أريد ان أعرفكم اليوم باحدى القمم العالية و الأطواد الشامخة في عالم الفن الراقي إنه أحد أساطير العود الفنان الجزائري المبدع الذي ظلمته الجزائر وغبر ذكره دون ان يسمع عنه أو يعرفه الكثير من أبناء بلده رغم شهرته التي طبقت الآفاق في العالم .... ...... قال عنه عازف العود العالمي العراقي منير بشير ذات يوم : " إن علاّ هو عازف عود استثنائي، و عزفه يتجاوز جميع الطبوع المعروفة في الموسيقى العربية" !!
و علاّ هو مَنْ أدهش المخرج السينمائي الإيطالي برناردو برتولوشي بموسيقاه، إذ لم تكن تفارق أذنيه موسيقى علاّ البشاري و هو يصور فيلمه الشهير "شاي في الصحراء" هي المفارقة الغريبة. الفنان والموسيقار علا البشاري اشتهرت موسيقاه بكونها إحدى العلاجات النفسية التي تستعملها المستشفيات في أوروبا لإراحة وتهدئتهم المرضى.
إنه الأستاذ الفنان علا البشاري الجزائري ......................
إن الاقصاء و التهميش و اللااعتراف، يصيب الفنانين والمواهب في بلادنا فيذهب بأرواحهم على الفور، يذهب بهم و هم أحياء، يموتون قبل موتهم الطبيعي، موت الموسيقار عازف العود الاستثنائي علاّ، و من لا يعرف علاّ لا يعرف جنون العزف و لا عبقرية الأصابع الجزائرية. موت الموسيقارعلاّ موت من نوع آخر.
و علاّ المنسي هذا، المُهجَّر من بلده، المدفون فيها حيا، اسمه الكامل عبد الله عبد العزيز من مواليد 15 جوان 1946 ببشار، تاريخ قد لا يكون دقيقا، لكن الطفل عبد الله أو علاّ (تصغير لعبد الله) هو حقيقة مؤكدة في العُودِ و في العبقرية. وُلِدَ لأب عامل منجمي من مدينة بشار صرف عمره في خنادق مناجم القنادسة السحيقة و المرعبة و لأم اسمها زهرة تنزل من بلاد الأميرة تينهينان و قد خلدها في واحدة من تسجيلاته الموسيقية المبدعة التي سماها "زهرة".
لكم هي سخية هذه المدينة، أعني مدينة بشار، أو كولومب بشار كما كانت تسمى في الزمن الكولونيالي، مدينة وَلاّدة عبقريات و استثناءات، فيها وُلدتْ أولُ رواية جزائرية مكتوبة باللغة الفرنسية "مريم بين النخيل" لمحمد ولد الشيخ كان ذلك العام 1936 و هي أيضا مدينة الروائي ياسمينا خضرا (محمد مول السهول) و الروائية مليكة مقدم و الحاج لكبير و فرقة الفردة و عائشة لبقع و ديوان بشار ....
لو ولد علاّ ألمانيا لكان جالسا في صف بيتهوفن، لو ولد علاّ نمساويا لكان إلى جانب موزار، لو ولد علاّ روسيا لكان إلى جانب تشايكوفسكي، لو ولد مصريا لكان إلى جانب محمد عبد الوهاب .... و لكن علاّ ولد بشاريا فكان إلى جانب النسيان و التمويت غير المباشر.
كان احتفال مسؤولينا بخمسينية استقلال الجزائر، بفرش الزربية الحمراء للبناني عبد الحليم كركللا و يسدل ستار النسيان على علاّ، و في الوقت الذي يعمل العراقي نصير شمة على افتتاح مدرسة لتدريس العود يسقط علاّ من ذاكرتنا و هو أستاذ الجميع...
في الوقت الذي تتسابق على علاّ شركات الحفلات الموسيقية العالمية من باريس إلى ريو دي جانيرو إلى طوكيو إلى واشنطن و تونس و الرباط يُضرَبُ على اسمه بالشمع الأحمر في بلده التي خلدها في موسيقاه، فمن عرق و أتعاب و مِحَن عمال مناجم القنادسة بضواحي بشار أبدع "طبع الفوندو" و هي موسيقى استوحاها من يوميات عمال المناجم و التي من خلالها كرمهم، هم الذين يخرجون الخبر الأبيض من الفحم الأسود، يخرجون الحلو من ملح العرق، يخرجون الفرح من صخر الألم.
نرجو أن يرجع علاّ إلى بلده كي يرفع من مستوى الذوق و يُعلي من موسيقى هذا البلد درجات، و ألا يموت الفتى علاّ قبل يوم الموت.
وهذا أحد المقاطع الشهيرة للفنان ...برجاء الاستماع إليه كاملا وتذوق العود وموسيقى الفوندو النادرة الجميلة
[/center]
ملاك الجزائر المتمردة
عدد المساهمات : 3112
اعلام الدول :
مزاج العضو :
موضوع: رد: سيد العود علاّ البشاري الجزائري السبت أبريل 13, 2013 10:46 am
تعرفت على موسيقاه منذ شهرين و أذهلني عزفه للعود فعلا مبدع و أعتز به كجزائري جميل الموضوع جدا و أحييك عليه صديقي سمير تم تثبيته من قبلي