الرحيل

هل كنت تعرف طعم الفراق
كنت اعرف المعنى اللغوي للكلمة
واليوم ماذا؟
عما تسألين ؟ عن الفراق
بعدك لقد فهمت المعنى العميق للرحيل لقد فتحت قاموس الحياه وقرأت التعاريف التي كتبت بالدموع والحسرة وغلفت بغلاف الحزن الرمادي
فماذا قرأت عن الرحيل ايها الحكيم ؟
قرأت الالم والندم والعذاب وعيش يبن مخالب الحنين الناعمة الخانقة
الرحيل يا صغيرتي في البداية يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة الرحيل ان اجلس انا وانت ويحيط بنا جو كئيب من الملل ويغيب لهيب الشوق من بين اضلعنا وينحسر بريقه في العيون العاشقة وتختصر الحكاوي بينا في بضع كلمات .كيف الحال ؟ انا بخير وانت .هل من جديد ؟ لا جديد
قبل الرحيل كل شيء يفقد نكهته حتى الرحيق بين الشفاه و الدفئ بين الظلوع
ثم ماذا؟
في غياب الجنون بالحب تعاد كل الاسطونات في الذهن نعيد التفكير في الاحلام والاماني والامال يمتحن الحب حينها يا جميلتي ايما امتحان وتوضع كل المشاريع على المحكات ويخيم الصمت بيننا في حين ان العواصف تتركب في النفس مثل الثورات لتنظر من يشعل الفتيل
جميل سردك للرحيل ثم ؟
ثم تأتي الاسباب قد تكون كلمة او نظرة وقد يكون سببا تافها هذا ما يسمونه السبب المباشر او السبب الغير الحقيقي وبعدها نتبادل اطلاق النار بكل عنف بكل سخط فيسكننا الجنون ونتبادل الجراح بدل القبل
وحين تحط الحرب اوزارها ماذ؟
اعجبتكي اللعبه اليس كذلك؟ اكمل
بعد الحرب نعيد رسم الحدود ونحدد لبعضنا البعض الخطوط الحمراء وربما ...
وربما ماذا؟
ربما يحاول ان يمحوكل منا الاخر
اهذا هو الرحيل ؟
لا ..لا تلك البداية فقط وكلها بدايات متشابهة
يحط بنا الهدوء بعد الغضب في طريق بلا بوصله بلا غرب بلا شرق بلابداية بلا نهاية
الرحيل يا صغيرتي ان اراك تقومين من مقعدك حزينة غاضبة مخذولة ربما في احلامك وربما في حبك وربما في مشاعرك كيف ما كانت اراك وقد ادرت ظهرك لي تاركة ايايا في الذاكرة البعيدة وربما المؤلمة اراك تحملك خطوات انا عاجز عن ايقافها . الرحيل ان لا اعرف كيف احرك ساكنا كي استعيدك .الرحيل ان يغلق باب السماء في وجهي وكانت عيناك السماء . الرحيل ان تشطبيني من قائمة الاحلام وقائمة الملائكة . الرحيل الم يهجم عليا وحيدا يقطع كبدي . الرحيل ندم يغرس الحزن في روحي يوما بعد يوما الرحيل عجز لعين يجثو على انفاسي . الرحيل موت يدب بافراحي يهجض كل امل يتسلل الى داخلي . الرحيل صمت وفراغ يسكنني يكفنني حيا . الرحيل ان تحرميني من صوتك من نظرتك من قبلاتك من دفئك .الرحيل ان تسقطيني من اهتماتك الرحيل غذاب ابدى .الرحيل عمر من الحزن يزحف بي نحو القبر وحدي بلامشيع . واقسى رحيل ان يرحل قلبك عني وتبقي انت
يا صغيرتي في قاموس الحياة قرأت اياما وفصولا للرحيل تعاش وتعجز كل اللغات عن وصفها
اذا ؟ اذا ماذا يا صغيرتي قاموس الرحيل ذاك لن افتحه ابدا
ابدا امتأكد ؟ انت
لأن افتح قبرى احب الي من فتحه تأكدي

---------------------------------------------من خربشاتي الطائرر

ملاك الجزائر كتب:

جميــل جدًّا
تصلح مقدمة لرواية مــا
بالتوفيق لك كتاباتك مميزة

شكرا لمرورك الكريم
هل حقا هي جميلة فعلا.... اعجبنتي فكرة كتابة رواية مارأيك بفتح العنان للخيال مجددا ومن يدري ربما يكون مقدر لرواية تخلق من هنا فلنحاول اذا

----------------------------------------------

لست ادري كيف كان طعم الفراق عندك ؟ هل تعلمين لم اكن اتوقع ابدا ان تجمعنا طاولة واحدة بعد خمسة عشر عاما ......يااااه مضى شطر من العمر بلاثمن بلامقابل بلا شغف غريبة الحياه كيف سمحنا للايام ان تفعل بنا كل هذا هل تعلمين حين اراجع ذكرياتي اكتشف اننا لم نكن نعرف قيمة الحب لذا فرطنا فيه بتلك البساطة واستسلمنا بكل تلك السهولة شيء يشبه التخذير اصابنا . عفوا أنا اتحدث بلسانك في حضرتك لعل الذي مر بي مختلف عندك
هاتي لي كيف امضيتي هاته السنين من دوني ؟
من دونك انت ..وكيف لي ان احصر خمسة عاما في عنوان اسمه من دونك ؟
كما كنت دوما دقيقة حتى في اختيار الكلمات قلتها لاني اعرف انك قرأت تلك العبارة التي في كتاب احلام " ان المرأة اذا سألت بعد غياب طويل كيف انت فان تقدير الكلام هو كيف هي حياتك من دوني ؟
احلام قالتها عن المرأة تسأل الرجل لا الرجل هو من يسأل
اعلم ذالك ولكنني فهمت المعنى من زاوية اخرى
اي زاوية ؟
اوسع قليلا اذا ما سأل شخص ما انسان متأكد انه كان هو كل حبه ومنتهى حلمه
انت دوما تفهم كما يحلو لك انت لم تتغير ابدا
اخ من الفهم لطالما تأثرتي بغادة السمان ومشكلتها مع عشاقها الذين لا يفهمونها
ولطالما كنت انت مسحورا باحلام هل اسم حبيبتك الاولى كان احلام
تسألين ؟ لو قلت لك نعم ان اول امرأة احببتها كان اسمها احلام هل تصدقين
هل تعني ماتقول حقا ؟ لكنك لم تحكي لي عنها ابدا
وهل حكيتي انت لي عن كل عشاقك ؟
لا ؟ ليس كلهم
ولا أنا
ولماذا ؟
لنفس السبب الذي اخفيتهم عني
هاتي لي ماعندك هل تزوجت الك اطفال كيف هي اخبارك ؟
متأكدة انك تعرفها كلها ؟ لا لا ليس كما كنت ترويها لي بالتفصيل الدقيق
فكرة الزواج لم ترق لي ابدا وقد اخبترك بذلك يوم ان طلبت يدى اتذكر ذالك اليوم؟
اذكر كيف لا ؟ ان كل ماكان بيني وبينك منقوش بذاكرة القلب ؟
.............................................................................

اعرف مدى شغفك بتحقيق احلامك لذا كان الزواج بي او بغيري دائما مرهونا بالقدرة على ركوب طموحك الجامح خصوصا شغفك بالكتابة قرأت كل رواياتك التى نشرت كم كانت رائعة وجميلة هل تعلمين حقا لم اتوقع يوما ان تكوني جادة في طموحك حينها قلت لنفسي انه مجرد شغف هاوي ولكن اثبتت لي الايام كم كنت مخطئا
كم كنا مختلفين في نظرتنا الى كثير من الافكار كنت دائما اكبر قدرة مني على الغوص عميقا وكانت السطحية مزاجي اسغربت يومها من استغرابك من فكرة الزواج ولكن يوم ان وقعت عقد زواجي فهمت وجهة نظرك ماكان يجمعنا ربما لا يتعدى حب للادب للكلمة للشعر
يوم زواجك ؟ غريب لماذا يوم زواجك بالتحديد ؟
نعم يوم زواجي ذالك اليوم حين تقدمت انا وزوجتي الى مكتب الحالة المدنية واثناء ملأ الاستمارة والامضاء عليها رغم الفرح الذي كان يعم الحضور نظرت الى العقد وبدأت اتمعن فيه ماكنت متمنيا ابدا ان يكون اسم غير سمك مسجل ولا تارخ الميلاد هوغير ميلادك ولا اسم الاب ولا الكنية او اسم الام حينها كان حزن يسكنني في اعماقي حت ابتسامتي ماكانت نابعة من القلب كان احساس رهيب اسمع اصوات الزغاريد والتهاني وكأني في بئر , احسست وانا اوقع تلك الوتيقة كأني اوقع معاهدة سلم وانا صاغر للقدر, كان توقيعي اشبه بتوقيع الالمان على معاهدة فارساي . حينها ادركت ان رفضك للزواج كان رفض للتسليم للقدر عكس ما كان يحب قلبك ويتمنى, هو الحب نعم هو من يصنع الفرح الحقيقي مهما احترمنا الناس وقدرناهم لحبهم لنا الا اننا لا يمكن ان نمنحهم اجمل مانملك, هذا ما عشته مع زوجتي وهاذا ما فضتي انت منحه لي انه تسليم الجسد بلاقلب ’ ما اصعب ان تمح جسدا لمرأة بقلب يعيش ببراد يشبه براد الاموات
عفوا سيدي هل من طلبات ؟
انا ارغب بشاي
والانسة هل ترغب بشي ؟
عصير من فضلك
جميل هذا المكان
هل اعجبك ؟ نعم تعرف مدى حبي للبحر
اعرف ان سحر البحر عليك قوي اريد ان اغوص في اعماق نفسك على ايقاع امواجه
ولكنك تعرف اني افضل الصمت على الشاطىء انه بالنسبة لي كمعبد
.................................................................

لم يتغير فيك شيء ابدا نبرتك الحزينة تشاؤمك في الحياة تحاول دوما أن تحملني مسؤولية حزنك وتعاستك كنت أظن ان خمسة عشر عاما كفيلة بان تخلق منك إنسانا آخر غريب حتى زواجك ترويه لي كأنه مأتم وانت تعلم إني منذ أول لقاء أخبرتك أن كل من يعرفني يعشقني وكنت أول من طلب مني أن تكون علاقتنا صداقة دون حب ؟ هل تذكر ذالك
بطبع اذكره وكانت إجابتك حينها : لكن لا يأتي يوم وتقول لي إني احبك فقلت في نفسي ما هذه المرأة الواثقة من نفسها زيادة عن اللزوم
وفي النهاية أحببتني لوحدك ودون معرفة مشاعري الحقيقة اتجاهك قررت وحدك أن تحبني وطلبت مني تقبل قرارك المنفرد وكثيرا ما قلت لك احذر أن الأمر ليس بهذه السهولة لكنك بقيت عنيدا مصرا على مواقفك ومشاعرك ماذا كنت تنتظر مني أن انصهر وفق رغباتك الأنانية رغم انك تعرف أن هناك رجل آخر في قلبي
الحب يا صديقي مشاعر متبادلة ذكريات طويلة الحب مواقف أكثر من كلمات الحب عمر نعيشه في الواقع لا الأحلام والأوهام زمان ومكان شوارع تشهد علينا ليالي سهرناها لطالما حضنت فرحنا وحزننا وكل هذا كله غير موجود في ذكرياتك
لكنني موجود في حياتك ولو في زاوية مخفية
نعم موجود وللاسف فرغم كل شيء لا اعرف مالذي يمنعني على ان اكرهك او امحوك من منها
هل تظنين انني مرتاح لهذا الوضع اعلم اني لطالما كنت عبئا ثقيلا عليك لكن ما في القلب اعظم من قدرتي على التحكم به او السيطرة عليه لطاما تجبرت على مشاعري وخطوت خطوات في طريق الالم كنت اعلم انه طريق موت لكني امشيه وليته موت عادي بل موت متجدد كل لحظة كل نفس ولكن تمر بي لحظات اكون فيها اضعف ....
هو الحنين والشوق ........ ما يجعلني اجثو على ركبي وهن من داخلى بالعقل افكر فاراني مجنونا بل اجن المجانين
الرحيل انه الرحيل
لقد كان هو عذابي تسلل في كل الشيء الرحيل كان النسبة لي رحيل السعادة في كل محطة رحيل الاب ورحيل الحبيبة ورحيل الشباب ورحيل الحرية ورحيل العزوبية ورحيل الاحلام ورحيل الطموح ورحيل الاصدقاء رحيل الاخوة وتفرقهم في دروب الحياة حتى الثواني هي بالنسبة لي صارت رحيل مسمتمر انا اليوم لا اري الحياة الا رحيل كبير نحو غيب لا نعلمه هو اشبه بدوران الارض الذي لا نشعر به
نعم لقد رحلت من القلب الاماني التي تزينك في قلبي رحل الطمع باستعادتك ولكن كما البحر يعني لك اشياءا كذالك تعني لي انت . انت كالبحر كلما جلست على ضفاف عيناك فتحت كتاب حياتي منذ الوعي بالحياة منذ الوعي بالالم منذ الوعي بالحب بالانثى كل المشاعر اسكبها انا في رهبانية حضورك
..................................... رحيل الاب

رحيل الاب

انا كالبحر يوما ما قلتها لك لسانك اخ من لسانك يوما ما سأقطعه لك تراوغ وترواغ بمديحك ومجاملاتك تحاول دوما ان تسسحرني . كلماتك ليست كالكلمات اردت ان تحتفل معي بعيد ميلادي على زورق في وسط البحر كنت ادرك انها وهما تبنيه لي ورغم ادراكي لذالك الا اني احببت الفكرة وخيالك الرومنسي الجميل واليوم تجعل مني بحرا الا تدرك ان للبحر مواسم غضب وامواج عاتية ومد قد يقذف بك الى اعماق بلا قرار
احبك كما احب البحر هديره يحرك مكنونات بداخلى ورواسب منذ بداية تكويني كذالك انت لي عزاء عن كل الذين انتزعهم الرحيل عني كتاباتك وقصصك تعيدني الى ايام الطفوله ايام الحنان وحب والاهتمام هل تعلمين ان كثيرا مما تكتبين اقرأه كل فقرة وجملة وكله اقرأة هي بالنسبة لي كجرعة اوكسجين تدفع بالحياة في عمر رجل ينازع الموت في غرفة انعاش
هناك اناس في حياتنا وجودهم يدفع بنا الى التمسك بالحياه بكل قوة بل هم الحياه فبرحيلهم ترحل الحياة هل تعلمين ان اهم سبب دفع باصحاب الكهف الى طلب الموت من الله هو انهم وجدو كل احبابهم رحلو عن الحياة .
من غير ووجود امثالك في الحياة لاطعم لها .كثيرون رحلو من حياتي قائمه طويلة كلهم تحولو الى ذكريات جملية حميمة لكن تعلوها مرارة الحسرة وهذا ما حرص على تفاديه معك اريدك في حياتي الى الابد باي شكل ولو مجرد مجنون بارواياتك امهم اريدك بلا رحيل
نعم بلا رحيل . او مرة تذوقت طعمه بمرارة كان في 22/09/1996 ان لم تخني الذاكرة كان يوم احد على الساعة الخامسة مساء كنت حينها تلميذا بالثانوية الداخلية حيينها كنت انا واخي عامر بينما كنت في فناء الثانوية انا وبعض رفاقي فاذا بالمساعد التربوي يناديني يوسف ...يوسف ..عندك زيارة فلما التفت فاذا بي ارى احد اعمامي السكانين هناك بالولاية يناديني فاتجهنا مبشارة اليه انا واخي فناداني المساعد تعالى انه يريد اخراجكم الليلة وقد امضى على الطلب . يمكنكم االذهاب معه فطلبت من عمي انبتظرنا يعض الوقت حتي نغير الادوات المدرسية لجدول الغد فاذا بالمساعد يجيبني مباشرة لا داعي لذالك اسرعا معة استغربت ض الشيء لكن لم اعطيه اهمية ونحن نتجه الى خارج الثانوية حتى اننا لم ننزع المآزر فاذا بعمي يخاطبني بهدوء حذر : يوسف ان ابوك مريض بنفس المرض الذي أصابه في الثمانينات وطلب منه الطبيب الذهاب الى حمام معدني لذا اراد ان يراكم قبل الذهاب لانه سيغيب لفترة طويلة
ابي مريض ما هو مرضه
نفس المرض الروماتيزم
لكنه كان بخير يوم السبت حين غادرنا القرية
اصيب بعد السبت
انا صدقته لاني اتذكر مرضه لكن عامر لم يصدقه بالاخص بعد ان ركبنا الطاكسي حيث ان زوجة عمي كانت على متنها وبعض الاقارب حتى صاحب الطاكسي كان من الاقارب الذين لا نلتقيهم الا في المناسبات انطلقت السيارة باتجاه بلدتنا وتلاوة عبد الباسط عبد الصمد للقرءان الكريم اخي لم يصدق عمي على الاطلاق اما انا فصدقته لاني كذلك لم اتوقع ابدا اي خبر سيء لست ادري اكانت سذاجة مني ام اني لم احب في حياتي توقع الاشياء السيئة فصار عامر يترجى عمي
عمي ارجوك اخبرني الحقيقة.... امي ابها شيء لقد تكركتها مريضة
لاتخفي عني عمي ارجوك انها هي
كان يتراجاه وهو يبكي هناك دخلني الشك لكني لم احاول ابدا ان اتعرف على الحقيقة كل ههمي كان محاولة ابعاد كل الاحتمالات الخطيرة عن ذهني حيث ان كل احتمال يدخلي في متاهة مظلمة ما اصعب الخوف من مواجهة الحقيقة والاخبار المفجعة
امك بخير "واش بيك عامر " هكذا كان يردد عمي
وحين دخل بنا الطاكسي الى المدينة
.............................................................................الطائرر