الشاعر.....لإدمون روستان

سيرانو دي برجراك

ملخص الرواية: هو أن فتاة فرنسية اسمها روكسان كانت من أجمل بنات عصرها وكانت مولعة بالشعر والأدب وقد نشأت في بيت نعمة وجاه وعاشت عيشة رغيدة بفضل الثروة التي ورثتها عن أبويها, فأحبها كثير من النبلاء الفرنسيين وقادة الجيش وعرضوا عليها الزواج فلم تجد من بينهم من يوافق ذوقها. كان ذلك في القرن السابع عشر وكانت فرنسا في حرب مع اسبانيا وكان قوادها الفرنسيون ومنهم جماعة ابطال في فصيلة من جاسكونيا قد اعدوا انفسهم للدفاع عن وطنهم منهم ابن عمها سيرانو

دي برجراك الشاعر الذي سميت الرواية باسمه وكان يحب ابنة عمه ولكنه كان دميم الوجه كبير الأنف الى درجة تلفت النظر فلم يكن يطمح ان ينال رضاها ويكسب قلبها فأحبها وهي لم تعلم بحبه. وحدث ان قابلت روكسان مرة شابا من فرقة الحرس في الجيش من الفصيلة نفسها التي فيها ابن عمها ومنها قائد الجيش الذي كان أيضا مغرما بها وعرض عليها الزواج وكانت قد رفضته, وكان اسم هذا الشاب كرستيان وكان جميلا حسن الطلعة فأحبته لجماله ولم يكن متصفا بالفطنة والذكاء ولم يكن اديبا يحسن صوغ الكلام ولم تكن تعرف ذلك فيه وهنا ظهرت الحيلة التي احتالها له ابن عمها الشاعر سيرانو الذي كان يريد سعادتها فكان يلقن كرستيان في مواقف كثيرة وفي رسائل ما يجب ان يقوله لها ليكسب قلبها. وانطلت عليها الحيلة.
بل استطاع مرة وهي على الشرفة في الليل وقد عجز كرستيان عن التحدث اليها بحديث ترتضيه ان يأخذ محله تحت الشرفة ويحادثها ببيانه الساحر وكان سيرانو يقنع من حبه انه استطاع بفضل جمال كرستيان ان يوصل اليها خفقان قلبه بحبها. وما لبثت حين الح عليها قائد الجيش مرة بملاقاته ان زوجت سرا بكرستيان فكان هذا داعيا الى انتقام القائد منه وتسييره هو.

وسيرانو الى ساحة القتال. واخذ سيرانو يبعث الرسائل الى روكسان باسم كرستيان ويطلعه عليها قبل ان يرسلها اليها ورأى منها واحدة وبها اثر دمعة من دموع سيرانو فأدرك ان سيرانو يحبها واعترف له سيرانو بذلك وأقسم انه ما طمع فيها قط, لأن من يحمل وجها مثل وجهه لا يطمع في حياة الحب والغرام. فذكر له كرستيان انها اقسمت له لو كان دميم الوجه لأحبته ولما نقص حبها له ونصحه ان يفاتحها بحبه لأنها في الواقع كانت مغرمة بأدبه وبيانه فانتعشت نفس سيرانو.
ولم يطل الأمر حتى فاجأتهما روكسان وقال لها كرستيان سيحدثك سيرانو حديثا خطيرا وسار إلى القتال. وقتل كرستيان في المعركة وحزنت روكسان عليه كثيرا واندفع سيرانو الى المعركة وجاهد جهاد الأبطال حتى حقق النصر لفصيلته بعد ان كادت تفنى كلها وتمت الغلبة للفرنسيين على الأسبان. وانتهى أمر روكسان الى دير الراهبات حيث كان يزورها ابن عمها سيرانو وقائد الجيش الذي أصبح دوقا وهدأت في نفسه عواطف الشرور والشهوات فكان يزورها للتعزية وللتكفير عن سيئاته الماضية.
وكان سيرانو كما ذكرت رسول العناية الإلهية إليها والعزاء الباقي لها في تلك الحياة بعدما فقدت كل عزاء وسلوى- فكان يزورها في الدير ويعزيها ويؤنس الراهبات.ولم يطل أمره حتى فاجأه أعداء له وألقوا عليه جذع شجرة وهو عابر في أحد الأزقة فجرحوه جرحا مميتا فتأخر عن موعد زيارته لروكسان ثم ضمدت جروحه وتحامل وسار يقصدها في الدير وأخذ يحدثها ولم يلبث طويلا حتى ثقلت عيناه واحتبس صوته وسقط رأسه على صدره فنادته فانتفض ورفع رأسه.
وهنا أخذا يشكوان الواحد للآخر جرحه وأخرجت له الكتاب الأخير الذي كتبه هو بلسان كرستيان قبل موته في المعركة وكانت تخبئه في صدرها وهي لا تعلم أنه كلامه هو فقال لها: ألم تعديني مرة أنك ستطلعيني على هذا الكتاب قالت : بلى, فأخذه وأخذ يقرأه بصوت عال وفي مطلعه الوداع يا روكسان فإني سأموت عما قليل وكنت أرجو أن أعيش بجانبك لأتولى حراسة سعادتك .
وكانت روكسان تصغي إلى قراءته ذاهلة مدهوشه وتقول بينها وبين نفسها ما أغرب صوته إنه يقرأ وكأنه يحدثني ويناجيني. وظلت تضطرب وترتعد وتقول بينها وبين نفسها أنها نغمة غريبة جدا تذكرني بنغمة مثلها سمعتها في ساعة من ساعات حياتي الماضية.
وأخيرا أدركت روكسان أن النغمة عينها التي كانت ترن في أذنها ليلة الشرفة منذ خمسة عشرة عاما(حين كان سيرانو يخاطبها وهي تظنه كرستيان). وتنتهي الروايه بموته بين يديها وقد عرفت أنه هو الذي كان يحبها فقبلته قبل موته وفتح عينيه للمرة الأخيرة...أخبرته روكسان أنها تعلم أن من أحبته كانت روح سيرانو التي ملأت قلبها كلماته ...
فمات بين يديها ....

وهذه مقتطفات من شعر سيرانو دي برجراك يخاطب كريستيان ويلقنه

كن اللسان وانا الفكر
كن الجسم وانا الروح
كن الجمال وانا العقل
كن الزهرة وانا العطر
كن العين وانا النور المنبعث منها

كن القلب وانا حبته الكامنة
فلا تكتب اليها الا ما امليه عليك
ولا تحدثها الا بما ألقنك أياه
وليكن ذلك سرا بيني وبينك لا تعرفه
روكسان ولا يعرفه احد من الناس.
.............................................
هناك من أراد أن يبلغ رسالة لروكسان بعد موت سيرانو
إلى روكسان: رسالة سيرانو دي برجراك التي لم يكتبها

مُخَضَّبةٌ كفِّي بِدَمْعِي وقَلبِيا
يُجَرِّعُني شَوقًا لرُوكسانَ بَاقِيا

فَلَمَّا صَدَدتُّ الشَّوقَ عنْها وَجَدتُّهُ
يَعُودُ فَيَغدُو للمعَاناةِ سَاقِيا

فإِنْ أشرَقَتْ روكسانُ كانتْ بضوئِها
هيَ الشَّمسُ في رُوحِي وقَلبِي وَبَالِيا

وإنْ تَطْوِها الأحْلامُ باتَت سَكِينَةً
وَبدرًا يَزِينُ الكَونَ بِالنُّورِ حَولِيا

تَعَلَّقتُهَا عِشقًا وقَد كَانَ قَلبهَا
لَيُغرَمُ في غِرٍّ بَليدٍ أمَامِيا

فمَا كانَ ذاكَ الغِرُّ صِنوِي ولا أَنا
أُقَاتِلُ مَن قد كَانَ في الحَربِ دُونِيا

وَلَو شِئتُ ما أبقَيتُ بِضعًا لأَهلِهِ
إذا كنتُ قد أَعمَلتُ في الغِرِّ سَيفِيا

فما كَانَ ذَا نهجِي وليسَت شَمائلي
ترَفَّعْتُ عن دُونِ السَّجِيَّاتِ عَاليا

أَغَرَّكِ إذْعانِي لحبي فَتَأمُرِي
فُؤادِيَ أنْ يَفنَى وتَهلَكَ رُوحِيا؟

فتُرضِينَ أَحزانِي وَتُدمِينَ خَافِقِي
فَعِشقُكِ ذاكَ الغِرُّ فَوقَ احتِماليا

سَألْتكِ بِالأشوَاقِ بُوحي وأفصِحي
أسُوءٌ جَرى مِني؟ وما كانَ ذَنْبِيا؟

فإِنْ كَانَ في خَلقِي فَما كُنتُ خَالِقِي
ولكِنَّ طُهرَ النَّفسِ أَضْحى رِدائِيا

سَأُهديهِ مِن رُوحي ليحظى بِحُبِّكِ
فلَيتَكِ يا رُوكسانُ تَدرينَ ما بِيا

مُعَذِّبتي بانَتْ ولم تَدرِ أنني
كأنّي غَداةَ البينِ سَهمٌ رَمانِيا

تَوَلَّتْ وَنبْضَاتِي على وقْعِ خَطْوِهَا
تُغَادِرُ ما قَد كانَ يَومًا فُؤَادِيا

قُتِلتُ بلا جَورٍ لأني عَشِقتُها
وسَلَّمتُها قَلبًا مِن الشَّوقِ ذَاويا

فإِنْ عُدتِّ يا رُوكسانُ صَلِّي لشَاعِرٍ
هَواكِ فَأرْدَتهُ المَحبَّةُ جَاثِيا

وَطوفِي على قَبرِي وَجُودِي بِدَمعَةٍ
لَقَدْ مِتُّ ظَمآنًا فَرَوِّي رُفَاتيا

أرجو أن تنال إعجابكم

الشاعر.....لإدمون روستان Cyranoroxane1

شكرا سمير رواية روعة

واصل مجهوداتك دائما متابعين

سبارتا حاول تقراها.....راااااااااااااااائعة الرواية بجد

والله قريتها

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قصة جميلة
مشكور علي مساهمتك بها سمير

» الامير الشاعر بدر بن عبدالمحسن mix
» صوت صفير البلبلي وقصة الشاعر الاصمعي
» النجمُ المرآة (الشاعر عبد القادر الأسود)
» ما أصدق السيف/ الشاعر عبد الله البردوني
» ّّهي امرأةٌ تَظلُّ كَمَنجمِ الدَهَشاتِ تُدهشنيّّّ