثى مادة عطرة تعلن فيها استعدادها للجماع يلتقطها الذكر بقرونه
الاستشعارية فينجذب إليها الذكر ويمكن أن تبيض أنثى الصرصور لمدى الحياة
بمجرد التقائها بالذكر لمرة واحدة
يوجد في العالم 3500 نوع من الصراصير
وقد أثبتت أبحاث علمية إن الصراصير توجد على سطح الأرض منذ خمسين مليون
سنة أي سابقة وجودنا على هذه الكوكب بست وأربعين مليون سنة عن وجود
الإنسان على كوكب الأرض والذي يقدر بأربعة ملايين سنة وهذا يعني أنها من
أوائل المخلوقات التي وجدت على سطح الأرض
ويصنف الصرصور ضمن الحشرات
القارضة حيث يستعمل فكيه الأماميين الذي يسميان الفكوك الطاحنه لتمزيق و
لقطع ومضغ الطعام كما يوجد زوج من الفكوك أقلّ قوّة من الفكوك الأمامية
يُسمّى الفكوك الخلفيّة وتُستعمل في التعامل مع الطعام ودفعه إلى أسفل
الحنجرة. وله شفتان؛ الشفة العليا، وهي غطاء يتدلى إلى أسفل فوق أجزاء
الفم مغطيًا الفم من الناحية الأمامية. أمّا الشفة السفلى فهي تغطي الفم
من الخلف
ويسمى
صوت الصرصور عرير تسمع الصراصير بوساطة الشعيرات الموجودة على قرونها
الشرجيّة (زوج من اللوامس يوجد في آخر حلقة من حلقات البطن
مراحل تحول الصرصور
له
ثالث مراحل هي البيضة ثم الطور الانتقالي ثم اليرقة وتسمى مراحل تطور
الصرصور يالتحول الغير مكتمل لان مراحل تطور الصرصور لا تشمل مرحلة او طور
الخادرة
واليوم
أصبح مؤكداً أن الأرض تعرضت إلى خمس موجات انقراض على الأقل تسببت كل موجة
في إبادة تسعين بالمئة من مخلوقات البر والبحر وفي آخر موجة هلكت
الديناصورات والثدييات العملاقة فيما نجحت الصراصير لخامس مرة
ويقدر
أن الصراصير ستبقى بعد كل مرة تتعرض فيها الأرض لأسوأ كارثة يمكن تصورها.
فلو نشبت حرب نووية شاملة لن يتحمل الإشعاع ويبقى سليماً غير الصراصير ولو
شحت موارد الأرض واختفى الطعام لن يتحمل الجوع غير الصراصير ناهيك عن
قدرتها على أكل كل شيء من التراب إلى الكعك ومن الخشب إلى البلاستيك ولو
انتشر مرض فتاك وقتل كل الكائنات الحية ستتأقلم الصراصير بسرعة وتنتج
مضادات مناعية خاصة ولو انطلقت غازات سامة تستطيع الصراصير أن تحبس
أنفاسها لمدة أربيعين دقيقة حتى تهرب لموقع أفضل وحين تقرر الهرب تملك
وسائل ممتازة لتنفيذ ذلك، فهي تركض بسرعة كبيرة تقدر بخمسة كلم في الساعة
وتستطيع ضغط حجمها والدخول من فجوة لا تزيد عن 15ملم والجري في أنبوب لا
يتجاوز قطره خمسة ملم
أما
في الأحوال العادية فالصراصير أبعد ما تكون عن الانقراض فأعدادها تفوق
بأضعاف أعداد البشر وكامل الثدييات وهي قادرة على العيش في جميع المناطق
من الغابات المطيرة إلى الصحاري الجافة ومن المناطق القطبية إلى البيوت
الدافئة وهناك 20نوعاً منها فقط تفضل العيش داخل البيوت انتقل بعضها إلى
قارات جديدة بفضل سفن الشحن وهي عند اللزوم تصوم عن الطعام لثلاثة أشهر،
وعن الماء لمدة أسبوعين وتتحمل درجة حرارة تصل إلى 70درجةمن مميزات الصراصير إن
الصراصير تملك آليات مدهشة للنجاة بنفسها فهي مثلاً تملك حاسة شم قوية
تنبئها بمقدم أي مخلوق وهي في مخبئها وإن خرج أحد قبل حضورها ستعرف بوجوده
بسبب القدر الضيئل من الرائحة التي تركها خلفه وهي تملك حاسة فريدة
للتموجات التي تحدث في الهواء فإذا رفعت قدمك لدهسها سيؤدي ذلك إلى ضغط
الهواء أثناء نزول القدم وبالتالي سيشعر الصرصور بأن شيئاً ثقيلاً سيسقط
عليه فيهرب بطرفة عين أما إذا فكرت باستعمال أحدث المبيدات الحشرية فقد
تنجح في البداية ولكن سرعان ما ستتأقلم الصراصير معها وتلد ذرية لا تتأثر
بها وهذا بحد ذاته خبر سيئ لأن الأنثى قد تلتقي بالذكر مرة واحدة فقط وتظل
تلد طول حياتها
أيضاً
لا يمكن للصراصير أن تعاني من أمراض القلب لأنها ببساطة لا تملك قلباً
تملك فقط أنابيب ضاغطة تحرك الدورة الدموية بكلا الاتجاهين وهذه الميزة
تجعلها لا تعرف شيئاً يدعى التعب أو ضعف اللياقة ورغم ذلك لا تمانع من
الهجوع لأشهر في المناطق الشحيحة
كل
هذه المزايا تجعل الإنسان بالمقارنة هشاً وعرضه للانقراض أمام أي كارثة
كبيرة وفي حين يقول علماء الأحياء إن البقاء للأقوى تثبت الصراصير أن
البقاء للأكثر مرونة وقدرة على التكيفوالصرصور يستطيع أن يعيش بدون رأس لمدة أسبوع إلى ثلاث أسابيعأجمل أكله لهذا المخلوق أن يتغذى على رموش العين عندما يكون قريب من إنسان نائم أو ميتو من العجيب ان الصرصور، بعد احتكاكه بالإنسان، يسارع إلى مخبئه لتنظيف نفسه وهذه إحدى اغرب وأعجب مميزات الصرصور
والصرصور الذي يعيش في المناطق الاستوائية تصل سرعته الى 3.36ميل في الساعة
أنواع الصراصير
تقسم عادة الصراصير إلى أنواع منزلية تعيش في المباني والمنازلوأنواع
خارجية تعيش وتحصل على غذائها عادة في المناطق الاستوائية لكنها تتنقل إلى
داخل المباني إذا ما اتحيت لها فرصة ذلك وهناك صرصور يسمى صرصور الجبال
والذي لا يعيش إلا في الجبال والأنواع الأربعة الضارة والمشهورة التي تؤدي إلى تلف المكتباتالصرصور الأمريكييختبئ
في المناطق المظلمة أثناء النهار وينشط ليلاً ويقذف هذا النوع مادة جنسية
جاذبة على شكل سائل بني وغالباً ما تُشاهد على مواد المكتبة ويبلغ طول هذا
الصرصور حوالي أربعين ملليمتر ولونه بني ضارب للحمرة ويُصنف هذا النوع في
أغلب الأحيان باعتباره حشرةً داخلية تفضل الأماكن الرطبة الدافئةالصرصور الاستراليوهو
أصغر من الصرصار الأمريكي ويتميز بعلامات فاتحة أو صفراء اللون على الصدر
والأجنحة ويشيع وجوده في المناطق الاستوائية الرطبة وهو حشرةٌ يمكنها
العيش داخلياً الصرصور الشرقييُعرف
أيضاً باسم حشرة الماء وهو ضخم ولونه أزرق داكن أو أسود وهو يفضل المناطق
الرطبة الأكثر برودة مثل أماكن الصرف ويعيش بالطوابق السفلية من المباني الصرصور الألمانيوبالنسبة لصرصور الألماني ثمة اكتشاف جديد حيث نجح
علماء في اكتشاف المادة التي تفرزها أنثى الصراصير الألمانية لاجتذاب
الذكر، ويأمل هؤلاء أن يساعدهم هذا الاكتشاف على السيطرة على عملية
التوالد لدى هذه الحشرات، التي تعتبر الأكثر مقاومة للمبيدات والأكثر
إزعاجا للإنسان من خلال احتلالها زوايا المنازلويقول
العلماء إن مادة عطرة تنبعث من جسد أنثى الصرصور الألماني لإعلام الذكر
باستعدادها للجماع وهي مادة كيميائية تسمى فيرومون بحسب وكالة الأسوشيتد برس
وكانت هذه المواد الجاذبة قد اكتشفت لدى أنواع أخرى من الصراصير باستثناء الصرصور الألماني الذي كان لا يزال موضع دراسةونشرت
مجلة جورنال ساينس في احد عددها عام2005 عن قول رئيس فريق الباحثين من
جامعة كورنيل وينديل رولوفس إن تركز بحثنا على الصرصور الألماني لأنه
يتسبب بالسمعة السيئة في العالم بين كل أنواع الصراصير الأخرىوقال رولوفس إن العلماء يحاولون منذ سنوات اكتشاف هذه المادة لكنهم عجزوا عن تحديد الغدة التي تخزن الـفيرومون وتفرزها لدى الأنثىوفي كل مرة كانت هذه المادة تنبعث من الأنثى كان الباحثون يفشلون في عزلها أو التقاطها بسبب ضآلة الكمية المنبعثةوفي
عام 1993 تمكن باحث في جامعة كارولينا الشمالية يدعى كوبي شال من عزل هذه
المادة الكيماوية إلا أنه تعذر إجراء التجارب عليها بسبب حساسيتها العالية
تجاه الحرارةونجح
طالب في المختبر نفسه يدعى ساتوشي نوييما من تطوير تقنية تعتمد على
الحرارة بشكل أقل وأجرى تجارب على قرن الاستشعار أنتينا لدى الذكر الذي
استجاب بقوة للمادةوقد
يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير مبيدات للقضاء على هذا النوع من الصراصير
الذي يعيش في البيوت في كل أنحاء العالم والذي تعجز كل المبيدات المستعملة
حاليا في القضاء عليه
أمراض الصراصيركشفت
دراسة علمية جديدة أن الصراصير كالبشر تصاب بالوهن والضعف عندما يتقدم بها
العمر أوضح باحثون أمريكيون أن مفاصل الصراصير العجوزة تتوقف عن الحركة
بشكل طبيعي ومن ثم تتعثر في المشي كغيرها من الحشرات الزاحفة التي يطول
عمرها ليصل إلى نحو ستين أسبوعا وتقول انجيلا ريدجيل التي أشرفت على
الدراسة بجامعة كيس ويسترن ريسيرف لمجلة العلوم الجديدة تتعثر الصراصير
العجوزة في كل خطوة تخطوها وهو ما يبطئ حركتها وتقول الدراسة إنه عندما
يبلغ عمر هذه الحشرات 65 أسبوعا تتعثر خطا أكثر من 80 بالمائة منها ووجدت
الدراسة أن الصراصير العجوزة تخفض الوقت الذي تقضيه في الحركة بنسبة 40
بالمائة كما قالوا إنها تسير بصعوبة عند صعود منحدر بدرجة ميل 45 درجة
فيما يفشل 60 بالمائة في الصعود إلى القمةوقد نجحت اليابان في تمول إنتاج صراصير أميركية للإغاثة والتجسس حيث
نجح علماء يابانيون في تطوير نوع من الصراصير مزودة بكاميرات دقيقة
وميكروفونات خاصة لمهمات التجسس أو في البحث عن ضحايا الكوارث تحت الحطام
ويمكن التحكم بهذه الصراصير عن بعد
وأشار
الدكتور إيساو شيموياما من جامعة طوكيو إلى أن بالإمكان التحكم في حركة
الصراصير واتجاهها إلى اليمين أو اليسار أو الزحف للأمام أو القفز للخلف
وذلك بواسطة الرقاقة الدقيقة التي تغرس بصورة جراحية في ظهرها وأقطاب
كهربائية موصولة بأدمغتها وقال
إنه تم اختيار الصراصير بالذات لهذه المهمة لأنها صلبة بصورة مدهشة
ومقاومة للسموم والإشعاعات ويمكنها القيام بمهمات لا يتسنى للإنسان القيام
بهاوقد قام
الباحثون بتمويل من الحكومة اليابانية بإنتاج جيش من الصراصير الأميركية
التي تعرف باسمها العلمي بيربلانيتا أميركانا حيث تعتبر النوع الوحيد
الكبير والقوي بما يكفي ليحمل ضعف وزنه عشرين مرةوذكرت
صحيفة إلكترونيك تلغراف أنه تمت إزالة أجنحة الصراصير وقرون استشعارها
لوضع الأجهزة الإلكترونية التي يبلغ وزنها عشر الأونصة ولكنها ضعف وزن
الحشرة
ومن
الطريف بالذكر أن الصراصير تساعد التلاميذ الروس على الغش حيث ذكرت صحيفة
برافدا الروسية إن تلاميذ المدارس في مدينة بيكاتيرنبورغ ابتكروا طريقة
جديدة للتلاعب بالعلامات السيئة في شهاداتهم الدراسية وهي الطريقة التي
تعتمد على استخدام الصراصير بعد تجويعهاوأوضحت
الصحيفة إن التلاميذ بدأوا في اللجوء إلى تلك الطريقة بعد إن لاحظوا إن
الصراصير تلعق الحبر الجاف من على الورق وتزيله من دون إن تترك له إي اثر
ولمحو أي درجة سيئة من الشهادة الدراسية يضع التلميذ عليها قطرة من عسل
النحل قبل إن يطلق لصرصور جائع العنان كي يلعقها بالكامل ويلعق معها الحبر
الجاف المستخدم لتدوين الدرجة دون إن يترك إي اثر يدل على إن شيئاً كان
مكتوباً في تلك الخانة ثم يكتب التلميذ الدرجة التي تحلو له قبل إن يسلم
الشهادة إلى والديهونقلت الصحيفة عن عدد من التلاميذ الذين جربوا طريقة التلاعب الجديدة قولهم أنها طريقة
رائعه وفعاله للغايه