كل شيء ضدنا
ونحن..
ضد بعضنا
نحب بعضنا بالكلمات المضادة للحب
والعناد المضاد للشوق
والعذاب المضاد للمتعة
كل شيء ضدنا
ونحن ضد أنفسنا
نحاول أن نصالح الحب مع الكبرياء
والعشق مع العناد
والجنون مع المنطق
نحاول ...
أن نصالح عقلنا مع قلبنا
وقلبنا مع وضعنا
ووضعنا.. مع شرعية الأحلام !
كل شيء مستحيل
والممكن ما عاد ممكنا
فلم
على ناصية الوهم وقفنا
نفاضل بين مستحيل .. ومستحيل
وندري
هي دائرة للجنون
دخلناها بكل قوانا العقلية
ولم يعد العقل يفيد للخروج منها
والآن
نرفع الأسئلة قضبانا ونسأل :
هل الحب سجن أيضا
وزنزانة يغلق السجان فيها على نفسه خطأ
بعدما يكون قد أعطى مفاتيحه .. وذاكرته
والأرقام السرية التي يفتح بها قلبه ودهاليز نفسه
لسجين مغامر.. يحلم بالفرار؟
لم يفر أحدنا هذه المرة
بعدما باءت كل محاولاتنا السابقة بالفشل
وبعدما أكتشفنا ونحن نتسلق أسوار بعضنا
أننا السجين .. والسجان معا
وأن لكلينا نسخة من مفاتيح الآخر
وأننا نلبس حبنا علامة مميزة
كما يلبس السجناء
بدلتهم المخططة الرمادية
لم يفر أحدنا.. ولكن
فر الحب منا
يوم أقلناه من مملكة الدهشة
ووضعناه عند أرجلنا
سلاسل حديدية
تجرها أقدام مشلولة الاحلام
انتهى الحب ..
فمن أين نبدأ الحب
ها نحن نطلق الحب رصاصا على بعضنا
ونغرس الغيرة خنجرا في قلبنا
ولا نعود نرى شيئا وسط القنابل المسيلة
التي ألقاها كلانا على الآخر
ونشهق معا
ونحن نرى نرى بعضنا جثة هامدة من دون حب
انتهى الحب ..
ومازلنا بين شك ..وشك
نضارب على بعضنا البعض
نزايد على التدمير المشترك
ونربح الرهان معا
ها أنت ذا رجل عادي أحب أمرأة عادية
ها أنت ذا عاشق تخلت عنه القوافي
وقافية أنا.. لبيت لا بحر له
انطفأت بيننا براكين الشعر
وتحولنا إلى جزر باردة .. منفية
ها أنا امرأة عادية
تمسك قلما غادرته شهوة الكلمات
فكيف يمكن لقلمي أن يدهشك بعد اليوم
وأنت دواته التي كسرتها
والحب الذي كان يسري داخله كالحبر
جف القلم
وجفت عروقنا من آخر نقطة حب
وتدري رغم تعاقدنا على العناد
أننا لن نستبدل بجعبته الفارغة أخرى
ولا بقلبنا الفارغ آخر
فماذا نفعل الآن
وقد فرغنا من بعضنا
وامتلأنا بالحب المضاد
أحلام مستغنامي